|
اللوحة العراقية عاتمة ومستقبل غامض!!
ناصر عجمايا
الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 11:11
المحور:
كتابات ساخرة
لم ولن أكن يوماً متشائما في كل الظروف والمستجدات عبر العواصف التاريخية السياسية الكئيبة والدامية التي مرت بالعراق وشعبه ، وعاشته جميع القوى السياسية منذ تأسيس الدولة العراقية ولحد اللحظة. لكن اللوحة العراقية في هذا الظرف العصيب أختلفت تماماً عن سابقاتها ، نتيجة الظلم والحيف والعوز والقهر والدمار والدماء الجارية والدموع السالية والمستمرة لهذا الشعب المظلوم ، بمختلف قواه السياسية ومكوناته الأثنية والقومية وحتى الطائفية المنبوذة من غالبية أبناء وبنات العراق ، ولكنهم من الصعب التخلف من آثاراها المدمرة والقاتلة للشعب والوطن ، والتي دفع بسببها أنهار من الدم ما بعد سقوط الدكتاتورية الظالمة وقدوم الأحتلال البغيض الأكثر سوءاً ودمارً وخراباً للبلد وقتلاً للشعب ، ليبقى الأنسان العراقي مشروعاً دائماً للأستشهاد بدون ثمن وبلا نتائج موجبة على الأرض. لذا لا ارى في الافق أي أنفراج أمني وأستقرار وطني وشعبي على أرض الواقع ، بل صورة عاتمة سوداء قاتمة سببها القيود الطائفية التي كبلت وتكبل هذا الشعب المظلوم الفاقد لطريق خلاصة ، من أجل ديمومة حياته على أرضه الوطنية وترابه الغالي ، وبات الأنسان العراقي يفكر بذاته محترماً أنانيته وطائفيتك وتعنصره القومي والأثني على حساب الوطن وأنسانه العراقي ، بات الفساد المالي والأداري كالسرطان في فكره وجسده عائم وقائم رديف للأرهاب الداعشي لنطلق عليع ماعش ، وهي كارثة فكرية بغياب ثقافي وأدبي وفني وعدم قبول الآخر على أساس أنساني عراقي ضمن القاشم المشترك الأكبر هو العراق بكافة تلاوينه ومكوناته القومية والأثنية ، في التعائش السلمي بمحبة ووفاق ووئام وأنسجام بعيداً عن الطائفية الدينية والعنصرة القومية المقيتة والفساد الماعشي من أعلى هرمه الى أدناه ، في ألغاء وجود الآخر وسلبه وأبتزازه بطرق مختلفة ومتنوع حباً وأحتراماً للفاسدين والمفسدين معاً ، وفق صيغ وأساليب بالية عاتية معاقة بعيدة عن روح الأنسان والأنسانية السمحاء المطلوبة التواجد في فكر وروح الأنسان ، فنبذ المشتركات الوطنية ولم يقبل بها لينهي كل القيم التربوية والتعليمية والأخلاقية وحتى الروحية التي يتبناها شكلاً وكذباً وأفتراءاً ، بعيداً عن حب الوطن ومحبة الشعب وحتى أحترام الدين والتدين وفقدان الضمير وكرهاً لله عملياً بثرثرة وتلون قائم ومنفذ واقعياً. نتيجة هذا الوضع المأساوي والحب الذاتي والمصالحي الوصولي والأنانية المقيتة والتطرف الطائفي والتعنصر القومي والفساد المستفحل مالياً وأدارياً ، نشأت بيئة جديدة ممهدة للتطرف الديني السلفي لينتعش الوهابي التدميري وليعزز المفهوم الهدامي بن لادني والظواهري والشيشاني والأفغاني والملالي ، ليلتقي الجميع مع الفكر القومي العروبي بالتنسيق المدعوم من قوى أقليمية هدامة لدول الجيرة سوريا والعراق مثالاً ، ناهيك عن ما يسمى بالربيع العربي المعربسلامي ، ليتحول المجتمع الى عهود التخلف الفاسد القاتل للأنسان وديمومة بقائه وأنهائه بمختلف الطرق والوسائل ، بعيداً عن التقنية والعلمية والمبتكرات الجديدة والتكنولوجيا في عصر التقدم والتطور وحقوق الأنسان وأحترامه ، وهدم كل ما بناه الأنسان العلمي التقدمي لقرون من الزمن ، وعمل في تراجع زمني ما قبل الجاهلية وما بعدها في عصورها الغابرة الهدامة ، وصولاً الى التوسع الديني بأستخدام القوة المفرطة والسيف البازخ والسكينة على الرقبة قائمة ، في أركاع الشعوب للدين بالقوة والقسوة اللامثيل لها في الكون منذ قرون عديدة ، مستندين الى الغزوات والتوسعات التي حدثت في زمن نبيهم محمد قبل 14 قرن من الزمات بممارساة تقليدية فقهية للسيرة الهمجية الفاقدة لقيم السماء والأرض. الغريب في الأمر ، أن تلك القوى الظلامية تملك قرار التحرك السريع بالضد من الأنسانية ، تحت مرأى ومسمع مجلس الأمن العالمي والأمم المتحدة دون ردع عملي وتنفيذ فعلي