أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الأمين البوعزيزي حول الحالة الاسلامية في الثورات العربية















المزيد.....



اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الأمين البوعزيزي حول الحالة الاسلامية في الثورات العربية


عديد نصار

الحوار المتمدن-العدد: 4805 - 2015 / 5 / 13 - 01:42
المحور: مقابلات و حوارات
    


اللقاء الحواري في مجموعة يساري : 2 مايو –أيار 2015
حول تطور الحالة الاسلامية في الثورات العربية : دورها واختراقاتها وأثر كل ذلك على تقدم الثورات الشعبية في إنجاز مهامها، تستقبل مجموعة يساري المناضل الأمين البوعزيزي في حوار مفتوح يبدأ في الساعة التاسعة مساء هذا اليوم بتوقيت دمشق، ونرحب بمداخلاتكم وأسئلتكم التي نرجو أن لا تخرج عن الموضوع.
-------------------
حول هذا العنوان كتب الرفيق الأمين البوعزيزي النص التمهيدي التالي:

اندلعت الإنتفاضات الشعبية الديسمبرية في بلاد العرب في مناخ عولمي عملت فيه إمبراطورية رأس المال بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية منذ صفّت حسابها مع جغرافيات الإقتصاد الإجتماعي، على فَلْقِ هندسة الأمم وتحطيم الطبقات بإعتبارهما منصّات مقاومة في مواجهة مخططات الإغتيال الإقتصادي.
وبالتوازي عملت نظم الفساد والإستبداد والتبعية والتطبيع في بلاد العرب على تحطيم وترويض كل أشكال الإنتظام المواطني من أحزاب ونقابات وجمعيات لقطع الطريق في وجه أي مقاومة منظمة.
لكنّ ذلك لم يمنع الحشود المتظاهرة ضد سياسات الإذلال الإجتماعي والوطني من كسر حاجز الخوف والخروج لفرض سيادتها على الشوارع والميادين هاتفة بإسقاط نظم الفساد والإستبداد والتبعية والتطبيع، مكثّفة مطالبها في شعارات "الشعب يريد إسقاط النظام"، "التشغيل إستحقاق يا عصابة السُّراق"، "شغل حرية كرامة وطنية/عيش حرية عدالة إجتماعية"......
وقد إختلفت طرائق القمع التي ووجهت بها الحشود المنتفضة، فلئن تمكن المنتفضون من الإطاحة بالواجهات السلطوية للنظم التسلطية في تونس ومصر واليمن، فإنها جوبهت بقمع أشدّ دموية في ليبيا وسورية التي عملت نُظمها على إستدراج المنتفضين إلى مربع العسكرة من جهة، وتسويغ العدوان الخارجي لتشويه المنتفضين والطعن في شرفهم الوطني ومحاولة الظهور في ثوب الوطنية من جديد، مما دفع بقطاعات كبيرة من المنتفضين إلى الإرتكاس إلى أشكال إنتظام وتعبئة دينية قادرة على التجييش والصمود في وجه شراسة القمع الدموي، مما قلب موازين القوى في صفوف المنتفضين في كثير من الأقطار لصالح هذه التنظيمات والتنظيرات وجعلها الرقم الأصعب خصوصا في أشكال المقاومة المسلحة.
لكن هذه الظاهرة المسلحة خلطت الأوراق أكثر وقلبت مضامين الصراع من مواطنية إجتماعية إلى طائفية وإثنية في كثير من الأحيان.
لكن تعبيرات الإسلام السياسي لم تُختزل فقط في التنظيمات المسلحة، إذ نجد الحركات السياسية المتناسلة عن الإخوان المسلمين قد إنخرطت في الحراك السياسي الإنتخابي أو فرضت عليها المناخات الإنتفاضية مجاراة مطالبها وأشكالها السياسية خصوصا في تونس و مصر.
و قد إرتبكت التنظيمات والتنظيرات اليسارية في التعامل مع هذه التيارات، إذ غيرت أغلبها أولويات المعركة بإنحيازها إلى النظام الرسمي المتهاوي، بإسم أولوية التصدي لـ"الفاشية الدينية الزاحفة"، مما سمح بعودة من كانوا تحت مطارق المنتفضين في حين صمدت تيارات اليسار المتمسك بجوهر المعركة الإجتماعي الطبقي في الوفاء لبوصلة الإنتفاضات بالإبقاء على نظم الفساد والإستبداد والتبعية والتطبيع عدوا رئيسيا، والتعامل مع ضحاياها أيّا كانت تنظيراتهم وتنظيماتهم على قاعدة المقاومة ضد مخططات الإذلال الوطني والإجتماعي، رافضين التزييف الأيديولوجي الوقح الذي تورط فيه "اليسار الهووي"، على حد عبارة الفيلسوف الشيوعي سلافوي جيجاك، وتمسكوا بإعادة تعريف المطلب الديمقراطي كونه "بحث دائم عن المشترك الثوري بين سائر الحشود المنتفضة" على حد عبارة المفكر أنطونيو نيغري، والتركيز على الجوهر الإجتماعي للمعركة على إعتبار أن أغلب الأطياف الإسلاموية جمهورها من المفقّرين والمعدمين وإن غلّفوا مطالبهم بشعارات دينية، إذ كلّما خيضت المعارك على القاعدة الإجتماعية كلّما تمّ النجاح في إستبعاد الإستقطاب الهووي دينيا كان أم إثنيا.

عديد نصار:
مساء الخير
منذ ان انطلقت الثورات العربية، شبابية ثم شعبية، وبكل عفوية وتلقائية بعد أن تفاقمت الضغوط الاجتماعية على القاع المجتمعي العريض بشكل لا يمكن تحمله، وفي غياب قوى منظمة ذات مشروع ثوري قادرة على قيادة المرحلة، فتحت الأبواب عريضة لكل القوى المضادة للثورة لتعبث وتضع العراقيل وتلتف على الثورات، تمهيدا لسحقها.
وقد اتخذ ذلك اشكالا متنوعة في مختلف البلدان التي شهدت صعودا ثوريا كبيرا بما في ذلك استخدام الاسلام كمكون ثقافي لمجتمعاتنا وبأشكال مختلفة بما يتناسب مع طريقة التدخل، أمِنْ خندق النظم أم من خندق الثورة.
وللرفيق الامين البوعزيزي باع طويلة في فهم الظاهرة الاسلامية. فهو ابن تونس وابن سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة الثورات الراهنة والتي مارست فيها حركات الاسلام السياسي دورا كبيرا، سواء منها التقليدية كجماعة الاخوان المسلمين (النهضة) أو المستجدة كالقوى الجهادية المختلفة التي ضخت الى سوريا مثلا آلافا من المسلحين. والتي تعاني من إرهابهم المتواصل في بعض مناطقها.
فما هي الجذور الاجتماعية لظاهرة الاسلام السياسي؟ ومم تتشكل قواعدها؟ وما الذي يجعل أعدادا كبيرة أن تنخرط فيها؟ وما هي الاختراقات التي يمكن أن توظفها وتجعل منها قوى معادية للثورات؟ وما هي آفاقها؟
دعونا نناقش كل ذلك وأكثر مع الرفيق الأمين البوعزيزي .. وليكن حوارا مثمرا.
أهلا وسهلا.
عمار ديوب:
نشكر الأستاذ الامين بوعزيزي على مشاركته لنا هذا المساء، وأسأل:
إن كان هناك عذر لليسار في البلاد ذات النظام التسلطي، وحيث السياسة كلها متعذرة، فما هو عذر اليسار أن يكون قائداً للحراك الاجتماعي بعد الخلاص من التسلط؟ وهذا يعني أن هناك مشكلات لم يستطع اليسار تجاوزها، وتقديم نفسه كمعبر عن الطبقات المفقرة، ويشكل وقوف الأحزاب الشيوعية إلى جانب النظام سبباً لابتعاد الناس عن اليسار قبل الثورة وأثنائها، والان يعود قسم من اليسار ليقف مع الأنظمة بعد الثورات، سؤالي لماذا لم يتشكل ليدنا يسار يفكر بالمشترك الديمقراطي الاجتماعي كما نوهت حضرتك في النص الخاص بك، وهل يمكن أن يتشكل يسار جاد ويكون له القدرة على التعبير الفعلي وقيادة نضالات الطبقات المفقرة. وكل الشكر.
EL Amine Albouazizi
مساؤكم سعيد، رفاقي في مجموعة يساري: شرف لي التفاعل معكم حول "المسألة الاسلاموية" في سياق ثورات مواطنية اجتماعية في مدارات عربية تنوء بمشكلات ثقافية تأخر البتّ فيها، مما جعلها تشوه وعي ومسارات الثورات، في الحقيقة لا اخفيكم كم اختلف جذريا مع نخب حداثوية لبرالوية وكذا "يسارية" متلبرلة تحاول أن تقيس "الحالة الاسلاموية" بمختلف تمظهراتها في بلاد العرب بما جرى من صراع مع الكنسية زمن التنوير والثورات الصناعية والسياسية التي وضعت حدا لتحالف الاقطاع والكنيسة، فما يجري من تفجر لهذه الحركات يكاد يمسح الطاولة في وجه المقاومات المواطنية الاجتماعية التنويرية يجد جذوره في أسباب اخرى غير الأسباب التاريخية زمن التنوير الأروبي، فالحالة العربية اليوم تشهد اذلالا وطنيا فضيعا سواء كان ذلك الاغتصاب الصهيوني أو الاختراق الامبريالي الفضيع سياسيا واقتصاديا وثقافيا/رمزيا، مما يجعل لهذه الفصائل بعض وجاهة الوجود كما يقول المفكر سلافوي جيجاك، وان كان طرحها ما بعد التحرير غامضا وماضويا كسولا،،، مما يجعل التعامل معها يختلف كليا عما جرى في اروبا، خصوصا وأن القاعدة الاجتماعية لهذه الحركات هم أكثر الفئات تضررا من اقتصاد السوق، مما يجعلنا نميل الى ما يسميه المفكر سامي ناير/ ان الحشود المهمشة عاجزة عن انتاج أيديولوجية تحررية خاصة بها لذلك نجدها تتسلح بالماضي المتخيل.
EL Amine Albouazizi
رفيق عمار: مشكل اليسار العربي، وعلى الأقل التونسي الذي أزعم اني اعرفه عن قرب، مشكلته تكاد تكون بنيوية منذ البدايات، الارتباط بنموذج التحديث الكولونيالي الذي تورط في الاستعلاء على الشعوب المحتلة في تواطئ فضيع مع مخططات الهيمنة، جعل هذا النموذج التحديثي في مواجهة مع مجتمعاتهم خصوصا وأن المسألة الثقافية زمن الاحتلال تتحول الى أحد اركان المقاومة اذ يتخذها المخضعون سلاحا للتعبئة والمواجهة، هذا احد مشكلات اليسار العربي والتونسي خصوصا، مضافا الى ذلك نخبويته العالية، اذ كثيرا ما يتغنى في تنظيماته وتنظيراته بضحايا السوق، لكنهم سرعان ما ينفرونهم جراء المسالة الثقافية اذ بقدر تضرر العمال والفلاحين وسائر المهمشين فانهم يتمسكون اكثر بثقافاتهم التقليدية، هذا الأمر يزعج كثيرا يسارنا الهووي، ويجعله معزولا عن قاعدته الاجتماعية. وفي الحقيقة هذا يحدث عكس ما نراه لدى يساريي الهند وأمريكا اللاتينية الذين طوروا دراساات الـ subaltern ولاهوت التحرير في مصالحة عجيبة بين تراث الحرية في ثقافاتهم ومطالبها المعاصرة.
عمار ديوب:
العزيز هناك مشكلات ثقافية دون شك، أي هناك مشكلة في الوعي الحداثي المشوه في بلادنا، تسمح وتتيح المجال للأنظمة بدفعه نحو التراث والاسلمة والتدين والطائفية بالعموم، ولكنني لا أظن أن المشكلة في سيادة الظاهرة الاسلامية متعلق بالوعي القديم، وربما هذا مدخل خاطىء لفهم هذه الظاهرة.
