أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - القرآن وعملية الإنزال















المزيد.....

القرآن وعملية الإنزال


كامل النجار

الحوار المتمدن-العدد: 4802 - 2015 / 5 / 10 - 09:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في القرن السابع الميلادي كان الاعتقاد السائد وقتها أن الأرض مسطحة والسماء من فوقها كالمظلة، ولذلك يقول محمد في قرآنه (خلق السموات بغير عمدٍ ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم) (لقمان 10). فالسماء معلقةٌ بأعمدة غير مرئية فوق الأرض المسطحة التي يمكن أن تميد، أي تنقلب بالناس ولذلك ألقى الإله عليها الجبال لحفظ توازنها. منتهى السطحية والجهل في تفسير الظواهر الفلكية رغم أن نظرية بطليموس التي تقول إن الأرض كروية وهي مركز الكون وإن الشمس والكواكب تدور حول الأرض، كانت معروفة للجميع في العالم الغربي. وبما أن السماء معلقةٌ فوق الأرض كان لا بد للإله أن يُنزل الأشياء من السماء إلى الأرض ويرفع من الأرض إلى السماء. وكلمة أنزل، يُنزل، إنزال وتنزيل تعني إلقاء الشيء من الأعلى إلى الأسفل. ويقابلها الرفع، وهو رفع الشيء من الأسفل إلى الأعلى، كما نرفع الماء من البئر. ولذلك يقول القرآن (والسماء رفعها ووضع الميزان) (الرحمن 7)
ويبدو أن محمداً كان معجباً بعملية الإنزال هذه لأنه أُعْطِيّ في الجماع قوة أربعين، وكان يجيد الإنزال، أي قذف المني في المهبل. ولهذا استعمل كلمة "نزّلنا" في خمس آيات، وكلمة "أنزلنا" في ست عشرة آية. وبعض الأشياء التي يزعم أنه أنزلها من السماء تتعارض تعارضاً بيّناً مع العلم الحديث. فهو يقول مثلاً (لقد أرسلنا رسلنا بالبيناتِ وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ ومنافعٌ للناس) (الحديد 25). العلم الحديث بيّن لنا أن التفاعلات الكيمائية في كل النجوم تنتج النيكل 56 وعندما يتآكل النيكل 56 ينتج لنا أيسوتوب الحديد. والنيكل المشع
Radioactive Nickel 56
هو آخر ما تنتجه السوبرنوفا قبل أن تنهار وتنكمش.ولأن عدداً كبيراً من السوبرنوفا كان قد انهار قبل أن تنفصل الأرض عن الشمس، فإنّ كمية النيكل المشع وغير المشع كانت كبيرة جداً في الكون الذي تكوّن قبل 13.4 مليار عام ولم تنفصل الأرض إلا قبل 4.5 مليار سنة. وبما أن الأرض أصلاً كانت جزءاً من الشمس وانفصلت عنها، فهي تحتوي على آيسوتوب الحديد بكميات كبيرة جداً. يكوّن الحديد 5.6% من القشرة الأرضية، وكل باطن الأرض يتكون من الحديد المنصهر. بل كل باطن الكواكب الساخنة يتكون من الحديد، كما تحتوي الصخور الفضائية السابحة في فضاء الأرض على كميات كبيرة من الحديد. فلو كان الإله قد أنزل الحديد على الأرض بعد خلقها لكان الحديد محصوراً في قشرة الأرض، ولكن الواقع هو عكس ذلك إذ أن باطن الأرض كله حديد بينما القشرة تحتوي على القليل منه.
القرآن يقول (أنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديدٌ) وفي الحقيقة فإن الحديد عنصر رخو وليّن جداً ويحتاج إلى الاختلاط بمادة الكربون ليصبح قوياً. والاختلاط بالكربون يحدث أثناء عملية إذابة الصخور المحتوية على الحديد في عملية استخراج الحديد. فلولا الكربون لما استطاع الإنسان أن يستعمل الحديد كسلاح أو آلة قاطعة. ولو كان رب القرآن قد أنزل الحديد لفائدة الإنسان لأن الحديد به بأسٌ شديد ومنافع للناس، لماذا ترك الإنسان يستعمل الحجارة ثم النحاس ليصنع الآلات القاطعة قبل أن يتعلم الإنسان استخراج الحديد من الصخور قبل حوالي 5000 سنة فقط والإنسان قد عاش على هذه الأرض أكثر من ثلاثة ملايين من السنين منذ أن بدأ دبيبه على الأرض في هيئة الهومو اريكتس، وحوالي خمسين مليون سنة منذ أن صار هومو سابين، أي الإنسان الحديث
بل يذهب محمدٌ في قرآنه أبعد من ذلك ويقول (ولقد آتينا داوود منا فضلاً يا جبال أوبي معه والطير وألنّا له الحديد) (سبأ 10). ونفهم من هذه الآية أن الحديد أصلاً كان صلباً قويا وأن الله ألانه لداود كنوع من الإعجاز ليصنع منه الدروع، بينما الحديد في أصله لين ويحتاج إلى إضافة الكربون ليصبح قوياً، ويحتاج إلى إضافة الكروميوم ليصبح حديداً مقوًي لا يصدأ.
ولأن الحديد لين ورخو فإن الطبيعة استعملته في صناعة مادة الهموجلوبين في خلايا الدم الحمراء في جميع الحيوانات لينقل الأوكسجين إلى خلايا الجسم. كما استعملته الطبيعة في أوراق الأشجار وفي النباتات لصنع مادة الكلوروفيل الخضراء التي تصنع الأوكسجين وتمتص ثاني أكسيد الكربون من الجو. فالقرآن يقول فقط إن الحديد فيه منافع للناس، بينما منافعه لجميع الحيوانات والنباتات
