|
هل التمتع بالحرية سببا مؤديا للارهاب؟!
كاظم الحناوي
الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 14:08
المحور:
الارهاب, الحرب والسلام
هل التمتع بالحرية سببا مؤديا للارهاب؟!
ولد في الكويت وفي سن السادسة غادرها ودخل الابتدائية في المملكة المتحدة في العام 1994 وتلقى تعليمه في أكاديمية "كوينتين كيناستون كوميونيتي"، في العاصمة البريطانية لندن، ثم تخرج لاحقا من جامعة وستمنستر مختصا بعلم الحاسبات هذا ملخص بسيط لحياة محمد إموازي قبل ان يصبح (الجهادي جون). في كل ما تقدم نرى طريقا سويا يؤدي الى صناعة انسان ناجح وحياة سوية .اذا كيف تحول الرجل الى هذه الدرجة من العنف ؟ في مرحلة الثورة يتلازم العنف بشكله البدائي الاول وينمو عكسيا معها بقدر ما يحس الفرد بالسلطة عليه. يكتشف انه ليس بوسعه ان يلعب دور مهم وهوالحرمان الاول، وتزيد التغيرات السياسية من حدة الحرمان، فيحس انه متغير لكن ضمن دائرة الحرمان. مما يزيد في رضوخه فيتوق الى العودة الى الفردوس المفقود حيث السلطة السابقة. التوق يتحول الى وهم والوهم يكبر مثل كرة الثلج ويدفعه الى السويداء والكأبة فالوحدة.الصورة العامة هي ضيق شديد وخوف من السلطة الجديدة ونشدان الحماية خوفا من استئثار احد بالسلطة. هذه الحالات النفسية تومض بسرعة في حالات اللا وعي وتلون بتلاوينها كل تصرفاته ومزاجه ونظراته للحياة.. ويتابع البروفسور سوتر: يشعر ان العالم الخارجي يتربص به ويريد الايقاع بكل خطواته، ومما يزيد في ضعفه ممانعات اهله والزامها له، باتباع نهج خاص في تصرفاته واقواله. فتهتز الصورة التي يصوغها للحياة وللاخرين ويضمحل حقه امام البالغين وامام قسوة محدثيه وامتلاكهم زمام الموقف..كل ذلك يعمق الهوة بين ما يطمح اليه وما يعيشه كل يوم وتبدأ في قرارة ذاته معركة لا واعية، ترسم الخطوط العريضة لشخصيته المستقبلية. المرحلة الاكثر اضطرابا لدى الفرد في علاقته بنفسه ومحيطه، وذلك يعود الى دينامية النمو الذي تدفعه الى تكوين ذاته من خلال نظرة الاخرين اليه، فضلا عن التغيرات الاساسية التي تطرأ في هذه المرحلة مثل النضج الجدي وارتباطه بالانقلابات العاطفية التي تفتح جراح الازمات السابقة خصوصا النزعات النفسية بوسعها ان تنفجر وتحقق نظراً الى الامكانات التي تمتلكها في هذه المرحلة تتعاقب ظواهر نفسية عميقة اهمها محو سلطة الوالدين، رفض المقاييس الاجتماعية، الثورة الخارجية من جراء الاخفاقات العاطفية، رغبة جامحة في اللاوعي لاعتماد العنف حلاً نهائياً للمشاكل. تباينت آراء علماء النفس والاجتماع في تحديد ماهية العنف والاسباب المؤدية اليه، فذهب فريق الى التركيز على آفات النظام السياسي السائد الذي يولد توتراً في النفس من جراء التمايز في الثروة والجاه.. بينما شدد فريق اخر على نواقص التربية التي يتلقاها الانسان في مرحلة المراهقة مثل التمتع بالحرية بلا حدود ومخالفة القوانين والتعدي على حقوق الاخرين. في حين توجه علماء اخرون الى تحليل التركيب النفسي عند الفرد ودرس مواصفاته ونوازعه مثل الانفصام والسويداء والكآبة المستمرة التي تستثيرها ادق المؤثرات الخارجية.يقول العالم (آلان سوتر) الخبير الفرنسي في شؤون اللاوعي: العنف مرتبط بجذور الشخصية وخاضع الى مراحل التربية بكل ميزاتها وانعكاساتها السلبية والايجابية ويجب البحث عن ظواهر في مرحلة ما قبل المراهقة ومرحلة البلوغ. يقول البروفسور سوتر ان هذه الظواهر ترافقها انهيارات نفسية متتابعة مصدرها خسارة الهوية النموذجية والتخبط في الوحدة الداخلية والاضطرابات والبحث في هذه الدوامة عن مثل اعلى. تتغير الصورة التي رسمها للحياة والاخرين وتلح على الذهن اسئلة على شكل: (من انا)؟ (ماذا اعارض)؟ (الى اين اتوجه)؟ (ما مصيري)؟ (كيف احقق ذاتي وسط هيمنة الاخرين)؟ (ما طريقي في المستقبل)؟مظاهر الرفض هذه الاختلافات تدخل البيئة الثقافية والفيزيائية والاجتماعية التي يعيش فيها، اذ بقدر ما ينعدم التفاهم والانسجام بين تطلعات الذات وحواجز المجتمع، تتعمق جذور الرفض وينمو العنف. وتعدد دراسة البروفسور سوتر بعض مظاهر الرفض التي تتوافر في هذه المرحلة في اغلب المجتمعات نفسيا بغض النظر عن الخصوصيات الثقافية والاجتماعية والسياسية، وهذه المظاهر هي: 1. رفض سلطة الوالدين. 2. . التمرد على هيمنة الكبار وامتلاكهم لكل اوراق اللعبة الاجتماعية. 3. . رسم صورة مأساوية عن الواقع السائد، فساد، عنف، تقهقر، عدم ثقة، مآرب وغايات بعيدة عن الحب والعاطفة والتسامح. 