حَمِيمِيَّات فيسبوكية -14-

علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 15:41
المحور: الادب والفن
    

الله = جسم مادي "فيزيائي"؟
الشّيطان = "عطالة" الجسم المادي؟ ..
"العطالة" = "ميل الجسم المادي لمقاومة أي تغيير في حركته المنتظمة تحت تأثير قوة خارجية."
الشّيطان = "ميل الله لمقاومة كل التأثيرات الخارجية المفروضة على سيرورة حركته المنتظمة الخلْاقة."
أي: مجموع القوى المؤثرة = الصفر.. وفق "قانون نيوتن الأول".
ولذا يتناقص التسارع الحركي للرّب تدريجياً مع زيادة في وزنه/كتلته من أجل نفس العمل المقدّم ..
وعليه يحتاج الرّب إلى الاستجمّام الفلسفي في اليوم السابع ..
كي يخفف وزنه ويسترجع طاقاته وينطلق مع بداية الإسبوع من جديد بتسارع متزايد .. فتتنامى قوته على العطاء الجديد تدريجياً ..
وكله مدروس علمياً وفق:
"قانون نيوتن الثاني": القوة = الكتلة x التسارع.
وبَيْنَ الْفَيْنَةِ وَالأُخْرَى يصغي الله/"قوة الفعل" إلى آلام الناس الفقراء في كل مكان في الأرض ودعواتهم له وعليه .. فيستشعر العنف/"قوة رد الفعل" لديهم .. فيهابهم كما يهابونه .. وكله مدروس بحسب "قانون نيوتن الثالث":
"لكل قوة فعل قوة رد فعل" .. مساوية لها في المقدار ومعاكسة لها في الاتجاه .. كلاهما تعملان على نفس الخط وتؤثران على بعضهما البعض.

***** ***** ***** *****

كثيراً ما يتم تتُستخدم المقولة التالية من كتاب فريدريك نيتشه "ماوراء الخير والشر" .. :
"ولكي نتكلّم لغة اللّاهوتيّين .ـ ولنستمع جيّداً لأنه نادراً ماأتكلّم كلاهوتي .ـ فإنّ الله ذاته هو الذي كان ممدّداً في صورة حيّة ـ. تحتَ شجرة المعرفة بعد أن فرغ من أيام عمله .. كان يستريح من وظيفته كإله .. لقد أنجز كلّ شيء على مايرام .. ليس الشّيطان إذاً .. سوى عطالة الرّب في كلّ يومٍ سابعٍ."
في هذه المقولة النيتشاوية استوقفتني مفردة "عطالة" .. وأيضاً ومن باب الفضول مدى دقة الترجمة إلى العربية بشكل عام .. حول محتوى مقولة نيتشه وتحليلها كُتبت عشرات النصوص العلمية .. قراءتها النقدية/المنهجية تتطلّب التفرغ ..
لا يمكن أن يكون الشّيطان ممثلاً لعطالة الرّب .. وفقاً للتعريف الفيزيائي/الميكانيكي لمفهوم العطالة .. ولا يجوز أن نفهم العطالة لغوياً على أنها مرادفة للكسل ..
مجرد الترجمة "الميكانيكية" لهذه المقولة النيتشاوية .. أي دون فهم المحتوى .. هو عمل مضنٍ .. لقد وجدت أنّ مفردة "عطالة" قاسية ومعقدة وفيزيائية/ميكانيكية بامتياز .. وبهدف المتعة والمعرفة قمت بترجمة النص بطريقة أنظف كما أتمنى ..
الترجمة الجديدة:

لنتكلّم بشكل لّاهوتيّ! .. اصغ أيها الإنسان .. لأنّني نادراً ما أتكلم كَلّاهوتيّ:
أكان الله ذاته؟ ..
ذاك الذي استلقى كثعبان/كأفعى في نهاية يوم عمله تحت شجرة المعرفة؟ يستريح/يتعافى من فعل الألوهية /من كونه إله/ ..
لقد أنهى إنجاز كل شيء في غاية من الجمال ..
الشّيطان هو مجرد Acedia الله في كل يوم سابع.

وهنا تبدأ المصيبة: ماذا يعني مصطلح "أكيديا"؟
"أكيديا" هي في علم اللاهوت المسيحي بداية كل الخطايا ..
الشّيطان هو مجرد Acedia الله:
-الشّيطان هو حاجة الله للترفيه والاسترخاء "لا لوقت الفراغ" .. مثلاً عن طريق الفن والثقافة .. أو:
- الشّيطان هو حاجة الله "للتسيب النقي" .. أو:
- الشّيطان هو حاجة الله لحياة النعيم الإلوهية في كل يوم سابع.
في علم اللاهوت المسيحي يمثل مصطلح "أكيديا" إحدى الرذائل الرئيسية السبعة "الخطايا المميتة" أو "الذنوب الكاردينالية" .. "أكيديا" و"الرغبة" و"الشراهة" و"الجشع" و"الغضب" و"الحسد" و"الغرور" .. ويترجمون "أكيديا" إلى كلمات مثل: الكسل .. الخمول .. الملل .. الإهمال .. التقصير .. اللاعمل .. جمود/عطالة القلب ..
وتبقى كلمة "أكيديا" برأيي المتواضع هي حاجة الله للترفيه الإلوهي عن طريق الفن والثقافة ..

***** ***** ***** *****

الشّيطان والله = إثم وكفارة
إثم وكفارة = جريمة وعقاب
الجريمة والعقاب = رواية = "فيودور دوستويفسكي"
دوستويفسكي = روسيا
روسيا = أدب + فلسفة

"فريدريك نيتشه" = ألمانيا
ألمانيا = أدب + فلسفة وعمق
فلسفة = "ما وراء الخير والشر" + "هكذا تكلم زرادشت" + الخ.
الخير والشر= الله والشّيطان

ليس الشّيطان إذاً .. سوى عطالة الرّب في كلّ يومٍ سابعٍ = نيتشه
الشّيطان = عطالة الله
العطالة = الميكانيكا
الميكانيكا الكلاسيكية = قوانين نيوتن الثلاثة للحركة
إسحاق نيوتن = قانون "القصور الذاتي"
القصور الذاتي = العطالة
العطالة = قانون حركة
قانون حركة = قانون نيوتن الأول

قانون نيوتن الأول = "ميل الجسم المادي لمقاومة أي تغيير في حركته المنتظمة نتيجة فرض قوة خارجية."
"مقاومة الجسم للتأثيرات الخارجية المفروضة" = "نقصان التسارع مع زيادة الكتلة من أجل نفس القوة المطبقة"

زيادة التسارع = "قوة مؤثرة" + الكتلة لا دور لها
"الكتلة"/كتلة القصور الذاتي/ "الكتلة الزاوية" = "مقياس لعطالة الجسم"
"مقياس عطالة الجسم" = ثابت التناسب بين القوة المطبقة على الجملة والتسارع الناتج عن هذه القوة = "قانون نيوتن الثاني".

الله = قوة فعل
الشّيطان = قوة رد فعل
الله والشّيطان = "قوة فعل وقوة رد فعل مساوية في المقدار ومضادة له في الاتجاه"
قوة فعل وقوة رد فعل = قانون نيوتن الثالث.

تصحيح:
"الشّيطان هو مجرد Acedia الله في كل يوم سابع".

***** ***** ***** *****

#علي_دريوسي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات