بشاراه أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 4806 - 2015 / 5 / 14 - 09:57
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
مواصلة لردنا على تعليقات الأخ الذي أطلق على نفسه "متابع", محاولة منا لتصحيح بعضٍ من المفاهيم الخاطئة للقضاء على شطحات وجهل وبهتان وخبث أو تخابث الكثيرين ممن يبغونها عوجاً مضحين في سبيل ذلك بالحقائق ومعها مصداقياتهم وأماناتهم الأدبية والأخلاقية إن لم تكن علمية. فهؤلاء الجهلاء كلما ذكر العلم والعلماء تصوروا علماء الإسلام والمسلمين بدواً أقحافأً لا يعرفون سوى الإبل والصحراء والالدروشة والتخلف,, فهم معذورون في ذلك لأنهم قد بنوا حياتهم كلها على الغش والخداع وبنوا ثقافاتهم على أفلام هوليود الخيالية والحضارات الزائفة المفبركة فظنوا الشحم في من شحمه ورم.
وبالتالي إضطررنا لأن نذكرهم بالقلة القليلة من عباقرة الإسلام وتلاميذ إمام الأنبياء والمرسلين والعلماء, وسيد ولد آدم ذلك المصطفى من إصطفاءات الله الأربع, فبُعِثَ نوراً يحمل معه نوراً وقرآناً مبيناً, هو "الخليل" آخر ذرية إبراهيم الخليل, وخاتم الأنبياء والمرسلين عليله طلوات الله وأتم التسليم.
لم يسعنا المكان لذكر المزيد من هؤلاء النجوم العوالي في كل العلوم لكثرة عدد المكين الذي أضاء الدنيا بعلمه الغزير, فالذين ذكرناهم غيض من فيض من علماء المسلمين, وقلنا إنهم لم يتخلفوا في أي مجال من مجالات الفكر والبحث والتدوين,, رغم إلتفات الغرب لخطرهم عليه وعلى حضارته فبادر إلى التآمر عليهم تصفيةً, وتحييداً, وتحديماً, وحصاراً, وتشريداً وإختطافاً,,, الخ.
فهناك نجوم منهم يصعب على المنصف تجاوزهم وعدم ذكرهم ولو عرضاً لأن تأثيرهم بليغ في تقدم العلم والحضارة الحقيقية المبنية على الأصالة الفكرية والصفاء الذهني والسبق العلمي الموسوعي, من هؤلاء على سبيل المثال لا الحصر – بالإضافة إلى ما سبق ذكرهم من قبل:
1. ذلك العالم الموسوعي "إبن الهيثم", ذو الإسهامات الكبيرة في الرياضيات, والبصريات, والفيزياء, وعلم الفلك, والهندسة, وطب العيون,, هذا بجانب الفلسفة العلمية والعلوم بصفة عامة حيث إستخدم المنهج العلمي في إجراء تجاربه.
كما ان له مؤلفات ومكتشفات علمية عديدة, إذ يعتبر إبن الهيثم من أكثر المساهمين في علم البصريات على مدار التاريخ, حث أثبت أن العين تعكس الضوء الساقط عليها, مصححاً بذلك ما كان سائداً من مفاهيم سابقة تظن أن العين هي التي تشع الضوء, فكان له السبق في إساسيات إختراع الكاميرا.
له كتاب "المناظر" الذي– من خلال مجلداته السبع – شرح أهم نظريات ومباديء علم البصريات التي توصل إليها.
2. الشيخ الرئيس, أمير الأطباء,, وقد سماه الغربيون "أبو الطب الحديث",, العالم والطبيب المسلم "إبن سينا", (أبو علي الحسين بن عبد الله بن علي بن سينا "370-427هـ"), وقد إشتهر بالطب والفلسفة.
الشيخ الرئيس أبو الطب قد أَّلف مائتي كتاب في مواضيع مختلفة, ركز في العديد منها على الفلسفة والطب, حيث يعد إبن سينا من الأوائل في العالم الذين كتبوا في الطب.
- وله السبق في الإشارة إلى البكتريا والجراثيم قبل إكتشافها, وذلك بقوله (إن بعض الأمراض تنتقل بواسطة أمور صغيرة لا ترى بالعين المجردة),
- وله السبق في القول بأن (تحديد جنس المولود من قِبَلِ الذكر وليس من قِبَلِ الأنثى).
- وألف كتاب "القانون في الطب", ذلك الكتاب الذي كان الأساس في الطب في أوروبا حتى القرن الثامن عشر.
وفيما يتعلق بأنواع القوى المؤثرة على الجسم,, قسمها الشيخ الرئيس "ابن سينا" إلى ثلاثة أنواع، مبيناً أن هناك قوى طبيعية تعيد الأجسام إلى حالتها الطبيعية إن هي أُبعدَتْ عنها سماها "بالقوى الطبيعية"، وهي ما تعرف اليوم "بقوة التثاقل" أو "بالجاذبية الأرضية"،
والقوة الثانية هي "القوة القسرية", التي تجبر الجسم على التحرك أو السكون،
والقوة الثالثة هي "القوة الكامنة" في الفلك العلوي، وهي تحرك الجسم "بإرادة متجهة",, حسب قوله.
وفيما يتعلق "بعناصر الحركة",, يعرض ابن سينا في كتابه (الشفاء) إلى أمور ستة تتعلق بالحركة هي: ("المُتحرِّك", و "المُحرِّك", و"ما فيه", و "ما منه", و "ما إليه", و "الزمان")
وقد ذكر ابن سينا "القانون الأول للحركة" في كتابه (الإشارات والتنبيهات) قال: الكثير من قوانين الحركة والمقذوفات بميل, وتأثير الإحتكاك على حركة الجسم مما يعني "إستحالة الحركة الدائمة للجسم". فما جاءت من نصوص دقيقة بكتابه هذا ما يؤكد بأنه قد سبق ليوناردو دافينشي في القانون الأول للحركة بأكثر من 400 عام (أربعة قرون),
3. العالم الفيسيولوجي والطبيب العربي "إبن النفيس", والذي يعتبر أعظم فيسيولجي في العصور الوسطى. وكانت من أعظم إنجازاته إكتشافه "للدورة الدموية الصغرى",, بجانب العديد من الإنجازات التشريحية والنظريات في علم وظائف الأعضاء التي جمعها في كتابه "شرح تشريح قانون ابن سينا", والتي ساعدت الأطباء الذين جاءوا من بعده.
4. العالم الفذ (البيروني "362-441هـ"), هو أحد أكبر ثلاث علماء في القرنين الرابع والخامس الهجري العظام (إبن سينا, وإبن الهيثم, والبيروني) حيث إزدهرت الحضارة الإسلامية بهم وبعلومهم. ومن بين مؤرخي العلوم ذلك الألماني إدوارد سخاو الذي قد ذهب إلى أنَّ البيروني أعظم عقلية عرفها التاريخ.
