أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مثنى حميد مجيد - العملية الجنسية كقُدس أقداس















المزيد.....



العملية الجنسية كقُدس أقداس


مثنى حميد مجيد

الحوار المتمدن-العدد: 4803 - 2015 / 5 / 11 - 00:42
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    





يُسقط الدكتور كامل النجار ، ومن منظور التحليل النفسي ، في مقالته الأخيرة المعنونة - القرآن وعملية الإنزال - مفردات وأصداء منهجه الأصولي القديم الذي تخلى عنه حين كان عضواَ في جماعة الإخوان المسلمين ،على توصيفاته ونعوته للقرآن والشخصية المحمدية قائلاً - وكلمة أنزل، يُنزل، إنزال وتنزيل تعني إلقاء الشيء من الأعلى إلى الأسفل. ويقابلها الرفع، وهو رفع الشيء من الأسفل إلى الأعلى، كما نرفع الماء من البئر. ولذلك يقول القرآن (والسماء رفعها ووضع الميزان) (الرحمن 7 ويبدو أن محمداً كان معجباً بعملية الإنزال هذه لأنه أُعْطِيّ في الجماع قوة أربعين، وكان يجيد الإنزال، أي قذف المني في المهبل. ولهذا استعمل كلمة "نزّلنا" في خمس آيات، وكلمة "أنزلنا" في ست عشرة آية-.

وبالمقارنة مع الدكتور زغلول النجار فأن الأخير يبدو: يُنزّل ، يُنزِل ، يولج كل العلم على القرآن وفيه ، أما الدكتور كامل النجار فيرفعه عنه ، يُخرجه منه ، كلاهما يطبق المنهج الجنسي وبالطبع على المستوى الأدبي هذا المنهج ممتع ومسلي وجذّاب خاصة للأصوليين لكنه ظالم ومثير للهزل على مستوى دراسة التاريخ والأديان المقارنة وتحليل الأساطير.

تبقى العملية الجنسية قُدس الأقداس بالنسبة للأصولي وفي حالتي الإيلاج والإخراج ، أو إدعاء الإيمان والإلحاد ، لأن تفكير الأصولي يقوم على الإستحضار الدائم لعقدة الشعور بالذنب وهي نتاج التربية الدينية والجنسية القمعية والشائهة والتي يعجز عن الخروج منها فعلياً وعملياً فيلبسها تارة ثوب الإيمان وتارة ثوب الإلحاد .وجذر هذا العصاب الذي يصبح منهجاً يكمن في أن الأصولي هو أصلاً طفل أو مراهق لم يفلح ولم يستطع التمرد على ما فُرض عليه من محرمات ومخاوف وتخاريف دينية.

على المستوى العلمي وضع عالم النفس الألماني القدير فلهلم رايخ نظرياته عن أصل العصاب والتطرف الديني وأوهام العفة والزهد والتصوف بصلتها الوثيقة بالقمع الجنسي ، وطالب في بحوثه الطبية والميدانية وإعتماداً على خلفيته الماركسية بالربط العضوي بين تحرير الإنسان إقتصادياً وإجتماعياً من سلطة الدولة وتحريره عاطفياً وعقلياَ من سلطة القمع الجنسي والأخلاقي وبذلك يستطيع الإنسان ليس فقط إطلاق طاقاته الداخلية الخلّاقة والمبدعة بل وإستحضار ما أسماه بالطاقة الكونية .ونظريته الأخيرة هذه مازالت موضع نقاش وخلاف في الأوساط العلمية المتخصصة .

إعتماداَ على نظرية فلهلم رايخ عن الصلة الوثيقة بين تحرير الطاقة الداخلية المبدعة والخلاقة للإنسان بتحريره جنسياً وعاطفياً وجسدياً ونفسياً وعقلياً وبين ما إفترضه نظرياً من وجود طاقة أخرى كونية حاول تجريبياً الإستدلال عليها وإثباتها ، نستطيع أن نعود إلى أساطيرنا الرئيسية القديمة لتفسير أحد أهم أسباب نشوء الحضارتين السومرية والفرعونية.وعلى سبيل المثال، حين كان الإله شو المصري وحيداً قبل خلق العالم كان يستمني كحالة طبيعية ليُخصّب بمنيه نهر النيل كما تذكر أُولى نظريات الخلق التي عُثر على لائحتها ذات ال64فقرة في المعبد الأبيض للإله بتاح في منف .كان المعبد عبارة عن معهد علمي يعتمد على تلك الفقرات كمنهج لتدريب التلاميذ وعلى أساس أهم فقرة أو بند فيها للتفريغ الغريزي والعاطفي والفني والأدبي والنفسي الشامل للطاقة الجنسية . وكان الإله بتاح يخلق بالحلم ، أي بالإبتكار وبالإبداع ومن جبته خرجت كل الحضارة الفرعونية . فيما بعد إنتسب الفراعنة للإله بتاح وأعتبروا أنفسهم من صلبه.

