|
المخرج السينمائي قاسم حول لمجلة - العربي -: السينمائي يحتاج إلى أن يمرن عينه على منظار الكاميرا وإلاّ فإن العين تصدأ
عدنان حسين أحمد
الحوار المتمدن-العدد: 1333 - 2005 / 9 / 30 - 11:12
المحور:
مقابلات و حوارات
لم يقتصر اهتمام قاسم حول على التمثيل والإخراج حسب، هذا التخصص الفني الذي درسه في معهد الفنون الجميلة في بغداد عام 1959، وتخرّج منه سنة 1964 بدرجة امتياز. ففضلاً عن التمثيل والإخراج المسرحي والتلفازي والسينمائي، فهو كاتب مسرحي، وقاص، وروائي، وصحفي، وناقد فني كتب العديد من القراءات والدراسات والأبحاث النقدية في الفنون البصرية. بدأ قاسم حول حياته الفنية ممثلاً، ففي عام 1956 تسنّم خشبة المسرح المحترف أول مرة، عندما قدّم مسرحية " لو بالسراجَين، لو بالظلمة " على مسرح نادي الاتحاد في البصرة. وفي عام 1957 أسندت إليه بطولة مسرحية " ثورة العشرين ". وفي عام 1958 أسس فرقته المسرحية الخاصة، فكتب ومثّل المسرحيات التالية " لحظات حاسمة " كما أخرج مسرحية " تباريح بائس " لبروميثيوس، و " الخبز المسموم " لجيان، و " فلوس الدواء " ليوسف العاني، و " درويش أفندي " وهي قصة مصرية من إعداده أيضاً. ". وخلال دراسته في معهد الفنون الجميلة في بغداد مثّل في المسرحيات التالية " مسمار جحا "، و" الشريط الأخير "، و " ولدي "، و " ضرر التبغ ". كما قدّم العديد من الأعمال الدرامية والبرامج من الإذاعة العراقية. وبعد تخرجه من المعهد أسس فرقة " مسرح اليوم " وقدّم أعمالاً تلفازية مهمة من بينها " الكونت والكلب " و " المسألة طبيعية جداً " و " صمت البحر " و " سترة توصاه "، و " القضية رقم واحد " و " الرجل الذي فقد رائحته ". وفي مضمار الأفلام الروائية فقد كتب قصة فيلم " الحارس " ولعب أحد أدواره، وهو من إخراج الفنان خليل شوقي. كما أخرج ستة أفلام روائية، بعضها ثقافي وموسيقي، وهي " بيوت في ذلك الزقاق، وعائد إلى حيفا، والبحث عن ليلى العامرية، واليد، وسمفونية اللون، و " العود "، كما أنجز سيناريو فيلم " الحسين عليه السلام "، وسيبدأ في تصوير فيلمه الجديد " المغنّي " الذي يعالج موضوعة الدكتاتورية بشكل عام. كما أنجز ستة عشر فيلماً وثائقياً طويلاً وقصيراً وهي " الأهوار، النهر البارد، الكلمة البندقية، بيوتنا الصغيرة، لماذا نزرع الورد لماذا نحمل السلاح؟، لبنان تل الزعتر، حياة جديدة، المجزرة صبرا وشاتيلا، الهوية الفلسطينية، تراثنا الجميل ستة أفلام عن التراث في جنوب ليبيا والصحراء والطوارق، و السلام عليكم." وقد حازت هذه الأفلام على جوائز مهمة جداً من بينها جائزة أفضل مخرج عن فيلم " الأهوار " الذي حصد خمس جوائز إضافية عام 1976 في مهرجان السينما العراقية. ولأن تجربة قاسم حول السينمائية عميقة وواسعة، وتحتاج إلى حوارات طويلة لاستجلاء معالمها، فقد ارتأيت أن أكرّس هذا الحوار على أفلامه التسجيلية التي أنجزها عن العراق، وليبيا، والإمارات، وبعض البلدان الأوروبية، وسأستثني هنا فقط الأفلام التي عالجت القضية الفلسطينية لأنها تحتاج إلى حوار خاص بها، لكثرة عددها، ولأهميتها الفنية والفكرية. وفي الآتي نص الحوار:
* في أحد حواراتك الصحفية وصفتَ " سيمفونية اللون " بأنه فيلم ثقافي، تشكيلي، موسيقي وكأنك تتفادى تأطيره بالجانب الوثائقي. ما أبعاد الخصائص والصفات التي أضفيتها على هذا الفيلم؟ هل هو منحىً فني جديد يتقاطع مع الحس الوثائقي، مع الأخذ بنظر الاعتبار أن لديك فيلماً آخر بعنوان " العود " وقد أدرجته تحت توصيف الفيلم الموسيقي. هل لك تحدد لنا أبعاد التعريفات الجديدة في أثناء مرورك على ثيمتي الفيلمين آنفي الذكر؟
- بالنسبة لفيلم العود أولاً، فكانت تجربة عزفية للفنان الراحل منير بشير في أول السبعينات عند عودته من هنغاريا واستقراره في بيروت. وهناك ومع بداية نشاطه قرر هو وأحد الأصدقاء تشكيل شركة يكون فيلم العود بدايتها وكان فيلماً قصيراً حاولنا فيه تفسير طبيعة المقامات بواسطة لوحات مرسومة عن العراق نفّذها لنا الفنان نبيل أبو حمد. في تلك الفترة، فترة مغادرتي العراق كانت الوثائق تعز علينا عن بغداد وعن الأهوار لندعم فيها مضامين الألحان. كان اسم الشركة فانير فيلم مكونة من فاروق ومنير. وكنت مخرج الفيلم الذي يمكن أن يدرج ضمن الأفلام الموسيقية القصيرة. صور الفيلم في أستوديو بعلبك في بيروت. أما فيلم سيمفونية اللون، فهو فيلم ثقافي. وعنوان الفيلم " سيمفونية اللون " يعني علاقة التوافق بين الواقع واللون في الفن التشكيلي. لأن كلمة "سيمفوني" الإغريقية تعني الاتفاق والاتفاقية ومنه جاءت كلمة السيمفونية أو هارموني النغم بين الآلات. هذا الفيلم أنتجته أنا بدعم من دائرة الثقافة في الشارقة، حيث زودت بالكاميرات والمصور والأشرطة وتحملت أنا العمليات الفنية من مونتاج وموسيقى، وقد أهديتهم مقابل ذلك نسخة من الفيلم لدائرة الثقافة في الشارقة. حاولت عبر المشاركات الفردية للفنانين العرب ومن خلال مجموعة اللوحات في متحف الفن ومنها اللوحات التي تعود لسمو الشيخ القاسمي حاكم الشارقة ومعظمها لوحات الاستشراق الأصلية الهامة. إن بنية الفيلم اعتمدت فيها على هذه العلاقة مع الواقع ومن هنا تأتي الوثائقية في الفيلم ولكنها تكريس لتحليل رؤية الرسام للواقع. لقد كتب سمو الشيخ القاسمي في سجل زيارات بينالي الشارقة. " الفن مرايا ووجوه للإنسانية في عالمنا الذي نحياه " وهي فكرة الفن باعتباره انعكاساً للواقع وهذا الانعكاس من وجهة نظر القيمة الجمالية يجب ألاّ يكون انعكاساً فوتوغرافياً إنما انعكاس يتصف بالوعي. ومن تلك الكلمات استوحيت فكرة الفيلم. · يصنف النقاد فيلم " الأهوار " من بين الأفلام التسجيلية الريادية في العراق، ليس بمعنى الريادة الزمنية فهناك أفلام تسجيلية عراقية أسبق منه، ولكن بمعنى الريادة الفنية، ما سر قوة هذا الفيلم من وجهة نظرك كمخرج للنص وكاتب للسيناريو؟ - عندما غادرت وطني العراق عام 1970 بعد أن أُغلقت مؤسستي " مؤسسة أفلام اليوم " من قبل السلطة وألغي امتياز مجلتي " السينما اليوم " وعشت في لبنان وعلى أثر تطورات سياسية كانت توحي وكأنها تطورات سياسية، وُجهت لي الدعوة ليس برسالة، بل بحضور ثلاثة قياديين من السلطة إلى بيروت لمحاورتي في العودة للعراق بعد حوار استمر قرابة العام عبر وسطاء كثيرين. كان أحدهم وزير الثقافة شفيق الكمالي. وبعد الزيارة طلبوا مني أن أخرج فيلماً أختار أنا موضوعه. كانت منطقة " الأهوار " تشكل عندي صورة طفولتي عندما كنت في الريف في ناحية المْدَيْنة، نذهب أنا والطفل صديقي الذي أصبح شاعراً مرموقا " رحمه الله " وهو عبد الأمير الحصيري. كان اسمه عبد الأمير عبود النجفي. كنا نذهب في بساتين النخيل، نجمع التمر المتساقط، ونسد جوعنا. كنا فقراء نعبر النهر مشياً ومعنا طفلة اسمها حمدية لدغتها الأفعى في أثناء عبورنا النهر، وماتت بعد يومين، فتوقفنا عن عبور النهر مشياً، وصرنا ننتظر أن يمر مشحوف (زورق) فنطلب منه أن يساعدنا في عبور النهر نحو بساتين النخيل. وعندما التقينا بعد عمر في بغداد كتبت له قصيدة أتذكر منها "مشياً عبرنا النهر يا عبد الأمير.. عبثاً عبرنا النهر يا عبد الأمير"، الغريب أن والد عبد الأمير بعد أن عجز عن توفير الخبز لعائلته في الريف من خلال مهنته في تطريز العباءات بالكلبدون، سافر إلى البصرة، ومن هناك سافر إلى الكويت مشياً!! ومات هناك. عندما كنا صغارا في ريف العراق الجميل نسمع أصوات أبناء الأهوار الآتين إلى نهر الفرات من هور الجبايش وهم يغنون الأبوذية ذلك اللحن الأخاذ، وأنا أسمع أصوات المجاذيف تشكل الإيقاع الموسيقي للأغنية وتقطع فترات الصمت بين مقطع ومقطع وفي فترات زرت أهوار الجبايش والفهود مع أخي سامي الذي يصيد الطيور هناك. كل تلك الانطباعات تركت أثراً في ذاتي وهذه الصورة، صورة الطفولة والصبا تطبع عادة على مساحة النفس ولا تنمحي، لأن تلك المسافة كانت لا تزال صافية وحساسة ولم يتعبها الزمن. لذلك جاء اختياري لموضوع الأهوار لكي أوثقها. لم يكن يخطر ببالي أن نظاماً ما سيعمد إلى تجفيف تلك المنطقة التي يمتد تاريخها لما يقرب من سبعة آلاف عاماً عانت على يد الحكام الأوائل من الحروب، فوثقت منطقة الأهوار بذلك الحس الطفولي الذي لا تزال صورته في وجداني حتى أنني اخترت مقطعاً من الفيلم أسميته مع نفسي ( قاسم حول) وهو مشهد إحساسي بالأصوات والغناء وسط حالة من الصمت والترقب والدهشة وكان أجمل المشاهد التي أحبها في الفيلم وهو المشهد الذي يأتي بعد مشهد صيد الأسماك ليلاً. كتبوا عن الفيلم في الشرق والغرب مقالات لا يمكنني حصرها وحاز الفيلم ست جوائز، ومنحت عنه في ذلك العام 1976 جائزة أفضل مخرج عراقي. وصار الفيلم مرجعاً لصيغة الفيلم الوثائقي. وكانت الدورة السينمائية التي كلف بها اثنان من السينمائيين الألمان في بغداد. كانت مادة الدورة الوحيدة فيلم " الأهوار " في شتى مناحيه الفكرية والفنية والجمالية. وأنا لا أنسى دور المصور رفعت عبد الحميد وكاميرا سلمان مزعل ومونتاج شيراك. سر جمال الفيلم يكمن في أنني وهذا أسلوبي دائماً في الأفلام التسجيلية أنني عندما أكتشف حقيقة معينة فإني لا أتوغل فيها قبل التصوير لأنني إن توغلت ودخلت في التفاصيل فإنني أفقد تلقائية الحقيقة في عكسها في السينما عند التصوير. لقد جابهتني مشاكل كثيرة خلال التصوير، واستدعيت للتحقيق في بغداد قبل التصوير لأنني رفضت تصوير مشهد الأهوار بعد أن لصقوا على الأكواخ كافة صور الدكتاتور الذي كان نائبا لرئيس الجمهورية وهو يقف إلى جانب رئيس الجمهورية في الصورة، بحيث شوهوا جمال الأهوار بصورة البكر وصدام حسين ولم أصور حتى رفعوا الصور من الأكواخ وكادت الحادثة تفقدني حياتي. في البداية سافرت وأجريت بحثاً للمنطقة وقمت بتصويرها فوتوغرافياً وكتبت المعالجة السينمائية ثم عدت وأخذت فريق التصوير والصوت. الموسيقى التي اعتمدناها موسقها الموسيقار عبد الأمير الصراف، وأخذنا اللحن من مسعود عمارتلي من لحن " كصة المودة " كما أنني اعتمدت أصوات الهور نفسها بما يعادل الموسيقى حفيف البردي والقصب، جذف الزوارق، أصوات المعدان ونداءاتهم، نقيق الضفادع، وكذلك الصمت، وغناء المعدان للأبوذيه الذي هو أشبه بتبديد للضجر وكسر للمونو تون في حياة الأهوار. كل هذه العوامل هي قيم فنية وجمالية أعطت الفيلم نكهة خاصة. عندما عرض الفيلم في مهرجان فريبورغ كان الجمهور يصفق وبعدها أحييهم وأغادر الصالة ولم يتوقف التصفيق لثلاث مرات أعود بعدها للصالة لتحية الجمهور الذي بقي واقفا يصفق. لقد أبدت رئيسة سويسرا إعجابها الشديد بالفيلم بعد أن شاهدته في مهرجان فريبورغ وأهديتها نسخة منه. مع كل المشاهد الجميلة والمهمة في الفيلم فإنني صورت مشاهد أكثر أهمية عن حياة سكان الأهوار ( المعدان) ولكن السلطة رفضت إدراجها في الفيلم . تسع ساعات من المادة المصورة لا أعرف أين راحت الآن بعد أن أتلفت السلطة الدكتاتورية الكثير من الوثائق المتعلقة بالأهوار لأنها قررت إتلاف الأهوار نفسها وتم تجفيفها بجريمة خطيرة ضد الإنسان وضد البيئة وضد الطبيعة. لقد صورت تسع ساعات من المادة الجميلة التي قمت بإظهارها وطبعها في إيطاليا، ولكنها اختفت ولا أزال أبحث عنها. لقد تلفوا فيلمي هذا وسرقوا فيلمي الكبير الحارس من الأستوديو المحفوظ فيه كما سرقوا كافة الأفلام التي أنتجها الفنانون بإمكاناتهم المحدودة، سرقوا كافة الأصول السالبة والصوت ونحن نبحث عنها وأنا قررت أن أقيم دعوى ضدهم ضمن محاكمتهم القادمة. رغم كل الحروب التي حصلت ضد سكان الأهوار منذ العهد السومري وحتى الفتح الإسلامي مرورا بالاستعمار العثماني والبريطاني إلا أن أحدا لم يفكر بتجفيف الأهوار. كانت فكرة التجفيف التي حققها الدكتاتور فكرة بريطانية ولكن البريطانيين عندما طلبوا من الملك فيصل تجفيف الأهوار قال لهم (العراق بدون أهوار ليس عراقا). الآن كتبت سيناريو فيلم ثان عن الأهوار بعنوان (ما وراء الأهوار) أعرِّج فيه على التاريخ منذ العهد السومري حيث يعتقد السومريون بأن أول الخليقة كانت في مياه الأهوار. وأنا أبحث عن منتج للفيلم. كان اليابانيون الذي تبنوا ودعموا فكرة إعادة الحياة والمياه للأهوار قد وافقوا على السيناريو لإنتاجه ولكن الأحداث التي تعرضت لها الأمم المتحدة جعلتهم يؤجلون الإنتاج مع أنهم اعتمدوا الفيلم كوثيقة وحيدة مصورة لكي يدرسوا طبيعة الأهوار قبل التجفيف. أتمنى لو أن أحداً ذي نظرة عادلة يملك أو يوعز بإنتاج هذا الفيلم أو فضائية عربية ذات شأن تتبنى المشروع سيما وكلفته ليست كبيرة وإن الكثير من الوثائق المصورة متوفرة عندي.