4. . الثورة على القانون والسلوك الاجتماعي النموذجي واعادة نظر في الاسس الاخلاقية المتبعة. 5. . لا تتعدى هذه الثورة مظهرين متقاربين فهي اما داخلية وتتجسد بالسويداء والوحدة والانكماش على النفس او خارجية وتتفجر مواقف متطرفة تشجع اعمال الفتنة والعصيان والعنف. 6. . الميل الى التدمير والتفكير في الانتحار. لهذه الاسباب لا بد من وجود حلول واقعية لضاهرة الميل للعنف عبر ايجاد الحلول حول وتفهم الاهل والمجتمع لحساسية كل حالة بكل ما تحمله من قلق وتوجس واختلال، لاننا ان تخلينا عنهم من الصعوبة بمكان استعادتهم فيما بعد الا ضمن جو تشجيعي يحثهم على تكثيف ارتباطاتهم مع محيطهم وتوجيههم نحو نشاطات يرجى منها تحقيق الاندماج المتناغم بين الواقع وطموحات الذات.ويركز البروفسور سوتر على فاعلية الحب والعاطفة في هذه المرحلة، اذ من الضروري ان يتحرر الانسان من هواجسه الداخلية في اطار الحب وتنمية العاطفة، وما الاخفاقات في هذا المجال سوى مؤشر على اثبات الذات امام الفشل والانطواء والخيبة.المدرسة هي الاساس من هنا يجب الامتناع عن اتخاذ قرارات عشوائية في مدارسنا ومعاهدنا على ضوء نظريات اثبتت عدم جدواها في الحياة خصوصا ان ازمة الانسان العنيف في شخصه وفكره وعلاقته بالاخرين مرتبطة بأنماط التعامل التربوي الذي خضع إليه طوال العقود الماضية.لذا لا بد من الانتباه الى ضرورة اللجوء الى الحكمة والرقة والتشجيع لبناء اسس تربوية هدفها خلق جيل جديد متحرر من الشعور المسبق بالخيبة وبمحدودية طاقاته. والمبدأ النموذجي في هذا المجال عدم الافراط في منح الحرية والتشجيع لكي لا نبني جيلا اتكالياً. كما لا يجوز التخفيف من هذه العوامل لكي لا تضعف الشخصية وتتوجه نحو القسوة والشراسة في علاقاتها بذاتها وبالاخرين.
#كاظم_الحناوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الطرش الهندي ؟!
-
الاعلام الطائفي طريق لتهميش الآخر واستبعاده
-
التواصل تكنلوجيا جديدة تتطلب استجابات مختلفة
-
اكثر من صحاف لعاصفة واحدة!
-
الكرامة وحقوق الأخر
-
الانسياح الاعلامي: إشكاليات الطرح وضرورات النشر
-
أمة الغربان والملك سليمان
-
بمناسبة عيدها: مامي بابلية تلهج بها الالسن حول العالم
-
(المجلس ) اسم عاصمة مصر الجديدة
-
هل الدواعش من متطرفي الدين ام السياسة؟
-
أتمتة العقل البشري لقبول واقع جديد
-
بمناسبة عيد المعلم: عندما يكون الجاهل معلما!
-
رجل ومكتبة اسم صريح وكنية وما بينهما ..
-
قوانيان صناعة صينية تناقلتها الشعوب
-
الصراعات المصاحبة لحكم قوى الاسلام السياسي
-
الهجمة على قطر معاداة السامية ؟!
-
شبه الجزيرة هل ستغلق الشناشيل ؟
-
فتوى الداعية السعودي ناصر العمر
-
سفارتنا تتلقى التعازي والتبريكات بوفاة الملك
-
جبارعكار بين الملك غازي والياور وصدام وحفلات نهاية العام ؟ (
...
المزيد.....
-
الأنشطة الموازية للخطة التعليمية.. أي مهارات يكتسبها التلامي
...
-
-من سيناديني ماما الآن؟-.. أم فلسطينية تودّع أطفالها الثلاثة
...
-
اختبار سمع عن بُعد للمقيمين في الأراضي الفلسطينية
-
تجدد الغارات على الضاحية الجنوبية لبيروت، ومقتل إسرائيلي بعد
...
-
صواريخ بعيدة المدى.. تصعيد جديد في الحرب الروسية الأوكرانية
...
-
الدفاع المدني بغزة: 412 من عناصرنا بين قتيل ومصاب ومعتقل وتد
...
-
هجوم إسرائيلي على مصر بسبب الحوثيين
-
الدفاع الصينية: على واشنطن الإسراع في تصحيح أخطائها
-
إدارة بايدن -تشطب- ديونا مستحقة على كييف.. وترسل لها ألغاما
...
-
كيف تعرف ما إذا كنت مراقبًا من خلال كاميرا هاتفك؟
المزيد.....
-
لمحات من تاريخ اتفاقات السلام
/ المنصور جعفر
-
كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين)
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل
/ رشيد غويلب
-
الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه
...
/ عباس عبود سالم
-
البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت
...
/ عبد الحسين شعبان
-
المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية
/ خالد الخالدي
-
إشكالية العلاقة بين الدين والعنف
/ محمد عمارة تقي الدين
-
سيناء حيث أنا . سنوات التيه
/ أشرف العناني
-
الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل
...
/ محمد عبد الشفيع عيسى
-
الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير
...
/ محمد الحنفي
المزيد.....
|