أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صائب خليل - علينا ان ننسى: البريطانيان كانا يحملان جهاز تفجير عن بعد














المزيد.....

علينا ان ننسى: البريطانيان كانا يحملان جهاز تفجير عن بعد


صائب خليل

الحوار المتمدن-العدد: 1334 - 2005 / 10 / 1 - 08:51
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


لا يعرف متابع الاخبار المتعلقة بازمة البريطانيين في البصرة دربه! فهو لا يعرف ان كان من المفروض على بريطانيا ان تعتذر للعراق ام العكس؟ وما هي علاقة ايران بالامر؟ هل ان "الارهابيين" هم من اعتقل البريطانيين ام الشرطة العراقية ام ميليشيات الصدر؟ ماذا كان البريطانيين يفعلان في السيارة وما هي مهمتهما؟ هل لها علاقة بمراقبة الحدود مع ايران فعلاً؟

المشكلة او ان شئت الفضيحة, مع البريطانيين تكاد تتحول الى فضيحة ايرانية بقدرة قادر, او بقدرة اعلام يترك الموضوع ليتحدث عن المهمة المزعومة للجنديين في مراقبة التدخل الايراني, ثم ليتحول الى ذلك التدخل ويفيض في الشرح فيه لينسى القاريء اسئلته الاساسية عن الموقف من الجنديين.

لنستمع الى الاخبار:

صحيفة الصنداي تايمز ان الجنديين " كانا جزءا من فريق يراقب تسلل المسلحين من ايران ", ثم تعطينا الصحيفة تفاصيل عن ذلك الفريق المكون من 24 فرداً من القوات الخاصة..الخ الخ, لكن ليس من الواضح من التعليق ان كانا في تلك اللحظة يقومان بمثل تلك المراقبة, فهل هناك حدود مع ايران حيث القي القبض عليهما؟
"وحاصرت القوات البريطانية مركز الشرطة ولكن المفاوضات لاطلاق سراح الجنديين توقفت" اية مفاوضات مع قوات تحاصر مركز الشرطة؟ وكم استمرت المفاوضات لتتوقف؟

"رئيس الوزراء العراقي إبراهيم الجعفري و وزير الدفاع البريطاني جون ريد أعلنا أن تلك الحادثة لم تؤثر على العلاقات بين البلدين."
اليس من المفروض من رئيس الوزراء "العراقي" ان يتحقق مما جرى اولاً, فربما يستدعي الامر ان "يزعل" من البريطانيين, قبل ان يقرر ان كانت "الحادثة" ستؤثر او لاتؤثر على العلاقات بين "البلدين"؟

لسنا وحدنا في حيرتنا, من الاخبار, فـ الشيخ همام حمودي رئيس لجنة كتابة الدستور, يرى ان "الحالة غريبة وتحتاج الى دراسة دقيقة ومعمقة وموضوعية." ثم يأمل قائلاً : " ومثل هذه الامور ينبغي ان يكون التحقيق فيها شفافا وواضحا ويتحمل كل طرف مسئوليته "
ويبدوا لي ان الشيخ همام حمودي يعيش بعيداً عن العراق لأنه مازال يتحدث عن الشفافية.

البريطانيين قالوا انهم سيفعلون ذلك ثانية "إذا تعرضت حياة أي جندي بريطاني للخطر", لكن الجعفري نسي ان يقول شيئاً بالمقابل عما سيفعل "اذا تعرضت حياة اي شرطي عراقي للخطر", هل قلتُ "تعرضت؟" اقصد اذا قُتل بضعة افراد من الشرطة فعلاً.

صحيفة «ذي تليغراف» نقلت عن المسؤول العسكري البريطاني قوله إن «الرسالة التي أرسلتها هذه العملية للارهابيين في العالم بأسره هي أنهم لن يتمكنوا من أخذ الجنود البريطانيين رهائن ويفلتوا بفعلتهم». اي ارهابيين؟ إذا لم يعتبر هذا المسؤول افراد الشرطة العراقيون ارهابيين, فالرسالة ستكون : اذا اخذ الارهابيون جنوداً بريطانيون كرهائن فسنقتل رجال الشرطة العراقيون!