في بداية تكوين الأرض كان الحديد مذاباً في المحيطات قبل أن تأتي البكتيريا وتصنع الأوكسجين. وعندما تكونت البكتريا وصنعت الأوكسجين تأكسد الحديد ليكوّن لنا أكسيد الحيد ذا اللون الأحمر. وعندما تشبعت المحيطات بأكسيد الحديد ترسب هذا الأوكسيد ليكوّن صخوراً حمراء في قاع المحيطات. وعندما انفصلت بعض أجزاء المحيطات وكوّنت بحيرات صغيرة جف ماؤها ليترك لنا جبالاً حمراء في أماكن عديدة نراها اليوم في أجزاء من أمريكا الشمالية مثل ولاية يوتا. واللون الأحمر الذي يغطي كوكب المريخ سببه أحد مشتقات الحديد. الحديد هو المادة السادسة من حيث الكثرة في الكون. فواضح أن عملية إنزال الحديد ذي البأس الشديد كانت من تخيلات محمد فقط.
ثم يشطح محمد ويقول لنا في قرآنه (خلقكم من نفس واحدة ثم جعل منها زوجها وأنزل لكم من الأنعام ثمانية أزواج) (الزمر 6). ويشرح لنا في سورة الأنعام هذه الأزواج الثمانية فيقول (ثمانية أزواج من الضأن اثنين ومن المعز اثنين ..... ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين) (الأنعام 143-144).. فهل أنزل الإله هذه الحيوانات من السماء؟
من المعروف من العلم بالضرورة (كالمعروف من الدين بالضرورة) أن الحياة بدأت في المحيطات في أفريقيا ثم انتقلت إلى اليابسة ثم تطورت إلى الحيوانات ذات الأرجل والأثداء ثم القرود والإنسان الذي بدأ حياته في أفريقيا كصائد للحيوانات في الغابات. كل الثدييات كنات في البدء غير مدجنة، وبالتدريج بدأ الإنسان تدجين الماعز والأبقار ثم الجمال والحمير لتساعده على الحركة ونقل خيامه من مكانٍ إلى أخر. فالإله لم ينزل لنا ثمانية أزواج من الأنعام من السماء لأن السماء ليس بها مراعي. ولو كان الإله قد أنزل هذه الأزواج الثمانية فقط، فمن الذي أنزل حيوان اللاما في أمريكا الجنوبية وهو حيوان مثل البقر تماماً يشرب الإنسان لبنه ويركبه ويستعمله في حمل أثقاله. ومن الذي أنزل البفالو في أمريكا الشمالية ومن الذي أنزل الجاموس، فكلها أنعام
ومشكلة محمد أنه كان يقول الآيات حسب المناسبة والمزاج دون الأخذ في الاعتبار ما كان قد قاله سابقاً. فمثلاً نجده يقول لأهل مكة (لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون) (الأنبياء 10). وكلمة الذكر هي مصدر ذكر، يذكر، ذكراً. فهل القرآن به ذكر أهل مكة وبقية الأعراب؟ أكثر من ثلث القرآن يتحدث عن بني إسرائيل وموسى، وقد ذكر موسى 136 مرة وذكر محمداً نفسه أربع مرات فقط. ولم يذكر من الأعراب وتاريخهم غير زيد بن حارثة وبعض أسماء القبائل مثل قوم صالح وثمود وأصحاب الرس الذين لا نعلم من هم. ولكن في النهاية هو قد أنزل كتاباً.
والقرآن ملئ بالادعات الفارغة التي لا يمكن اثباتها بأي وسيلة معروفة لنا، فمثلاً عندما يتحدث محمد عن موسى، يقول (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء وما كنا منزلين) (ياسين 28). فهل أنزل رب السماء جنوداً من الملائكة ليحاربوا مع موسى في حياته حتى يقول لنا (وما أنزلنا على قومه من بعده من جند من السماء). أما يكفي زعمه أنه قد أنزل على بني إسرائيل المن والسلوى من السماء فأكلوا حتى شبعوا أربعين سنةً وهم تائهون في الصحراء (وظللنا عليكم الغمام وأنزلنا عليكم المن والسلوى) (البقرة 57).
ويستمر محمد في إنزاله فيقول (ولو أننا نزلنا عليهم الملائكة وكلمهم الموتى وحشرنا عليهم كل شيء قُبلا ما كانوا ليؤمنوا إلا أن يشاء الله ولكن أكثرهم يجهلون) (الأنعام 11). وهذا يعني أن الإنسان لا يمكن أن يؤمن إلا أن يشاء الله له الإيمان. ثم يقول لنا محمد في نفس السورة (ولو نزلنا غليك كتاباً في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحرٌ مبين) (الأنعام 7). فهل نلوم الذين كفروا إن لمسوا الكتاب بأيديهم ثم لم يؤمنوا به وإله القرآن يقول إنهم لن يؤمنوا حتى يشاء الله لهم الإيمان؟ والغريب أن إله القرآن كانت له تجربة سابقة مع إنزال الكتاب بكامله، فقد أنزل التوراة على موسى في ألواحٍ من حجارة ولمسها بنو إسرائيل بأيديهم وآمنوا به. فما الذي يجعل الذين كفروا، ومنهم يهود المدينة، لا يؤمنون بكتاب في قرطاس أنزله إله السماء لهم؟ التعليل الوحيد المعقول هو أن إله السماء لم يشأ لهم أن يؤمنوا.