· أخرجت ستة أفلام تسجيلية عن التراث الليبي على وجه التحديد من بينها " الصحراء " و " الطوارق " ما الذي دفعك لإخراج هذه الأفلام، هل دفعتك القيمة المعلوماتية التي تجمعت لديك عن الصحراء الليبية لإنجاز هذا الفيلم، أم القيمة البصرية الجمالية للصحراء ذاتها؟ وهل كانت غرابة عادات وتقاليد الطوارق سبباً وراء إنجاز هذا الفيلم على اعتبار أن الفيلم التسجيلي يرصد كل ما هو غريب، ومثير، ومحفز لشهية المتلقي؟ وما هي الخلاصة التي خرجت منها بعد إنجازك لهذه الأفلام الوثائقية الستة؟ - في نهاية الثمانينات كانت شركة الخدمات الإعلامية في الجماهيرية الليبية تنوي إنتاج فيلم عن مدينة غدامس القديمة التاريخية في جنوب ليبيا. وكلفت شركة إيطالية بتحقيق الفيلم وتسجيل العادات والتقاليد الليبية، إلاّ أن الشركة بعد أن زارت المنطقة وجدت صعوبة في تحقيق دراسة معمقة للتراث الليبي الذي هو متنوع وذو دلالات إنسانية كثيرة ويحتاج إلى بحث علمي. ويصعب على شخص غير عربي الإحاطة بمضامين هذا التراث. في تلك الفترة كنت أدرس مادة كتابة السيناريو للكوادر الإعلامية الليبية، فتم تكليفي من قبل شركة الخدمات في تقديم بحث ومعالجة للتراث الليبي. عندما ذهبت إلى مدينة غدامس القديمة وجدتها مدينة ليست مدهشة فقط من الناحية الهندسية وفيها حسابات الضوء وحفظ الطعام ولكن أيضاً ممراتها وهندستها وحمايتها وجوانبها التجارية والاقتصادية تنم عن فكر هندسي وجمالي منظم ويتسم بالمعرفة والوعي. وطبعاً كافة سكانها قد هجروها وسكنوا بنايات حديثة وفرتها لهم الثورة الليبية، فعملت اجتماعات مع المسؤولين واللجان الشعبية وأقنعتهم في أن يقنعوا السكان بالعودة إلى مدينتهم ويرتدون ملابسهم التقليدية القديمة، وجلبت الباعة والتجار وقوافل الجمال وأقاموا العلاقات التجارية كما كانت قبل مئات السنين، يساعدني في ذلك مدير الإنتاج صديقي الأستاذ لؤي بو غرارة مدير مؤسسة السينما الليبية في تلك الفترة الذي تفرغ لنعمل معاً في المشروع. وبعد دراسة المنطقة لثلاثة شهور عرجت على الصحراء وهناك تعرفت إلى حياة " التوارك " أو كما يطلق عليهم " الطوارق " ودرست حياتهم.. جمعت كل ذلك في أشرطة تسجيل بالعشرات ثم اعتمدت الكتب التراثية، وبعد أن أنجزت الكتابة أعطيت المادة للدكتور عبد الرحمن محمد يدر المتخصص في التراث والتراث الليبي في الولايات المتحدة الأمريكية. قررت إخراج ست حلقات مصورة بالسينما.. وكانت تلك الفترة بالنسبة لي من المراحل الممتعة في حياتي السينمائية والإنسانية، حيث عشت أياماً لا يمكنني نسيانها، وعشت محبة الناس وطيبتهم وعظمتهم في مواجهة الحياة والتصرف بحكمة والإيمان بقيم إنسانية كبيرة. كانت أمنيتي أن أخرج فيلماً روائياً كبيراً تدور أحداثه في مدينة