هذه الظاهرة نتجت بشكل واسع ليس بسبب المشكلات الثقافية بل بسبب الأنظمة الشمولية، والتي تعيد وتصنع وتشكل الوعي، ومواجهة ذلك غير ممكن دون الاتجاهات الحداثية على اختلاف أشكالها، ويأتي اليسار في هذا الاطار، ويفترض أن يلعب دوراً مركزياً في تفكيك هذه الظاهرة وخوض نضالات واسعة ضد الصهيونية والامبريالية والظاهرة الاسلامية. تخاذل اليسار هو سبب تقدم هذه الظاهرة التي تعيد انتاجها الانظمة بشكل مباشر أو غير مباشر.
ملاحظة أخرى اليسار كان متسع الحضور ولكنه خسر ذلك ولا اظن السبب في عدم قدرته على اتخاذ موقف دقيق من التراث والدين.
لهذا السبب ولسواه سألت عن دور اليسار في كل ذلك.
وأخيراً ما المدخل الذي تجده مناسباً للعلاقة مع المشكلة التراثية سيما ان الظاهرة الاسلامية تميل لتكون أحد تمثيلات الليبرالية في عالمنا العربي.
Bassil Othman
الرفيق عمار ديوب أعتقد أن المسألة تكمن قبل اتخاذ موقف ومواجهة الظاهرة، في فهم هذه الظاهرة، ظروفها وكيفية تشكلها، وهذا ما حاول الرفيق البوعزيزي تلمّسه، ومن خلال فهم أعمق لهذه الظاهرة (أي دون الاكتفاء بالاشارة إلى أنها فقط من صناعة الانظمة او الامبريالية مثلا)، يمكننا "تفكيكها" واتخاذ الموقف المناسب حول دورها في الصراع الواقعي.
EL Amine Albouazizi
رفيق عمار: لا اخفيك، لست ممن يرون أن الظاهرة الاسلاموية هي من صنع الأنظمة، فهذه الأخيرة قد تستفيد منها في لحظات النضال الاجتماعي واشتداد عود المعارك ذات الجوهر الطبقي، لكن وجود هذه المشكلة مرتبط أكثر (احد تجليات الهيمنة الغرباوية التي يحاول بعض "يسارنا" ان يحصرها في السيطرة السياسية والاستتباع والنهب الاقتصادي، ويتغافل عن الهيمنة الثقافية او ما يسميه مفكرو الديكولونيالية بالامبريالية الثقافية التي تسعى الى فرض وجهة نظر ثقافية اثنية محدودة في المكان والزمان (أروبا) ومحاولة فرضها حداثة كونية مقابل اسكات باقي الثقافات و"تهميجها" أولا ودمغها بالارهاب ثانيا، ما يغيب عن اغلب اليسار العربي، هو الاهتداء الى منهج "النقد المزدوج" للتحديث الكولونيالي العنصري الظالم وللتتريث الماضوي الكسول، فالانخراط في نقد الثقافات التقليدية (الاغتراب الزماني) والصمت عن التحديث الكولونيالي(الاغتراب المكاني)، هو احد اسرار القطيعة بين اليسار وجمهور المفقرين عمالا وفلاحين وحشودا معدمة بالكامل، نعم اتفق معك تماما ان التنظيرات الاسلاموية هي خطاب مشتقّ من خطابات الهيمنة أكثر منها عودة الى الماضي كما يقول عنها خصومها الحداثويون.
عمار ديوب:
العزيز باسل لا ظاهرة إسلامية قبل الامبريالية كطور في النظام الرأسمالي، ومن الخطأ قراءة الظاهرة بعيداً عن المرحلة الامبريالية وما خلقته من تشكيلات اجتماعية كولونيالية، وحددت للظاهرة الاسلامية إطاراً ماضوياً بالمعنى الايديولوجي وتوافقاً راسمالياً بالمعنى الاقتصادي، والمشكلة أن الظاهرة الاسلامية واقصد الاسلام السياسي بالتحديد يعمل في هذه الاطار فقط.
عمار ديوب:
ملاحظة: ساتوقف عن المشاركة قليلا كي اتيح لأخرين التفاعل والحوار وكي لا أبدو مستبداً... ولكنني أتابع وسأشارك لاحقاً.
EL Amine Albouazizi
نعم رفيق عمار: الخطاب الاسلاموي هو خطاب مشتق من خطاب الامبريالية وليس نقيضا لها، وهنا الفرق بين الخطاب التحرري التقدمي والخطاب السلفوي، فالخطاب الامبريالي أصولي امبراطوري وكذا خطاب الاسلامويين وخصوصا السلفية المسلحة. هنا علاقتها بالامبريالية وليس ما يدعيه البعض من تجنيد مباشر لكنهم يعجزون عن تفسير الصراع الدموي بينهما.
عديد نصار:
ما يدفعنا الى نقاش ظاهرة الأسلمة الواسعة خلال مرحلة الانتفاض والثورات تحديدا هو التأثير البالغ الذي مارسته قوى الاسلام السياسي المنظم وتحديدا القوى الجهادية المفرطة بالتطرف والظلامية وعدمية مشاريعها وقدرتها على تأطير القواعد الاجتماعية المهمشة وزجها في مشاريع عدمية لا تخدم الا إعادة إنتاج سيطرة نظم رأس المال عالميا وإقليميا ومحليا.
تفكيك هذه الظاهرة يقتضي رؤية جذورها الاجتماعية الاقتصادية التي أنتجها نظام سيطرة استبدادي مافيوي تبعي والفصل بين الاسلام كمرجع ثقافي للمواطن البسيط وبين الاسلام كمشروع إعادة إنتاج التخلف يسهل توظيفه ويعيد إنتاج النظام القائم.