فالبيروني يكاد يكون قد ألف في كل فروع المعرفة التي عهدها عصره, حيث كتب في الرياضيات, والفلك, والتنجيم, والحكمة, والأديان, والتاريخ, والجغرافيا, والجيولوجيا, والأحياء, والصيدلة. كما إهتم أيضاً بالخواص الفيزيائية لكثير من المواد, وقد تناولت أبحاثه أيضاً علم ميكانيكا الموانع والهيدروستاتيكا.
علماً بأنه قد لجأ – في بحوثه – إلى التجربة التي جعلها محوراً لإستنتاجاته, كما إلتقى مع إبن سينا وإبن الهيثم في القول بأن الضوء يأتي من الجسم المرئي إلى العين.
توصل البيروني إلى تحديد الثقل النوعي لثمانية عشر عنصراً "بعضها مركب من الأحجار الكريمة" مستخدماً جهازاً مخروطياً, فتارة يستخرج الثقل النوعي لهذه العناصر منسوباً إلى الذهب, ومرة أخرى منسوبة إلى الماء. وله جداول أعدها لتحديد قيم الثقل النوعي لبعض الأحجار الكريمة منسوبة إلى "الياقوت" معتبراً ( وزنه النوعي يساوي 100), ثم إلى الماء.
وقد شارك إبن الحائك في القول بأن للأرض خاصية جذب الأجسام نحو مركزها, وقد ضمن مختلف كتبه هذا الرأي بصفة عامة وفي كتابه (القانون المسعودي) بصفة خاصة.
في المسائل الفيزيائية التي تناولها البيروني في كتاباته "ظاهرة تأثير الحرارة على المعادن لملاحظته انها تتمدد بالحرارة وتنكمش بالبرودة, وضغط السوائل ووزنها, وتفسير بعض الظواهر المتعلقة بسريان الموانع, وظاهرة المد والجزر, وسريان الضوء.
5. العالم العبقري (أبو البركات هبة الله بن ملكا البغدادي "560هـ / 1165م "), ذلك العالم الذي أشتهر بأعماله الطبية بالإضافة إلى إسهاماته في مجال "الحركة الديناميكية", وفي كتابه (المعتبر في الحكمة) قد تناول قانون الحركة الثالث القائل بأن (لكل فعل رد فعل مساوٍ له في المقدار ومضاد له في الإتجاه).
المهم أن هناك نوعا من الإجماع بين مؤرخي العلوم على أنَّ بن ملكا البغدادي يُعدّ بحق من عباقرة العالم الذين وضعوا الأسس الهامة، وأضافوا الأفكار المنيرة في علمي الفيزياء والطب.
واهم من ظن بأن عبقرية العلماء المسلمين قد إنقطع تدفقها من رحم الإسلام أو خبا توهج عقولهم وصفاء مداركهم التي يخبرها الغرب تماماً ويبني إستراتيجياته على التصدي لهذا الفيض الكاسح, ولا شك في أنه يدرك تماماً أن السر وراء كل هذا المد هو القرآن الكريم الذي يُحرِّضُ القلوب والعقول والوجدان إلى أدق أسرار الكون والتي يخشى الغرب من أن يستقر هؤلاء العلماء فيكون لهم السبق كما كان لأسلافهم وعلى ذلك كان همه الأوحد هو إخماد أي جذوة من هذه العقول النيرة.
ولا ننسى ما قيل – بعد إنتهاء الحرب الباردة وترنح الإتحاد السوفيتي السابق – بأن الغرب لا يمكن أن يتقدم إن لم يكن له عدو إستراتيجي, وقد أصبح أمامه العدو البديل وهو "الإسلام". فأعد له العدة وتفرغ لذلك وهو يعمل الآن بأقصى طاقاته في القضاء على هذا المارد الذي يعتبره خطراً عليه وعلى حضارته المضخمة المسروقة.
ثم آن لنا أن نتساءل!!! ما الذي يخافه الغرب من العلماء المسلمين, ولماذا تعمل العصابات الصهيونية والموساد والصليبية على تصفيتهم ومحاصرتهم وتغييبهم وتشويه دينهم ومرجعيتهم وشغلهم في الدفاع عنها, وذلك من منطلق حرصهم الشديد على حرمانهم من التقدم والنبوع في التخصصات التي يسميها هذا الغرب المتسلط (علوماً حساسة), لا ينبغي للمسلمين والعرب معرفتها بأي حال من الأحوال,, تلك العلوم المتقدمة والمتخصصة في الفيزياء والذرة والليذر والطب ... إذاً, لماذا كل هذا الحرص على عدم معرفة العلماء المسلمين لها؟
ولماذا كل من نبغ أو تطلع للنبوغ فيها منهم كان مصيره إما الإستحواذ عليه بالجذرة والعصا, وإلَّا فالتصفية الجسدية في إنتظاره ومصيره الحتمي, وما أسهل ذلك عليهم, حيث يتم مرادهم بسهولة ويسر فيصفى المستهدفين في ظروف غامضة ويقيد حادث تصفيتهم ضد مجهول وتسدل الستارة على ذلك الحدث رغم أن أصابع الإتهام تشير إلى الفاعل بوضوح, دولة وعصابات ومنظمات؟؟؟
فكم من عالم وعالمة قتل ذبحاً أو حرقاً أو تصفيةً أو خطفاً,,, إذ يكفي المعتدين إفتعال حادث مروري عاديٍّ مدبر "ومعد له بتخطيط" يضع حداً لهذا العالم أو ذاك المفكر أو الثائر, وتكافيء الدولة الآثمة المعتدية ذلك المجرم القاتل بأعلى مراتب الشرف والبطولة بدلاً من وصمة الخزي والعار والصغار.
إن قتلهم لعلماء المسلمين لديهم ما يبرره, فهم يعرفون تماماً أن القرآن الكريم يحمل في طياته كل مقومات التفوق لأن كل ما به مؤشرات وحقائق علمية صادقة ومتقدمة, فهو يجعل العالم المسلم من حيث الفكر وآليات البحث في أسرار وموارد الكون أكثر ثباتاً وتوثقاً ومرجعية سليمة غنية ثرة, فهو ينظر إلى الكون كوحدة واحدة ويعلم مصدرها ومُوْجِدَهَا ومبدعَهَا, كما يعلم عبر القرآن ماضيها, ويعيش بعمق وبصيرة وتفهم " في حاضرها", ويتطلع ويفهم ويتوقع مستقبلها ونهايتها ثم بدائلها. إذاً فهو عالم بالفطرة,, وهنا يكمن خطره على من تجاهل القرآن فجَهَّلَهُ الله وطمس على بصيرته وحيد مداركه, فكان تفوق كل عالم مسلم في علمه إنما هو ضمن حيثيات الحكم عليه بالتغييب غدراً وخسة وذلك بالذبح أو القتل إن عز الإستحواذ والأسر ... الخ.
فالحركات الإستعمارية الغربية والأوربية, ومخابراتها وجواسيسها، تعمل "مع الموساد الصهيوني المتربص" بالقضاء على كل من يسعى إلى نهضة أمته من علماء ومفكرين وقادة وثوريين,, لأنهم يدركون تماماً أن نهضة الأمم لا تكون إلَّا بهذه وتلك العقول الفذة, ذات العبقرية النادرة في كل المجتمعات، خاصة وأن المسلم يَعْتَبِرُ العلم والعمل هو العبادة الحقة, وتقرباً إلى الله, وبالتالي يصعب تسبيط همته أو تغيير ولائه لغير الله ربه.
