المجتمع الإنساني بين التكوين والنتيجة ح34 ,5.النمط العراقي الدفاعي

عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني
(Abbas Ali Al Ali)

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 15:11
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    

5.النمط العراقي الدفاعي


الحقيقةالأخرى التي يتجاهلها الخلدنيون أيضا ومن ضمنهم الدكتور العلامة على الوردي أن المجتمع العراقي ليس مجتمع نمطي يعتمد على الصورة الواحدة والرؤية الأسية الموحدة ,فتبعا للجغرافية العراق مكون من ثلاث أنماط رئيسية تتميز كل واحدة منها بعمق تأريخي ونفسي وحضاري ينبع من وجودها المكاني ,النمط الجبلي والهضاب العالية الذي تشكل مأوى وحاجز دفاعي يحمي ويحصن هذه المجتمعات أو يمنحها القدرة الدفاعية أفضل من غيرها .
هناك أيضا النمط المتدرج الأخر الهضبة المنبسطة وضفاف الأنهار العالية والمجاورة للماء والصحراء في أن واحد وهي تمتلك مقومات أخرى من طبيعة المكان ونوع البناء والمستخدم التكويني فيها الحجر فنشأت مدنها ومجتمعاتها محصنة أو مسورة وثابتة وذات جدران أقوى وأعلى تمكنها من توفير نوع متناسب من الدفاع والتحصين .
النمط البسيط والذي يمتلك البساطة والتسطح الموازي لمستوى الماء بأرض طينية رخوة قابلة للإنهيار والتبدل, لذا أنعكس ذلك جليا في طبيعة البناء والتحصين وأساليب الدفاع والمواجهة , لقد أبتكر هذا النمط وسائله الخاصة لتناسب حالة الترقب وضعف الخط الدفاعي لديه عكس النمطين الأولين فهو معرض دوما وبأحتمالات عالية جدا للغزو المتكرر والتنازع من المجتمعات المجاورة أو المنافسة والتي قد تصل بأسبابها إلى أمور بسيطة جدا .
لقد أنتج كل نمط من هذه الأنماط شكلا حضاريا خاصا أشترك في ميزتين هما القدم التأريخي وعلاقة بالزراعة والماء, لم تكن هذه الحضارات المتنوعة ذا أساس فكري واحد ولا تشترك بمقومات موحدة لكنها نشأت تحت نتاج إنساني مشترك يتراوح بين أبتكار الإنسان الرافداني لمفهوم المجتمع مع علاقة أزلية بواقع له خصوصية أنه الموطن الأول للإنسان الخالق الواعي .
من هذا الأساس أنشأ العراق الأول حضارته مستفيدا من فرصة لا تتكرر وعلى واقع جغرافي وبيئي ممتاز ومناسب ليكون الرائد الذي شارك العالم الأخر منذ أول لحظه تأريخية المسعى نحو عالم متطبع وأجتماعي وواع وقابل بالظرف الطبيعي المسالم أن يصنع خطوات أكبر كلما تسارع معه الزمن ,وليس ذلك الكائن الذي تهزمه الوحوش القادمة من الصحراء كما يقول ابن خلدون ليعيد في كل مرة إلى واقع البدونه ويخضع للقساوة والإنهزام وكأن قانون البقاء للأقوى والأصلح لايحكم طبيعة النزاع والتنازع هنا لأن المفهوم الخلدوني للمدينة إنها الأضعف وأن البداوة هي الأصلح لتنتصر.

#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات