أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - اسعد الامارة - التفاعل العائلي بين الاضطراب والتوازن العاطفي















المزيد.....

التفاعل العائلي بين الاضطراب والتوازن العاطفي


اسعد الامارة

الحوار المتمدن-العدد: 1333 - 2005 / 9 / 30 - 11:11
المحور: العلاقات الجنسية والاسرية
    


اذا كانت الاسرة تتمثل في تكوين الاب والام وما انجباه من اطفال ، وهي الحالة المثالية في مجتمعاتنا الانسانية في عالمنا المعاصر فهي ضمت بين حناياها رحمة الاب وعطفه،وحنان الام وتقبلها وانعكس كل ذلك في تسوية موفقة اضفت حالة الراحة والانسجام النفسي في العائلة،وهو مؤشر يعطينا اثر الصحة النفسية على كل من الاب والام ولكن حينما يكون ذلك الانسجام مختلا او منفصما فالطفل اول من يعيش هذا الاختلال ، وهو نفسه اول من يعيش هذا المناخ بكل ما حمل ، فالاسرة التي تمتلئ بالعواطف التي يرتكز في اساسه على الدفء العاطفي بين الزوجين،كما يتدعم(بقبول الطفل) فالعيش في الاسرة حق طبيعي للجميع ان يعيشوه ويجب ان يتيح هذا المناخ في التعبير عن الانفعالات والعواطف حتى يتم تفريغ الشحنات التي اكتسبت من العمل ومن المدرسة لدى الابناء لأن البيت هو المكان الذي يجمع الاسرة في كل دقائق حياتها الخارجية والداخلية ، حتى عدت الخيمة التي تجمع الكل وفيها يعبر الكل عما يجيش في خاطره، ويتفهمه الكل وفي دراسة علمية نفسية قام بها كل من (برادلوم ونول) عن العلاقة بين الصحة النفسية في الاسرة من جهة والتوازن العاطفي من جهة اخرى ووجدت الدراسة ان الصحة النفسية تزداد بازدياد العاطفة واحساس الاهل "الوالدين والاخوة" بكل ما يشعر به افراد الاسرة ،فالعاطفة التي تبقى مكبوتة ولم تجد طريقها للتصريف المناسب سوف تجعل لدى الفرد الكثير من الاختلالات النفسية والانفعالات المكبوتة بينما اذا وجدت من يستمع لها ويتقبلها بكل يسر وسهولة ويتفهمها سوف تجد طريقها نحو الزوال، فالعواطف تعد عاملا مقيدا للسلوك ،سواء العواطف الايجابية او العواطف السلبية ،فاذا ارتفعت الاولى عن الثانية تمتع الفرد داخل الاسرة بصحة نفسية جيدة والعكس صحيح ، فالمناخ الاسري مؤشر للتوافق النفسي وكذلك يعد معيارا للتكيف الاجتماعي وعليه ان العاملين في مجال الصحة النفسية يرون ان المناخ المنزلي الملئ بالعواطف وتسوده العواطف الايجابية يمثل النمو الصحيح للاطفال ومستقبلهم ، وقد اثبتت دراسات الطفولة والمراهقة في مجال علم النفس ان الطفل الذي ينحرف او يختل توازنه النفسي ينجح بطريقته الخاصة في الانتقام من سيطرة اسرته عليه بل انه بهذه الطريقة قد يفرض على اسرته نوعا من السيطرة.فكثيرا ما يلاحظ الاباء استجابات انفعالية اساسا تقوم على رد الفعل بقوة من الطفل او المراهق ، وفي البداية كانت الاسرة تشعر تماما بان الطفل تصدر منه انفعالات على شكل الفاظ وعدم رضا ويترجمها الى مفاهيم وافعال مع درجة في التحكم في المشاعر ولكن لم يجد التفريغ الملائم لهذه الانفعالات في الاسرة ولم يجد حنان الام او ابوة الاب فيكون بعد ذلك الميل الواضح لديه للتعبير بوساطة الانفعالات الجسدية فقط دون اللفظية ، وهي حالة متطورة تعكس الاختلال في توازن الاسرة ، وبذلك فالاسرة بسلوكها الخاطئ مع ابنائها حولت سلوكهم من العاطفة المقموعة غير المسموعة والمفرغة الى سلوك المازوخية والنرجسية ، وهي كما يقول (د.محمد شعلان)استاذ الطب النفسي عملية تحويل الطاقة الغريزية الى الداخل ولعل هذا الطفل هو الذي ينشأ فيه الميل للمرض النفسي الجسمي وخاصة اذا اضفنا الى ذلك نقطة ضعف الاب او الام او تسلط احدهما على الاخر حتى فقد التوازن الاسري داخل الاسرة الواحدة .
يعد التضارب والاضطراب العاطفي وعدم وجود لغة تفاهم بين الاب وزوجته والابناء مع والديهم مدخلا قويا للاضطرابات العصابية ففي ظل ظروف الخلافات والشد الانفعالي والانفجار بالغضب والصراخ المتكاثر داخل الاسرة والمستمر والمشاجرات العنيفة التي تهز كيان الاسرة بين الزوج وزوجته ، لا يدرك الطفل هذه المشاجرات ولا يستوعبها المراهق في الاسرة ، فقدراتهم النفسية اضعف من ان تفهم ما يجري بين الوالدين ، هذه الانفعالات الحادة والمثيرة المصحوبة بصراخ الام واستنجادها او صراخ الاب وغضبه وتوتره تؤثر في توازن الاطفال النفسي وتربك المراهق في كيفية تصرفه ولان هؤلاء الاطفال والمراهقين في الاسرة الواحدة لا يمتلكون النضج العصبي والعقلي يصبحون اكثر عرضة للمعاناة من القلق الشديد الذي يبدو واضحا في كثرة التوهان وقلة التركيز وهم يذهبون الى المدرسة او عندما يلتقون مع اقرانهم او عندما نشاهدهم وقد بدت علامات الذهول واضحة في عيونهم او على وجوههم الغضة، او في تصرفات احد الابناء المراهقين الذين يبحثون عن اصحاب يبعدونه عن جو الاسرة المشحون حتى ولو كانوا منحرفين او من مدمني الشوارع والانفلات بعيدا عن جو البيت المشحون بشحنات انفعالية كبيرة لدى الابوين. كل هذه الامور التي لا تكاد تخلو منها الاجواء العائلية ولكن ليس كل العوائل ، فالبعض من العوائل تتيح للتعبير عن العواطف وتتيح لاطفالها ايجاد بائل جيدة ومناسبة وصحيحة للتفريغ الانفعالي وما لديهم من شحنات عاطفية وانفعالية ،فاذا لم يكن المناخ الاسري يتيح الفرصة لابناءه من التعبير عن مشاعرهم واحاسيسهم سيضطر الابناء ان يتعاملوا مع عواطفهم المكبوتة داخليا بما يفضي في النهاية الى دوامة القلق وغيره من الاضطرابات النفسية الاخرى . اذن نستطيع ان نلخص القول بأن هناك سعيا نحو التوازن يجده الاب والام رغم ما يعصف بالاسرة من انفعالات ، وهو نمو طبيعي وتغيير نفسي يمر به الطفل والمراهق ولكن تستطيع الاسرة المتوازنة ان تعيد التفاعل بين ابناءها تفاعلا سويا نحو الانفعالات والمثيرات وحل الصراع والعامل المثير وفي هذه المحاولة تجد الاسرة انها حققت بقدر كبير سحب الانفعالات والشحنات بطريقة دون ان تؤثر على اتزان ابنائها ، فسعة البصيرة لدى الام تقلل من القصور لدى الاب لانشغاله في عمله ،فكم هو افضل ان يكون الطفل بين اب متفهم وام مستبصرة بما يجري في اعماق ابنائها ، فالتحصين الذي يصنعه الابوين في ابناءهما لايجدان صداه الا بمواجهة عواصف التغيير التي تهب عليهما خلال مراحل النمو المختلفة من الطفولة الى المراهقة ومن ثم الرشد ، ولكي يكون التفاعل ايجابيا اي مبنيا على وجود ما لا يشير الى وجود صراعات نفسية مرسبة للمرض النفسي لاحقا يكون الاباء تخطو صعوبة التكيف وادارة الازمات النفسية لدى الابناء وهو قمة الصحة النفسية في رعاية الاطفال وتنظيم العلاقات العاطفية لديهم ،وبذلك فأن الوظيفة النفسية للاسرة تحققت وتحقق النمو النفسي السوي لجميع الابناء .



