أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غياث نعيسة - العمال السوريون المهاجرون٫-;---;-----;--- نضال واحد















المزيد.....

العمال السوريون المهاجرون٫-;---;-----;--- نضال واحد


غياث نعيسة

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 20:25
المحور: ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
    


العمال السوريون المهاجرون٫-;---;-----;--- نضال واحد

غياث نعيسة

في المشهد العام للوضع في سوريا ثمة سمتين اساسيتين هما: مأساة انسانية هائلة وانهيار اقتصادي. لن نكرر سوى بعض الارقام التي تشير الى هذا الوضع العام المذكور. هنالك نحو اربعة ملايين لاجئ خارج البلاد ونحو سبعة ملايين نازح داخل البلاد. الخسائر الاجمالية للاقتصاد السوري تقارب 202 مليار دولار٫-;---;--, تشمل الاموال التي هربتها البرجوازية السورية ونتائج التدمير والنهب التي اجتاحت البلاد٫-;---;--,كما فقد نحو ثلاثة ملايين عامل اعمالهم٫-;---;--لتصبح نسبة البطالة في سوريا تقارب 60 بالمئة٫-;---;--, مما يعني ان نحو اكثر من 12 مليون سوري ٫-;---;-----;--- تشكل عائلات هؤلاء٫-;---;-- قد فقدوا مورد معيشتهم . ليصبح اربعة من اصل خمسة من السوريين يعيشون تحت خط الفقر. ولينقص متوسط عمر السوري عشرين عاما خلال اربع سنوات. هذه الارقام مصدرها تقرير صادر برعاية الامم المتحدة مطلع هذا العام.
لم يغادر سوريا فقط الكتلة الاكبر من برجوازيتها٫-;---;--تقدر من60-70 بالمئة. بل ايضا كتلة كبيرة من اليد العاملة السورية٫-;---;-- يصعب تقديرها الآن٫-;---;-- ولكنها بمئات الالاف بكل تأكيد.
فارقام المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة لشهر اذار من هذا العام تشير الى ان عدد المسجلين لديها٫-;---;-- في الواقع عدد السوريين اللاجئين يفوق ارقامها بكثير بسبب العدد الضخم لغير المسجلين لديها٫-;---;-- من اللاجئين السوريين هم نحو مليونين في تركيا و1,1 مليون في لبنان و 618 الف في الاردن و225 الف في العراق و 137 الف في مصر٫-;---;-- والباقي في بقية بلدان العالم الواسعة.
يتم تشغيل الغالبية العظمى من العمال السوريين في دول الهجرة المحيطة بسوريا٫-;---;-- بشروط قاسية ومجحفة٫-;---;-- وباجور ٫-;---;-- عندما تدفع٫-;---;-- اقل بكثير من متوسط الاجور في البلد المعني٫-;---;-- مع تزايد للعمالة اليومية ولعمالة الاطفال السورييين٫-;---;-- يضاف الى ذلك ما يتعرضون له من مضايقات واهانات عنصرية قذرة٫-;---;--ولا سيما في لبنان.
انها يد عاملة هشة ومستضعفة تتعرض الى اضطهاد واستغلال مضاعف٫-;---;-----;--- مع غياب لهياكل نقابية او قانونية تسمح لها بالدفاع عن حقوقها.
ولكونها يد عاملة جديدة الهجرة٫-;---;-- واقسر اغلبها على ذلك٫-;---;-- فانها تتصرف في بلدان الهجرة بشكل جمعي٫-;---;-----;--- تقطن كتل كبيرة منها في نفس المناطق ٫-;---;-- مثال تركيا ومصر ولبنان ٫-;---;-- مثلا٫-;---;-- كما انها تبحث عن عمل لها ٫-;---;--في غالب الاحيان٫-;---;-- عند رجال الاعمال السوريين٫-;---;-----;--- لجدة هجرتها٫-;---;-- او افتقادها للغة البلد٫-;---;--وايضا لسعي عديد من رجال الاعمال السوريين لتشغيل اليد العاملة السورية اما لاسباب مناطقية او لقدرته على دفع ادنى الاجور لها.
مما ابرز ٫-;---;--وخاصة في تركيا ومصر٫-;---;-- نوع من الاقتصاد الموازي ٫-;---;-- دون ارتباط حقيقي بمجتمع البلد المعني. اشار ياسين السويحة في تقريره الجيد عن «  مجتمع العمل السوري في اسطنبول » الى هذه الظاهرة «  بامكان السوري ان يقضي اياما طويلة دون ان يضطر للتعامل مع اي مواطن تركي ». انه نوع من المجتمع المغلق داخل المجتمع. كما سبق ان شهدته بلدان اخرى في التاريخ لهجرة اليد العاملة٫-;---;-- مثل ما حصل مع هجرات العمال الايطاليين والبرتغاليين والاسبان٫-;---;-- بعد حروب وثورات وثورات مضادة شهدتها بلادهم٫-;---;-----;---وقبل ذلك في مطلع القرن الماضي مع هجرة الارمن الى بلادنا٫-;---;-----;--- حيث شكلت انواع من « الجاليات » للعمال.
بنيويا٫-;---;-- تنقسم اليد العاملة السورية في المهجر الى قسمين ٫-;---;-- الاول ٫-;---;--هم من كانوا اصلا عمالا في سوريا - مهرة ام غير مهرة- ٫-;---;-- اصحاب مصلحة كما يقال ٫-;---;-- وهم في حال تحسنت الاوضاع في سوريا يفضلون العودة اليها٫-;---;-- نظرا لفظاظة ظروف عمل اغلبهم في بلاد الهجرة. والقسم الثاني يتكون من طلاب الجامعات وبعض افراد الطبقة الوسطى التي لا تملك او فقدت ما كان لديها٫-;---;-- وللعيش اليومي تبحث عن ما يتوفر لها من مجالات للعمل في بلد الهجرة٫-;---;--بعضها سعى للعمل مع المنظمات الغير حكومية والبعض الاخر٫-;---;-----;--- يكادح يوميا للبقاء على قيد الحياة٫-;---;--وغالبيتها ٫-;---;-- كما ورد في التقرير المذكور اعلاه٫-;---;-- يحلم بالسفر تهريبا الى اوربا٫-;---;--وليس لديه نية للاستقرار في تركيا او اي من بلدان الهجرة المحيطة بسوريا٫-;---;-- او العودة الى سوريا.
العمال السوريون في بلدان الهجرة تشكل شريحة عمالية مقطعة الجذور٫-;---;-- خلعت من بيئتها الاجتماعية الاصيلة٫-;---;-- ولم تندمج بعد مع البيئة الاجتماعية الجديدة. وهي شريحة عمالية هشة٫-;---;-- عرضة لكل انواع الاستغلال والابتزاز٫-;---;--وما تزال تعيش يوميا احداث الثورة التي قامت بها او عاشتها ٫-;---;-- وبالتالي هي طبقة عاملة شديدة التسييس رغم وضعها الاجتماعي الجديد الاكثر هشاشة. فقد شهدت تركيا ولبنان عدة اضرابات للعمال السوريين من اجل تحسين شروط عملهم. مثلا٫-;---;--اضراب في مدينة مرسين التركية في كانون الاول 2014 واضراب في لبنان في منتصف ايلول من العام الماضي.
ما يطرح على جدول الاعمال للقوى اليسارية والنقابية في بلدان هجرة السوريين ٫-;---;-- ولا سيما اليد العاملة السورية٫-;---;--ليس فقط العمل بما يلزم من نشاطات ونضالات من اجل توفير المعاملة الانسانية واللائقة للاجئين السوريين ومحاربة العنصرية التي يتعرضون لها٫-;---;-----;--- بل ايضا الدفاع عن حقوقهم النقابية واجور وشروط عمل عادلة لهم. وتسهيل كل ما يسمح لهم بالاندماج بالبيئة الاجتماعية المحلية. فالعمال السوريين مع العمال الاتراك والمصريين واللبنانيين والمغاربة والاردنيين هم من يخلقون الثروة ويتعرضون لنفس الاستغلال والاضطهاد٫-;---;-----;---في هذه البلدان٫-;---;-- المصير واحد والعدو واحد.