غدامس. كنت لا أحب مغادرة المدينة التي أصبحت جزءاً من وجداني. أنام ليلاً على فراش في باحة البيوت مع أنهم وفروا لنا السكن الممتاز في أوتيل جميل والطعام الشهي في نادي عسكري، لكن منظر النجوم ليلاً يجعلني أشعر وكأني قادر على مداعبتها بأصابعي والعزف عليها والتحليق معها، وكنت أجلس فجراً وألعب الرياضة وأشم الهواء الصافي وأركض في الشوارع المؤدية إلى البوادي والصحارى وأبدأ التصوير في أول ساعات الصباح مع أعداد غفيرة من الناس يتصرفون معي بمنتهى اللياقة والحنان. يدعوني لبيوتهم مع فريق التصوير ونأكل طعاماً شهياً وأحياناً نأكل من الطعام الذي يحضر لتصويره كتقاليد زواج أو ختان أو خطوبة. أحببت غدامس وعين الفرس وتونين والصحراء.. كل هذا الحب انعكس على الأفلام ولذلك جاءت قيمتها الفنية عالية.. حبذا لو عدت إليها أصور فيها ما فاتني أو أعيد تصويرها روائياً. أعتقد أن هذه الأفلام الستة هي الآن مرجع علمي وجمالي لمنطقة جنوب ليبيا.. كان مقرراً أن نواصل تصوير بقية مناطق الجماهيرية بنفس القيمة العلمية وكانت الفكرة أن نتجه نحو بنغازي لدراستها ولكن ظروف الإنتاج للشركة تغيرت وتوقفنا فقط عند منطقة الجنوب. صراحة هذه الأفلام تعتبر أحد مراجع التراث الليبي. · أخرجت فيلمك التسجيلي " السلام عليكم " والذي يتمحور حول عملية السلام في الشرق الأوسط، بينما أنجزت عدداً كبيراً من الأفلام الوثائقية عن القضية الفلسطينية؟ هل ثمة تبدل ما طرأ على مواقفك الفكرية والسياسية، ولماذا أخرجت هذا الفيلم للتلفزيون الهولندي علماً بأنني أعرف موقفك المتشدد تجاه التلفزيون الذي سطّح مفهوم الأفلام التسجيلية. كيف تحل لنا هذا التناقض؟ - التلفزيون هو اللص الأكبر الذي سرق جزءاً من وظائف السينما الروائية كما سرق الفيلم التسجيلي. كانت ثمة بدايات للفيلم التسجيلي أن يأخذ مكانته في العالم كأداة تعبير تجانب الفيلم الروائي. وقد بدأت بعض البلدان والمؤسسات تنشئ صالات السينما للعروض الثقافية للأفلام التسجيلية، إلاّ أن ظهور التلفزيون ومن ثم ظهور الفضائيات بعد تحليق القمر الاصطناعي في الفضاء فإن التلفزيون سرق الفيلم التسجيلي وجعله واسع الانتشار ولكنه قضي على جوهره وجماله. وكان لا بد من الرضوخ، وصارت الوثيقة والفيلم التسجيلي مادة أساسية في التلفزيون حتى أن هناك محطات تخصصت في الفيلم التسجيلي ومنها ديسكوفري وبلانيت وكثير من المحطات المشابهة في العالم. ولذا جاءت فكرة فيلم " السلام عليكم " عن السلام في الشرق الأوسط أخرجته للتلفزيون الهولندي. هذا جانب، الجانب الآخر مسألة العمل فنحن محاصرون وكنا محاصرين أكثر قبل سقوط النظام الدكتاتوري في العراق، فعندما نحصل على فرصة من الصعب ومن الغباء تفويتها.. السينمائي يحتاج إلى أن