أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الطقوس ,وطوابير -الطاسة- المرعوبون من عواقب -الكيس-!














المزيد.....

الطقوس ,وطوابير -الطاسة- المرعوبون من عواقب -الكيس-!


طلال الصالحي

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 22:58
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء "ربّ الأسرة" بكيس ضخم زهيد الثمن يتداول بكثرة يصنع عادةً من مادّة بوليمر من مونيمر البولي أثيلين منخفض الكثافة "أل دي بي إي" نطلق عليه"كيس نايلون" وقد ملئ الكيس بمادّة السكّر من"الحصّة" التموينيّة.. ألقى ربّ الأسرة بالكيس على أرض سجّادة "الهول" بعد أن سلّم على "الحضور" وهو يلهث من ثقل كميّة السكّر الّتي كان يحملها, احتارت ربّة البيت وابنتها والربّ توصيل البضاعة من الهول إلى المطبخ بعدما انثقب الكيس من تحته! سارعت الزوجة فأتت بسطل مخصّص لحفظ التموين أحضرت معه "طاسة" لنقل السكّر للسطل, عمليّة النقل هذه ستكون مجهدة بالتأكيد إضافة لما ستبدّد من السكّر.. وبينما "الثلاثة" يهمّون بالسيطرة على الكيس الملقى والزوجة شرعت تنقل بالطاسة قفزت إحدى الضيفات من مكانها وحملت الكيس بما فيه بمعاونة ربّ الأسرة بعد أن وضعت يدها أسفل مكان الثقب أسفل الكيس وبسرعة خاطفة استقرّوا بالكيس داخل السطلة والضيفة لا زالت مادّة يدها ببطن السطل وإذا بها تخرج الكيس وقد تمزّق من أسفله تاركًا السكّر وقد ملأ السطل ومن دون تبدّد ولو ذرّة سكّر على الأرض وسط دهشة الحضور والبنت وثناء أبويها على فعل الضيفة الّذي بدا وكأنّه ضرب من السحر!.. بينما كلّ الّذي فعلته الضيفة أنّها مزّقت الكيس من أسفله ما أن استقرّ في قعر السطل فأصبح السكّر بذلك وبلحظة واحدة داخل السطل بدل الكيس ,لم تستغرق العمليّة سوى ثوان معدودات! ,سألت نفسي: ما منع فرد من أفراد الأسرة فعل ما قامت به الضيفة؟ أجابتني نفسي: إنّه "المقدّس" يا عزيزي!؟ سألتها ثانيةً وما العلاقة؟ أجابتني ثانيةً: إنّها مكانة الكيس المهمّة لدى العائلة والإنسان عمومًا؟! فالكيس "يا ولدي" رغم ثمنه الزهيد ووفرته بما أصبحت المزابل تتلوّن بألوانه إلاّ انّ "شكله" في النفس عميق مستمّد من خدماته الجليلة يوم كان للكيس سعر ومن خامات مختلفة تتباها العوائل والأسر باقتناء أفضل أنواعه عندما كان يُخاط من قماش أو يُحاك وبأحجام مختلفة يتوقّف ثمنه على جودة خامته وجودة خياطته أو حياكته, فالبيت مبعثر ومبتور الذراعين من دونه.. ذلك كلّه محفور في الذاكرة الاجتماعيّة الجمعيّة يهيل أحدهم اليوم إصابته بأذى! ,ولربّما ذلك من رسوخ صحبته انتقلت جيلًا عن جيل ,فأبطنه الّلاوعي هو من كبّل عقل الزوجة أن تتعامل معه بغير الطاسة رغم ما طرأ من تطوّر عليه ومرونة كبيرة في التعامل به وبجميع الألوان! وذلك ما فسّر عزوف الأسرة عن تحرير السكّر كما فعلت الضيفة "الجريئة" رغم أنّ أكياس النايلون تطايرها الريح لكثرتها.. وذلك ما يفسّر أيضًا وينسحب على العلاقة القديمة ما بين الفرد وما بين "رجل الدّين" والمستمرّة لغاية اليوم حتّى بات من الصعب تحرير العقل عن التغليف الواقع تحت سطوة رجل الدين الّذي يغلّف عن طريقه حركاتنا وسكناتنا رغم تناقضها مع تحوّلات عصور كثيرة مرّت فترى العقل حبيس مفاهيم لم تعد صالحة منذ أمد بعيد بعيدة عن المنطق ولن يستطيع المجتمع تداول ما معبّأ به من معلومات إلاّ "بالطاسة" لقدسيّة ضمنيّة ترعب من يقترب من "الغلاف", رغم ما توجد بدائل كثيرة ك"الشيخ گوگل" مثلًا ,يجيبك عن أيّ استفسار ديني غيبي قديم أو دنيوي معاصر, منها بلحظات, ومن دون عناء, وقد يقوم گوگل هذا مستقبلًا بممارسته الطقوس بالنيابةً, منها مؤذية لثروات البلد ومضيعة للوقت..