Jalal Nofal
تحياتي لكل المشاركين وشكرا للرفيق البوعزيزي . أريد ان أطرح سؤلا يتعلق باليسارية كموقف طبقي يعبر عنه سياسيا و ليس بما هوتموضع ايديولوجي مقصور عل المستوى النظري للبنية الاجتماعية. لماذا غاب عن ساحتنا اليسار الاسلامي بما هو تعبير سياسي عن مفقرين تنقصهم العدة النظرية لصياغة نظرية متماسكة لتهميشهم الهائل في البنية الكولونياية بينما وجدنا يسارا اسلاميا في احدى لحظات تعقد الصراع الطبقي والسياسي في ايران السبعينات"مجاهدي خلق" وتيارات يسارية دينية "لاهوت التحرير" في امريكا اللاتينية؟
EL Amine Albouazizi
رفيق عديد: أتفق معك في بوصلة فهم هذه الظاهرة في ارتباط بمسار الثورات، لننطلق من تفاعل تنظيم القاعدة مع هذه الانتفاضات، اذ نجد ان الظواهري قد دعا انصاره الى النأي بأنشطتهم عن الأقطار المنتفضة شعوبها على اعتبار أنها على درب التحرر من طغاتها، كما يتوجّب الانتباه أن ظهور الدوعشة كتنظيم يوجه عنفه نحو الداخل الضحية لا الطغاة ولا الغزاة، قد تمكن من التواجد مباشرة مع بدايات نجاح القوى المضادة للثورة في العودة، اذ وراء كل تطرف امّا أمة مهانة او ثورة فاشلة او كليهما،،،، كما ان احد أسرار تقاطر الشبيبة على هذا التنظيم هو فشل اليسار التقدمي في تجذير الثورات وبالتالي الابقاء على هؤلاء الشبيبة في صفوفهم أو في صف مضامين الثورات كما انطلقت.
Noor Al-Salihi
اهلا بالرفيق الامين البوعزيزي وبكل الرفاق المشاركين في الحوار .
ان الصراع الحقيقي هو الصراع المادي الطبقي والاسلمة التي نراها اليوم ما هي الا غطاء يخفي طبيعة هذا الصراع .
اصبح الدين بعد ظهور مبدا الاستغلال الجماعي للطبقات المسحوقة في المجتمع حليفاً للسلطة المادية القمعية المتربعة على عرش المجتمع وكان دوماً هو ركيزة الفئة المستفيدة التي به تسيطر وبه تخلف وبه تدمر .
نعم وبالتاكيد لايمكن قراءة الحاضر في الماضي لكن لا ننكر ان العامل الايديولوجي كان يلعب في مجتمعاتنا دوراً معيقاً ضد التقدم المنشود وخصوصاً عند دراسة التاريخ العربي الاسلامي نرى ان البنيان الفوقي (الديني ) كان يلعب دوراً تدميراً لكل اشكال التطور . لكن وفي ظل هذا التطورالفكري والعلمي والتكنولوجي الهائل والمفتوح على الكل هل يمكن ان يساعد على لعب دور تنويري وتوعوي وبالتالي يمكن ان يشكل عاملاً مساعداً لانهاض المجتمع نحو الحداثة ؟
EL Amine Albouazizi
الرفيق جلال: في الحقيقة أتفق معك في طرح السؤال مع تنقيحه: لماذا لم يسع اليسار الى تشجيع حركة تنوير اجتماعي كمقابل مفهومي للاهوت التحرير في أمريكا اللاتينية. فالأمر لا يتوقف على الاسلاميين وانما يتوقف على من يرون ضرورة تعبئة تراث الحرية في ثقافتنا في معارك التحرر الوطني والاجتماعي، كما ان الظاهرة التي تحدثت عنها وجدت نسبيا في تونس بنفس الاسم، ووجدت لدى مفكرين كمحمد عابد الجابري وحسن حنفي وعلي شريعتي المعربة كتبه الى قراء العربية، لكنها ظلت ظواهر نخبوية ظنت ان المعارك تخاض في الثقافي متناسين أن التنوير والتثوير لا يكون كذلك دون ربطه بالنضال الاجتماعي والوطني، والا فانه يظل ترفا فكريا.
Alwaleed Yahya Liberty
تحية للرفيق الامين البوعزيزي..
لاشك ان مسألة لعودة للجذور الدينية والهوياتية عند شعوبنا مسألة مقعدة ومركبة، وانا اميل الى طرح الامين البوعزيزي بهذا الشأن وهو طرح نادر وجريء في الحقيقة، حيث غالب اليسار العربي يعزو المسألة الى غياب اليسار المنظم والقوي، وان المسألة تتعلق فقط بالمستوى السياسي اي عدم توفر بديل سياسي يساري يشغل الحيزالسياسي للشعوب ويقودها، لذلك ملأ الاسلاميون الفراغ.. برأيي ان الظاهرة الاسلامية ليست فقط ظاهرة سياسية فوقية فحسب، اشتغلت بالسياسة ونجحت اي تبدو بانها ناجحة لانها استقطبت الجماهير.. هي ردة فعل شعبية على واقع لا يزال يشعر فيه الجمهور العربي بتهديد وجودي لكيانيته وثقافته ولغته ايضا، ربما ساهم اليسار في تكريس هذا الشعور.. اليسار العربي كان ظاهرة فوقية، الكثير منه تبنى اطروحات جاهزة عن التحديث وادواته وتناقضت مع النضال الشعبي من اجل التحرر.. اذكر هنا طروحات الثورة الجزائرية بالعودة الى الاسلام والعروبة "شعب الجزائر مسلم والى العروبة ينتمي" وهذا قبل ان يكون هناك نظام يغذي الوعي الديني او ماشابه.. في وقت كان اليسار في الجزائر يغيب الجانب الثقافي في مشروع التحرر حتى كان بعضه يرى بالفرنسة امرا تقدميا ودمجا في المشروع الحداثي الفرنسي وهو ماجعل اليسار في موضع نفور..