10 آيار 2015





#غياث_نعيسة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من دروس الثورة وضرورة انهاض الحراك الشعبي
- الثورة المضادة، وتنظيم -الدولة الإسلامية-
- سوريا : -الحل السياسي- ومصالح الشعب
- سوريا : للثورة أعداء عديدين. وروح الثورة في السلمية
- كوباني, ضرورة التضامن الأممي مع الكفاح من اجل التحرر
- سوريا : وحدة النضالات من أجل الحرية والديمقراطية
- كوباني رمز للمقاومة
- عذابات الشعب السوري المتعددة الأوجه
- سوريا: انتخابات -على بحر من الدماء-
- جنيف 2: المهمة المستحيلة
- الطبقة البورجوازية السورية والثورة الشعبية
- سوريا ليست بخير ، الثورة المضادة تتقدم
- نعم لاستمرار الثورة، لا لمؤتمر جنيف
- حول قوى الثورة المضادة الرجعية في الثورة السورية
- سوريا: الثورة و تحولات الخريطة الاقتصادية – الاجتماعية
- اتفاق امبريالي وثورة شعبية يتيمة
- حول تسليح المقاومة الشعبية في سوريا
- الثورة السورية، وضعها الراهن وآفاقها
- حوار حول الثورة السورية بين العمل الشعبي والعمل المسلح
- سوريا: خطاب حرب


المزيد.....




- ماذا جرى قبل انفجار -تيتان-؟.. كشف آخر ما قيل على متن -غواصة ...
- حملة تضليل روسية لصالح اليمين المتطرف الألماني
- العراق.. مسيرة تركية تستهدف اجتماعا لحزب العمال الكردستاني
- صديق القادري.. جنرال عراقي قاتل مع القياصرة ضد الثورة البلشف ...
- رحيل المفكر العربي البناني – الفلسطيني إلياس خوري
- مقتل عنصر وإصابة 2 من حزب العمال الكردستاني بغارة تركية في ا ...
- مواجهات بين متظاهرين والشغب أمام مبنى ديوان محافظة ذي قار
- سمير لزعر// مخطط تشريد الطبقة العاملة وتجويع الشعب يضع افوا ...
- بين هرم زوسر وضريح لينين أو ما هو دور الوعي الديني في بناء ا ...
- اليسار الفرنسي يبحث عن طريق للمضي قدمًا بعد منعه من المشاركة ...


المزيد.....

- هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي ... / ثاناسيس سبانيديس
- حركة المثليين: التحرر والثورة / أليسيو ماركوني
- إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع ... / شادي الشماوي
- كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر ... / عبدالرؤوف بطيخ
- كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات ... / شادي الشماوي
- المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب - ... / شادي الشماوي
- ماركس الثورة واليسار / محمد الهلالي
- تحديث. كراسات شيوعية (الهيمنة الإمبريالية وإحتكار صناعة الأس ... / عبدالرؤوف بطيخ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية - غياث نعيسة - العمال السوريون المهاجرون٫-;---;-----;--- نضال واحد