فالمعادلة واضحة,, خاصة إذا نظرنا إلى عالم متجه بكلياته نحو الإنحطاط الخلقي بينما هناك شريحة منه تدفعها عبادتها ومعتقداتها إلى ذروة سنام القمة, إن أخلصوا النية والعمل لله رب العالمين, ورفع الآثمون أيديهم عنهم.
ولنتسآءل،، مَنْ هو/هم أولئك المجرمين الذين قتلوا الدكتور يحي المشد؟ ذلك النابغة الذي أبتعث لدراسة هندسة التفاعلات النووية في الإتحاد السوفيتي السابق عام 1956م, فدخلت عليه الآيدي الآثمة في تلك البلدان المتآمرة لتهشم رأسه بنفندق المريديان بباريس؟؟؟ ... ولكن أليس مجرد إسناد مهمة قيامه بأبحاث في المفاعلات النووية ببلده العربي المسلم مبرراً كافياً لهؤلاء الجبناء الأقذام بتصفيته جسدياً خوفاً من تفوقه المتوقع بل الأكيد؟؟؟ ..... ولكن لعل في مفاهيمهم ومبرراتهم القول بأن (العيار المايصبش يدوش), فعملية خسيسة (عادية بالنسبة لهم) يقوم بها جواسيس الغرب من مدمني الكاكايين والماريقوانا وشهوة قتل البشر قنصاً وتلذذاً لتغذية مشاعرهم الميتة ووجدانهم الخرب أو الموساد, ذلك الكيان الذي يتنفس شراً ووحشية وتآمراً على كل خير وحق,, ثم تقيد الدولة المضيفة للضحية الجريمة ضد مجهول (ويا دار ما دخلك شر).
ومن هم المجرمون الذين قتلوا الدكتور المهندس المخترع حسن كامل صباح في عام 1935م, الذي بلغت إختراعاته المتنوعة أكثر من مائة وسبعين إختراعاً تضمنت أجهزة وآلات كهربائية من هندسة تلفزة وطاقة وطيران،، الخ. أليست كل هذه الإختراعات مبرراً كافياً لهؤلاء الشياطين من لتعجيل بالتخلص منه حتى لا تتسع دائرة علمه في أمته فيصعب عليهم ملاحقتها؟
هل تعرف ما هي الدولة التي قتل فيها؟؟؟ .. أليس هذا كافياً ليكون القشة التي قصمت ظهر البعير؟
ومن هم المجرمون الذين قتلوا تلك العالمة اللبنانية المتفوقة "عبير أحمد عياش"؟؟؟ في نفس البلد الذي قتل فيه الدكتور يحي المشد, أليس تفوقها في تطوير علاج للإلتهاب الرئوي اللا نمطي, وسعيها لإكتشاف علاجات جديدة للأمراض المستعصية مبرراً كافياً للقتلة الأقذام والتخلص منها لقتل تفوق أمتها ودفنه معها؟؟؟ أليس مجرد سعيها للتفوق في بلد يقتل المتفوقين العرب المسلمين هو في حد ذاته سعياً للموت غدراً وخسة ونذالة؟؟؟
هذه مجرد نماذج متواضعة لما هو واقع, أما عن جهاز الموساد الإسرائيلي المجرم, فهو متخصص في تصفية العلماء العرب والمسلمين, وهناك حديث عمَّا لا يقل عن ثلاثمائة وخمسين عالماً نووياً عراقيا قام الموساد الخبيث بقتلهم بالإضافة إلى ثلاثمائة عالم أكاديمي خلال الحرب القذرة التي قامت بها راعية حقوق الإنسان, وشرطي العالم, تحت سمع وبصر ومباركة مجلس الأمن الدولي الذي يحمي أمن حملة "الفيتو", من شر "الفقراء والمساكين, والمرضى, والمستعبدين", ثم مباركة ورضى كل منظمات حقوق الإنسان, والحيوان, والمرأة, والطفل, والأقليات, والأكثريات, ,,, والتعلب فات فات, وديله سبع لفات.
لا أيها "المتابع", أنت لا تعرف عما تتحدث, فتستمع إلى أفاك العصر المعتدي الأثيم, أبي جهل القرن وصبيه الغبي المغالي السطحي, وهما ينفثان جهلهما وغبائهما في وجدان من هم أكثر منهم جهلاً فيصدقون إفكهم ويحاججون بغيِّهم وهم لا يعلمون بحقائق الأمور فضلوا وأضلوا وضلوا عن سواء السبيل. ويكفي العاقل أن يتسآءل عن السبب الحقيقي الذي دفع شرطي العالم إحتلال العراق الجريح بإكذوبة مخزية مخجلة قام بها ذلك المغامر الساذج الصليبي (خوفاً من علماء العراق الذين حسب ظنه يستحيل أن يتصورهم بدون تقنية متقدمة, رغم أن جواسيسه قد فشلوا في العثور على شيء مما يقلقهم فأقدموا على المغامرة الدنيئة التي دمرت شعباً بأكمله من أجل وهم وتخرصات).
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
الآن فلننتقل إلى تعليق من شخص آخر سمى نفسه "أحمداً", فقد سكت دهراً ونطق كفراً, تحت عنوان: (الدين المحتاج الى الأجتهاد فهو ليس بالحق), قال فيه ما يلي:
أ/ ((... ان ما تعتبره ويعتبره القران و السنة الها حاشا ان يكون كذالك انه بريئ منكم ومن ظلمكم له بتفوهكم بما لاتعلمون. ان اول ظلم هو بان تقولوا ان القران منزل من عند الخالق وهذا عيب و تحقير له فكيف بلغة ركيكة كتلك تمثل الاله ولو كانت من عنده لما نسخ ولما نسي ولما استدرك من طرف اشخاص اخرين راووا في الأيات عبئا كبيرا...)).
على الرغم من إننا – بمناقشة هذا التناقض وبحث هذا الوهم – سيكون حالنا تماماً كمن يراهن على إمكانية إيلاج الجمل في ثم الخياط. ولكن فلنناقشها فقط بإعتبارها حالة مرضية شاذة وفريدة من نوعها,, لأنها تصور بحق وصدق أخطر أنواع الإضطرابات النفسية والعقلية, وكيف يمكن للشخص أن يكون معلقاً بين النقيضين في آن معاً.
أولاً: مثل هذه الأفكار المتضاربة والمتناقضة لا يمكن مناقشتها والرد عليها, إذ كيف نتعامل مع شخص "ملحد حتى النخاع" بإعترافه وكافر بالله ورسله كلهم وكتبه كلها وباليوم الآخر وبالقدر خيره وشره, ثم يعرض نفسه في نفس الوقت, بل في نفس الفقرة بأنه يتحدث ويدافع عن "الخالق",, ويدعي بأنه غيور عليه وينزهه من كل نقص وينسب إليه كل كمال, فيقول (حاشاه) ويبرئه من الظلم والظالمين الذين ينسبون له ما لا يليق به؟؟؟ .....
