|
مسرحية يوم الوفاء الوطني العراقي
سرمد السرمدي
الحوار المتمدن-العدد: 4807 - 2015 / 5 / 15 - 16:58
المحور:
الادب والفن
في يوم الوفاء الوطني العراقي عرضت مسرحية ( الف باء الاه ) في يـوم الثلاثاء المصادف 31 / 3 / 2012 عـلى قاعة المـسرح الكبير في كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل في جمهورية العراق, وكانت من أداء طلبة البكالوريوس في قسم الفنون المسرحية, بطولة علي سمير عوض وتمثيل احمد ضياء وكاظم خنجر, وسينوغرافيا العرض د.نورس محمد, وادارة واعلام الاستاذ عامر صباح, و من تأليف واخراج سرمد السرمدي, واشراف عميد الكلية د. فاخر الربيعي.
((البداية))
((المكان,ليس بعيدا عنك!,الزمان ,لافرق !))
المشهد الأول
شيخ : أليس كذلك ؟
شاب : صدعت رأسي بهذا السؤال .
شيخ :اجبني لأتيقن من امتلاكك لرأس .
شاب :كذلك !.. لا.. ولا ذاك ولا تلك .. هل ارتحت ؟
شيخ :ارتاح بشرحك لي كل ذلك .
شاب :ابتعد عن ذلك لكي لا يتكرر ولو بالذكر فقط .
شيخ : وذاك ماذا ؟
شاب :ذاك انساه كتلك المنسية .
شيخ :تلك لم تكن منسية .
شاب :امست الآن وكفى .
شيخ :ولا تقل كفى لغيرك لأنك تهدرما تحتاج ، تعلن عنا .. تعرضها ولم تشتر ،ولن تعرفها هكذا .. لن تقد ما لها من سحر ..
شاب : مع اني امتلكها .. امجنون انت؟
شيخ :انها لا تمتلك .. ل تستعبد كنحن .. لا تقطع كألسنتنا ..
شاب :ومن اين ستصدر اذاً ..؟
شيخ : لا تحتاج لمصدر .
شاب : ما في الكون لا يصدر عن مصدر ؟ ما في الكون لا ينشأ من منشأ ؟اليست ضمن هذا الكون او لعلها رأسك كونها الوحيد وسجنها الحديد..!
شيخ : لم تفهم .
شاب : لم تفعل ما يفهم لتلومني .
شيخ : كفى .
شاب : قلتها ..!
شيخ : كفى .
شاب : لمن؟!
شيخ : لك كفى .
شاب : بل لك كفى
شيخ وشاب : كفى
شاب : اليس كذلك ؟
شيخ : صدعت رأسي بهذا السؤال .
شاب : اجبني لأتيقن من امتلاكك لرأس .
شيخ : كذلك !.. لا.. ولا ذاك ولا تلك .. هل ارتحت ؟
شاب : ارتاح بشرحك لي كل ذلك .
شيخ : ذهبنا لتلك ..
شاب : وعدتم .
شيخ : بعد ذاك .. ولكن كما قد ..
شاب : ذهبتم .
شيخ : انتهينا الآن .
شاب : انهيتم تلك .. وانتهيتم الغد وربما ..
شيخ : ما للغد ونحن ، دعنا منه ، أبعدنا عنه فلن يكون كذلك الأمس .
شاب : ابتعد عن ذكر ذاك كذلك .
شيخ : ذاك ما تريد ان تعرف وقلت لك كل ما اعرف ..
شاب : ذلك ما تريد ان اعرف ، ولم تقل كل شئ ، كل ذاك الذي حدث ، السبب في ما يحدث وسيحدث ...
شيخ : كان يجب لذلك ان يحدث لاجل تلك ، وسيتكرر ذلك ولكن ليس كذلك .
شاب : لا امل لذلك التلك .. لن يتكرر كذلك مجددا .. لن ادعك تفعل .
شيخ : كفى لضعفك .
شاب و شيخ: كفى .
