|
بيان إلى الرأي العام السوري من حزب الشعب الديموقراطي السوري “ الهيئة القيادية المؤقتة”
محمود الحمزة
(Mahmoud Al-hamza)
الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 04:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بيان إلى الرأي العام السوري من حزب الشعب الديموقراطي السوري “ الهيئة القيادية المؤقتة” إلى السوريين الأحرار اندلعت الثورة السورية في آذار 2011، بهمة شبابها وشاباتها الذين قرروا تحطيم جدار الخوف والاستبداد٬-;- بعد عقود من الإذلال والفساد والقمع الرهيب… ولقد كان أمامهم طريق طويل٬-;- قدموا فيه للعالم مثالاً مضيئاً، وغير مسبوق، في مواجهة نظام أثبت أنه مستعد لإحراق البلد بالفعل. وصمموا على أن يتحدوا المستحيل٬-;- بعد أن لم يعد لديهم خيار آخر٬-;- إلا خيار الحرية والكرامة. في المقابل٬-;- وبالعودة إلى الماضي الذي لايزال حياً فينا، كان القمع الطويل الأمد الذي بلغ ذروته القصوى في أوائل ثمانينيات القرن الماضي٬-;- وبالأخص مع مجزرتي حماة وسجن تدمر٬-;- قد أنهك المعارضة السياسية آنذاك، فدجّن بعضًا منها٬-;- ودفع بالبعض الآخر إلى زاوية ضيقة باتت فيها، وإلى حدٍ كبير، أسيرة لنزعة الثأر والانتقام. ومع ذلك، استطاعت المعارضة، في تلك الأجواء، تجاوز ذاتها، وإن بصورة مؤقتة. تبدَّى ذلك في عام ٢-;-٠-;-٠-;-٧-;- حين سارت بانتظام نحو وحدتها، بقواها وبرنامجها٬-;- وعقدت في أواخره، كما هو معروف، " المجلس الوطني لإعلان دمشق "٬-;- لتثبت لشعبها وللعالم أن بديل نظام الاستبداد ممكن وقائم. لكنها سرعان ما عادت إلى تفرقها وتشرذمها، بصورةٍ عجزت معها عن تحقيق وحدتها من جديد مع قيام الثورة، رغم عظم مسؤوليتها التاريخية تلك!؟ وقد تبدَّى ذلك، بصورةٍ أو بأخرى، عند تأسيس” المجلس الوطني السوري” في خريف 2011 و” الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة” في الخريف اللاحق. لقد كان جليّاً أن الثورة٬-;- بشبابها المقدام الذي أدهش العالم٬-;- ومعارضتها السياسية - الداخلية خصوصاً - تفتقد إلى قيادة سياسية - ثورية٬-;- تجمع ما بين الثوار وحراكهم٬-;- والسياسة الناجحة التي تؤسس للاستراتيجية السليمة.. وإلى برنامج العمل الذي يلبي حاجات الواقع المستجدّ. علماً بأن برنامج النظام كان واضحاً لا لبس فيه٬-;- في عزمه على جرّ الثورة باتجاه حمل السلاح، وفي عزمه أيضاً على دفعها نحو الحالة الطائفية البغيضة، الأمر الذي يتيح له المبررات المطلوبة لإلباسها لبوس” الإرهاب”!؟ وفي آنٍ معاً، اتهامها بتهديد الأقليات، وهو ما يسمح له بإثارة الخوف لدى الناس، وبصورة خاصة لدى المجتمع الدولي الذي يعمل على ابتزازه بما يدعوه ”الأمن والاستقرار”... وأن لا بديل عنه إلا "الفوضى"!؟ كان حزبنا " حزب الشعب الديموقراطي السوري "٬-;- من القوى السياسية التي استقبلت الثورة استقبالاً خاصاً٬-;- إذ اعتبرها الحدث الذي طال انتظاره٬-;- وأنها المدخل العملي إلى التغيير وبناء الدولة المدنية الديموقراطية الحديثة. هذا الطموح، هو الدافع الرئيس الذي كان وراء مؤتمره السادس التاريخي الذي تمر ذكرى انعقاده العاشرة في هذه الأيام.. والذي حوّل الحزب نهائياً إلى حزب اجتماعي- ديموقراطي يلبي حاجة البلاد. لكنّ قيادة الحزب لم ترتق ِ إلى طموحات المؤتمر، وعجزت عن تنفيذ مهامه حين فشلت في وضع وإقرار الخطط المطلوبة لتغيير بنيته ومساره بما يلائم برنامج التغيير الوطني الشامل ويستجيب له. فلا هي انفتحت على رأسمال الحزب من أعضائه المتروكين والمهمشين، ولا على النخب الديموقراطية التواقة لهذا التطلع، ولا على الشعب في حالته العطشى لتنظيم قواه وحراكه. وحين جاءت الثورة الكبرى مفتاحاً لأبواب العمل والانطلاق٬-;- أغلقت قيادة الحزب أبوابها، وركنت النظام الداخلي على الرفّ٬-;- مدعية أنه لا يمكن السير فيه إلا من خلال فرض” حالة طوارئ ”٬-;- لن تؤول في النتيجة سوى إلى مزيدٍ من الانعزال والشلل٬-;- ومن ثم إلى الفشل في القيام بوظيفة الحزب التي تتيحها وتسهلها له سمعته التاريخية المتميزة٬-;- وما يراه فيه شعبنا من إمكانيات كامنة. هذا لا يقلل، بالطبع، من أهمية مبادرات العديد من أعضاء الحزب هنا وهناك٬-;- عبر انخراطهم في الحراك في أكثر من مكان٬-;- وتقديمهم للتضحيات مراراً وتكراراً بشكل فردي استعصى على " قيادة الحزب " أن تستدرك الأمر وتحوله إلى نهج وعمل مؤسساتي!؟ أمام هذا التناقض الذي يعيشه الحزب، ما بين إرادة تغيير هذه الحال٬-;- وتقديره لقيادته التاريخية ووزنها الوطني٬-;- تردد الرفاق دائماً في القيام بأي خطوة إلى أمام. إلا أن العام الأخير، بما شهده من استفحال للأمر٬-;- بعد أن عطلت "الأمانة المركزية" النظام الداخلي٬-;- واعتمدت حالة "الطوارئ" وما تبعها من عمليات الفصل، التجميد، الإبعاد و التشهير.. فإن الأمر لم يعد يحتمل مثل هذا التردد. وفي ظرف لا يحتمل إلا تجاوز حالة التعطيل القائمة، ومواكبة الثورة وتفعيل الأداء كله٬-;- فإنه من الطبيعي أن يعود الأمر إلى” لجنة التحكيم الوطنية” في الحزب لتحكم في الخلافات القائمة، باعتبارها هيئة قضائية مسؤولة. وهي رأت بوضوح لا لبس فيه أخطاء القيادة الكبرى، وطلبت التراجع عنها بشكل نظامي ومنهجي مدروس، تحضيراً لانعقاد المؤتمر السابع الذي تأخر وتجاوز موعده بسنوات. إلا أن الرد كان بالتجاهل والازدراء٬-;- وبمزيد من التصميم والاستمرار على الخط ذاته. لهذا كله، بادرت كوادر الحزب وبعض قياداته٬-;- عملاً بالنظام الداخلي٬-;- إلى تشكيل” هيئة قيادية مؤقتة” تتناول شؤون الحزب وعلاقاته الداخلية والخارجية٬-;- والتحضير لمؤتمره العام استناداً إلى النظام الداخلي، ومن خلال لجنة تحضيرية من أعضاء المؤتمر السادس تعمل على هذا الأمر. كما قامت بتوجيه رسالة إلى هيئات وعضوات وأعضاء الحزب تشرح فيه الأسباب المبررة والمشروعة للقيام بهذه الخطوة. ومع الانتصارات الهامة التي حققها ثوارنا مؤخراً في بصرى الشام وإدلب ثم جسر الشغور٬-;- ومع آفاق تنفتح لانتصارات أخرى- رغم كل تعقيدات وتداخلات وضعنا السوري-… استطعنا تجاوز ترددنا٬-;- حتى نتمكن بشكل أفضل من أن نكون أكثر التصاقاً وحراكاً في صفوف شعبنا٬-;- ولنمارس دورنا الذي يسمح لنا به حجمنا المعنوي والمادي… ! ونحن، إذ نطمح إلى الإسهام في تجديد ثورة شعبنا واستعادة ألقها، فإننا سوف نعمل من أجل ذلك دون كلل.. ونمد أيدينا إلى الجميع: إلى رفيقاتنا ورفاقنا جميعاً! إلى أصدقائنا والمتعاطفين معنا! إلى جميع الديموقراطيين الذين طالما رأوا في الحزب أملاً لهم! نعدكم باستنهاض قوة وقدرة الحزب وتجديد أدواته وآليات عمله. وإلى جميع حلفائنا القائمين والمحتملين على درب انتصار ثورتنا العظيمة، نعدكم بالعمل معاً على إسقاط النظام بكل رموزه وتفكيك بنيته الأمنية، وعلى محاسبة كل الذين أجرموا بحق شعبنا، وعلى بناء الدولة الديمقراطية المدنية الحديثة.. وعلى محاربة الإرهاب والتطرف بكل أشكاله وألوانه. المجد والخلود لشهدائنا الأبرار الحرية للأسرى والمعتقلين الشفاء للجرحى والمصابين عاشت سوريا حرة وطناً ومواطنين 9 أيار 2015 حزب الشعب الديموقراطي السوري “ الهيئة القيادية المؤقتة “
#محمود_الحمزة (هاشتاغ)
Mahmoud_Al-hamza#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الثورة السورية مستمرة ويجب أن يقودها ثوار الميدان
-
بيان حول الوضع في إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي - من
...
-
السوريون ضحية إجرام عصابة الأسد واستطالاتها القومية والدينية
...
-
إنها معركة الإنسان السوري والفلسطيني والعراقي من أجل البقاء
...
-
من دروس ثورة الحرية والكرامة في سوريا
-
نظرة سورية إلى أوكرانيا المنتفضة
-
العمل الوطني المشترك هو السبيل لإنقاذ الثورة السورية
-
روسيا والصراع الدولي الجيواستراتيجي على الأرض السورية
-
هل روسيا حقاً متمسكة بالأسد وعائلته؟
-
لا تنسوا محافظة الحسكة وأهلها الطيبين
-
الحرية لفائق المير ولكلّ المناضلين الشرفاء المعتقلين في سجون
...
-
معضمية الشام رمز الصمود الاسطوري ودليل على أن الأسد أكبر مجر
...
-
بعض الكلمات الى الموالين لنظام الاسد
-
السياسة الروسية الرسمية والمعارضة السورية
-
ملاحظات سريعة بمناسبة قرار مجلس الامن بنزع السلاح الكيماوي ا
...
-
أما آن لنا أن نصدق مع أنفسنا ومع ثورتنا؟
-
حول علاقة السياسة بالدين (نموذج الأحزاب الدينية)
-
تحيا الأخوة العربية الكردية (هر بيجي كرد وعرب رمز النضال)
-
تضامنوا مع انتفاضة الشعب السوري من أجل الحرية والكرامة
-
جمعة آزادي ومأزق النظام السوري
المزيد.....
-
السجن 11 عاما لسيناتور أمريكي سابق لتلقيه رشاوى من رجال أعما
...
-
مبعوث ترامب: على مصر والأردن تقديم بديل لرفض استقبال الفلسطي
...
-
المقاومة الفلسطينية وأسطورة ترامب
-
هيغسيث: إسرائيل حليف مثالي للولايات المتحدة
-
علماء يكشفون كيف وصلت الحياة إلى الأرض
-
ماسك يرد على ترشيحه لنيل جائزة نوبل للسلام
-
برلماني أوكراني: زيلينسكي يركز جهوده على محاربة منافسيه السي
...
-
رئيس جنوب إفريقيا يحذر نظيره الرواندي من عواقب الفشل في وقف
...
-
مستشار سابق في البنتاغون: على واشنطن وموسكو إبرام اتفاقية أم
...
-
منعا للتضليل.. الخارجية الروسية تدعو إلى التحقق بعناية من تص
...
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|