إذاً, فلنناقش هذه الفكرة "كحالة" شاذه لم نسمع بمثلها من قبل, وليس مجرد الرد على ما قاله أو إعتقده (فهو مسئول عنه ومخير في معتقده), ولكن لنقف على حقيقة هذه الغفلة والإزدواجية والتشتت الوجداني الغريب, ونكشف سر هذا التناقض المريع, حتى يحذر الناس من أن يبلغ بهم التفريط ما بلغه صاحب هذه الحالة,, فنقول في ذلك ما يلي:
1. ما دام يرى صاحب الحالة ((... ان من يعتبره القران وتعتبره السنة الها حاشا ان يكون كذالك ...)), فيقول عنه "إنه بريئ منَّا ومن ظلمنا له بتفوهنا بما لا نعلم"... على حد زعمه, فهذا يعني أن له رب غير الله الواحد القهار, رب السماوات والأرض, رب العرش العظيم,, فمن يكون إلهه هذا الذي ظلمه القرآن وظلمته السنة فأراد تنزيهه منهما بقوله (حاشاه أن يكون كذلك)؟ إذاً من هو إله هذا الشخص الذي أطلق على نفسه "أحمد" وهو على النقيض منه والبغيض له الذي أنصف الخالق أكثر ورفع ظلم القرآن والسنة عنه كما يأفك ؟؟؟ .....
ألا يعلم صاحب هذه الحالة أن أعداء "الخالق" إله التوراة والإنجيل والقرآن هما إثنان لا ثالث لهما،، أولهما الشيطان الرجيم وقبيله, وثانيهما الطاغوت عموماً متضمناً كل أولياء وعُبَّادِ ومطيَّةِ هذا الشيطان الرجيم وإن تعددت آلهتهم وإختلفت وتضاربت او إتفقت, فقوله هذا عن رب موسى وعيسى ومحمد يدخله في دائرة الطاغوت الحالكة السواد ومنتنة المهاد, التي موحيها في الأساس هو إبليس اللعين, الذي – على ما يبدوا من حديثه – قد إستحوذ عليك بكلياته "نسأل الله السلامة من الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجنة والناس.
2. ثم إدعى صاحب الحالة هذا بأننا (نتفوه بما لا نعلم),, معنى هذا أنَّ له علم غير علم الله تعالى,, و من ثم عليه أن يدلنا على علمه هذا ويدلنا على مصدره إن كان من العاقلين, أما نحن فنتفوه بقول الله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد, نتفوه بقول الله "الخلاق العليم". أما ما لديه من وهم ظناً منه بأنه علم فهو بلا شك من إيحاءات شيطانية ينفثها في أذنيه ويحدثها في قلبه عدو الإنسانية الذي يستحوذ عادةً على الضالين المضلين الجاهلين, كما يفعل الذئب بالقاصية من الغنم. قال تعالى: (ألم أعهد إليكم يا بني آدم ألَّا تعبدوا الشيطان إنه لكم عدو مبين)؟
3. ثم نقول له،، دعنا نسهل عليك المهمة أكثر فأكثر, ونذكر لك بعضاً من صفات "الخالق" في القرآن الكريم, فما عليك سوى أن تأتينا بخير منها أو على الأقل بمثلها إن كنت من العاقلين, قال الله تعالى عن نفسه في سورة الإخلاص: (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ 1), (اللَّهُ الصَّمَدُ 2)، (لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ 3), (وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ 4), هل تفهم معنى هذه السورة؟؟؟ ..... فإن كنت كذلك, فماهي تلك الصفاة من بينها التي ترى أن القرآن والسنة ظلماه بها, وما هي الصفات البديلة أو الإضافية لصفات ربك المزعوم التي تفوق وصف الخالق لذاته في هذا القرآن الاكريم ومن قبله في الصحف الأولى, وفي التورات, والإنجيل, والزبور, وفي الكون كله؟؟؟
لعل السورة السابقة أكبر من مداركك وفوق أفقك,, فما رأيك في الآيات التالية, فهي موسعة أكثر لعلك تجد من بينها ما يمكنك أن تبدأ منه,, على أية حال (آلْمَيَّة تِكَدِّبِ الغَطَّاسْ),
قال تعالى في سورة الحشر: (هُوَ « اللَّهُ » « الَّذِي لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ » « عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ » « هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ » 22), (هُوَ « اللَّهُ » « الَّذِي لَا إِلَٰ-;-هَ إِلَّا هُوَ » « الْمَلِكُ » « الْقُدُّوسُ » « السَّلَامُ » « الْمُؤْمِنُ » « الْمُهَيْمِنُ » « الْعَزِيزُ » « الْجَبَّارُ » « الْمُتَكَبِّرُ » - سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ 23), (هُوَ « اللَّهُ » « الْخَالِقُ » « الْبَارِئُ » « الْمُصَوِّرُ » - لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى «« يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ »» - وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ 24), هذا هو إله القرآن والسنة,,, فهل تفهم معاني هذه الأسماء "لغوياً" وهل تحيط بمعانيها بيانياً وفكرياً؟؟؟ ..... دعنا نفترض جدلاً أنك تفهم معنى بعضها, فهل يتمتع إلهك المزعوم "غير إله القرآن" بشيء من هذه الأسماء والصفات؟؟؟ فإن كان كذلك,, فهل تستطيع أن تذكر لنا بعضها إن لم يكن ما هو أفضل منها حتى لا تكون ظالماً له كما فعل القرآن والسنة حسب إدعائك وإفكك,, إن كنت من العاقلين؟؟؟
القرآن يقول عن إلهِهِ وعن إلَهِ السنة, في سورة الشورى: (« فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » « جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا » « وَمِنَ الْأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ » «« لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ »» - وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ 11), (« لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ » « يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَن يَشَاءُ » « وَيَقْدِرُ » - إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ 12), فما الذي يفعله إلهك المزعوم غير هذا الذي يفعله رب القرآن ورب السنة؟؟؟ فإن كان ربك الذي هو ريبة في نفسك يفعل شيئاً من هذا أو أكثر منه فقل لنا ما هو إن لم تكن من المعتوهين المنكوبين المغضوبين.
دعني أيسر لك المهمة والمحنة التي تواجهها أكثر فأكثر فأكثر,,, لم يجرؤ أحد حتى الآن ولن يجرؤ أحد بعد الآن على الإدعاء بأن - كل هذه الأفعال التي يدار بها الكون كله الآن – ليست من خاصية وخصوصية وتفرد إله القرآن,, لأن المخبول الذي سيدعي ذلك قبضناه من لسانه وحاصرناه بأقواله وطالبناه بالدليل والبرهان كما نطالبك نحن الآن أن تفصح لنا عن إلهك المزعوم الذي ظلمه القرآن والسنة إن لم تكن بك جِنَّةٌ وهِنَّةٌ وإنَّةْ.