« لحظتان »
شيخ : ها انا ذا اسبح في بحر المدح بين الجماجم ، جماجم تتأوه ، هاانا ذا اسابق سفينة عظام رفاقي اليك ايتها الشمس اللعينه .. يامن تدعين الوضوح وما غيرك يعمي الابصار عن الحقيقه كلما حنوا اليها بوجهك ، اما انا .. الناجي الوحيد ، فاسكن قفاك المظلم ، لاني مللت كوني غبيا كخيط من خيوطك التي تحرقين به وتحركينه كما يحلو لمن يتستر بك .. ها انا اصل لشاطئ ظلامك .. ما ادراك انت ، ما ادراك بما كان يحاك خلف الشمس لتلومني يا ابن البارحة ....
شاب : هاهي .. ابن البارحة التي تزوجت انت ، ابن الامس الذي تقيدني به بحبلك السري المعلن عن كذبك وزيف فعليك .
شيخ : اقطعه اذا .. ولتمت بلا امس تعيش ليعود .. اقطعه فلا امت لك بصله ...
شاب : انا ابن امسك وخوفك وهمسك .. ابن انهزامك .
شيخ : لا تستحق ما يصلك بنا .. لا تستحق انتصارا لم يعلن عنه ..
شاب : هل انتصرت وقد تركت سفينه البؤس ترسوا بشاطئ تملئه عيون منتظره لامهات يحبسن دم الدمع ويرسمن ابتسامه .. تركت اتنصارك المزعوم يتجسد حين تحطمت السفينه على صخور الشاطئ وتناثرت العظام بين نهاية قوة الموج وبداية ضعف الرمال .. حيث ولد اللاستقرار ..وولدت انا .. هل انتصرت بكونك حيا بين اموات ولدوا للتو ..؟!
شيخ : اتسالني والشمس ذهبت بابصاركم مذهبها ؟ فامسي انتصارنا هزيمه ، ان وجدت الظلام هزيمه ؟ .. نحن انتصرنا بالفعل ، ولكن على من ؟..
شاب : على الحياة باختيار الموت احيانا ، ام على خيالاتكم ؟!
شيخ : بل على الشمس .. ولا تحرك صخرة توجت بركان قبل اوان ذلك ، فكم تاجا زال من راس ملك وخلف حمما فضلت عليها شعوبا كونها .. سكر الكذب على مر الحقيقه .. لم يحن اوان دفن بعد ...
شاب : بل حان اوان دفن ذلك ..
شيخ : ستدفن الغد الذي تجهل خيره ...
شاب : بل امنحه فرصه .. لياتي كما اتمنى ..
شيخ : لتمنيت ذلك اذا .. لتمنيت ما اتمنى ..
شاب : اتمنى الغد المعلوم لا المجهول ، اتمنى قمرا ..
شيخ : ضياءه شبه شمس .. بئس ما تتمنى ..
شاب : يضئ ولا يحرق ، يبدد ظلاما تتستر به انت بكل نعومه .
شيخ : تمنى الشمس اذا .. تمنى الشمس التي اريدها ، التي لا ظلام وراءها شمس تنير كل المكان والزمان .
شاب : بل قمرا حنونا مضيئا لا يخفي ضياء النجوم ولو كان بصيصا لا يسرق حفها بالظهور في عز النهار كما تفعل شمسك ..
شيخ : لا حاجه بنا لضالة نجم ضعيف الضياء اذ جاءت الشمس وحدها تصنع النهار .
شاب : دكتاتورية الشمس تريد ؟
شيخ : ولا ديمقراطية قمرك الذي يستعين بضعف نجومه ليعين ضعف ضياءه .
شاب : بذلك الليل كان قمري هو الدليل الوحيد لنظر ادم ، ام تنكر ..
شيخ : بل كان نهارا تسوده شمس انارت ادم تعسه .
شاب : اتمنى لك هدايه قمري .. اتمنى لك قلبا يسع الحب الذي سينشره ..
شيخ : اتمنى لك بصرا يحتمل ما سينار بشمسي .. وكفى .
شاب : كفى لحقدك .
شيخ وشاب : كفى .
« ثلاث لحظات »
شاب : أتمنى .. أتمنى أتمنى ..
شيخ : أتمنى أتمنى .. أتمنى ..
المشهد الثاني
دخان : اتبحثون عني ؟ ام انا الذي ابحث عنكم ؟
شاب ك ومن انت واين انت ؟
دخان : اجبني انت ان انا الذي اجيب ايضا ؟
شيخ : من يتكلم ، لتظهر لنا ..
