أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة كامل كيوركيس - ليلة أرق ..مع ايفيلين














المزيد.....


ليلة أرق ..مع ايفيلين


اسامة كامل كيوركيس

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 16:22
المحور: الادب والفن
    


"إن فينا شبقا الى الطيران في اشواقنا ..و الناس طير لا تطير" (من قصيدة الهدهد للشاعر محمود درويش)

يوم أمس بعد ليلة أرق لم يعرف فيها النوم سبيلا الى جفوني و الحالة هذه إذ اصابتني اسارع للنهوض من الفراش و ابحث عن كتاب أقرأه او اتجه الى جهاز ال DVD اضع فيه فيلما لأشاهده فمازلت احتفظ لدي بأرشيف لأهم الاعمال السينمائية في تاريخ هذا الفن لأعظم المخرجين ميكيلا انجلو انتونيوني و ستانلي كوبريك و السويدي اينغمار بيرغمان ..الخ .لكني قررت اللجوء الى الموسيقى فهي كما يصفها النقاد الغربيون بأنها الرباط الحسي بين خيال الفن و منطق العقل و وضعت اسطوانة الالبوم الاول لفرقة Enigma و ترجمة هذا الاسم تعني "اللغز" أو الأحجية - المتاهة الذي أصدرته الفرقة عام 1990 فقد تعرفت على هذه الفرقة لأول مرة عندما كنت في الصف الثاني المتوسط و شعرت حينها بالرهبة و الغموض و الحقيقة اني لم اسمع طوال حياتي موسيقى تشبهها لا في الموسيقى السابقة لها و لا في التي قدمت لاحقا .و في مقدمة هذا الألبوم مدخل او استهلال ليعرف المستمع الى نوعية الموسيقى التي تقدمها الفرقة بصوت و كأنه يخرج من الأعماق نستمع الى هذه الكلمات
مساء الخير
هذا هو صوت اللغز
في الساعة القادمة ، سنأخذك معنا
الى عالم آخر
الى عالم من الموسيقى الروح و التأمل
اطفيء الضوء
خذ نفسا عميقا ، و استرخي
تحرك ببطء ، ببطء شديد
دع هذا الايقاع يرشدك الى النور
و اثناء استماعي فكرت بشيء ما يخص الوجدان الجمعي للبشرية
لقد وقعت حادثة غريبة لأشهر علماء النفس و هو كارل يونغ و كتب عنها فيما بعد انه كانت له قريبة شابة صغيرة كانت لها عدة شخصيات واحدة من هذه الشخصيات جذبت إنتباهه هي شخصية سيدة تدعى إيفيلين كانت مثقفة في منتصف العمر تتمتع بعمق و حكمة اكبر بكثير من شخصية قريبته لكن فيما بعد اعترفت قريبته بأنها اصطنعت حالتها لتثير اهتمامه و تجذبه اليها و انصرف هو عنها ..بعد عدة سنوات توفيت قريبته و هي في السادسة و العشرين من عمرها ليعود و يدرس حالتها فقد فكر بأنها كانت تهجس بموتها المبكر و تقدم صورة عن تحول ذاتها المستقبلية في صورة ذات متطفلة على الذات الحالية لها ..لكن مالفت نظر كارل يونغ في شخصية إيفيلين إنها كانت اكثر عمقا و حكمة و تعقلا و كانت مطلعة على نصوص بالغة الغموض و التعقيد من الصوفية و الهندوسية و معتقدات فلسفية لم تكن قريبته مطلعة عليها و بدأ يتساءل لماذا ادعت قريبته شخصية اخرى ليست لها فأخد يفكر في إن الوجدان الجمعي للبشرية اذا كان ينتقل الى الانسان الحديث موروثا عن اسلافه الاقدمين فهل ممكن ان يسير معكوسا ؟ اي بمعنى الوجدان المستقبلي يصل الى ادراكه و هل بالامكان وجود ذات ماضية و ذات حاضرة و ذات مستقبلية و ايهما الاجدر بالبقاء؟ هل تتعايش هذه الذوات مع بعضها ام ماذا؟ يقول احد فلاسفة اليونان القدماء انك لن تنظر الى نفس النهر مرتين " ففي كل يوم تنمو ذات اخرى للانسان تتشابه مع ذواته القديمة بعض الشيء و تبتعد عنها احيانا و العوامل الاقوى هي التي تعود بنا الى الطفولة المبكرة. ففي مراحل متقدمة من العمر تبدأ الذات الطفولية بالإفاقة مجددا و المطالبة بالحياة الذات الطفولية التي تشكلت في خصائص الشخصية (الاهتمامات و الرغبات و النوازع و الطباع .الخ) لكن جميع الشخصيات تشترك في وشيجة نفسية واحدة على الاقل مهما تباينت .
يتنازع الطبيعة البشرية جانبان الخير و الشر و قد يكونان في جوهرهما وجهين لشيء واحد ففي الذات البشرية تكمن اكثر المناطق غموضا في الكون.وحين يقع الانسان فريسة ذواته الخاصة تتنازعه هواجسه و افكاره الخاصة ليبقى تائها بين ذواته باحثا ابدا عن هوية قد تكون ذاتا أخرى.



#اسامة_كامل_كيوركيس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نشوى أشرف ..الفن ظاهرة لصيقة بالوجود الإنساني
- عناية البخاري ..أنوثة مسافرة بالألوان
- منال ابو صفر ..رسالة جمالية معبرة عن الحب و الحرية و حلم الع ...
- فاطمة النمر .. حين يصبح الفن اكثر صدقا من التاريخ


المزيد.....




- دراسة تحليلية لتحديات -العمل الشعبي الفلسطيني في أوروبا- في ...
- مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
- اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار ...
- كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل ...
- -الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر- ...
- الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية ...
- بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص ...
- عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
- بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر ...
- كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب


المزيد.....

- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - اسامة كامل كيوركيس - ليلة أرق ..مع ايفيلين