4. أمَّا إن لم تستطع ولن تستطيع أن تقدم لنا صفات ربك المزعوم الذي قلت عنه (حاشاه), فنحن سنعلن لك عن إسمه الآن وعلى الملأ, حتى بالأمارة الحرف الأول من إسمه "إبليس" والحرف الأخير هو "الشيطان", ولقبه "رجيم", وهو من قبيلة الوسواس الخناس,,, والذي ذروة سنام عمله هي (الوسوسة في صدور الناس), والغواية في الأساس, وعلى الرغم من انه يوسوس في صدور الناس إلَّا أنَّ إلهَ القرآن لم يظلمه وإنما سيوفيه حسابه في يوم لا ظلم فيه لأن الحاكم فيه هو إله القرآن وإله السنة "حصرياً" لا غير..... فويل يومئذ للمكذبين.
5. غريب جداً أنك تتحدث عن "ركاكة اللغة",, إذاً, الآن تعليقك هذا, الذي لم يتجاوز فقرتين, هما أمامنا الآن,, ليتك تحصي لنا عدد الأخطاء اللغوية والنحوية والإنشائية إن كنت تفهم معنى ركاكة اللغة,, على أية حال لن نحمل عليك كثيراً تكفينا منها خمس أخطاء فقط وسأعفيك من الباقي,, ليتك تتحلى بالشجاعة الأدبية وتستعين بإلهك الذي قلت عنه (حاشاه) أن يساعدك في ذلك لتشير إلى هذه الأخطاء التي تدل على أصالة الركاكة في قدرات الذي صاغ هاتين الفقرتين, أليس إلهك هذا قادر على إخراجك من هذه الورطة التي أدخلك فيها وتخلى عنك؟؟
أما من جانب إله القرآن الكريم أنظر إلى هذه الآية الكريمة من سورة الرعد, قال: (أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا « فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَدًا رَّابِيًا » « وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِّثْلُهُ» - كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ - « فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً » « وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ » كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ 17),
ثم أنظر إلى قوله تعالى في سورة فاطر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ « أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً » فَأَخْرَجْنَا بِهِ « ثَمَرَاتٍ مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا » وَمِنَ الْجِبَالِ « جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا » « وَغَرَابِيبُ سُودٌ » 27), (وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ «« مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ »» - إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ - إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ 28).
ثم أنظر إلى قول إله القرآن في سورة الزمر: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ « أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً » فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ « ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ » « ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا » « ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا » - إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ 21), (أَفَمَن شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ «« فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِّن رَّبِّهِ »» فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم مِّن ذِكْرِ اللَّهِ «« أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ »» 22), (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ - كِتَابًا مُّتَشَابِهًا - « مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ » « ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ » ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ «« وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ »» 23).
هذا مجرد نموذج لركاكة القرآن الذي إدعاها هذا الضحل الجاهل بلغة الضاد وقول الحق.
6. والشيء الأغرب من ذلك كله انه يردد ما قاله الجهلاء الذين أسكتناهم إلى أبد الآبدين, أولئك الذين تكلموا عن النسخ في القرآن, فعلموا تماماً بالأدلة والبراهين حتى من مصادرهم أنَّ القرآن هو الناسخ لما قبله والمُنْسِيُّ له,, فكيف إذاً يكون الناسخ منسوخاً والمنسيَ منسياً! كيف؟؟؟, ألم تعلم أن الله تعالى قد نسخ ما قبل الصحف الأولى بها, ونسخها بالتوراة, وصحح مسار التوراة على يد المسيح عيسى عليه السلام, ودعمها بالإنجيل, ثم عالج كل الإنحرافات والتحريفات التي نشأت بعد ذلك على يد النصارى بأن نسخ كليهما ثم جاء بخير منهما أو مثلهما وهو القرآن الكريم,
فإن كانت لديه القدرة على قراءة وفهم النصوص الخالية من الركاكة يمكنه أن يرجع إلى مواضيعنا السابقة, ليعرف أن عبيد إله القرآن يتنزهون عن الركاكة فما بالك بخالقهم وخالق كل شيء, الذي قوله الفصل وما هو بالهزل,, الذي حين يقول يستمع له الكون كله منسطاً, طرباً, متدبراً, خاشعاً, مصدقاً.
هذا قليل مما كتمناه في صدورنا ولم نرد به على هؤلاء الذين يجهلون حتى أنفسهم, ولكن جاءنا ذلك "المتابع" الخفي, ينقد علينا حلمنا ويصفنا بالعجز عن مناقشة من يستحيل مناقشته لأن الذي أتى به هو في وهدة أبعد عمقاً من الخبل والسفه بكثير. على أية حال كنا قد إكتفينا برد متواضع لم نشأ التطرق إلى التحليلات العلمية الدقيقة نظراً لحالة الطرف الآخر الفكرية والعقلية والوجدانية واللغوية, التي لا تشجع على النفخ في الرماد,, فكان ردنا على صاحب الحالة الشاذة هذا بالتعليق التالي مستحضرين قول الله تعالى لنبيه الكريم (... وأعرض عن الجاهلين), وعرضنا ذلك على من يهمهم الأمر تحت عنوان: (كفروا بها وإستيقنتها أنفسهم), فيما يلي نصه الذي قلنا له فيه بإختصار:
أولاً: جميل جداً أن يعرف المخلوق أن الله الخالق منزه عن كل عيب وتحقير وظلم, وهذه خطوة متقدمة جداً ولكن الواقع هو الجحود والكفر عن علم, طاعةً للشيطان الذي إستحوذ على عقول الضالين المضلين الذين يحسبون أنهم يحسنون صنعاً. أما بالنسبة لنا نحن:
1. أننا لا نعبد سوى الخالق الذي خلقنا وخلق كل شيء ولا نشرك به شيئاً, فهو إلهنا وربنا وسيدنا ولا إله لنا غيره ونعرفه جيداً وقد أسهب في تعريفنا بنفسه ورأينا صدق قوله في كل خلقه ونعرف قدره الذي لا يدانيه قدر ولا يرقى إلى مقامه مقام.
2. عبر القرآن الكريم نؤكد على هذه الحقيقة وننزهه عن كل نقص, ونمجده ونصفه بكل كمال, ونوحده وننسب إليه كل الخَلق والأمر, ما نعلم منه وما لا نعلم,
3. نحنى هاماتنا ركوعاً ونضع جباهنا على الثرى سجوداً وإكباراً وإجلالاً,, وتلهج ألسنتنا تسبيحاً وتقديسا وتمجيداً له, وتقرباً إليه, وحباً فيه وإستعانةً به والكفر بكل من هو دونه من الطواغيت وأولهم كبيرهم الصغير الضعيف الحقير المهين إبليس "قاتله الله وأتباعه", سعياً لبلوغ « العروة الوثقى التي لا إنفصام لها», والتي لا يبلغها إلَّا من يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله تعالى وحده لا شريك له.
4. نَحُجُّ إلى بيته طاعةً وإستجابةً له تعالى, وليست عبادتنا للبيت نفسه, لأن الله هو الذي أمرنا بذلك, فقال في سورة آل عمران: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ 96), (فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَّقَامُ إِبْرَاهِيمَ « وَمَن دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا » « وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا » « وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ » 97), وهذا البيت لعبادة الله تعالى وإفراده بالعبادة. والذي لا يحج البيت إستكباراً, وعن إستطاعةً قد عده "كافراً", لقوله: (وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ), إذاً فصاحب الحالة يغرد خارج السرب.
