أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - صحوة أهل الكهف














المزيد.....

صحوة أهل الكهف


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 1334 - 2005 / 10 / 1 - 08:37
المحور: كتابات ساخرة
    


استفاق الأستاذ عمرو موسى شيخ مشايخ الدبلوماسيين العرب,وبابا الجامعة وسائر العربان, وزعيم قبائل النظام العربي المستبد بكل عشائره ,وأفخاذه وبطونه المترهلة والمتكرشة بفضل الشفط والنفط ,والمتحدث باسم جامعتهم التي تحميهم في زمن الضلال والانحراف القومي,والمغامرات الصبيانية,وارتكاب المعاصي السياسية ,كما حاولت مرارا وحثيثا"لفلفة" ومداراة خطيئة صدام القومية ,ونزعته اليعربية الأبدية في قهر واستعباد العباد ,وقوننة الأفعال الجرمية السوداء واعتبارها ثوابتا وتقاليدا عصماء لا يحق لأحد تركها ,أو التنازل عنها بحال إلا بقرار بإجماع الباب العالي في مؤتمر الفزعة العربية مرجعية العربان الأولى.استفاق الرجل الجليل ,ولو متأخرا, من الحلم العربي الوردي الذي حاول هو وجيش من المتعيشين والساسة الأعراب,والزعماء التاريخيين أن يروجوا له ,ويقنعونا بجديته وصدقيته على مدى عقود من السنين عبر أدبيات الخطابة الحماسية الجوفاء,والتصريحات النارية ومؤتمرات الخذلان,والجهود العبثية والمضنية التي ذهبت أدراج المبادرات.استفاق و"بق"بحصة الحقيقة العارية المؤلمة الجرداء التي مكثت طويلا في فم أجيال كتب عليها الصمت والخنوع والاستسلام لرياح العوربة الصفراء التي هبت عليهم من الصحراء,والتي ركب موجتها العسكر,والمغامرون,والباحثون عن الذهب, وأبهة البلاطات والأرصدة والأموال بين خبايا الخطابات الثورية,والشعارات الكبيرة,وكانت لهم أكبر هدية ,ومطية تجود بها عليهم السماء في زمن القحط والخواء.

استفاق الأستاذ عمرو موسى ,وقلب الطاولة على الجميع ,ويا ليته ما استفاق وأزعجنا وأيقظنا من حلمنا الوردي الذي كنا ننام ونصحو عليه حول بعث هذه الأمة,وانتظار مشهد طلائع سنابك الخيل العربية الأصيلة وهي تفتح الأمصار البعيدة,وعلى صورة القائد الضرورة وهو يحيي الجماهير العريضة من شرفته السماوية وهي تصفق له,وترجوه افتداءها بالدم والأرواح ,وهو متبسم وساهم في زهد القيادة بعد عبء المبايعة الشاملة يدشن صرح العوربة الواحد الخالد من المحيط إلى الخليج, ويضع حجر الأساس لحقب قادمة من الويل والدمار, وحيث سيعج المكان لاحقا بجحافل عرق صاف ونادر ,وخال من العيوب والشوائب من العروبيين المتحمسين الذين سينشرون العدل والخير على الثقلين.وأضاع علينا بذلك الأستاذ الأمين فرصة معانقة فردوس العروبة الواعد,فواحسرتاه. وهاهي مأساة وقدر هذا الإنسان الذي فرض عليه التعريب,والتغريب ,والتبعيث,والتجهيل,والتثوير ,وسياسات غير متبصرة جهلاء, أودت به نحو الهاوية والهلاك, تتكرر مرة أخرى ,وتأتي هكذا فجة و"على بلاطة" وعلى لسان أمين العوربة,وفارسها الملهم,ووليها الفقيه.

فهل يحمل فحوى كلام الأمين العام لجامعة الأعراب,عبر تصريحه المثير بالأمس, أن هذه أمة تائهة ,وضائعة,لا تؤاخذ ولا يعتد بها , ولا تعرف ماذا تريد ,وتعلن عكس ما تبطن , وتقول ما لا تفعل ,وتفعل ما لا تقول,وكلام الليل يمحوه النهار ,ويلحس كلامهم الوزراء,وقرارات القمة تمحوها كوندوليزا رايس.ولم يقدر الرجل أن يأخذ منهم لا حقا ولا باطلا ,وضيّعوه,وأهلكوه,وخدعوه بمظاهر التجميل والرياء,وجعلوه طوال هذه الفترة يلهث ساعيا وراء السراب,وأنه أصبح ضحية أخرى من ضحاياهم الكثيرة في السياسة والاقتصاد, وحيّروه بإتقان كل أحابيل وفنون النصب واللف والدوران, عبر ممارسات طويلة من المكر والتضليل والدهاء,وبعد أن باعوه أطنانا من الوعود والمماطلة والتسويف وقصورا شاهقة في الهواء.

ويعكس هذا التصريح الناري المدهش شفافية مطلوبة ولّدها ضغط الأحداث وعمق التغييرات التي تجتاح العالم من أقصاه إلى أقصاه,وحالة العجز والشلل التي أصابت الجسد العربي ولم يعد أي معنى للتعتيم والانغلاق والحصار بعد أن أصبح اللعب على المكشوف سيد الألعاب ,إلا عند أولئك الذين ارتضوا أن يكونوا من رفاق أهل الكهف في حقب السبات المديدة الظلماء. وإذا كان هذا هو حال رمز الدبلوماسية العربية ومرجعها الخبير فما هو حال صغار القوم من مراهقي السياسة ,وصغار اللاعبين والهواة ,والمستثمرين الجدد في سوق العوربة الكاسد ؟

وكل ما نتمناه أن تشمل هذه الصحوة المباركة كل أولئك الذين مازالوا في سباتهم اليعربي حالمين,وإلى فردوسها الأسطوري ساعين,ومن نعيمها متكسبين, ولا يسمعون كل وقع خطى التغيير والانفتاح والمصالحة الصاخبة من حولهم.أم هل سيستمر النفخ والصفير في القرب المثقوبة ,والرهان على الجواد الخاسر في كل نزال؟

سود صنائعنا,ثلم مواضينا,ذل وقائعنا,قحط مرابعنا,كثر كوارثنا,كذب سوالفنا,شؤم طوالعنا.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دعوة للتطبيع مع الشعوب
- ضياع الأندلس
- بوش...و...كاترينا...وسلاطين العربان
- ممنوع عليكِ الحب
- أسواق العرب السوداء
- أذكياء السوريين
- جرائم بلا عقاب
- الدم السوري الرخيص
- هل فقد العقل العربي صلاحيته ؟
- وزير الإمتاع ,والمؤانسة
- سوريا والرهان العربي
- قصة من هذا الزمان
- لعنة الشعوب المقهورة
- ميليس:مالئ الدنيا,وشاغل العربان
- دوام الحال من المحال
- هذا من فضل ربّي
- كاترينا ...وجهلاء العربان
- ابراهيم اليوسف والسياحة الداخلية
- ألف كلمة جبان ,ولا كلمة الله يرحمه
- فقهاء الدولار


المزيد.....




- -جزيرة العرائس- باستضافة موسكو لأول مرة
- -هواة الطوابع- الروسي يعرض في مهرجان القاهرة السينمائي
- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - نضال نعيسة - صحوة أهل الكهف