لقلع وانهاء تلك الدوابر الفاسقة والفاسدة ذات السموم القاتلة للأنسانية وقيمها السلمية ، وبالمقابل والمفارقة فأن الدول المقارعة لداعش ورديفاتها وتحالفاتها لا تمتلك القرار الفعلي والعملي لأنهاء الأفعال والممارساة الداعشية ، والدليل أن الغرب يتعامل بأزدواجية فاضحة بين قتال داعش من جهة ودعمه ومساندته له من جهة أخرى على حساب أستقرار وأمن وأمان الدول الغير المستقرة أمنياً وسياسياً سببها القوى الظلامية (داعش ورديفاتها وحلفائها الماعشيين والعروبيين والأسلاميين المتطرفين السلفيين والوهابيين) والشعب في المنطقة يدفع الثمن الباهض ، في ترك دياره ونزوحه وهجره وتهجيره والأستيلاء على مناطقه على مرأى ومسمع العالم أجمع ، دون أن يتحرك ساكناً من الناحية الفعلية لمعالجة الأمور بما فيها الحالة الأنسانية وحقوقها المستباحة والمسلوبة. أننا نرى اللوحة سوداء وقاتمة حتى بعد تحرير العراق وسوريا من داعش وماعش. أننا نرى اللوحة قاتمة عاتمة في العراق ، ليشتد الصراع الدموي القاتل (العربي - الكردي) والمكونات الصغيرة ستدفع الثمن الغالي والباهض رغم بعدها عن هذا الصراع القاتل. أننا نرى الصراع الدموي القاتل (الكردي- الكردي) والمكونات القومية هي صاحبة النكسة والأنتكاسة ، بالرغم من برائتها من أوجه الصراع الهدام بينهما. كل هذا وذاك سيحدث بسبب التدخلات الأقليمية والدولية ، كونهم هم أصحاب القرار الفاعل والتنفيذي والممارس للمعنيين ، وهذه الدول الملتهبة الجروح تكون مسّيرة لأنها باعت نفسها لهذا وذاك بثمن بخس. ولا ننسى المكونات الصغيرة العدد أمام مفترق طرق وهيجان الى حيث يكون المأوى من عدمه. أتمنى أن أكون مخطاً في تحليلاتي وقرائاتي للخريطة والواقع السياسي الغامض والمعقد والعسير في العراق خصوصاً ومنطقة الشرق الأوسط عموماً. حكمتنا: (في الظلام العاتم ، ناتجه الغموض الدائم ، والقراءة المعدومة لواقع قاتم). منصور عجمايا 13-05-2015
#ناصر_عجمايا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مأساة شعب ووطن!
-
تقرير مصير شعبنا الأصيل(الكلداني والآشوري والسرياني والأرمني
...
-
المطران نيقوديموس داؤد شرف ضيفاً في ملبورن
-
حسناً فعلت حكومة كردستان!!
-
مصير الشعب العراقي في برلمان مزور!!
-
غبطة البطريرك ساكو كفيت في مجلس الأمن الدولي
-
غبطة البطريرك ساكو مهمتكم تاريخية في مجلس الأمن!!
-
الأجرام الأمريكي وتعامله المزدوج
-
رسالة مفتوحة لغبطة البطريرك روفائيل الأول ساكو جزيل الأحترام
...
-
في الذكرى العاشرة لوفاة أمي
-
لا يا غبطة البطريرك ، لم أكتب الخالي بل الحالي!!
-
يا غبطة الباطريرك لم تكن دقيقاً في دعمك الحالي!!
-
التطرف الفكري مرده سلبي ، لا يقل عن همجية داعش!!
-
أيها المسيحيون والأزيديون الأصلاء المغيبون الغرباء غادروا بل
...
-
أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(10 الأخيرة)
...
-
أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(9)!!؟؟
-
أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(8)!!؟؟
-
أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(7)!!؟؟
-
أين نحن والحدث الطاريء ، وما علينا فعله ومعالجته(6)!!؟؟
-
لغبطة أبينا البطريرك روفائيل الأول ساكو مواقف لا تنسى!!
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط
/ سامى لبيب
-
وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4)
...
/ غياث المرزوق
-
التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت
/ محمد فشفاشي
-
سَلَامُ ليَـــــالِيك
/ مزوار محمد سعيد
-
سور الأزبكية : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
مقامات الكيلاني
/ ماجد هاشم كيلاني
-
االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب
/ سامي عبدالعال
-
تخاريف
/ أيمن زهري
-
البنطلون لأ
/ خالد ابوعليو
-
مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل
/ نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم
المزيد.....
|