يمرن عينه على منظار الكاميرا وإلاّ فإن العين تصدأ مثلها مثل المعدن، فهي تصدأ بسبب عدم المشاهدة والمران، ثم أن عشق الكاميرا هو عشق سرمدي بالنسبة للمخرج، فأنا إذا لم أعانق الكاميرا فإني أصبح كما السائر في نومه. أنا مجنون كاميرا، مجنون تصوير، ولذلك أحقد على من يحرمني فرصتي، ومن هنا جاءت كراهيتي لنظام صدام حسين الذي صادر حقي في الإبداع وفي الإنجاز. · فيلمك الروائي " ليلى العامرية " ينطوي على قدر كبير من التجريب. ما حدود هذا التجريب، وما هي الآلية التي تعاطيت معها على الصعيد الفني في إنجاز هذا الفيلم، إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار أنك صرحت غير مرة بأن " السينما هي فن الواقع بامتياز "؟ - يعتقد البعض أن فيلم " ليلى العامرية " لم ينجز. الحقيقة هو أنجز ويتحدث عن حرية المرأة. الفكرة مأخوذة من عمود كتبه القاص الليبي الدكتور أحمد الفقيه في مجلة تصدر في بريطانيا، وحولت الفكرة إلى فيلم ذي صيغة تجريبية روائية محاولة في بحث عن لغة سينمائية في مفهوم بناء الفيلم الروائي. الفيلم لم يعرض لأسباب تتعلق أيضاً بالحرية في التعبير عن حرية المرأة. اليوم يبدو لي الفيلم أكثر من مناسب لعرضه. وأعمل جاهداً أن أضيف بعض اللمسات على الفيلم وأفاوض بصدده مع أحد المنتجين. أما ما يتعلق بالسينما والواقع فإن الواقع هو مادة السينما في كل اتجاهاتها الكلاسيكية، الواقعية، التجريبية، الشاعرية، الكوميدية، وحتى السوريالية. لعبت الممثلة دارينا الجندي الدور الرئيسي في الفيلم حيث مثلت الشخصيات كافة وكانت ناجحة للغاية وأظنها ممثلة موهوبة جداً، وهي ستؤدي دور الشخصية الرئيسية في فيلمي الجديد عندما أصوره والمدعوم فرنسياً وهو فيلم " المغني ". · كتبتَ سيناريو لفيلم " المشي فوق الماء " والذي تتمحور قصته حول عائلة عراقية أغرقها المهربون في بحر إيجه وهي في طريقها إلى اليونان. كما علمنا عن طريق حواراتك الصحفية أن الفيلم يدور كله في زورق! أريد أن أسألك أولاً كيف كنت ستعالج هذه الثيمة العصية التي قد تسبب مللاً ما للمتلقي؟ وهل خطر ببالك أن تنجز فيلماً ما عن المركب الذي غرق في المحيط الهندي بين إندونيسيا وأستراليا وكان على متنه نحو 418 لاجئ جلهم من العراقيين؟ ولماذا لم يكتمل مشروع الفيلم الأول؟ ـ لا، في فيلم " المشي فوق الماء " لو أنتجته لما أصيب المشاهد بالملل لحظة واحدة، بل سيعيش حالة من الترقب والتشويق حتى نهاية الفيلم. ولكن كيف أصور أفلامي يا عدنان؟ من يرصد المال لهذه الأفلام. لقد كنت على رأس رابطة الكتاب والصحفيين والفنانين الديمقراطيين العراقيين، وكنت من الذين جابهوا الدكتاتورية بعناد وقوة.. ولكن ما حصل لم يكن في الحسبان. كانت حسابات البيدر لا تشبه حسابات الحقل!