هناك اسئلة كثيرة جداً لابد ان يجاب عنها واخبار يتوجب التحقق منها ومراجعات ومواقف يجب تحديدها من قِبل اطراف عديدة, ولكني في هذه الغابة الشائكة من كل تلك النقاط والاسئلة اود التركيز اولاً على سؤال واحد فقط : ماذا كان الجنديان يفعلان بـ "جهاز ريموت للتفجير عن بعد"؟ اية تفسيرات يمكن ان يقدمها البريطانيون لإحتمال استعمال هذان الجنديان لمثل هذا السلاح في هذا المكان, وكيف يساعد جهاز تفجير عن بعد في مراقبة نشاط المخابرات الايرانية او تهريبها للاسلحة الى العراق؟

اراهنكم ان احداً لن يجد جواباً عن هذا السؤال, وان البريطانيين سيتحدثون عن كل شيء, ربما برروا وجود جميع الاسلحة الاخرى وربما اعتذروا عن التخريبات, وربما عوضوا من قتلوا, او قاموا بالعكس بتظاهرة عنجهية, وطالبوا هذه "الحكومة" بالاعتذار لبريطانيا وتقديم تعويضات(!). كل شيء ممكن, ما دام يبعد "جهاز الريموت" عن الاضواء ويجعله خارج المناقشة. هذا ما ستجدونه ايضاً في معظم المقالات التي ستتحدث عن الموضوع في الايام القادمة, وستأتي على كل التفاصيل الا جزء واحد يتوجب على العراقيين نسيانه تماماً.

يذكرني هذا باديب عربي كتب مرة قصة عن ابليس الذي اراد ان يتوب يوماً, فتوسل الى شيخ الازهر وغيره دون جدوى. فلم يجرؤ احد على قبول توبته, لأن نصف القرأن الكريم يعتمد على كفر ابليس كما تقول القصة, لذا توجب على ابليس ان ينسى سؤاله وان يبقى عاصياً, لأن توبته تخرب نظاماً كاملاً.

السؤال عن الغرض من "الريموت" لدى البريطانيين, لا يبدو له اي جواب جيد. فهو مثل توبة ابليس, يهدد نظاماً هائلاً بالانهيار, لذا توجب اعدامه. لأنه ان طرح, ولم يتمكن البريطانيون من ايجاد تفسير له غير نوايا تخريبية ارهابية, فمعنى ذلك ان البريطانيين كانوا يحاولون القتل وزرع الفتنة بين الشيعة والسنة. ومعنى ذلك انهم ربما كانوا قد فعلوها سابقاً, ومعنى ذلك اننا نجد تفسيراً للزرقاوي اكثر اقناعاً من كونه ذلك الاردني الخارق, ومعنى ذلك ان الحكومة العراقية يجب ان تطلب من الحكومة البريطانية سحب قواتها فوراً من العراق, وهذه كلها انظمة كبيرة لايسمح لها ان تنهار من اجل سؤال.

هكذا توجب على سؤال "الريموت" ان يموت, وادعوكم من الان لمراقبة احتضاره في التصريحات والتغطيات الصحفية القادمة!



#صائب_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فتوى السيد الاخيرة
- إيمان العلمانيين بالزرقاوي!
- عراقيوا الخارج خارج الدستور
- تعديلات الدستور تزيده اعوجاجاً: الغاء مادة حقوق الانسان الدو ...
- تأجيل الدستور لتعديلات طفيفة لاقناع اليسار العراقي للتصويت ع ...
- رغم مصائبه, ليس العراقي معفياً من فهم العالم: الارهاب, اميرك ...
- في الدستور تنازلات بلهاء عن حق العراق في التكنولوجيا
- ما موقف الشيوعيين من المادة 110 ثانياً؟
- الارهاب المبدع
- لنهنئ انفسنا أن وصل بعض صوتنا الى الدستور
- لماذا ظهر الدستور كعروس منفوشة الشعر؟
- اعتراضاتي على نقاط الدستور
- حديث دكتاتور اعتيادي الى شعبه الاعتيادي
- علي فردان ودفع الشيعة العراقيين باتجاه الطائفية
- دولة الكمان العراقية: دولة -علي- بابا والاربعين حرامي
- العلمانيون والإسلام: مقالة ليست ممتعة علمانيا
- ديمقراطيينا بين ولاية الفقيه وولاية السفير
- اليسار والاسلام: فرصة للتعاون في الوقت الصعب
- اصل الانسان مرجوحة
- امنيات دستورية


المزيد.....




- أمريكا تكشف معلومات جديدة عن الضربة الصاروخية الروسية على دن ...
- -سقوط مباشر-..-حزب الله- يعرض مشاهد استهدافه مقرا لقيادة لوا ...
- -الغارديان-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي ل ...
- صاروخ أوريشنيك.. رد روسي على التصعيد
- هكذا تبدو غزة.. إما دمارٌ ودماء.. وإما طوابير من أجل ربطة خ ...
- بيب غوارديولا يُجدّد عقده مع مانشستر سيتي لعامين حتى 2027
- مصدر طبي: الغارات الإسرائيلية على غزة أودت بحياة 90 شخصا منذ ...
- الولايات المتحدة.. السيناتور غايتز ينسحب من الترشح لمنصب الم ...
- البنتاغون: لا نسعى إلى صراع واسع مع روسيا
- قديروف: بعد استخدام -أوريشنيك- سيبدأ الغرب في التلميح إلى ال ...


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - صائب خليل - علينا ان ننسى: البريطانيان كانا يحملان جهاز تفجير عن بعد