دخان : وهل يظهر الظاهر ؟ او يحظر الحاضر ؟ .. هذا انا .. ما تبحث عنه في من يبحث عنك ..
شاب : شيطان !
دخان : لا اعتقد ..
شيخ : ملاك ! دخان : لا اظن ..
شاب : خير !؟
شيخ : شر .. انك شر !؟
دخان : القرار لكم .. اليس كذلك ؟!
شاب و شيخ : من انت ؟
شخص : ايرحكم لو شرحت لكم كل ذلك ؟.. انا المسجون الذي يحرر ليتحرر .. المقيد المنتظر كسر اخر السلسلة التي طوقته مع انه خلق حرا ..
شاب : لا حريه لانسان يدفع جزيه اخطاء من سبقوه ، يولد الانسان مكبلا بالديون ، فلا تكفي القطرة لازالة ضما ارض صحرت ..
شخص : كنت لاكتفي بها لو امتلكت اوراقا ...
شيخ : لكنت مددت الجذور بحثا عن القطرة ..
شخص : ان لم يكن مقطوع الجذور ، فانا رهن بمابين السماء والارض ، كعاصفه تدفع لكل الاتجاهات مطيعه ناقله محطمه كما يراد لها من قبل من ينفخ بها لتفعل ..هيا انفخوا مها حطموا الحلقه الاخيره التي تربطني بكم .. افعلوها لتزول عني لعنتكم .. ابحثوا في اوراقي عما تريدون فما اكثره .. جدوا لكم امنيه افعلها لتكون الاخيره .. لعل امنيتي تتحقق بالخلاص منكم للابد ..هيا ...
شاب : احقا ستفعل ما اريد ..؟
شخص : ليكون لي ما اريد ..
شيخ : وانا .. هل سيكون لي ما اريد ..؟!
شخص : بهذا تزول لعنتكم عني واكون قد حققت لكم الف امنيه وامنيه .. واتحرر من سلسلتي ..
شاب : لدي من الاماني الكثير .. اسمع ..
شيخ : بل انا اولى بان يسمع .. فلدي الاكثر فائدة ..
شاب : اسمع مني ..
شخص : اسمعوني قبل ان تعلنوني .. ، لقد وجدتكم معا .. فتمنوا معا ، ولا وقت هنا يمتد ..، هي سبع دقائق لتقرروا ، وغلا بحثت عن امنيتي في اخرين .. وما اكثر من يبحثون عني وابحث عنهم من المحيط الى الخليج .. تمنوا .. تمنوا .. تمنوا ..
شيخ : اتنظر .. كله بسببك .. ولكن هل حقا ما رايت وسمعت ..؟!
شاب : هل اكذب عيناي .. اذناي ، ماذا يجب ان اقول .. ان اتمنى ؟
صوت : الاولى .
شيخ : كل الكون اذا ، بل الأرض .. إنها أمه . نعم بقصة خضراء من الأرض تمتد من الشرق إلى الغرب تسكنها الأفراح والأعراس والأعياد والتقدم والحضاره سمتها .. والناس فيها من كل جنس ولون وكلهم يجمعهم حبها ويعملون على ديمومتها ليحتفظوا لاجيال بعدهم تراثا لا يبدل بالانفس ..
شاب : ولا تكون هنالك حدود بينهم ولا فوارق اقتصاديه وثقافيه واجتماعيه فالعالم يشارك المتعلم بعلمه كما الفقير ينصره الثري على فقره .. ولتكون امه تفتخر باتباعها كل الامم ..
شيخ : امه قوبه .. اقتصادها وجيشها وحكمتها وصدقها في خدمة ابناءها ..
شاب :امه كريمه .. لا تبخل على شبابها فيهجرها طلبا للحريه ..
شيخ : امه رحيمه .. تضمن لشيوخها حفرا يدفنون فيها ..
شاب : امه تقدس الانسان وترحم الانعام ..
شيخ : امه تعبد الله ...
شاب : ولا تركع لاي من الاصنام ..
صوت : الثانيه .