اذا المسألة الثقافية هنا عند الشعوب التي تعرضت لاخضاع ومحي كسائر شعوبنا العربية، تشغل حيزا في الوعي التحرري العام لديها والذي لم يغفل القضايا الاكثر اساسية وهي القضايا الاقتصادية والاجتماعية والتي تشكل محركات اساسية لحراكه.. فهواجس الحرية عند شعوبنا مركبة.. وتميل التعبيرات "الهتافية" عندها الى التشديد على المسألة الثقافية بسبب ادراك داخلي في الوعي الجمعي ان التحرر من قبضة الهيمنة الامبريالية والانظمة الحداثية الاستبدادية التي تحكم والتي فرضت خياراتها من فوق وكرست الاستلاب والنهب .. هو بداية لتكون "ثروة الشعب المسلم العربي له" بعد ان يتحرر بوعائه العربي المسلم.
هذا نلمسه في احتجاجات العراق مثلا والعودة الى الهوية السنية العربية عند شرائح باتت ترى ان المشروع الايراني والامريكي قد نهبها واستلبها ثقافيا وهي بالعودة الى الاطار الهوياتي وحكم نفسها بنفسها ستسترجع ثرواتها وحقوقها وتستعيد كيانيتها الثقافية وترمم جرحها الوجودي.. وفي سوريا امر مشابه ..
لاشك ان في هذا الطرح الشعبي العفوي لن يؤدي الى النتيجة المرجوة منه شعبيا.. وتتدخل اجندات لدفع هذا الامر الى الامام والانظمة تتدخل بقوة ربما لتظهر للعالم انها تواجه حالات اسلامية متطرفة مستغلة الاعلان الامبريالي لمكافحة الارهاب، من اجل تعزيز مواقعها.. من هنا فسحت الانظمة المجال لقوى اسلامية منظمة ومدربة وارخت لها ابواب الدعم الخفية ربما..
لكن اليسار ماذا فعل وماذا يمكن ان يفعل من اجل استيعاب هواجس الشعوب وادراك مشكلتها المركبة .. اليسار ساهم في صنع ذلك .. فهو في اكثر مراحله مدا ونفوذا كان يعادي الكيانية الشعبية وثقافتها بالوقت الذي دافع الشعب عن كيانيته الثقافية واستخدمها لمواجهة المحي الهمجي الاستعماري..
كيف يمكن ليسار جديد اليوم فهم هواجس الشعوب الاقتصادية والاجتماعية والهوياتية في ظل مشاريع استلاب متنوعة وهجمات مركبة .. خصوصا اننا مقبلون على ادراك واسع من قبل شعوبنا ان الاسلاميون لن يحلوا له مشاكله المركبة الاقتصادية والهوياتية؟
EL Amine Albouazizi
أهلا بيك رفيق جاسب: أتفق معك في أهمية ورئيسية الجوهر الطبقي للمعارك، لكن في الأمم المضطهدة كيانيا تجزئة واستغلالا وتغريبا ثقافيا يكون لمعارك التحرر الوطني والتصدي للامبرالية الثقافية وجاهة التبنّي ووجاهة القدرة على التعبئة، واجب تشريب معارك التحرر الاجتماعي من الاستعباد الاقتصادي والهيمنة الطبقية بما يحفّ بها من معارك اخرى لا تقل اهمية وراهنية.
EL Amine Albouazizi
نعم رفيق الوليد يحي: لذلك ترى أنّ ادب المفكر المناضل "فرانز فانون" مغيّب تقريبا تماما في صفوف اليسار العربي رغم كونه مازال راهنيا ومحايثا.
Jalal Nofal
في قراءة حسن حنفي ودعمه ليسار اسلامي ومحمد عابد الجابري كانت النخبوية واضحة أما شريعتي وطالقاني فقد كانا جزء من انتفاضة المجتمع الايراني ضد مشروع التوكيل الامريكي لايران في المنطقة انذاك واثر الحركة الشيوعية واسعة الانتشار المقاومة للشاه "توده" لذلك كانت لم تكن نخبوية وشاركت بقوة في الثورة الايرانية. لاشك أن التنوير مهمة اجتماعية على اليسار خوضها ف"التراث الاسلامي" ليس حكرا للاسلاميين، أما ما أطرحه فهو التعبير الشعبي المستند على العمق الثقافي الاسلامي" الثوري" لبناء يسار اسلامي.
Jalal Nofal
طبعا دون فهم ان على اليسار الثوري المعاصر خلق يسار اسلامي فهذه شعبوية مقيتة تعيق تطور اليسار المعاصر وتجمل صورة شائخة لليسار بدل انتاج الجديد الحداثي منه
EL Amine Albouazizi
رفيق جلال: أتفق معك فيما قلته عن ارتباط على شريعتي بانتفاضة مجتمعه، انا ذكرته في علاقة بتلقّيه عربيا، كان تلقّيا نخبويا. أما عن ضرورة وجود "اليسار الاسلامي"، انا اصرّ على ضرورة وجود يسار اجتماعي تنويري يرى في الاسلام أحد اسلحته في معارك الهيمنة الأيديولوجية بمعناها الغرامشي، هذا رصيد رمزي فاعل فلمَ ترْكُه للطبقات الرجعية :)؟ أمامنا دروس امريكا اللاتينية واليسار الهندي.
Jalal Nofal
ومع عدم نسيان المنورين الاسلاميين" اللبراليين" كخير الدين التونسي ومحمد عبده وفارس الشدياق وغير الاسلاميين كفرح انطون ... الذي ليسوا اكثر من انعكاس للتفاعل التاريخي مع الحداثة.
عمار ديوب
ربط البوعزيزي بين العودة إلى الجانب المضيء في التراث وبين المعارك الاجتماعية الوطنية ضد الرأسمالية الامبرالية والكولونيالية، وأوضح أن الجانب المضيء، حاول تسليط الضوء عليه مفكرون، وأضيف هنا حسين مروة وأخرين، ولكن الظاهرة الاسلامية السياسية لا علاقة لها بالجانب المضيء، بل بالجانب المظلم.