ثانيا قال لنا صاحب هذه الحالة الشاذة أيضاً: ((... هل منسك الحج الوثني الذي فيه من الوثنية ما تنفر منه الأنفس و تزكم به الأنوف وهنالك الكثير الكثير مما لايتسع فيه الوقت للذكره من افعال محمد الدنيئة وعدم قدرته الاتيان باي جديد غير ترديد قصص التوراة مغلوطة دون اي استدلال منطقي او علمي ...))
فلنناقش وثنية الحج من وجهة نظر الذي ينكر ذات الله نفسه الذي يحج الناس إليه, فيدعي أنهم يحجون إلى المناسك نفسها, لذا فلنسأله بعض الأسئلة لعله عبرها يوضح لنا هذه الوثنية التي تنفر منها الأنفس وتزكم النفوس كما يدعي, فنقول وبالله التوفيق:
1. هل سمح هذا الدعي من أحد الحجاج أو المعتمرين يناجي الكعبة فيقول لها مثلاً (لبيك أيتها الكعبة؟) أو قال لجبل أحُدٍ (لبيك جبل أحد؟), فإن كان الحج وثني كما يدعي هذا السطحي لماذا يقول الحجاج (لبيك اللهم لبيك,, لبيك لا شريك لك لبيك,, إن الحمد والنعمة لك والملك,, لا شريك لك)؟؟؟ ..... فهل في مفهومه المنكوس قولهم "اللهم" يقصد بها البيت؟
2. هل سمح هذا الدعي أحداً من الحجاج والمعتمرين قال للكعبة (أغفري لي ذنوبي, أو قال لها أرحميني أو أعطيني من فضلك؟؟؟), أو قال ذلك لمقام إبراهيم أو للصفا أو للمروة أو لجبل الرحمة (أحد)؟؟؟ ..... إن كان ذلك كذلك كما يأفك الخرَّاصون فلماذا تلهج ألسنة المعتمرين وتصدح حناجرهم بذكر الله تعالى وتوحيده وتمجيده وطلب مغفرته وفضله وإحسانه وتوفيقه؟؟؟
3. هل يستطيع أحد من البشر, وكل البشر بحضاراتهم الزائفة مهما بلغوا من الرقي والتنظيم أن يؤلفوا بين قلوب الناس فيوجهونها نحو نقطة واحدة على سطح الأرض, الكل ينظر إليها بإعتبارها مركز اللقاء والإلتفاء الوجداني, وهم جميعاً على صعيد واحد, وبزيٍّ واحدٍ, وهدف واحد, وغاية واحدة, ورجاء واحد, لا فرق بين عربي ولا أعجمي ولا أبيض ولا أسود ولا فقير ولا غني ولا أمير ولا غفير ولا إمبراطور إلَّا (بالتقوى), التي قد يفوز بها أقلهم حظاً في الدنيا من مال وجاه وسلطان وصحة وقوة بدنية,,,, فيكون الأقرب إلى ربه من غيره؟
4. هل يستطيع أحد أو حضارة أن تقنع الغني بأن يتساوى مع الفقير في كل شيء بدءاً من الثوب والمناسك (طوافاً, وسعياً, وبياتاً بمنى, ووقوفاً بعرفة, ورمياً للجمرات ... الخ) سالكاً نفس المسالك والطرق والمواقف لا شيء يميزه عن الفقير المعدم؟
5. هل هناك في مقدور نظام بشري أو قوة برلمانية أو عسكرية أو إجتماعية أو معايير فلسفية أن تجمع الناس بالملايين (من كل بقاع الأرض على إختلاف أجناسها ومشاربها), "طواعيةً وإختياراً وحباً وسعياً حثيثاً", لترك رفه عيشهم في دورهم قصورهم, وتنعمهم وإستقرارهم في أوطانهم وبلادهم, ثم ركوب المخاطر, والذهاب إلى وادٍ غير ذي زرع, بين أخشبين ليطوف ويسعى ويهرول, ويبيت في العراء, ويقف بعرفات الساعات الطوال "بدنه على الأرض والجبل وقبله مع الله خالقه, يذكره بكل أسمائه الحسنى وصفاته العلا, معترفاً له بفضله عليه, راجياً منه غفران ذنوبه وآثامه, عاقداً العزم ومعاهداً له بأن يكون مستقبل أيامه وما بقي من عمره أفضل من ذي قبل إن لم يكن الأفضل على الإطلاق"؟
6. هل رأيت نظاماً بشرياً إستطاع أن يواجه "الشيطان اللعين الخبيث" عياناً بياناً "متحدياً", مجاهراً له بالعداء, راجماً له بالحجارة حتى لا يطمع أو يطمع فيما بعد بأن يقترب منه أو يحاول غوايته؟
7. هل رأيت أمةً من الناس عبر التاريخ كله وإلى أن تقوم الساعة في كرم حقيقي مزهل ككرم أمة محمد الخاتم في الحج والعيد والعمرة وما يجود به الحجاج والمعتمرون وباقي المؤمنين من التقرب إلى الله ربهم بالصدقات ونحر الهدي والأضاحي والقربات بسخاء بقدر يفوق بكثير تطلعات الفقراء والمحرومين, فما بالك بالنذور والصدقات وتصحيح الأخطاء التي يقع فيها الحجاج والمعتمرون من ترك لواجب أو نحوه؟؟؟
8. هل سمعت بأن الحج للمسلمين فقط؟,,, وغاب عنك أن الله تعالى قد كتبه على الذين من قبلهم من أهل الكتاب ومَنْ قبلهم, فليس هناك نبي من أنيباء الله ولا رسول إلَّا وأدى فريضة الحج.
أما عبارته التي قال فيها: ((... ما عساي ان اقول هو ان الأنسان ليس بمركز الكون وهو مخلوق من مخلوقات الإله الواحد التي لم تخلق في ستة ايام وان الخالق بريئ من اجرام محمد و المسلمين واليهود و كافة المتدينين الحاقدين الدمويين ,,, بلا, بلا, بلا ...)), فأنا هنا أعرضها دون أي تعليق مني عليها, فهي خطرفة تدل على سذاجة صاحبها, لذا تركتها كما هي ليرى القراء الوهدة التي أوقع هذا الدعي فيها نفسه.
والذي نفسي وناصيتي بيده, لقد عجبت لهذا القرآن الكريم حقيقةً,, لدقة إعجازه في تصويره لخلجات النفوس وكوامنها وخفايا سرها,, فما أن إطلعت على هذه الحالة المرضية الشاذة التي كشفها صاحبها هذا عن كوامن نفسه ومعتقده المقلوب, إلَّا ولهج لساني بتسبيح الله تعالى وتكبيره لدقة وصفه لهذه الأمراض المزمنة ودقة وصف هؤلاء المرضى على أنها حالات ميئوس منها, وتلبيتهم الإبليسية الخانعة, فأدركت منها كيف يكون الختم على القلوب والسمع وكيف تكون الغشاوة على الأعين, وكيف تنقلب الموازين لدى من مكر سوءاً, فمكر الله تعالى به لسوء ظنه به وفساد طويته والله خير الماكرين,, فجعله كعصف مأكول.