شاب : هذا كثير ..كثير ، لتكن دوله ، فهي ليست بالقليل ، دوله يحكمها العدل والنظام والاحترام المتبادل بين مواطنيها ..
شيخ : وما تستطيع الدوله ان تفعل وحدها !
شاب : تستطيع الكثير .. ان تكون نموذجا للحريه والتالف والمحبه ..
شيخ : وان لا يشكو فيها فرد الا ونجدته الجماعه ، ان لا تتنكر لماضيها بدعوى الحداثه ...
شاب : ولا تغفل عن تقدمها بدعوى الاصاله ، ان لا يعلو فيها اناس فوق رؤوس الاخرين ...
شيخ : ان لا تمنع فيها الدمعه ..
شاب : ولا تقتل البسمه ...
شيخ : هي الدوله اذا .. ولكن انا من يحكمها فحكمة الشيوخ يشيد لها التاريخ مقابل هلع وهوس الشباب بالسلطه ...
صوت : الثالثة .
شاب : اجتت .. انها فكرتي اصلا ، ثم تريد ان تعود بنا لعهد شهد الشيب براسك على زواله ..
شيخ : لن تكون دوله ان لم تسلح بالحكمه ، لن تصمد ، ولن تكون بذره الامه التي احلم بها ..
شاب : لا اريد دوله .. لا اريدها دوله ضعيفه تعصف بها الانقلابات بسبب تخلف حاكمها ، وقد تتهم بالعماله ..
شيخ : لكن مدينة .. مدينه اراس مجلسها ..
صوت : الرابعه .
شاب : بل حبا صغيرا .. يليق بان يقوده شاب مثلي ، حيا تسوده المحبه والالفه والسعادة ، ويكون مثار اعجاب الامم والدول والمدن التي يحكمها امثالك ..
شيخ : وانا للحي مختار ..
شاب : انت الذي لن اختار ..
شيخ : قدر وضعي ومركزي الحساس ، فقد كنت عريفا كبيرا في الجيش ..
الصوت : الخامسه .
شاب : عريف ؟! تريد امه ودوله ومدينه ليحكمها عريف !، يكفيك شارعا واحدا لتجعل كل من يمر فيه سلام لعرفاء ..
شيخ : هو ذاك .. شارع باسمي اكراما لمجهودي في الحرب ..
شاب : لا اذكر للحرب بذاك الشارع ، فساملئه بالنوادي الرياضيه والثقافيه ، وساسميه شارع الناس ..
شيخ : كل الناس !
شاب : كلهم .
شيخ : كل الناس في شارع واحد ! من اين ستمر سيارتي اذا ..
شاب : سيكفي لكل الناس ما دالم يجمعهم الحب .. ولكني اخشى ..
شيخ : لا يجمع الناس في شارع بل في بيت حيث لا بد لرغبات ساكنيه ان تتوافق ليعيشوا بسلام .. والا تحطم على رؤوسهم ..
صوت : السادسه .
شاب : هو البيت اذا .. البيت الذي تجتمع فيه العائله بسلام حول مدفاة في برد الشتاء يتجاذبون اطراف الحديث بقصص تملا صدورهم بالحب للحياة .
شيخ : قصصا عن ماضيهم وأمجادهم واصالتهم .
شاب : وفي الصيف يرقبون سماء القمر الصافيه ليلا ..
شيخ : بل يرقبون الشمس ام النهار ..
شاب : يسمعون كلام جدهم وينتظرون الشمس لا .. بل كلام اباءهم ..
شيخ : لو كنت اباءهم حقا لجعلتهم يفعلون ..
شاب : ان ابني هو من سيفضل قمرا بهيا يبدد الظلام ويطرز السماء بما حوله من نجوم .
شيخ ك لو كنت ديمقراطيا كما تدعي لاشركت زوجتك في تربية ابنك وانا واثق من كونها ستعقل كلام عجوز حكيم مثلي مراده مصلحة احفاده واحفاد احفاده ...
شاب : بل اشركها وستوافقني على كون ابني سيختارني مرشدا ..
شيخ : لو كنت ديمقراطيا ..
شاب : انا كذلك ولاخرسك ، ساجعل ابني هو من يقدر ...
شيخ : هكذا تكون .. وليقدر ..
