أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - شفاهية الكتابة في الخطاب الشعري في قصيدة (لا تتركني) للشاعر حمودي السلامي *














المزيد.....

شفاهية الكتابة في الخطاب الشعري في قصيدة (لا تتركني) للشاعر حمودي السلامي *


مؤيد عليوي

الحوار المتمدن-العدد: 4801 - 2015 / 5 / 9 - 01:05
المحور: الادب والفن
    


تتأتى شفاهية الكتابة في الخطاب الشعري من دلالته المتجذرة في الشاعر فتكتبُ القصيدة الشاعرَ بصدقية الرؤية والإحساس شفاهيّاً، حينما تنفلت الذات الشاعرة من عوالم المزج مِن الواقع الشفاهي والمتخيل المكتوب في صفحة العقل ،الى عالم الشعر وشرفات الرؤية باللغة المطلّة على الواقع المطموح به نحو الأفضل ، وهذا الأفضل من دلالة الخطاب الشعري المرموز له فنياً بـ" لا تتركني " ينطلق من الحوار العراقي الداخلي باتجاه الحياة التي كنا نتأملها بعد أن أنتخب الشعب لممثليه ، ولكن بقي الشعب ينظرُ حيث سراب الوعود ، وعلى حد قول الجواهري في هذا :
نامي جياع الشعب نامي حرستك آلـة الطعامِ
نامي على زبَد الوعود يُداف في عسل الكلامِ
المهم أن شفاهية الكتابة للخطاب الشعري في قصيدة" لا تتركني " للشاعر المبدع حمودي السلامي ، تتأتى من مفهوم جديد للكتابة على حد قول المفكر الفرنسي جان – لوك نانسي (1) إذ ثمة سؤال بين المنطقة المنزوعة الانفلات والانفلات الشعري ذاته، فتكون كتابة الشعر جواباً له عند الشاعر حمودي السلامي مكوّنة خطابه الشعري الذي يبدأ بـ يا صاحبي لن أعيش على بقعة خاوية لكن الشاعر قدّم الجملة الفعلية ( لن ...) على المنادى بحرف النداء المحذوف ، ثم قطع بفنيّةٍ الجوابَ أو الكتابة في دهشة الشعر إذ يبكي صاحبه ويبكي معه في : ( لن أعيش على بقعة خاوية / صاحبي / بكى / وبكيتُ ) وحتى ترتيب فعلي البكاء عمودياً- تحول المضمون الى الشكل الذي بدوره تحول الى مدلول الكثرة في السياق الشعري - مع القطع الفني يشير الى كثرة هذا، بل انهماره الى درجة قطع الكلام ، بل الى قطعٍ للإجابة أو الكتابة فنيّاً، فيُحيل الشاعر هذه الصورة الفنية الى مقدمة طللية نفسيّة تشبه الوقوف على الأطلال الحسية عند الشعراء قبل الإسلام ، وهي سمة فنية تميز بها الخطاب الشعري " لا تتركني " ،ولكن أين هذه البقعة الخاوية ؟ أنها على بركة تموج في أي لحظة بسبب تحكم أصحاب الاستثمارية الرأسمالية العالمية والعابرة للقارات والقوميات والديانات ، بل أن الأخيرتين غطاء تتقبله شعوب المنطقة لإخفاء حقيقة الصراع السياسي – الاقتصادي في العالم ، فلو قرأنا ( لن أعيش على بقعة خاوية / صاحبي / بكى / وبكيتُ / بينا بركة / قد تموج / متى تشتهي فاسدات العروش) هذه العروش التي ترتبط بفعلها غير الوطني مع تلك الرأسمالية فلا تبني مصنعاً ولا تنمي زراعة ولا أنساناً ،ولا توفر خدمات ولا تعمل على أيجاد ديمقراطية سياسية عبْر قوانين انتخابات مجحفة بحق المواطن لأنها تسرق صوته كما فعل البرلمان العراقي الحالي بأغلبيته المتنازعة علناً ! ، فما تكون سمة هذه الأفعال إلا خدمة الرأسمالية العالمية ،والأفظع من ذلك جعل عقل المواطن يتصور أن القضية صراع طائفي أو أثني من نوع آ خر كما كان يفعل مَن أسقط عن هذه العروش... ، إلا يستحق هذا الشعب أن يعيش كباقي شعوب الأرض بحرية ورغيف ،وهو المخاطب في الخطاب الشعري بصيغة المفرد ( يا صاحبي ) ويتكرر مباشرة هذا النداء في الصورة الفنية بعد حذف حرف النداء في أول السطر المنصوب : ( وليدَ الكهوف / لتكن لحظة الأجوبة / بعد عجز طويل / في صنوف الظلام / راحةً للجديد ) فهذه الصورة تشي بالتجارب المرّة التي سعى فيها اغلب العراقيين سعيهم ظناً منهم بالخير ولكن جاءت الرياح بما لا تشتهي السفن، خصوصا عندما اختاروا مَن لا يستحق لخدمتهم كما قدمنا ، ويتكرر ذات المدلول ولكن بصورة ثانية :( وكل الأماني/ في المرايا رثاء غريب العلامات /لأرقامنا الطائشين / ضحايا بداوتهم / لحديقة شتى الجهات ) وقد حصل هذا الاختيار الخاطئ من الشعب لأن أهل العروش قد كذّبوا وخدعوا الشعب حيث: ( أن بعض الحكايات / سمٌ زعاف / ...) وتمتدُ الإجابة أو شفاهية الكتابة تدور في هذا الفلك حتى تكشف القصيدة عن ساقيها – أيّ أنها مرتكزة على – حاجة هذا الشعب الغني الفقير : ( ذا ارتباك الفقير / في ضجيج الرمال / رؤيةُ المشرقين ) ثم ينتهي هذا الخطاب الشعري المرتكن الى الفكر العلمي الماركسي في تحليل الواقع السياسي – الاقتصادي ، ينتهي بدعوة للحوار والنقاش بين أبناء الشعب العراقي من خلال الصورة الفنية ( لنفتح أسفارنا / ثم يأتي الصباح تباعاً ) .
.........................................................................
*جريدة طريق الشعب،الأحد 26 / 8 / 2012 : ص 6 .
1 – مجلة بيت، العدد 2 ، ربيع 2011 : ص 62 – 69 .