ومن معهد بتاح إله الهندسة والفنون والعلوم تخرج المهندس إمحوتب مصمم هرم زوسر . وفي أساطير مصرية لاحقة لم تستطع الآلهة ولا الفراعنة تغيير المبدأ الأساس لإقتصاد التفريغ الجنسي.فالكلب أنوبيس ورغم قدرته الفائقة في تجميع أوصال جسد الإله أوزريس الذي قطعه خصمه سيت ورماه على طول النيل ترك قضيبه لتخصيب ماء النيل وجعله حيوياً ، والحيوية هنا وبمعزل عن حرفيتها الأسطورية ، لا تعني إلاّ الإعتراف والإلتزام بالمنهج االتدريبي الأول للإله بتاح.

في سومر القديمة وفي أقصى جنوب العراق وربما في نفس خط العرض30الذي تقع عليه مدينة منف ويمر في نقطة أسفل جنوب البصرة الحالية تتحدث الأساطير عن الإله أنكي ومقصورته البلورية في أعماق الماء.والأساطير الخاصة بالإله أنكي والآلهة السومرية أكثر درامية وحسية من الآساطير المصرية فالإله أنكي أيضاً مثل بتاح يمتلك لائحة من64فقرة أو مفردة ومن ضمنها تحمل دلالات جنسية وقد ترجمها علماء الآثار لكن الغموض مازال يكتنفها نظراً لأن الحضارة العراقية هي حضارة طوبية تعرضت آثارها للتلف بفعل عوامل الطبيعة وسهولة نهبها وسلبها أو تحويرها وإنتحالها من قبل الغزاة المتعديين.وتشير إحدى الأساطير إلى أن الإله أنكي قد تعرض إلى الخديعة من قبل إبنته فأستغرق بنوم عميق بفعل الشراب المسكر بينما سرقت لائحته وهربت بالزورق إلى اليابسة هناك كي تفضح أسرار الحضارة والعمران والفنون لتتأسس وتبنى أقدم المدن السومرية كأور وأوروك .

وهناك أيضاً في سومر فراعنة لكن آثارهم طُمرت وربما هم الذين أشارت إلى غرقهم العديد من الآيات القرآنية وكانت مدينتهم نيبور المقدسة ، نيفور وفيما بعد فارة محجاً للسومريين وكانت تمتلك السلطة الدينية المطلقة على سومر وحتى على بابل لاحقاً .وكان فيها معبد للإله إنليل وزوجته الإلهة نينليل وتقع على الضفة الشرقية من شط النيل المندرس واليمنى من مجرى الفرات .وقد ورد ذكر للإله إنليل في ملحمة كلكامش كونه مسبباً لحدوث الطوفان. و نهر إنليل تغير إسمه في حقبٍ لاحقة إلى شط النيل المُندرس ، وقد يكون هذا دليلاً على الأصل السومري والمصري المشترك لإسم نهر النيل المصري أو الأصول الكونية للحضارتين السومرية والمصرية ، ولا أقصد بالأصول الكونية الآلهة ، ولا مخلوقات الخيال العلمي ، على أهمية كل موارد المعرفة ، بل أقصد وبالتحديد كل ما يرتبط أو يؤكد أو يجد تفسيراً له أو دعماً من خلال نظرية فلهلم رايخ عن الطاقة الكونية وطريقة الإله بتاح في الخلق والتخطيط والإبداع عن طريق الحلم ، أي الإجتماع والتلاقي الحر للطاقة الداخلية الإنسيابية للإنسان والطاقة الكونية.



#مثنى_حميد_مجيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عقار آرتي ...
- كريم الزك ...
- مالك سيف و&# ...
- حوار مع قا&# ...
- لن أكتب ال&# ...
- ولا تكتمو ...
- أسميتُكَ  ...
- منع الختا ...
- فقط .... في ال ...
- وهكذا مُس ...
- إجابتي عل ...
- وفاة 20 صبيا ...
- كهيعص مخد ...
- العراق: عر&# ...
- وطن بالمي ...
- أنتظر أجو ...
- النار وبا ...
- شروكستان  ...
- عن تموز ال&# ...
- باقتي ورد &# ...


المزيد.....




- رئيس كوريا الجنوبية يقبل استقالة وزير الدفاع ويعين السفير لد ...
- الأسد يوجه بزيادة 50% على رواتب العسكريين وسط تصعيد عسكري شم ...
- توغل إسرائيلي شمال خان يونس، ومقتل العشرات في غارات جوية
- تعليق الدراسة بسبب انقطاع الكهرباء في كوبا
- القاهرة.. منتدى لخريجي الجامعات الروسية
- وفد أوكراني يلتقي مستشار ترامب المستقبلي
- وسائل إعلام فرنسية: ميشيل بارنييه سيقدم استقالة حكومته الخمي ...
- الولايات المتحدة تهدد بفرض عقوبات على جورجيا بسبب قمع الاحتج ...
- فيتنام.. مقتل 12 جنديا في انفجار خلال تدريب عسكري
- بعد زلزال دمياط.. رئيس البحوث الفلكية في مصر يوجه رسالة حاسم ...


المزيد.....

- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - مثنى حميد مجيد - العملية الجنسية كقُدس أقداس