شخص : السابعة .. اليس كذلك ؟!
شاب : قررنا ..
شيخ : نعم قررنا ..
شخص : ماذا ؟
شاب : ان يكون لي ابن .. انسان خاق .. قادر على الاختيار ..
شيخ : نعم .. حفيدي هو الذي سيحكم .. سيختار حكما ..
شخص : حكم !! ياانسان ، تولد مسيرا في البدايه وتكون مخيرا في حكم النهايه ، وحين تحكم لتحدد نهايتك ، فتفضل ان تبقى مسيرا .. فلماذا خلقت اذا ؟ لتتعذب لترتاح ما الفرق ما المهم اكثر من سبب خلقك ، لو حاولت الحكم في هذا .. لعلك سترتاح .. فاحكم لتحدد نهايتك ، لتثبت كينونتك ، فاحكم ياانسان .. فاحكم .. مادمت القاضي الان ..
شاب : سيفعل ابني
شيخ : حفيدي ..
شخص : اليس كذلك ؟ علمت بذلك ، ها .. ها قد كسرة السلسلة ، ها قد نلت امنيتي وان محقق الاماني ، كم كنت سهلا معكم وانتم ما اصعبكم .. با ه ه .. الف امنيه وامنيه لتحققوا لي امنيه واحدة فقط .. لكم ماتريدون حالا .. وداعا للابد ، او قد تلتقون باخواني يوما ما .. ستتعبوهم اكيد ن ولكنهم سيؤدون ما وجدوا لااجله .. اما انا .. فوداعا نهائيا .
شاب : اين ؟!
شيخ : كيف ؟!
المشهد الثالث
فتاة : (( تبكي ))
شاب : ايوم عرسك .. يوم تحقق كل أحلامك تبكين ؟! حبيبتي ما أحلاها من كلمة .. حبيبتي آه ، ها انا املك العالم بنظرة لعينيك ولكن دون بكاء دون هذه اللآلئ الدمعية التي رغم انها تزيدك جمالاً إلا انني لا أحتمل كوننا معاً وتذرفين الدمع ..تعالي يا أرق ما صادفني بهذه الدنيا من قدر يا أجل حلم اعيش ليكتمل ، هيا معي نرقص فرحاً وطرباً بما يعزف لنا لقدر من الحان إحتفالاً بكوننا معاً والى الأبد يا حبيبتي ...
شيخ : يا ابنتي .. طاوعيه لتفرحيني ، فابتسامتك هي الحقيقة الوحيدة في هذا الكون المبهم ، ويكفيني أقضم نفسي كالمجنون والومها على ما فات وأمنيها ب ات لا قبل لي بتصديقه .
شاب : صدقت .. لكأني في كابوس واستيقضت الآن .. مشكلة الأنسان الا يعيش الآن .. اللحظة .. الا في حلم ماضٍ أو آت فيضيع منه العمر ولا يدري ..
شيخ : فهو يخطط للغد ويتذكر خطط الأمس .. واللحظة تلو اللحظة تسحب كالبساط من تحت قدميه ويتوهمانه عاش ولكنه لم يعش في الحقيقة ابداً ، هيا لنفرح لنغني فقد ظننت اني افقد عقلي حينما حلمت او تخيلت ، لا أدري ، بأن دخاناً .. تصوروا .. دخاناً يقول لي شبيك لبيك ..
شاب : سبحان الله ذات الكابوس ، إلا انه كان شخصاً ، كأنني كنت محموماً يهذي حين صدقت بانه .. يالغبائي ، اتدرين كم صعب الإبتعاد عنك حتى ولو كنت أفعل ذلك لأخذ قسط من النوم ..
شيخ : ليقربكم الله ولا يبعدكم عن بعضكم ولا عني ، فتذكروا اني ادخر ظهري ليحمل حفيدكم هكذا ..
شاب : ياه .. كم اتشوق لرؤيتك تحمل ابني كالحمار ياعمي .. عفواً لم أقصد ...