عودة الشعب نحو الهوية الدينية ليس لأن هذه الهوية فاعلة فيه، وتحركه، وبسببها يرفض هو اليسار. لا اعتقد هذا الطرح بسليم. جوهر الاشكال هنا لا يقرأ من زاوية الظاهرة الاسلامية فهي بالنهاية ظاهرة ثقافية وسياسية، أي هي انعكاس لواقع اقتصادي يساهم اما في اضاءة الايجابي منها او السلبي من ناحية اخرى، وطبعاً لا أربط ميكانيكيا؛ قصد أن تعاظم الظاهرة الاسلامية يجب قراءته بفشل المشروع اليساري عالمياً ومحلياً، وعكس ذلك كانت الظاهرة الاسلامية وضئيلة الاهمية حينما كان اليسار العالمي والمحلي قوياً بل ان الاسلام السياسي ذهب جزئيا نحو مفاهيم الاشتراكية.
لا أظن هناك معركة بين أصولية إسلامية ترد على الاصولية الغربية. حيث نجد الاخوان المسليمن بالعموم متحالف مع الامبريالية. فقط الجهاديات لديها هكذا توجه. والجهاديات حركة معزولة ولا يعتد بها كثيرا.ً
Jalal Nofal
اتصور ان مشاركة فاعلة في التنوير الثقافي العربي مهمة ملحة تيسر تشكل هكذا يسار وتجذره في آن معا وربما تفسح في المجال لحركة انتقالية بعد سقوط الانظمة الكولونيالية باتجاه تحرري افضل ومعارك طبقية اوضح اهدافا.
عديد نصار:
فهم الاسلام والدين عموما كمكون ثقافي اجتماعي شيء والموقف من قوى الاسلام السياسي التي تستغل هذا الأمر وتوظفه لخدمة مشاريعها العدمية شيء آخر.
من هنا أعتقد أن المسألة تكمن في المقدرة على ترجمة هذه الرؤية في الموقف السياسي خصوصا أننا في قلب معمعة ثورية تتطلب موقفا سياسيا صارما من القوى التي عبثت بثورات شعوبنا وفاقمت من أوضاعها.
عمار ديوب
ملاحظة، قال الرفيق الامين ان القاعدة وداعش والنصرة وو كانت لأن الثورة فشلت. اعتقد ان هذا غير سليم ابدا. فداعش وقبلها النصرة ووو كانت من أجل إنهاء الثورة ولا سيما في سورية. وعدا عن أطراق إقليمية وو ساهمت في محاصرة الثورة السورية.
عديد نصار:
وبالمناسبة، يأخذ الكثيرون على الأمين موقفه السياسي الى جانب المنصف المرزوقي الذي تسلم رئاسة البلاد وقتيا بعد الثورة دون أن يسهم عمليا في اي موقف فعال لخدمة أهدافها الحقيقية، وكذلك دون أن يتنحى عن مسؤولياته في حال كانت القوى التي تصدرت المرحلة تعيق ذلك.
Jalal Nofal
ارجو ان لانركن لعبارة الجهادية حركة معزولة لايعتد بها كثيرا فتاريخ الشعوب يوضح مثلا في اوربا ان الكالفينية طالت كثيرا لانها رافقت "وربما عبرت عن" فترة انتقالية مشوشة ومرتبكة لذلك اقول ان هذه الظواهر تعكس قصور قوى الجديد عن صياغة برنامج النمط المقبل بينما تعكس الجهادية نزوع تدمير النظام القديم مع فقدان البديل المعاصر فتصاب بالنكوص للماضي الذي يصير حاضرا ماضويا.
EL Amine Albouazizi
رفيق عمار: نعم الخط الهووي عموما وجد وتجذر لمّا انهزم اليسار - الى حين - ، فقط هنا نحن مضطرون الى تعريف اليسار، يسار لا يلتزم بحق أمة مضطهدة احتلالا وتجزئة واستغلالا وتغريبا وتطييفا، لا اعتقد أنه يسار، فالماركسية في نصوصها الارثذوكسية ماركس وأنجلز كانت ابداعا في مواجهة ظاهرة الاستغلال لذلك كان الجوهر الطبقي طاغيا، وتمت ادانة رجعية الظاهرة القومية لمّا كانت مرتبطة بالعدوان والاستغلال، لكنها في الامم المضطهدة غير ذلك، كذا المسألة الدينية وتعبيراتها، ففي زمن ماركس وانجلز كانت التعبيرات الكنسية جزءا من مشروع يقاوم التنوير والتقدم في مجتمعات منتصرة لذلك كانت بحق رجعية، أما في مجتمعاتنا المضطهدة مطلقا فان جيوش هذه الحركات هم الأكثر تضررا (المهمشين العاجزين بحكم هامشيتهم عن عملية الانتاج عن ابداع أيديولوجيا تحررية خاصة بهم، لذلك يسهل ركونهم الى الرصيد الرمزي الماضوي، أما عن الأصولية الاسلامية فخطابها من جنس خطاب الامبريالية فقط هو مقلوب لصالح أصولية اخرى وامبراطورية اخرى متخيّلة،،، صراعهم ليس حول مضامين وطنية وطبقية متناقضة وانما متناقضة هوويا فقط لذلك هما طائفتان اختلفتنا فاتفقتا.
EL Amine Albouazizi
رفيق عديد: في لحظة تاريخية فارقة، ان كان لابد من تجرع كأس السم لا يكون تقاطعا مع قوى النظام القديم المافيوزية التسلطية بدعاوي حداثويتها في "مواجهة الفاشية الدينية" كما افتى بذلك يسارنا الهووي في تونس، وانما يتمّ التقاطع مع طرف لبرالي بحق منحاز الى الحرية بمعانيها التنويرية لمزيد تعبئة وتنظيم ضحايا السوق، أولسنا نقول كون غيبة القوى المنظمة هي سر هزيمتنا؟ هذا كل ما تمّ، أما الاكتفاء الطهوري بادانة الجميع دون وصول حقيقي الى ضحايا السوق فأراه مثالية عقيمة، وقد لجأ اليه بعض رفاقنا دونما تاثير حقيقي في صفوف ضحايا السوق. التكتيك الذي اراه رفيقي هو الوصول الى هؤلاء وتشريب خطاباتهم وتحركاتهم الميدانية بمضامين اجتماعية مواطنية، عوض الاكتفاء بالدعاية والتعبئة عن بعد،التي يفعلها رفاقنا الطهوريون. هذا كل ما جرى ويجري.
