أنور السلامي
الحوار المتمدن-العدد: 4804 - 2015 / 5 / 12 - 08:33
المحور:
الثورات والانتفاضات الجماهيرية
الإنسان حاول الحصول على سكن جميل في وطن أجمل في مكان ما, يوفر له مقومات الراحة.
البداية كانت من الكهوف, ولصعوبة العيش فيها, بحث وفكر في تجاوز هذه المرحلة بتذليل المعوقات وتوفير ما يحتاجه.
ارتحل الى السهول قرب الأنهار العذبة , فكان الوضع أفضل وبداء يعتمد على الزراعة , ومع اكتظاظ القرى وتزاحمها, فما كان له إلا أن يبحث عن مصادر للطاقة كبديل مساعد للزراعة والصيد.
فطور نفسه باكتشاف الكهرباء , وابتكر طرق جديدة في تنقية مياه الشرب والصرف الصحي وعبّد الطرق لينتقل إلى مرحلة التمدن , والحياة المترفة للفرد والمجتمع, قبل قرن من الزمن.
أما نحن فلم نحرك ساكنْ, وبقينا مستهلكين ما تنتجه الدول المتقدمة. نعيش اليوم في وطن متأخر عن سواه, رغم إننا كنا في يوم ما أصحاب حضارة.
مثال على ذلك, أزمة السكن , فالذي يبحث عن مأوى له ولعائلته لا يجده, والسبب بسيط هو التخلف في التشريعات التي تضمن له حق العيش كمواطن بسكن مناسب,إذا يا وطني لا سكن لي عندك.
أضيف لها, مشاكل أخرى, وهي توفير الغاز والدواء والماء الصالح للشرب.
آه يا وطني لا يوجد فيك ماء صالح للشرب, مع أن أسمك بلاد الرافدين دجلة والفرات, إن الأمر مثير للسخرية (كما يقول المثل يُحمل ذهبا ويأكل عشباً).
إن خدمات الصرف الصحي , هي أما معدومة تماما أو تفيض في موسم الأمطار مسببه الأمراض والروائح الكريه.
أما الكهرباء فاسأل عن سلامتها , فأصوات المولدات تُسمع في كل محله, بعد أن تطفئ أنوار الوطني وكأنها تعزف لحن الخلود, أنها تحتفل بعيد مولدها الخامس والعشرين في وطني.
لنخرج ونترجل قليلا في شوارعها , اغلبها هي مناطق شعبية غير صالحة , لسير المارة أو المركبات , وبعضها أصلا لم يصله التأهيل.
عند تجوالك فيها تجد النفايات لا تغيب عن شوارعها, حيث اعتاد الناس عليها وهي تجاور مساكنهم كل صباح ومساء , التي أصبحت بمرور الزمن, كالحدائق لا تفارق أركانها.
علينا أن نؤمن إننا قادرين على التغيير, وتحسين مستوى العيش لنا ولأحفادنا ونرسم لهم لوحة فنية اسمها (الأمل).
ما يكافئ تراثها التاريخي العريق , وان لا ننتظر مْن يغيرها لنا ونحن في قمة الهرم المقلوب.
#أنور_السلامي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