شيخ : شيخ لا تشغل بالك ، فحفيدي يستحق ان احتمل قلة ادبك ، اقصد مزاحك .. هيا يا ابنتي امسحي الدموع فلا داعي لها فانت لن تفارقي اباك حبيبك لأنك ستعيشين معه طول العمر وبنفس البيت الذي ملئته بضحكاتك صغيرة وكبيرة فهيا يا سويداء قلب اباك ابتسمي .. نعم .. هكذا .. لتفعل شيئاً لتفرحها لترقص كالمهرج فهذه المواقف ستمر بك كثيرً ..
شاب : ياه .. اكنت مهرجاً طوال زواجك .. اقصد بكل موقف كهذا ..
شيخ : هيا يا ابنتي امسكي يد زوجك ..
شاب : هيا حبيبتي لندخل غرفتنا ..
فتاة : لماذا ؟!
شيخ : ماذا تقولين يا ابنتي .. انه زوجك الآن ..
شاب : اولا تعلمين لماذا ؟!
فتاة : اتحبني ؟
شاب : اتسألين ؟ طبعاً احبك ..
شيخ : وانا ايضاً .. لم تسألين يا ابنتي ؟
فتاة : ستسامحوني اذاً .. وستنتقمون لي كرجال لا يهنألهم نوم ولا عيش ..وشرفهم ..
شيخ : ماله ..
شاب : اكملي ..
فتاة : آه.. لقد تم
شاب : لا.. لا اصدق ما تقولين لأنك ادخرت الإعتراف بجرمك حتى اللحظة الأخيرة .. اين كنت يا مخا دعة قبل ذلك .. اتحسبين اني ساسامحك ابداً ..
شيخ : من من ننتقم .. وانت انتقمت مني اشد انتقام مقابل حبيوعطفي وطيبة قلبي التي ضمتك بعد موت امك التي ارتاحت من هذا اليوم المشؤم .. لو كان هنالك انتقامفهو منك لخداعك لأباك المغفل ..
فتاة : اقتلوني خلصوني من عار ضلالكم بسببي ولكن قبلاً يجب ان تعطوني حقيان تنتقموا لي لأني لم ارض بما اصابني لا ليس كما تقولون ..
شيخ :ليس لديك حق في أي شيء ولا تستحقين حتى التراب الذي سيأويك ..
شاب : لا اصدق ان اجبر على قتلك بيدي .. ولكني سافعل ..
شيخ : بل انا من يجب عليه ذلك .. تعالي يا عاري ..
فتاة : ابتعدوا لا .. لاذنب له ليموت معي ..
شيخ : وتحملين أيضا .. أنت ..؟!
شاب : الآن .. الآن بانت كل اللعبة .. برهان أكيد على طول فترة خداعك لي ..
فتاة : لا .. لست كما تظن ، لقد حدث الأمر بغرابة وقسوة ، كنت نائمة فقط ، وإذا بي انظر لسماء اجتمعت فيها الشمس والقمر ، والليل بالنهار .. رأيت القمر نهاراً والشمس .. الشمس تتوسط النجوم في ليل غريب ، أتقسم السماء نصثفين أكان كابوساً ؟..والأرض التي سرت عليها .. كانت خطاً متحركاً من موج ورمل كأنها نهاية بر وبداية بحر ، كنت أسير مرغمة وكان كل البشر ينفخون ريحا حولت ثوبي لشراع يدفع بي حيث لا أرى دلالة اهتدي بها ..صرخت إلى أين يا عرب ؟..كانوا نائمين ينفخون ، حاولت التوقف فلم استطع ..وحين دق جرس المنية صارخا حان وقت النوح رأيت الدم يملاني وبطني تنتفخ أكثر فأكثر ، كنت نائمة مطمئنة لوجودكم لحمايتي من كل سوء ..سيمفونية البؤس عزفت بشخيركم ولكن من الملحن ..المايسترو الذي تشهد عفتي على شيطانيته ..
شاب : ابني هل تحملين ابني ..ولكن كيف ؟
شيخ : انه حفيدي ..أكان ما حدث حقيقة..؟
شاب : البيت الشارع الحي المدينة الدولة الأمة ..كلها كانت..
شيخ : حقيقة ..سيقرر ..سيولد سيل مجد السيوف
شاب : سيقرر..سيولد من ينشر الحب..انه حقيقة ..