عديد نصار:
اعذرني ولو ابتعدت قليلا عن موضوع بحثنا، ألم يكن الأجدى وتحديدا في جولة الرئاسية الثانية، إعلان التزام موقف الأكثرية الوازنة من التونسيين وبالأخص الشباب الذي أشهر الثورة، والذي قاطع تلك الانتخابات بشكل لافت جعل منها انتخبات الكهول؟ وهل أفضل طريقا لنا للوصول الى هؤلاء الشباب من التزام مواقفهم المعلنة؟
Jalal Nofal
رفيق عديد تحديد المهمة المركزية ضروري لمعرفة بم نلتزم ومع من نلتزم لذلك اوافق الرفيق البوعزيزي. في تحديده وافترض الحاجة لمراجعة مشاكل" التزام موقف الأكثرية الوازنة" فهذا الالتزام أربك النقد ودفع طاقة الاكثرية باتجاه المهمة المركزية للثورة الديمقراطية.
EL Amine Albouazizi
نعم رفيق عديد، معك حق/ فقط وجب الانتباه أنّ الاغلبية المقاطعة لم ينبن موقفها على قاعدة لا جدوى الانتخابات اللبرالية كما يجري في اروبا العريقة لبراليا، وانما يجري وفق قناعات ما قبل لبرالية وما قبل انتخابية، يعني موقف يحدده التخلف الديمقراطي لا كراهية البرالية نهجا.
عديد نصار:
يمكن لكل من يدخل هذه المجموعة، مجموعة يساري، أن يلحظ تعريفها لليسار بأنه الانحياز التام الى جانب الطبقات المضطهدة والمساهمة في العمل على تنظيمها وتثويرها وتجذير مواقفها حتى تتمكن من تحصيل حقوقها كاملة في السلطة والثروة.
من هنا كنا الى جانب شعوبنا في ثورتها بكل ما نستطيع تقديمه، وأشهرنا موقفنا صريحا في وجه من وقف موقف المشتبه المشكك ومن تطوع لخدمة نظرية النظم المستبدة من اليسار التقليدي والرسمي.
كنا مع الشعب السوري الذي خرج من الجوامع في تظاهراته، حيث لم يكن متاحا له أن يحتشد إلا في الجوامع. وكان الناشطون لا يجدون مكانا للوصول الى الناس الا في الجوامع وفي جنائز الشهداء الذين قتلتهم قوى القمع، والتي كانت تلاحق حتى الجنائز.
احترام الرموز الثقافية للشعوب أمر، والموقف السياسي من قوى سياسية بعينها تحمل أجندات معينة أمر آخر. بما في ذلك قوى الاسلام السياسي التقليدية كالاخوان والجهادية التي تخترقها أجهزة الاستخبارات العالمية والاقليمية وتحركها لسحق الشعوب التي لم يكن ممكنا نزعها من ثوراتها، أمر آخر تماما.
لست ملما كثيرا بالفلسفات الاجتماعية التي قدمت تشريحات متنوعة واعتمدت مصطلحات مختلفة لدراسة تلك الظواهر، ولكن التلمس العياني للوقائع يؤكد أن القوى المافيوية والطبقات ذات الخبرة العريقة في السيطرة (إقليميا ودوليا ومحليا) والتي تمتلك الكثير من الأدوات والامكانيات، تدأب على تسخير كل شيء بما في ذلك الدين، لإعادة إنتاج منظومة التخلف التي تمكنها من إعادة إنتاج نظام سيطرتها في كل لحظة من لحظات المأزق التاريخي الذي تزج فيه المجتمعات. من هنا فإن تفكيك الظواهر لا يمكن أن يؤدي دوره التاريخي إلا في إطار الترجمة السياسية له على أرض الواقع والتعبير عنه بالموقف السياسي الواضح.
EL Amine Albouazizi
رفاقي هذان المؤلَّفان لصاحبيهما سلافوي جيجاك وسامي ناير، اراهما من افضل المراجع اليسارية الجذرية التي تحاول ان تفهم الظاهرة الاسلاموية في بلاد العرب في هذا القرن الجديد المتسّم بالسيطرة المطلقة لامبراطورية راس المال وأيديولوجياته الاصولية العدوانية الأشد رجعية. L Empire face à la diversité (الامبراطورية في مواجهة التنوع) و first as tragedy,then as farce (بعد المأساة، تأتي الملهاة! أو كيف يكرّر التاريخ نفسه). انهما يقدمان تحاليل مخالفة تماما لسردية "الفاشية الدينية" الستالينجية الساذجة.
اعتقد ان اعتبار حركات اليسار التقدمية شيء مستقل عن المجتمع غير صحيح . ان المجتمعات اوالشعوب هي التي تخلق حركتها وتاريخها وهي التي تصوغ السيناريو لذلك .
ان اي قوى مناضلة تقدمية لا يمكن ان تظهر الا استجابة لحركة الشعوب التي تسعى للتقدم والنهوض والتطور الانساني .
لهذا اعتقد ان الثورات التي قامت بها الشعوب العربية هي بداية هذا النهوض نحو التقدم وعلى الرغم انها لم تفرز قوى يسارية جذرية لكنها فتحت الطريق امامها لكي تبدا وهذا هو ما فرضه الواقع .
EL Amine Albouazizi
أتفق معك رفيق محمود جاسب: اليسار ليس اطروحة فوقية يتمّ انزالها عموديا، فذلك تحرر رغما عن المجتمع، او تحرر نخبوي نيابة عن المجتمع، اليسار خطابا وممارسة هو المحايثة لمشكلات المجتمع كما هي في الواقع والانخراط الأفقي في خوضها، ساعتها فقط ينتصر اليساريون عبر نهج التحرر بالمجتمع، فيكون المجتمع حاضنتهم عوض الاستقواء عليه بأجهزة الدولة او الانعزال عنه وعن الدولة.
