أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟














المزيد.....

هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟


عماد صلاح الدين

الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 16:10
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟
عماد صلاح الدين
يتحسر الناس على ما يجري على أوضاعهم عموما في المنطقة العربية، سواء في مصر أو سوريا أو اليمن وغيرها من البلدان، حيث تجري هناك حروب أهلية ودموية، وتتشكل خريطة الصراع من موزاييك رهيب من جماعات النظم الرسمية وحلفائها، والجماعات الإسلامية بمتشدديها ومعتدليها، وغيرهم من التلوينات السياسية والحزبية والميليشوية والمذهبية المختلفة والمتنوعة والمتداخلة، ضمن سياقية الاختلاف والتباين الطبقي والاجتماعي المادي، ودرجة الوعي والنظرة العميقة أو عكسها إلى مسألة الدين أو السياسة والوطنية والهوية وغيرها.

لكنه أي ذلك الموزاييك المتباين الأشكال والمضامين، يقع على العموم ضمن مشهد التخلف العام الذي يعاني منه سكان المنطقة العربية من محيطها إلى الخليج، مع اخذ الاعتبار لكل محاولات النهوض التي جرت وتجري في بعض البلدان أو القطاعات هنا وهناك.
إن المنطقة العربية تعاني وبشكل سحيق ومزمن من المرض والجهل والفقر، وما يترتب على ذلك من تحكم نظم طاغية ومستبدة بمصير ملايين الناس في كل قطر عربي، وما أدى ذلك إلى استغلال الدين من تلك النظم لخدمة أغراضها الذاتية، مع أنها تنادي باستمرار إلى فصل الدين عن الدولة نظريا، وما أدى ذلك وضمن ظروف الكبت والاستبداد إلى قيام جماعات سياسية ذات صبغة إسلامية، حال الكبت وجو الاستبداد دون فهم أكثر توازنا للدين وحقيقته ومنظومته الأخلاقية. هذا بالإضافة إلى التشوه الحاصل عن قصد من قبل النظام الرسمي في التعامل مع الدين أو عن غير قصد بالنسبة للجماعات الأخرى، وما يترتب عليه من تواصل تداخلي بحكم البيئة الاجتماعية الواحدة، ومن ثم ما ينتج عن ذلك من أعراف وتقاليد دينية مشوه تتخذ كمرجعية للتأطير والعمل.

هذا الجو السقيم من الأمراض الإنسانية والأخلاقية والاجتماعية وحتى فيما يخص الدين، أدى إلى الانفجار الشعبي أخيرا في ثورات الربيع العربي في أواخر عام 2010 ومطلع عام 2011، ثم ما نتج عن ذلك من مواجهة هذه الثورات بثورات مضادة، هذه الأخيرة أيضا هي جزء من المجتمعات العربية، وتشكل نسبة كبيرة.
وما بين ثورات شعبية وثورات مضادة حدث الاحتراب الأهلي في البلدان العربي، وتدخل في هذا الاحتراب حلفاء وجماعات تتداخل مع أحلاف وجماعات أخرى بطريقة غريبة داعمة موقفا في بلد ما ومناقضة نفسها في الآن ذاته بخصوص موقف آخر، مع أن الجوهر واحد؛ إما هي ثورات أو ثورات مضادة كما هي الحالة العربية الراهنة.
ويبدو انه من الاستقراء التاريخي للأحداث والوقائع وسيرورتها، فان سيناريو الاصطراعات الدموية الأهلية والتحالفات الغربية التي تجري بخصوصها ما قبل الثورات وما بعدها، وسيرورة الصراعات فيها التي قد تأخذ أشواطا زمنية طويلة جدا، كما هي حال سوابق الثورات الفرنسية والروسية والبريطانية وحتى الأمريكية، حتى تستقر أوضاع الناس ومجتمعاتهم بتحقق قدرتهم على استحصال حقوقهم الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية نسبيا. لكأن الصراعات الدموية هذه مرحلة لا بد منها لإعادة التوازن والثقة بل والاقتناع للجماعات الإنسانية بعد طول عناء واستبداد وثورة وصراعات، ليقدم الجميع في النهاية تنازلات مطلوبة لتأسيس عقد اجتماعي ناظم لعلاقة دولة بمواطنيها على أسس من الحرية والكرامة والعدل والمساواة.
فهل هذه الصراعات حتمية لا مفر منها قبل تحقق التغيير المنشود وان طال؟



#عماد_صلاح_الدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المصالحة الفلسطينية المتعثرة
- كلية الحق الفلسطيني
- في العام ال67 للتطهير العرقي في فلسطين
- الانتخابات والاحتلال
- الإسلاميون والانتخابات
- الاستهلاكية تحت الاحتلال ستؤدي إلى الانفجار
- إلى متى معاناة اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات
- فلسطين في زمن الانكفاء
- لماذا الوحدة الوطنية الفلسطينية ؟
- كامب ديفيد وأوسلو والحرب على الشعب الفلسطيني
- حقيقة المواجهة مع المشروع الصهيوني
- الافراط في التركيز على شكل القانون الدولي
- العدل وحق تقرير المصير
- عن السياسة والدين
- أساس القدرة على التحرر و تقرير المصير
- ماذا نريد من اسرائيل؟
- منطق الإيمان مقابل ما يسمى بالحرب الدينية
- في ضرورة التركيز على بنية الفكر الإنساني في الدين
- تعقيل المستوطن الصهيوني
- الحركات الاسلامية الفلسطينية وصراعها مع اسرائيل


المزيد.....




- المافيا الإيطالية تثير رعبا برسالة رأس حصان مقطوع وبقرة حامل ...
- مفاوضات -كوب 29- للمناخ في باكو تتواصل وسط احتجاجات لزيادة ت ...
- إيران ـ -عيادة تجميل اجتماعية- لترهيب الرافضات لقواعد اللباس ...
- -فص ملح وذاب-.. ازدياد ضحايا الاختفاء المفاجئ في العلاقات
- موسكو تستنكر تجاهل -اليونيسكو- مقتل الصحفيين الروس والتضييق ...
- وسائل إعلام أوكرانية: انفجارات في كييف ومقاطعة سومي
- مباشر: قوات الأمن الأردنية تعلن قتل شخص بعد إطلاقه النار في ...
- كوب 29: اتفاق على تقديم 300 مليار دولار سنويا لتمويل العمل ا ...
- مئات آلاف الإسرائيليين بالملاجئ والاحتلال ينذر بلدات لبنانية ...
- انفجارات في كييف وفرنسا تتخذ قرارا يستفز روسيا


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عماد صلاح الدين - هل هي حتمية الصراعات الدموية في المجتمعات المتخلفة؟