أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - ايران والقضية الفلسطينية














المزيد.....


ايران والقضية الفلسطينية


مالوم ابو رغيف

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 22:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


للقضية الفلسطينية ثلاثة جوانب، جانب قومي واخر ديني وثالث انساني، تقدم هذا الجانب على ذاك واحتلاله مركز الصدارة لا يمكن عزوه الى طبيعة جوهر القضية (بصفتها قضية سياسية انسانية) انما يتعلق بطبيعة الظروف السائدة ونوعية الانظمة الحاكمة واحزابها المتنفذه، فالسياسة هي انعكاس للواقع بكل ما فيه من تفاصيل الصراعات الفكرية والتناقضات السياسية وعلاقات المصالح الدولية، ان طبيعة الصراع وشكل انماطه في مرحلة تأسس الدول العربية حدد شكل سياسة التعامل مع قضية فلسطين في ذلك الوقت.
لقد طغى الجانب القومي للقضية الفلسطينية على جانبها الانساني ( ربما لان الحس الانساني عند العرب وعند المسلمين هو اضعف من اي حس اخر) كذلك لأن صراع الوصول للسلطة او تآمر اسقاط الحكومات يستلزم التسويق بشعارات قومية في مقدمتها قضية فلسطين. وعندما تسيدت الحكومات العسكرية بشعاراتها المعلنة المبنية على مبدأ ما أُخذ بالقوة لا يسترد الا بالقوة، وهتف البعث في العراق( باجر بالقدس يخطب ابوهيثم( احمد حسن البكر) ظلت القضية الفلسطينة اسيرة مزايدات العساكر والجنرالات ولم يطلق سراحها الا بعد الهزائم المتلاحقة لحكومات القومية.
وبعد ان افلست الحكومات القومية وفشل مشروعها وانكشف زيف شعاراتها، الامر الذي احدث فراغا فكريا وسياسيا، وبسبب عوامل عديدة، استغل الاسلاميون هذا الفراغ وأشغلوه بافكار ونظريات وشعارت دينية حتى ساد الاعتقاد بان الاسلام هو الحل لكل المشاكل العالقة ومنها بالطبع قضية فلسطين. طغى الجانب الاسلامي على القضية الفلسطينية حتى اصبح لها هوية تعريف واصبح المسجد الاقصى الذي يرمز له بانه اول القبلتين وثالث الحرمين، هو القضية الاولى والجديرة بالتركيز على حساب قضية شعب بكامله.
في فترة الحرب العراقية الايرانية سوقت القضية الفلسطينية بشعارات قومية واسلامية واستخدمت ايضا تبريرا من مبررات الحرب على ايران ، وبرز تعبير الفرس المجوس واطلق على الحرب اسم القادسية الثانية ورفع شعار ان طريق القدس يمرعبر طهران. لقد اسست هذه المرحلة لتعايش معين بين الاسلاميين والقوميين، فالقوميون اخفضوا رايات الحداثة والعلمانية والوحدة ورفعوا رايات الاسلام واعتبروه عنصرا لا يمكن للشخصية القومية العربية ان تكتمل من دونه. لكن ينبغي الاشارة، الا اننا لا نعني نسخة الاسلام التعبدية، بل نعني نسخته السياسية القومية التي تتغنى ببطولات المسلمين الاوائل وتبرز بطولات القادة العرب في المعارك ضد اعدائهم الفرس المجوس.
ان النسخة السياسية للدين تمتاز بخاصية الملائمة والانسجام حتى مع مناقضات الدين، هي لا الله اساس التشريع، وهي وليس سنة محمد السنة الواجبة الاتباع.
واذا كانت نسخة الدين التعبدية لا تهتم بالسياسة ولا بشعاراتها القومية، وان ما يهمها هو شكل طقوس عبادة الاله، فما الذي حشر ايران بقضية فلسطين عندما يكون الجانب الانساني للقضية الفلسطينية في ذهن القوميين والاسلاميين العرب انتقاصا من اهميتها؟ ولماذا لم تفرز نسخت الدين السياسية الايرانية سياسة تسندم ومصالح دولتها؟
ليس ايران وحدها، بل نستطيع القول ان الشيعة ايضا يحرصون على ان تكون القضية الفلسطينية في سلم اولياتهم السياسية، فاذا كان الجانب الانساني مغيبا، واذا كان الجانب القومي والديني السني هما وجها القضية البارزان، فما علاقة ايران بقضية اصحابها يبذلون كل جهودهم للقضاء على الايرانيين ويطعنونهم بدينهم ويتآمرون عليهم سرا وعلنا؟
وما علاقة الشيعة العرب او غير العرب بهذه القضية اذا كانوا مطعونين بولائهم لآوطانهم ومطعونين بانسابهم العربية ومحاربون في كل اماكن تواجدهم، بينما يحرض القوميون والاسلاميون السياسيون على قتلهم علنا في كافة وسائل الاعلام المرأي والمسموع والمكتوب؟
نعتقد بان هذه الواقع، واقع وضع ايران في دائرة الاتهام والتآمر، هو احد الاسباب التي دفعت ايران لتكون فلسطينية اكثر من الفلسطينين. ان ايران تحاول تبرأة نفسها من كال الاتهامات التي تضعها موضع المتآمر على العرب والطامح بثرواتهم والمتوسع على حساب اراضيهم.
انها سياسة الشعور بالنقص التي تحاول التكامل والتلائم مع محيط لا تجد وسيلة اخرى لكي تكون مقبولة فيه غير تبني قضايا لا تعنيها.
المسجد الاقصى بالنسبة لايران وللشيعة لا يحظى بتلك القدسية التي يحظى بها في التفكير الاسلامي المغاير، والارتباط القومي منفيا في الجانب الايراني بينما هو قد ضعف جدا بالنسبة للشيعية بعد ان اصبح الاسلام السني جزء اساسيا من مكملات الهوية القومية العربية، ولم يسع العرب اطلاقا الى تقديم الجانب الانساني للقضية الفلسطينية على جانبيها القومي والديني فما هو دافع هذا الاهتمام بالقضية الفلسطينية غير انها تشكل المنفذ الوحيد للانظام الى محيط رافض لهما!!!