#مؤيد_عليوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليس انحيازا بل أكثر ماركسية
- تباين عوالم القص في - للخفاش أثر - للقاصة التونسية هيام الفر ...
- الاممية الخامسة
- قصيدة طفح الكيل
- قصيدة -- الى غريب في وطنه --
- الفن الواقع والانسان في رواية ريم وعيون الاخرين
- قصيدة صوت وصور
- قصائدُ الغواية 2014 / شعر مؤيد عليوي
- إشكالية نشأة القصة القصيرة جداً / والترجمة الى العربية
- دراما الشعر والفن عندالشاعر الشاب عبدالهادي المظفر //// مؤيد ...
- دراسة : أثر الفكر الماركسي أو الحزب الشيوعي العراقي في ثقافة ...
- فنيّة الشفاهية في النص الشعري / وشوشة الكرز أنوذجاَ


المزيد.....




- عن فلسفة النبوغ الشعري وأسباب التردي.. كيف نعرف أصناف الشعرا ...
- -أجواء كانت مشحونة بالحيوية-.. صعود وهبوط السينما في المغرب ...
- الكوفية: حكاية قماش نسجت الهوية الفلسطينية منذ الثورة الكبرى ...
- رحيل الكوميدي المصري عادل الفار بعد صراع مع المرض
- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مؤيد عليوي - شفاهية الكتابة في الخطاب الشعري في قصيدة (لا تتركني) للشاعر حمودي السلامي *