#اسعد_الامارة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلق الطفولة
- احلام اليقظة ..تسوية موفقة ام انسحاب انهزامي!!
- التوافق المهني انعكاس للتوافق النفسي
- الانفعال والجسد
- حياتنا والضغوط النفسية
- انه الفصام-الشيزوفرينيا-ما اقساه
- العلاقة الزوجية.. نضوج الدوافع وتوافق الحاجات
- الميول الانثوية عند الرجال.. بين الرغبة والدفاع
- الجنس..الرغبة والدفاع
- التوافق الديني..ونقيضه
- التوافق والصحة النفسية
- الضغوط النفسية ونتائجها المرضية
- الحاجة للآخر ..ضرورة!!
- القلق وقرحة المعدة
- الطفل بين القبول والرفض والرفض في الاسرة
- الطفولة والتلقائية
- تحرير المرأة وتحرير المجانين
- لغز القلق
- اٍعرف المسالمة، ترفض العنف
- التفاؤل والتشاؤم بين الصحة ونقيضها


المزيد.....




- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...
- إعلامية كوميدية شهيرة مثلية الجنس وزوجتها تقرران مغادرة الول ...
- اتهامات بغسيل رياضي وتمييز ضد النساء تطارد طموحات السعودية
- جريمة تزويج القاصرات.. هل ترعاها الدولة المصرية؟
- رابط التسجيل في منحة المرأة الماكثة في المنزل 2024 الجزائر … ...
- دارين الأحمر قصة العنف الأبوي الذي يطارد النازحات في لبنان
- السيد الصدر: أمريكا أثبتت مدى تعطشها لدماء الاطفال والنساء و ...
- دراسة: الضغط النفسي للأم أثناء الحمل يزيد احتمالية إصابة أطف ...
- كــم مبلغ منحة المرأة الماكثة في البيت 2024.. الوكالة الوطني ...
- قناة الأسرة العربية.. تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك أبو ظبي ش ...


المزيد.....

- الجندر والجنسانية - جوديث بتلر / حسين القطان
- بول ريكور: الجنس والمقدّس / فتحي المسكيني
- المسألة الجنسية بالوطن العربي: محاولة للفهم / رشيد جرموني
- الحب والزواج.. / ايما جولدمان
- جدلية الجنس - (الفصل الأوّل) / شولاميث فايرستون
- حول الاجهاض / منصور حكمت
- حول المعتقدات والسلوكيات الجنسية / صفاء طميش
- ملوك الدعارة / إدريس ولد القابلة
- الجنس الحضاري / المنصور جعفر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلاقات الجنسية والاسرية - اسعد الامارة - التفاعل العائلي بين الاضطراب والتوازن العاطفي