أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - طبقية وزير أم نظام حكم يستعلي على شعبه














المزيد.....


طبقية وزير أم نظام حكم يستعلي على شعبه


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 22:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لا أدرى لماذا ردود أفعال الناس على مواقع التواصل الاجتماعي تحمل الاندهاش والاستنكار إزاء تصريحات وزير العدل بشأن عدم أحقية ابن عامل النظافة في أن يكون قاضيا، وأنه يكفيه منحه حق الحياة فقط على هذه الأرض.
فهو ليس الأول ولن يكون الأخير الذي يتحدث بهذه اللهجة الاستعلائية البغيضة، كما أن الطبقية في مصر واقع يومي تلمسه في كل موقع، ولا مكان لغير ذوي النفوذ وأبنائهم، وكل شئ في مصر يورث سواء كانت الوظائف العليا أوالثروة والسلطة، وسلم الصعود الاجتماعي عبر العلم والعمل وفق قاعدة تكافؤ الفرص بات وهما كبيرا، ولا أحد يعترف بهذه المعطيات العادلة الآن.
ولو حدث في أي بلد في العالم واقعة مثل انتحار شاب بعد وصمه بالفقر، وأنه غير لائق اجتماعيا، مثلما حدث قبل سنوات للشاب الذي سعى للالتحاق بالخارجية، واجتاز كل الاختبارات بنجاح، لقامت الدنيا ولم تقعد، ولأنفجرت ثورة عارمة أطاحت بهؤلاء الفاسدين المفسدين الذين يقتلون الأمل في الشباب، ويكرسون للظلم والإفقار وإهدار كل القيم والحقوق وفي مقدمتها استحقاقات المواطنة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد في الحقوق والواجبات.
نعم تصريحات وزير العدل مسيئة ومستهجنة، وتستوجب عزله ومحاكمته، لكنها ليست موقفا فرديا ولا حالة خاصة، وإنما وراءها منظومة كاملة من القناعات والتوجهات، وللأسف تكشف عقلية القائمين على الحكم، سواء صرحوا بهذه النبرة الاحتقارية للشعب أو تملقوا الجماهير، وقاموا بخداعهم واستغلالهم، لكنهم في خطاباتهم وسلوكهم المعلن والخفي يمارسون التمييز بكافة أشكاله، ويحتفظون لأنفسهم وذويهم بكل الفرص والامتيازات دون غيرهم، ويقيمون، فعليا، جدارا عازلا يفصل بينهم، وبين الأغلبية المطحونة أصل السيادة ومانحة الشرعية ومالكة كل الثروات والسلطات.
المشكلة ليست في تصريحات وزير العدل الطبقية، ومن قبله رئيس المجلس الأعلى للقضاء، ورئيس نادي القضاة وغيرهم، ولا في كيفية اختيار المتقدمين للوظائف ذات الحيثية كالخارجية والنيابة ... الخ، ولا في الكليات العسكرية والشرطية.
المشكلة الحقيقية في بنية الحكم ذاته القائمة على شبكة مصالح ضيقة تكرس للفساد والاستبداد والتبعية، وتستعلي علي الشعب وترى نفسها "طبقة حاكمة" أو "عائلة مالكة" بالمفهوم المصلحي هم الأسياد ويملكون الأرض بمن عليها من عبيد لا حقوق لهم ولا حرية، فهم خلقوا فقط لخدمة هؤلاء، ووجودهم، أصلا، عالة وعبء يجب التخفف منه قدر الإمكان.
وان كان من ولاء فلشبكات المصالح ولمن أجلسهم علي العرش في أمريكا وإسرائيل وممالك الخليج، وليس للشعب ، الذي يرونه، الجاهل الخانع الذي عصا تفرقه ومزمار يجمعه، ويسير كالقطيع وفق هوى هؤلاء الآلهة الصغيرة.
وهذا الوضع هو ما كان طوال الوقت في مصر، وجاءت ثورة يوليو التي يهاجمها أصحاب الأهواء والجهلاء، لتهدم هذه الأركان الفاسدة المستغلة، وتؤسس دولة العدل والكفاية، ثم أعادت ثورة مايو الساداتية المضادة الأوضاع إلى سالف عهدها ،وهي من تحكم مصر حتى الآن بسياساتها وتوجهاتها وشبكات مصالحها الممتدة للخارج من غير المغفور له السادات مرورا بمبارك وطنطاوي / عنان وحتى الإخوان والجنرال السيسي.
يا سادة، بدلا من التذمر والاستهجان وتفريغ شحنات الغصب بالشكوى، اسعوا للتغيير الحقيقي، ولثورة حقيقية، وليست لاحتجاجات وقتية انفعالية تنتهي سريعا، وتسمح بإعادة إنتاج النظام بوجوه جديدة، مثلما حدث بعد انتفاضة يناير.
اهدموا دولة الفساد والاستبداد والتبعية وأزيحوا "طبقة النصف في المائة" أولا، لتروا الديمقراطية والعدالة الاجتماعية والاستقلال الوطني ودولة القانون والمؤسسات والمواطنة التي بلا تمييز ولا تهميش ولا إقصاء
فالتغيير يحتاج لإرادة وإصرار واستعداد لدفع فاتورته الباهظة، وليس الانتظار أو المناشدة وانتظار أن تمطر السماء حرية وعدلا.



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أى تحرير وعودة لسيناء .. نحتفل بهما؟!
- الجزائر والدور المشبوه ل -الناتو- العربي
- -ديما- رواية الهم الإنساني وتعرية المجتمع
- الإخوان ليسوا أهل حكم ولا ثورة
- -يحدث- ..تراجيديا الذاكرة المثقوبة
- براءة نظام مبارك و-اليوم الأسود- في تاريخ مصر
- مهرجان القاهرة السينمائي والاصرار على الفشل
- تونس ..استكمال للثورة أم ترميم للنظام القديم
- تسويق الحلم الكردي وسحق الذات العروبية
- الإخوان شركاء في -مذبحة رابعة-
- محاكمة-يناير-.. لا نظام الفساد والاستبداد
- عادت مصر للاتحاد الأفريقي وغاب -الدور التاريخي-
- صوت الاستحقاق الرئاسي يعلو على الدستور في مصر
- حين يدعم هيكل الديكتاتورية ويشوه تاريخ ناصر
- سد النهضة وسنوات الاخوان العجاف
- -صفقة الكردستاني- الجار الذي يتجاهل جاره
- سيناريوهات الازمة السورية تتصارع
- ليبيا والأمن المفقود
- مادورو.. اختبار الشافيزية الصعب
- انتخابات الرئاسة الايرانية ضبابية


المزيد.....




- -غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق ...
- بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين ...
- تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف ...
- مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو ...
- تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات ...
- يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض ...
- الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع ...
- قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
- ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
- ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمود عبد الرحيم - طبقية وزير أم نظام حكم يستعلي على شعبه