عمار ديوب:
ورد في نص الرفيق بوعزيزي وكرر الفكرة أن جمهور الاسلاميين من فقراء ومعوزين، لا أعتقد أن جمهورهم من هذه الفئات بل من الفئات الوسطى، أي الذين لديهم وقت اضافي للدعوات وللتفكير الايديويولوجي والسياسي.
هل وعي الناس سلفي أو يعرف نفسه بالاسلامي بالمعنى السياسي، أظن أيضاً هناك تضخيم للموضوع، ويحوز الطرح على إشكال ثقافي يرى الناس كائنات ثقافية ماهوية. أعتقد مجدداً الاشكال ليس هنا.
الاشكال هو في غياب قوى فاعلة ووازنة حداثية ويسارية وهذا بفعل التحطيم الذي مارسته النظم وبسبب أثر المشروع الاشتراكي السلبي عالمياً.
وأضيف أن هناك فترات فيها عودة للوعي الديني وكأنه هوية دينية، بينما التدقيق يوضح أن تعاظم المشكلات وغياب المشاريع الحداثية ولا سيما اليسار يعيد الوعي آليا للديني.
قصدت من خلال ما تقدم ومن خلال النقاش أن اليسار معني بانتاج وعي يساري وفيه وعي ديني متقدم، ولكنه على أرضية اليسار بالتحديد.
هذا الأمر سيتيح لليسار توسعاً أكبر وتعاظماً أكبر، وابتعاد الناس عن اليسار ليس بسسب عدائه للدين فهذا غير صحيح، بل بسبب ارباك رؤاه بما يتعلق بالطبقات المفقرة وعدم طرحه الشق الديمقراطي بشكل سليم وهناك سقوط الاتحاد السوفييتي، واسباب اخرى.
وأخيراً البحث عن رؤية يسارية تأخذ واقع التبيعة والتخلف والامة المجزأة وو لا يعني بحال من الاحوال انتاج يسار خارح مفاهيم اليسار المركزية والتي هي ضد الرسمالية وضد تشويه الدين ومن أجل تراث عقلاني ويساهم في التصدي لمشوهي التراث ذاته، وحشد البشر من أجل معركة التقدم؛ هنا لا بد من موقف ضد الرأسمالية وثقافة إسلامية عقلانية، ومن أجل الديموقرطية بالضرورة.
EL Amine Albouazizi
رفيق عمار: ما تقوله كان زمن خيار رأسمالية الدولة او ما يعرف بالقطاع العام المدار تسلطيا، أما في زمن الدولة الرأسمالية المافيوية التي حوّلت أغلبية المجتمع الى مقهورين ماديا مهدورين ثقافيا، فانّ القاعدة الأوسع للسلفية العنفية المسلحة هم هؤلاء المعدمين المطرودين من عالم الانتاج شغلا او تملكا.
عديد نصار:
كل الشكر للرفاق الذين ساهموا في هذا الحوار.
كل الشكر للرفيق الأمين البو عزيزي على صبره علينا هذه السهرة المطولة.
على أمل لقاءات أخرى وحوارات مفيدة تسهم في بلورة وعينا لقضايانا بما يفيد قضية التغيير والتحرر.
نبقي المجال مفتوحا لمزيد من المداخلات ... ونتمنى من الرفيق الضيف الرجوع للإجابة والتعليق لاحقا في تلخيص لما تم، مع فائق التقدير والاحترام.
Jalal Nofal
شكرا للجميع وخاصة لعديد المنظم لهذا النشاط وتصبحو على خير
Alwaleed Yahya Liberty
شكرا للامين البوعزيزي ولكل الرفاق الذين اغنوا الحوار وخلقوا امامنا واحة فكرية غنية وشديدة الامتاع والفائدة..كان هذا من الحوارات الغنية والتي تشكل اضافة على حوارات يساري..
عمار ديوب
أشكر بدوري الرفيق الأمين، وآمل من الجميع المشاركة في هذه الصفحة، وإعادة قراءة النقاش الثمين أعلاه، ولا سيما افكار البوعزيزي من أجل إثراء الافكار أعلاه. وكل الشكر للجميع.
EL Amine Albouazizi
حاضر رفيقي عديد، سيكون ذلك، شكرا لكل الرفاق الذي تعلمت منهم الكثير، جدلا اجتماعيا مثمرا. شكرا لكم جميعا، ولتستمر رفقتنا على درب الانتصار لمعارك الكبرياء الاجتماعي والوطني ضمن أفق أممي: كوسموسياسي مشترك وحداثة توسّع اقصى من يمكن من دائرة المشترك الثقافي المستبعِد للشوفينية والعنصرية الاثنية تحت أي مسمّى ولو كان الحداثة نفسها .



#عديد_نصار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الدكتور فواز طرابلسي في حو ...
- السيطرة الرأسمالية: المقاومة والثورة
- الثورة وحدها ترعبهم!
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، حازم العظمة وهجاء الأيديولوج ...
- أربع سنوات، وتستمر الثورة
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع سلامة كيلة: أربع سنوات من ...
- اللقاء الحواري في مجموعة يساري، مع فاروق مردم بيك: -اسئلة وم ...
- لبنان: حين يتوحد الآذاريان
- اليسار في الثورة السورية
- الأحزاب الشيوعية و-نهاية عصر الثورات-
- الاقتصاد الروسي: أزمة بنيوية
- تونس: أربع سنوات على شعلة البوعزيزي
- في التضامن مع سعدي يوسف
- القدس والمقدسيون: يتمٌ في مواجهة جرائم الاحتلال
- التمييز ضد الطلاب السوريين في لبنان
- أبعد من داعش
- باستيل دموي بمقاس غزة!
- حين يصبح النضال المطلبي بلا جدوى!
- ماء الوجه ولا الكرسي!
- الجهاديون فك الكماشة الثاني


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - عديد نصار - اللقاء الحواري في مجموعة يساري مع الأمين البوعزيزي حول الحالة الاسلامية في الثورات العربية