فتاة : اترضاني بنتا وأنت أتقبل بي زوجة بي زوجة ..لو كانت رجولتكم تمنعكم من النظر إلي فكيف لا تنتقمون لي ولكم ؟..تعرفون؟..لا بد إنكم تعرفون من أب هذا الذي ينمو كالروح في رحمي ..
شاب :أب..كلمة من حرفين،لاتهمني بشى لو كانت ولدت لي ما أتمنى..فلتكن ما تكن لن تتجاوز الحرفين الألف و الباء..
شيخ:سيولد..ويقرر..ويغير وجه العالم إلى الأفضل..هذا هو المهم لا الألف والباء.. يجب ان تلدي الطفل..
شاب:ولو كان موتك هو الثمن..فستحيين بافعاله..
فتاة:آ..آه..آه..
شيخ:لتصمتي.
شاب:اسكتي.فتاة:هل تسكت مغتصبة؟!هل تسكت مغتصبة؟!
شيخ:صدعت راسي بهذا السؤال.
فتاة : هل تسكت مغتصبة؟!
شاب : صدعت راسي بهذا السؤال.
فتاة :أتسمعني..يا ورما خبيثا يمزق أحشائي..ابن من أنت؟ابن تجيب؟..كان أباك موفقا في اختياره..فهؤلاء قوم لا يخشى منهم..وقد اغصبني مرتين،من المجهول ومن المعلوم ..من دنس تسلل كالذئب ليفترس شاة راعيها غافل ،ومن راع سلم الشاة قربانا للذئب الغافل..آه..آه..
شيخ:انه المخاض ..سيولد..
فتاة:آه..لا أريد أن يولد ..لو ولد سأموت..آه..آه..
شاب:يموت النهار ليولد الليل..
شيخ:والليل ليولد النهار..
فتاة :أتسمعني..لا اصدق ما يقولون يا ورما خبيثا يمزق أحشائي ولا طاقة عقل لي لأردهم بما يعقلون..لأنني لم اعد أثق بالعقل سأثق بقلبي وهو يصرخ في بان ما يحدث مهزلة اخرها ماساة .. ساقتلك ولو كنت اموت بذلك لكي لا اترك ذنباً ورائي العن مع هولاء عليه من قبل السماء والأرض .. لتمت .. آه..آه.. انه يقتلني ويخرج عنوة ..آه..آه..آه ..
شيخ : احكم احكم احكم ..
شاب : هيا فاحكم ..
شيخ وشاب : احكم احكم احكم..
المولود-اليس كذلك! ((النهاية))
سرمد السرمدي طالب - دكتوراه - تمثيل - كلية الفنون الجميلة - جامعة بابل
#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين إعداد الممثل والتحضير للدور التمثيلي
-
سانفورد ميسنر واعداد الممثل المسرحي والسينمائي
-
تأثير سانفورد ميسنر في فن التمثيل المعاصر
-
تقنية ميسنر لإعداد الممثل وتطبيقاتها في تمرينات المسرح العرا
...
-
الأداء السينمائي للممثل في العرض المسرحي العراقي
-
مخرج بولندي
-
أستاذ من كاليفورنيا يلقي محاضرة حول الفنون الجميلة في جامعة
...
-
مناقشة من قبل الأستاذ الدكتور طاهر يوسف الوائلي
-
باشراف الأستاذ المساعد الدكتور عقيل جعفر الوائلي
-
مشهد مسرحي عراقي
-
تفجير مسرحي في بابل
-
تزوير بشار عليوي لتاريخ المسرح العراقي
-
مشكلة الإخراج في عروض المسرح البابلي
-
دور المخرج في عروض مسرح الحلة
-
الخطاب النقدي في العرض المسرحي البابلي
-
تقنيات العرض المسرحي في بابل
-
نقد عرض مسرحي بلا جمهور
-
محو الأمية الثقافية في بابل
-
التمثيل ( داخل ) كلية الفنون الجميلة
-
التمثيل ( خارج ) كلية الفنون الجميلة
المزيد.....
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
-
-المتبقي- من أهم وأبرز الأفلام السينمائية التي تناولت القضية
...
-
أموريم -الشاعر- وقدرته على التواصل مع لاعبي مانشستر يونايتد
...
-
الكتب عنوان معركة جديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي والناشرين
...
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|