أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - رسالة إلى والدي في يوم ميلاده














المزيد.....

رسالة إلى والدي في يوم ميلاده


يسرا محمد سلامة

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 02:20
المحور: مقابلات و حوارات
    


يقولون الحياة لا تقف عند أحد ولا على أحد، وهذه حقيقة لا نستوعبها في وقت رحيل أحدهم لكن مع مرور الأيام تُصبح واقعًا نعيش به ومعه، إلا عند خُسارة شخص عزيز عليك هنا فقط لا يوجد لهذه الجملة معنى، فالحياة تتوقف بالفعل، تصير كل الأشياء لا قيمة لها من حولك، فما بالك لو كان هذا الشخص هو الأب، السند، القوة، أمنك وأمانك في هذه الدنيا، أعتقد أن المعادلة ستُقلب رأسًا على عقب، اليتيم من ماتت أمه – مقولة تُردد دائمًا – نعم لكن اليتيم الحقيقي من مات والده وقد عاش معه عمره كله، تربّى معه، جمعته به ذكريات عديدة من الطفولة حتى الشباب، من تأثر بوالده حتى صار له قدوة ومثل أعلى، وفاة الأب في كِبر الأبناء أمرٌ غاية في الصعوبة ولا يُحتمل حقًا، والصدمة الأكبر تكن مع البنت التي دائمًا ما تكون "دلوعة أبيها" وسر سعادته، هذا هو حالي مع والدي طيلة عمري وقبل رحيله عنّا منذ ستة أعوام، فقد كنت ابنته المدللة، حلمه الذي تحقق، وولده الذي لا ينساه أبدًا من دعائه.
أبي، اليوم تُكمل عامك الثالث والسبعون، عشت منه سبع وستون عامًا في تصالح تام مع نفسك، ومع الغير، فقد كنت تتمنى الخير للجميع، تشارك الكل أحزانهم قبل أفراحهم، موجود دائمًا وقت الحاجة وحين تُطلب لا تتأخر عن أحد، دماثة خلقك يتحدث عنها الصغير قبل الكبير حتى الآن، فقد كنت لا تحب الحديث عن أحد من وراء ظهره، ولا حتى أمامه بأى شيئ سيئ، لك طلةُ يهابها الناس باحترام لا بالخوف، فتقديرهم لك كان يجعلني فخورة جدًا أني ابنتك، ولهذا السبب حاولت جاهدة أن أجعلك فخورًا بي، كنت أغبطك على ذكاءك ولطالما تمنيت أن امتلك نصفه، كنت أغبطك على رأيك السديد في الأشخاص الذين تتعامل معهم، فبعد وفاتك تأكد لي كم كنت صائبًا في حُكمك عليهم، وأحاول الآن أن يكون لي نفس هذه النظرة، كنت ترضى بأقل القليل فقناعتك نبراسًا لنا نتحاكى به دومًا، ونستشهد بروعة زهدك.
ذكريات كثيرة لن تكفي الأيام ولا السطور في سردها، لكن عزائي الوحيد أنها معي محتفظة بها في صندوق مغلق دفين في أعمق مكان بداخلي، لن تمحيها الأيام ولا السنين، ولا تعاقب الأحداث اليومية عليّ، الحياة بعدك صعبة بل تكاد تكون مستحيلة أن أعيشها دونك، لكنه قانونها ويجب علينا أن نرضخ لنا، عش كما شئت فإنك ستُفارق يومًا، وإذا كنّا نحيا اليوم سنصير ذكرى غدًا، الفراق أثره عظيم على النفس أبي لأنني لن أنساك ما حييت، العمر يجري وأود أن أُخبرك أن حلمك أوشك على التحقيق، فياليتك هنا معي تُشاركني إياه، لكني في هذا اليوم سأتذكرك، سأشعر بك جانبي، بأنفاسك، وخطاك، والأهم بفرحتك وسعادتك التي أتمنى لو يؤخذ من عمري الكثير لكى تعود وأراها مرتسمة على شفاهك، والدي العزيز يوم ميلادك هو ميلادٌ لي كذلك، لأنه لولاك لم أكن أنا، ولولا تربيتك لي ما كنت وصلت لما أنا عليه الآن، فكل الشكر لكَ على جميل صُنعك، وأعاهدك أني سأجعلك ما حييت فخورًا بي، وكل عامٍ وأنت أبي وحبيبي وصديقي، ورفيق دربي، وأمني أماني.



#يسرا_محمد_سلامة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فارس المؤرخين العرب .. أ. د. عمر عبد العزيز عمر
- أمي .. في يوم مولدها
- تعريف الصداقة
- أمي .. الأم المثالية
- مصر التي في خاطري
- المصلحة
- نكبة فلسطين وإرهاصاتها
- فن التعامل مع الغير
- للعدالة وجوه كثيرة
- بين التاريخ والدراما .. متى اللقاء؟!!
- سيناء .. مصرية
- الاقتصاد ولعبة السياسة
- الغيرة القاتلة
- فاتن حمامة .. مدرسة الفن الجميل
- التقدير
- العيب فينا
- حصاد 2014
- عن معنى الثقة أتحدث
- الحقيقة التائهة


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - يسرا محمد سلامة - رسالة إلى والدي في يوم ميلاده