#كامل_النجار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابن تيمية وجناية المتطرفين
- إله القرآن يتخبط ولا يوفي بوعده
- دون كيهوتي في القاهرة
- لن نتقدم والعمائم تجرنا إلى الوراء
- التحريق بالنار والانكار
- الإسلام يؤدلج للإرهاب
- قتل الأسرى شعيرة إسلامية ... معروفة من الدين بالضرورة
- الأفيون والأديان
- خطاب مفتوح إلى شيخ الأزهر د. أحمد الطيب
- الأدلجة في الطفولة كالوشم على الدماغ
- أهل القرآن وإخوة يوسف
- حذو النعل بالنعل
- محمد يتوه بين القرى
- هل عاش محمدٌ ومات معدماً
- إله القرآن يكذب كثيراً
- تنبيه إلى القراء الكرام
- المرأة وإتيان الفاحشة - الإسلام نسخة منحولة من اليهودية 10 - ...
- عدة المتوفي زوجها والمطلقة - الإسلام نسخة منحولة من اليهودية ...
- قتل وسبي المخالف عقائدياً والمرتد - الإسلام نسخة منحولة من ا ...
- الزكاة - الإسلام نسخة منحولة من اليهودية 7 -10


المزيد.....




- استقبل تردد قناة طيور الجنة أطفال الجديد 2024 بجودة عالية
- 82 قتيلاً خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 82 قتيلا خلال 3 أيام من أعمال العنف الطائفي في باكستان
- 1 من كل 5 شبان فرنسيين يودون لو يغادر اليهود فرنسا
- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - كامل النجار - القرآن وعملية الإنزال