بهلول الكظماوي
الحوار المتمدن-العدد: 1334 - 2005 / 10 / 1 - 08:45
المحور:
كتابات ساخرة
( بغداديات )
الحاقاً ببغداديتي السابقة التي كان عنوانها ( بيت شلفاطة ) ,
وردتني عدّة رسائل الكترونية من أخوة أعزّاء تعتب عليّ بأنّي لا أواكب الاحداث , وذلك لانّي اهملت التعليق على تصريحات وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بخصوص مزاعمه بالتدخّل الايراني بالشؤون العراقية , و توجّساته و مخاوفه من وقوع العراق تحت السيطرة الايرانية و عتبه على أميركا لسبب تراخيها وإهمالها التصدي لذلك الخطر الإيراني المزعوم .
بل تعدت هذه الهواجس و المخاوف السعودية ألي حثّ العرب و شحذ هممهم لاجل التصدّي لهذا المد الفارسي الإيراني المزعوم بإرسال جيوش عربية إلى العراق لصد التغلغل الإيراني , تمّ كلّ ذلك بعد زيارة العاهل الأردني للسعودية حاملاً معه ملفات ملفّقة عن هذا الخطر الإيراني المزعوم , و كأنّما العراقيين مسلوبي الإرادة و مغفّلين ولا يقوون على الدفاع عن أنفسهم تجاه المطامع الإيرانية في بلدهم , و وصل بهم الضعف و الوهن إلى أن يصبحوا اليوم بحاجة إلى مساعدة العربان الذين لم يستطيعوا أن يحركوا ساكنا بالتصدّي للعدوان الاسرائيلي على الشعب الفلسطيني لطيلة ما يقارب الستّون عاماً .
البغداديّة :
تروي القصّة انه حينما قدمت الجيوش الغربية بقيادة أميركا لمعاقبة عميلها صدام حسين سنة 1991 , و حطّت رحالها ابتداءً بأراضي دول الخليج العربي تمهيداً لضرب العراق ,
وكان من ضمن معدات جحافل هذه الجيوش كتائب تتكون من دبابات حديثة الصنع , ضخمة الهيكل , فاعجب أحد أمراءنا ا لعرب بدبابة من هذه الدبابات العملاقة , و لا ادري هل تخيّلها ناقة أو جملاً أو جاموساً برّياً .
و إمام انبهاره بالدبابة لم يتمالك الأمير نفسه الاّ و خلع عباءته و نزع عقاله و شمّر ساعده ليرمي نفسه مضطجعاً على الأرض زاحفاً على ظهره ليدخل تحت الدبابة , وكأنّه يبحث عن شيء ما يوصله إلى حقيقة هذا الابتكار الرائع و سرّ هذا الاختراع العجيب .
و تمضي الدقائق و يمر الزمن و أميرنا المبجّل مضطجعا تحت الدبابة يقلّب كفّيه و ناظريه يمنة و شمالاً بدون جدوى .
و يسأله مساعدوه فيما إذا كان محتاجاً لمساعدة , و ليجيبهم الأمير بكبرياء العسكري الخبير المحنّك الذي خبرته صولات الحروب و جولات و وقائع منازلة الميدان بأنّه لن يخرج الاّ بعد أن يحل اللغز المحيّر للعقول و الألباب !
و يمضي الوقت على أميرنا الذي نسي حياة الصحراء القاسية و تطبع على حياة القصور الملكية الفارهة المترفه و هو ألآن صريع كبريائه و عنجهيته و غروره مضطجعاً تحت الدبابة الأمريكية .
وإذا بآمر الجحفل الأمريكي يصرخ بالأمير مستعجلاً إياه ليخرج , لانّ كتيبة دباباته إمامها مهمّه مستعجلة للتحرّك إليها سائلاً له عمّا يريده من التفتيش تحت الدبابة ؟
و عندها خرج الأمير مجيباً دعوة سيده الجنرال الأمريكي قائلا ًله :
والله يا صاحبي مضت عليّ ساعات عصيبة أفتش فيها جاداً في البحث تحت الدبابة لاعرف هل هي ( فحل أم نثية ) ذكر أم أنثى ؟
فعندها أجابه سيده و تاج رأسه الجنرال الأمريكي :
هذه ( الدبابة ) التي أمامك لا هي بفحل ... و لا هي بأنثى , لأنها ليست من جنس مخلوقاتكم التي تعوّدتم عليها !
و ألآن عزيزي القارئ الكريم :
علّمونا أهلنا في العراق آن الخيل لخيّالها .... و أن السيف لضرّابه !
علّمونا انه ليس كلّ من امتلك فرساً بفارس ... و لا كلّ من امتلك سيفاً بمقاتل !
لقد امتلكت السعودية طائرات الاستطلاع المتطوّرة ( آواكس ) سنة 1980 ابان الحرب العراقية الايرانية , كان كل طاقمها من الامريكان , و لحد ألآن لم يسمح و لا لمواطن سعودي واحد بالتدرّب عليها .
و منذ اكتشاف النفط لحد ألآن امتلكت السعودية شركات عملاقة و ناقلات نفط عملاقة ولكن طاقمها كله من الخبراء الأجانب !
بل أزيدك علماً عزيزي القارئ الكريم :
انّ حتّى التصريحات التي تارة يصرّح بها أمير سعودي أو أمير اردني .... الخ
حتى هذه التصريحات , بل حتى الدعم المادي او و المعنوي او الدولي لمعارضي الحكومة العراقية الحالية ما هي الا امتثالاً لأوامر و توجيهات اللاعبين الكبار تهدف إلى خلق توازنات لصالح طول امد بقاء الاحتلال بالمنطقة .
لقد عهدنا حكامنا سواء كانوا رؤساء أو ملوك أو أمراء لا ينطقون عن الهوى !
بل هو وحي من أسيادهم إليهم يوحى !
و رحم الله من اختصر وصفهم بالبيت التالي :
خليفة في قفص بين وصيف و بغا ...... يقول ما قالا له كما تقول الببغا
ختاماً :
انصح حكام المنطقة الذين يرسلون لنا بهداياهم من الحيوانات المفخّخة و يستميتون
بكل ما اوتوا من جهد و مال لاجل تحقيق حلم مستحيل كاستحالة رجوع الشيخ الى صباه لاجل ارجاع حزب البعث الديناصوري للحكم في عراق المقدسات الذي قال كلمته بحق هذه الفئة الباغية ,
انصحهم بتوفير اموالهم و جهودهم لمراعات شؤون رعيتهم التي حتماً ستنقلب عليهم مطالبة بحقوقها المهظومة من قبل هؤلاء الحكام , سينقلب السحر على الساحر آجلاً ان لم يكن عاجلاً , ونار الارهاب التي نكتوي بها نحن اليوم حتماً سننتهي من اخمادها لتحرق عروشهم الخاوية غداً بأذن الله
#بهلول_الكظماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