أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - الحكومة التونسية: امتحان الجوع الشامل














المزيد.....


الحكومة التونسية: امتحان الجوع الشامل


يوسف بوقرة

الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 13:04
المحور: الثورات والانتفاضات الجماهيرية
    


تعيش عديد المدن و القرى التونسيّة منذ عدّة أسابيع على وقع اعتصامات و إضرابات جوع يخوضها خاصّة أصحاب الشّهائد الجامعيّة العاطلين أو المُعطّلين عن العمل أو اليائسين من الحصول عليه في بلد ما زالت جامعاته و معاهده العليا تلفظ عشرات الآلاف من الطلبة خارج أسوارها كل عام، و مع ذلك لم يلتفت صُنّاع القرار إلى النّظام التّربوي في تونس و اكتفوا بالدّعوة إلى حوار وطنيّ في إحدى قصور العاصمة لم يجد المدعوّون إليه كراسي لمتابعته فما بالك بالمساهمة في أشغاله.
كانت البداية بمجموعة من مناضلي الاتّحاد العام لطلبة تونس، أعرق منظمة طلاّبـيّة و الذين دخلوا في إضراب عن الطّعام تواصل عدّة أسابيع على خلفيّة حرمانهم من حقّهم في الحصول على عمل لأسباب أمنـيّة، ثم امتدّت هذه الإضرابات لتشمل بقيّة جهات البلاد منها على سبيل الذّكر لا الحصر مدن جبنيانة التّابعة لمحافظة صفاقس بالجنوب التّونسي و مدن الحوض المنجمي و أخيرا و ليس آخرا مدن منزل بوزيان و المكناسي و سيدي علي بن عون التّابعة لمحافظة سيدي بوزيد مهد الثّورة التّونسيّة.
يتكرّر المشهد ذاته في مختلف هذه المدن: أجساد منهوكة القوى تفترش ما يشبه الحشايا و على الجدران عبارات تُـلخص مطالب المضربين و تؤرّخ لبداية إضرابهم و الأهمّ من كل ذلك عيون لم تفقد بريقها رغم هزال الأجسام و نظرات كلها إصرار على مواصلة الدّرب و بلوغ الهدف في هذه الحياة الدّنيا أو الانتقال إلى الرّفيق الأعلى.
لم تنل قضية المضربين عن الطّعام في تونس حظّها من التّغطية الإعلاميّة لعدّة أسباب أهمّها أنّها امتداد لنَــفَـس ثوري يسعى العديد إلى كتمه و أنها ترفع أحد أبرز شعارات الثورة التونسية الخالدة و هو التشغيل الذي غاب في زحام الحديث عن مشاكل النقل و التموين و الاستعداد لشهر الصّيام دراميّا و "بطنـيّـا".
زارت المضربين عدّة وفود تمثل بعض الجمعيّات و المنظّمات المهنيّة قِـلّة للتضامن معهم و فهم مطالبهم و السعي بجدّية إلى حلّ مشاكلهم و كَــثـْرة لالتقاط صور لتزيين صفحات التواصل الاجتماعيّ و دخول "موسوعة النضال".
و من مفارقات هذا المشهد أن تنال المؤسّسات التي تشهد إضرابات جوع قدرا أكبر من الاهتمام من المضربين أنفسهم من ذلك ما يحدث في شركة فسفاط قفصة، كبرى الشركات الحكومية التونسية، حيث تتحدّث حكومة اليوم عن خسائرها اليوميّة جَرّاء الإضرابات بينما تمتنع عن الحديث عن أرباحها التي تناهز ملياري دولار سنويّا لا نصيب لسكّان الجهة منها إلا أسنان مصفرّة و "أحدث" أنواع السرطانات و جبال جرداء و واحات نخيل تصلح للزينة لا للانتفاع بثمارها.
كانت أعداد المضربين عن الطعام في تونس قبل ثورة 17ديسمبر 2010 لا تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة أما في زمن الحكومة المنتخبة فقد أصبحت إضرابات الجوع أبرز أداة لدفع عجلة التنمية في الجهات المُهمّشة و هي عجلة لم تبدأ بعد في الدّوران و إن تسنّى لها ذلك فإن الخالق وحده هو الأعلم في أي اتجاه سيكون.



#يوسف_بوقرة (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهداء تونس على درب كينيدي؟
- تونس بين إرهابين
- تونس: تصريف الأعمال وتصريف الوعود
- تونس: محاكمة المدونين اولى رسائل الجمهورية الثانية
- الانتخابات التشريعية في تونس: البحث عن العنقاء..
- الحملة ضد شباب الثورة في تونس: جزاء الثوار من جزاء سنمار
- سوريا: معركة المعابر والنصر الموهوم
- تونس : هيبة الدولة والاستبداد المقنع
- الفلوجة والرمادي: قصة مدينتين
- تغيير مقر اتحاد العمال التونسيين: موسم الهجرة إلى الضواحي
- متى نصبح على وطن؟
- من الحراك إلى الحوار:السابقون و اللاحقون
- ذكرى 17 ديسمبر: سلامي إلى ثورتنا أو ما تبقى منها
- الضربة المحتملة على سوريا: دفاعا عن الحق لا دفاعا عن النظام ...


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية ترفض مخطط التهجير
- أبو عبيدة يكشف عن هوية جثامين الإسرائيليين ممن ستسلمهم الفصا ...
- بلاغ صحفي حول اجتماع المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية ...
- ارتفاع تأييد اليسار الألماني بفضل حضوره القوي على الإنترنت ق ...
- جيلاني الهمامي: إعادة كتابة الجغرافيا
- حزب النهج الديمقراطي العمالي ينحني إجلالا لشهداء حركة 20 فبر ...
- تعليم: بلاغ مشترك حول اللقاء مع وزير التربية الوطنية للنقابا ...
- الحرب في أوكرانيا: دفاع مشروع على أمن روسيا وتسريع لسيرورة ب ...
- وفد تركي في كردستان العراق: أوجلان يعمل على حل -ديمقراطي- لل ...
- تركيا: اعتقال 282 شخصًا بينهم صحفيون وسياسيون للاشتباه بارتب ...


المزيد.....

- ثورة تشرين / مظاهر ريسان
- كراسات شيوعية (إيطاليا،سبتمبر 1920: وإحتلال المصانع) دائرة ل ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ورقة سياسية حول تطورات الوضع السياسي / الحزب الشيوعي السوداني
- كتاب تجربة ثورة ديسمبر ودروسها / تاج السر عثمان
- غاندي عرّاب الثورة السلمية وملهمها: (اللاعنف) ضد العنف منهجا ... / علي أسعد وطفة
- يناير المصري.. والأفق ما بعد الحداثي / محمد دوير
- احتجاجات تشرين 2019 في العراق من منظور المشاركين فيها / فارس كمال نظمي و مازن حاتم
- أكتوبر 1917: مفارقة انتصار -البلشفية القديمة- / دلير زنكنة
- ماهية الوضع الثورى وسماته السياسية - مقالات نظرية -لينين ، ت ... / سعيد العليمى
- عفرين تقاوم عفرين تنتصر - ملفّ طريق الثورة / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الثورات والانتفاضات الجماهيرية - يوسف بوقرة - الحكومة التونسية: امتحان الجوع الشامل