فأصبح يرى الشرك إيماناً, والإيمان شركاً, ويرى الإلحاد توحيداً والتوحيد إلحاداً,, فمثل هذه الحالات المتأخرة في الغباء والسفه والضلال هي في واقعها مرض نفسي ووجداني إحتل القلب الذي تربع فيه الشيطان فأحدث فيه وولغ, ولأنه مرض تسبب فيه صاحبه بقلب الأمور مستخدماً أسلوب المخادعة والإستهذاء والمراوغة, ثَبَّت الله عليه حالته المرضية, بل وزاده مرضاً على مرضه, ثم كتب عليه ما يستحقه من عذاب يوم القيامة. فإن لم يصور الله هذه النفوس والقلوب المجخية المريضة بهذه الدقة فكيف سيكون حال المتعاملين معهم ؟؟؟
فصورها الله تعالى تصويراً يعري أصحابها أمام أنفسهم وأمام المؤمنين ليتقوا شرهم ويتفادوا ألاعيبهم وحبائلهم ومكرهم المكشوف, ولما إستطاع أحد أن يثبر غورها ويحدد تقلبها وإنقلابها.
أنظر إلى قوله تعالى في سورة البقرة واصفاً أمثال هؤلاء الناس الذين قد إختلت عندهم الموازين فأصبحوا يرون الصورة مقلوبة,, قال فيهم: (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ 8), والسبب في ذلك أنهم: (يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ 9), ولا شك في أن حالتهم قد تدهورت إلى هذه الحالة المتأخرة المزمنة لأن: (فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ 10).
وقد كان هذا المرض المتزايد والمستفحل لأنهم يكذبون ويقلبون الأمور رأساً على عقب, قال تعالى فيهم: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ « قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ » 11), علماً بأنَّ فسادهم ظاهر للعيان, ومع ذلك يدعون عكسه ظناً منهم أنهم قادرون على خداع غيرهم ولكن هيهات, فقد قال الله تعالى عنهم مؤكداً: (أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَٰ-;-كِن لَّا يَشْعُرُونَ 12), ليس ذلك فحسب, بل كشف وهمهم وكبرهم وتعاليهم على مَنْ هم أفضل منهم وأعقل, قال: (وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ « قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ ؟» أَلَا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَٰ-;-كِن لَّا يَعْلَمُونَ 13), فيدَّعُونَ بأنهم هم المؤمنون العارفون العالمون المتقون,, بل "يقولون بما لا يعلمون",,, تماماً كصاحب هذه الحالة.
فالعجيب في الأمر أن هؤلاء الأغبياء لم يقفوا عند حدود الكذب والتحايل وقلب الحقائق,, وإنما أيضاً سلكوا طريق الخداع واللعب على الحبلين كما يقولون, فكانوا "مع من يلاقونه" و "ضد من غاب عنهم", والذي سيكونون معه إن حضر هو وغاب أولئك الذين كانوا معهم,, وهكذا, قال تعالى مصوراً أصحاب هذه الحالة المريضة البغيضة: (وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا « قَالُوا آمَنَّا » « وَإِذَا خَلَوْا إِلَىٰ-;- شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ » 14), ظناً منهم انهم أذكياء وقادرون على الإستهذاء بالمؤمنين, ولكن الله قد إستدرجهم ومكر بهم فحرمهم مجرد التفكير في حالتهم المتردية إستهزاءاً بهم وإملاءاً لهم ليزدادوا إثماً,, قال: (اللَّهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ وَيَمُدُّهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ 15), وذلك لأنهم: (أُولَٰ-;-ئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُا الضَّلَالَةَ بِالْهُدَى فَمَا رَبِحَت تِّجَارَتُهُمْ وَمَا كَانُوا مُهْتَدِينَ 16).
وتطبيقاً للمعايير التي وصف الله تعالى بها هؤلاء المرضى ونحن ننظر ونستمع إلى ما قاله صاحب هذه الحالة عن أفعال النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم, نقول (نعم لقد صدق قول الله فيهم), لأن أفعال محمد كلها (أمر بالمعروف, ونهي عن المنكر, وإماطة الأذى عن الطريق, وتوحيد لله تعالى, وتحريم الزنا والخمر والميسر واللواط, والسرقة، والكذب والنفاق, والشرك, والإلحاد, وأكل مال اليتيم,, وهو أيضاً يتوعد المطففين في الكيل والميزان بالويل, ويتوعد الهمزة اللمزة بالويل أيضاً, كيف لا يكون كما قال صاحب هذه الحالة الشاذة وقد قال الله تعالى في عبده ورسوله الخاتم: (وإنك لعلى خلق عظيم).... ألم يأمر ببر الوالدين وأمر الأبن بخفض جناحه لوالديه والدعاء لهما بقوله "رب أرحمهما كما ربياني صغيرا.
كيف لا وقد توعد خائني الأمانات, وناقضي العهود, والغدر, والسباب والتفحش,,,, ومن ثم فمن البديهي أن الذي يفعل كل هذه الموبقات والسفالات والنواقص ويستمرءها ألَّا يرضى عن الذي يقول فيها ما قاله رسول الله محمد ورب محمد،، وخير شاهد على ذلك تصريح هذا المعتوه ومعتقده الشاذ.
ثالثاً – قال: ((... هذا الكاهن الخبير بالتوراة والإنجيل و والعالم بالقرآن,, والقدير في الفقه المقارن, والضليع في اللغة والتاريخ والفكر,,, أدرك بكل هذه القدرات والملكات أن القرآن الذي جاء به محمد رسول الله لم يقدر على الإتيان بأي جديد غير ترديد قصص التوراة "مغلوطة" دون أي إستدلال منطقي أو علمي... الخ ...)).
في الحقيقة,, عجبتني منه كثيراً عبارة (دون أي إستدلال منطقي أو علمي), ولكنني - ربما العيب في قدراتي المتواضعة - لم أستطع فهم إستدلالاتها المنطقية العلمية الدقيقة (إن جاز لنا التعبير), فليت هذا الدعي يتكرم بشرح مضمون ومحتوى وإعجاز هذه العبارة ال....
أما عبارة (ما عساي.... وما بعدها), فهذه لن نتجرأ على الوقوف عندها حتى لا نحرج أنفسنا ونكشف جهلنا, ليس ذلك فحسب, بل لن نسأل صاحب الحالة الفريدة عن معانيها حتى لا يدخلنا في إستدلالات منطقية علمية كارثية ماحقة. ومن ثم,,, فلعل السكون دون السكوت عنها أبلغ من نشر عبلها وهبلها وغبنها على القراء.