#طلال_الصالحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- آن لأوباما يغادر.. استعراض عسكري روسي للقوّة مُرعب وبحضور صي ...
- .. كفى ..ترجّلوا عن منابر الدولة, اصعدوا منابر مساجدكم
- أميركا هالَكَها العراق ,سعّرت في النفط لعلّ, فانتعشت قطبيّة ...
- ( وهُزّي.. ).. -الخشلوك- يُعلن -بنخلته- ؛المسيح وُلد في العر ...
- جون وأين, والمهندس وسليماني ..وتوفيق الدقن
- داعش أفضل عزيزي الطائفي أم -الاستعمار-..؟
- متحچون! -شبيكم- خايفين تگولون صدّام كان محقًّا عندما قاتل نظ ...
- انعكاسات -جثّة- كشفت هواجس من أطلقها.. -ديكارت- بهذه الثالثة
- المُهلّلون باتو مُهَلهَلون ..تركوا -الحمار- وتمسّكوا ب-الجْل ...
- فرح غامر ,فبمقتله ستنتل الكهرباء ومونرو يلعلع جمالها في -الط ...
- السعودي ,و-القناع-.. نشيّم السعودي ينزع لنا عبائته, فهل سينز ...
- المدن -لغة- عالميّة سيّد العبادي
- -القتال بالنيابة- كان الأجدى للمملكة
- -عاصفة الحزم- تدريب -حلفاء- للهجوم على سوريّا
- أدعوكم اخواني للبحث عن عراقي مفقود ,أوصافه:
- جهّل , ثمّ سووووگ
- كلمة بحق داعش لابدّ وتقال
- من نبش قبر ومثّل برفاته هو نفسه من يثرثر مهلّلاً برؤيته قطعة ...
- ويسألونك -لماذا معاوية منع الفرس دخول دواوين الخلافة ؛وإيران ...
- لماذا لا يتقدّم المراجع صفوف المقاتلون كما فعل الرسول والأئم ...


المزيد.....




- -فريق تقييم الحوادث- يفنّد 3 تقارير تتهم -التحالف- بقيادة ال ...
- ترامب: إيران تقف وراء اختراق حملتي الانتخابية لأنها -لم تكن ...
- في ليلة مبابي.. الريال ينتزع كأس السوبر على حساب أتلانتا
- وسائل إعلام: الهجوم الأوكراني على كورسك أحرج إدارة بايدن
- طالبان تنظم عرضا عسكريا ضخما للغنائم الأمريكية في قاعدة باغر ...
- عبد الفتاح السيسي يستقبل رئيس جمهورية الصومال
- إعلام: قد تهاجم القوات الموالية لإيران البنية التحتية الإسرا ...
- السجن لمغني راب تونسي سعى للترشح لانتخابات الرئاسة
- الأخبار الزائفة تهدد الجميع.. كيف ننتصر عليها؟
- هل تنجح الوساطة الأميركية بين لبنان وإسرائيل؟


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - طلال الصالحي - الطقوس ,وطوابير -الطاسة- المرعوبون من عواقب -الكيس-!