#مالوم_ابو_رغيف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ذهنية تقسيم العراق
- العراق: القتال ضد مجهول
- الطائفية السعودية وخطأ التصورات الايرانية
- ملاحظات عابرة حول الحرب على اليمن
- لماذا تلتزم المرجعيات الاسلامية الصمت حيال تحطيم اثار حضارة ...
- الضجة الاسلامية حول اعدام الطيار الكساسبة
- الحتمية الماركسية وخلفية الفهم الاسلامي الساذج
- الاسلام بصفته احتجاج سلبي
- الماركسية ادراك وليس اجترار مدرسي
- خدعة الوحدة الوطنية
- بين نائبيتين: فيان دخيل وميسون الدملوجي
- هل تختلف شريعة الدواعش عن الشريعة الاسلامية؟
- بعد تحاصص المناصب هل يتحاصصون الجغرافية؟
- من اقليم السنة الى اقليم الدواعش
- الوهابية والصراع بين السنة وبين الشيعة في العراق
- في العراق: اهي حروب الطوائف ام حروب طائفية؟
- هل انحسر الابداع الفني والادبي؟
- ديالكتيك: الجدل والديالكتيك والالتباسات الفكرية(1)
- التناقض بين ثقافة المكونات وبين ثقافة المواطنة.
- قانون الاحوال الشخصية الجعفري اهانة للاسرة الشيعية


المزيد.....




- بوغدانوف يبحث مع وفد من حماس المستجدات في غزة ويؤكد أهمية ال ...
- الجدل حول شراء غرينلاند لم ينته بعد.. ورئيسة وزراء الدنمارك ...
- بيل غيتس وصورة -الملياردير المثالي-
- ترامب يعلق رسومه الجمركية على المكسيك -شهرا-
- الرياض.. برنامج أمل التطوعي لدعم سوريا
- قطاع غزة.. منطقة منكوبة إنسانيا
- الشرع لـ-تلفزيون سوريا-: النظام كانت لديه معلومات عن التحضير ...
- مصراتة.. سفينة مساعدات ثانية إلى غزة
- جنوب إفريقيا تعلن عن إجراءات محتملة ردا على قرار ترامب وقف ت ...
- مصر تصدر خرائط جديدة لقناة السويس.. ما أهميتها وتفاصيلها؟


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مالوم ابو رغيف - ايران والقضية الفلسطينية