ولكن فقط نريد من هذا العبقري صاحب الحالة الخاصة بأن يترك جانباً كل ما أدركه الذين عددهم من ("كاهن خبير بالتوراة والإنجيل", و "عالم بالقرآن",, و "قدير في الفقه المقارن", و "ضليع في اللغة والتاريخ والفكر",,, وغيرهم من الذين أدركوا – كما يدعي ويأفك هذا الدعي الساذج- وبكل تلك القدرات والملكات التي وصفهم بها (بأن القرآن الذي جاء به محمد رسول الله لم يقدر على الإتيان بأي جديد غير ترديد قصص التوراة "مغلوطة" دون أي إستدلال منطقي أو علمي... الخ),
وعليه بدلاً من ترديد أقوالاً كالببغاء,,, لا يفهمها ولا ينبغي له ذلك ولا يكون, لجهله حتى بمعنى هذه المفردات (كاهن أو خبير أو عبارة فقه مقارن,,, الخ), وأن يخرج نفسه من الوهدة التي أدخل نفسه فيها فيجاوب على أي من الأسئلة التالية إن كان من العاقلين,,, ونأمل أن يلتزم الشجاعة ويبقى على الساحة ولا يهرب كما فعل آخرون مثله, فيقول لنا:
1. ما هو الجديد الذي يتوقعه فوق ما جاء بالتورات والإنجيل ولم يجده في القرآن الكريم لأن رسول الله محمد الخاتم لم يقدر على الإتيان به,, ليته يذكر لنا ثلاث أشياء فقط, وتخفيفاً عليه نقبل منه واحدة "مفبركة ومضروبة وبائن عطبها" إن إستطاع لذلك سبيلاً؟
2. ما هي قصص التوراة "المغلوطة" التي رددها نبي الله ورسوله محمد الخاتم دون أي إستدلال منطقي علمي, ليته يتكرم ويتعطف علينا بأن يأتينا فقط بثلاث إشارات إلى ثلاث قصص توراتية "مغلوطة" رددها محمد رسول الله,,, أيضاً برحابة صدر نقبل منه قصة واحدة فقط تسهيلاً له,,, ولا ننسى في إطار التسهيل أن نقول له (دونك الكفاءات التي ذكرتها من كهنة ومفكرين ومنظرين,,, الخ, إستعن بهم جميعاً ومعهم إبليس نفسه في هذه المهمة البسيطة التي أنت تحدثت عنها). إن كنت من العاقلين.
3. طلب خاص منك أن تبين لنا ما تعنيه بعبارة ( دون أي إستدلال منطقي أو علمي), فما الذي كان ينبغي أن يفعله النبي الكريم محمد الخاتم حتى يكون قد قدم إستدلالاً منطقيا أو علمياً لتبرير قصص التورات "المغلوطة" التي تقول إنه قد أتى بها.
هذه أسئلة بسيطة للغاية بالنسبة لك خاصة إذا كانت من أناس ينطقون بما لا يعلمون ولكن نعتقد بأن القراء متشوقون لمعرفة شيء عن مفاهيم وملكات "الإستدلالات المنطقية أو حتى العلمية",, نرجوا أن لا تضن بها علينا وعليهم.
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
وهناك أحد المعلقين على الفيسبوك, لا يقل قدراً وفكراً عن صاحب الحالة, قد أطلق على نفسه طارق إبن زياد, وقد أبى إلَّا أن يطل علينا بهمزه ولمزه ونفثه,, فقال لنا بدون أي مقدمات ولا سابق معرفة أو لقاء: ((... كاتب تافه تدافع على اساس ان النقد ممنوع والمناقشة كفر’ ولكن نعود للمعلقين الذين يستخدمون عقلهم ونقول لهم, لكم الحق فى رفض كل ماهو غير متفق مع الحس السليم الذى فقده شيوخ النكاح ...)).
على أية حال,, لا أدري إن كان حقاً يعرف معنى التفاهة التي يرمينا بها, لأنه إن كان كذلك, لوجد نفسه غارقاً فيها حتى شحمة أذنيه, ودليلنا على ذلك أنه يكذب ولا أرى من هو أولى بنسبة التفاهة من الكذاب, فهو يقول لنا (تدافع على أساس النقد ممنوع والمناقشة كفر), هذا كل شيء. ولكنه إن رجع إلى كل كتاباتنا وتعليقاتنا "دون أدنى إستثناء" لوجدها كلها نقاش وحوار وتحليل وردود وتفنيد وإتفاق حيث الإتفاق وخلاف حيث يلزم ذلك الخلاف مع التبرير وإقامة الدليل والبرهان,،، وعلى ذلك فإن التافه نفسه والمشهود له بالغباء والضحالة الفكرية يستحيل أن يصفنا بأن النقد لدينا "ممنوع", كما يدعي هذا "الطارق", فما بالك بالمناقشة, التي تعتبر عندنا جوهرية وأساسية فنحن نمقت الكلام المرسل وفرض الرأي ومصادرة حرية الآخرين في التعبير عن معتقداتهم, ولكننا في نفس الوقت نتصدى للأفكار التافهة المغرضة والساخرة والمستهذئة بديننا ومقدساتنا, التي يسعى أصحابها للإساءة والسخرية والتخابث مثل طارقنا هذا الذي يشكوا داء التفاهة لدرجة التبلد الفكري, الذي مثله حرك وجدان وشاعرية. أبي الطيب المتنبي فكأنما بي قد سمعته يهمس في أذنيَّ برائعته التي قالها في طارق آخر يشبه طارقنا هذا أبياتاً تكتب بماء الذهب:
يُؤْذِي القَلِيْلُ مِنَ اللِّئَامِ بِطَبْعِهِ *** مَنْ لا يَقِلُّ كَمَا يَقِلُّ وَيَلْؤُمُ
وَالظّلمُ من شِيَمِ النّفوسِ فإن تَجِدْ *** ذا عِفَّةٍ فَلِعِلَّةٍ لا يَظْلِمُ
وَمن البَليّةِ عَذْلُ مَنْ لَّا يَرْعَوِيْ *** عَنْ جَهِلِهِ وَخِطَابُ مَنْ لَّا يَفهَمُ
وَجُفُونُهُ مَا تَسْتَقِرُّ كَأنَّهَا *** مَطْرُوْفَةٌ أوْ فُتَّ فِيْهَا حِصْرِمُ
وَإذا أشَارَ مُحَدِّثَاً فَكَأنَّهُ *** قِرْدٌ يُقَهْقِهُ أوْ عَجُوْزٌ تَلْطِمُ
يَقْلَى مُفَارَقَةَ الأكُفِّ قَذالُهُ *** حَتَّى يَكَادَ عَلى يَدٍ يَتَعَمَّمُ
وَتَراهُ أصغَرَ مَا تَرَاهُ نَاطِقاً، *** وَيكونُ أكذَبَ ما يكونُ وَيُقْسِمُ
وَالذّلّ يُظْهِرُ في الذّليلِ مَوَدّةً *** وَأوَدُّ مِنْهُ لِمَنْ يَوَدّ الأرْقَمُ
وَمِنَ العَداوَةِ ما يَنَالُكَ نَفْعُهُ *** وَمِنَ الصّداقَةِ ما يَضُرّ وَيُؤلِمُ
لا يزال للموضوع بقية من ردود,,,
تحية كريمة للقراء
بشاراه أحمد
#بشاراه_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