· في فيلمك الجديد " المغني " ثمة تحدٍّ تعبيري آخر وهو أنك ستدين الدكتاتورية من دون الإشارة المباشرة إلى دكتاتور محدد. كيف انبثقت في ذهنك هذه الفكرة، وهل ينطوي الفيلم على نوع من السخرية المرة أو الكوميديا السوداء؟ أتعتقد أنك ستجيب على أسئلة محددة تؤرق ذهنية المتلقي العراقي على وجه التحديد؟ - نعم، سأقوم بتحليل شخصية الدكتاتور.. الحقيقة سوف أصور تفاهات شخصية الدكتاتور كمخلوق مريض وغير سوي. وهي نوع من الكوميديا السوداء. أرجو ألاّ يتصور القارئ بأنني سوف أعمل فيلماً كوميدياً على غرار الأفلام الكوميدية التهريجية العربية، أو الأفلام الكوميدية الغربية. أنا سأعمل فيلماً في منتهى الجدية ولكن شخصية الدكتاتور هي شخصية تثير الضحك والسخرية بجديتها.. ألم يكن صدام حسين كذلك؟ أنا لم أذكره بالاسم فلست بصدد تصفية حسابات شخصية معه، ذلك شأن بيني وبينه قد أقدم نفسي شاهداً على جرائمه لأنها لحقت الأذى بي شخصياً، ولكني في الفيلم عندي مهمة ثقافية كبيرة، ولست بصدد تصفية حسابات مع أحد.. لهذا شطبت اسمه من السيناريو وبقي رمزاً لأي دكتاتور سياسي أو اجتماعي أو ثقافي. في هذا الجانب أحتاج إلى دعم مالي حيث إن ما خصصه التلفزيون الفرنسي لا يكفي للذهاب بعيداً في تحقيق منجز ثقافي هام، وأنا أبحث عن فرص إنتاجية أو عن دعم مالي يكمل الميزانية، وكان الأجدى بوطني أن يدعمني، لكن الطاقم السياسي الذي أتى ينظر إلى الفن نظرة الترف والبطر فيما الفن هو الزاد اليومي للإنسان منذ أن يفيق في أول الفجر ويرى نوار الحياة ووهج الخلق العظيم حتى ينام وينظر إلى النجوم ويكاد يلامسها ويناغيها. عندما تسقط السياسة يسقط النظام وعندما تسقط الثقافة يسقط الوطن. · لقد كتبت العديد من السيناريوهات الخاصة بأفلامك، وتميل كثيراً إلى كتابة " القصة السينمائية " التي تعتبر جنساً أدبياً قائماً بذاته، وقد أنجزت العديد من هذه القصص السينمائية، هل تحدد لنا طبيعة هذا الجنس الأدبي، ولماذا لم يُشِع في الوسط الثقافي العراقي إلاّ في حالات نادرة، ويا حبذا لو نتخذ من " الخندك " أو " العباءة السوداء " نموذجاً لذلك؟ - أنا أعتبر كتابة القصة وكتابة السيناريو جزءاً لا يتجزأ من العشق السينمائي. ولذلك عندما أكتب القصة السينمائية وأنشرها فإني كمن يكتب سيناريو فيلم قصير أو فيلم طويل. القصة السينمائية في الوطن العربي تكتب للمخرج ولكن في الغرب تكتب للمخرج وللقارئ فهي عمل أدبي فني قائم بذاته وكثير من الأفلام السينمائية نشرت قصصها بعد إنتاجها للسينما واشتهرت بسبب شهرة الفيلم أحيانا. الحرية.. الحرية.. الحرية، الحرية وحدها هي التي تجعل الحياة متدفقة وتنتج فيها الأفلام والمسرحيات وتنشر القصص ويتحرك الإنسان نحو الأفضل. العبودية تجعل الإنسان معقداً وكريهاً وليس جديراً بإنسانيته، وهذا ما يحصل اليوم بأشكال مختلفة في كل أنحاء العالم وبنسب متفاوتة. قد يعتقد البعض أن الإنسان في الغرب يتمتع بالحرية.. لا، فهو الآخر يعيش حالة من العبودية، عبودية الاقتصاد الحر والتي لا تختلف كثيراً عن عبودية الاقتصاد الاشتراكي. هذه العبودية أيضاً تطيح بإنسانية الإنسان وتدفعه نحو الحيْونة. · أنتَ على وشك الانتهاء من كتابك الجديد " تأملات في السينما والتلفزيون " ووضع اللمسات الأخيرة عليه. ما هي أبرز المحطات التي توقفت عندها خلال تجربتك الفنية في السينما؟ - أنجزت كتابي الجديد " تأملات في السينما والتلفزيون " وأرسلته لإحدى دور النشر، وأتمنى أن ينشر قريبا. أعتقده مرجعاً ممتازاً لمحبي السينما والتلفزيون فهو يكشف الكثير من الحقائق في تاريخ السينما والتلفزيون والعلاقة بينهما.. تحدثت فيه عن الصورة وتاريخها واستخدامها كما تحدثت عن انطباعاتي عن السينما في مقدمة الكتاب وكذلك بعض الأبحاث عن السينما السوداء في أمريكا، وعن شكل العرض السينمائي وعن تأثير السينما على عقل وعاطفة المتلقي، وكتبت عن نماذج من السينمائيين وشخصياتهم مثل بازوليني وفلليني وكتبت على بعض الأفلام العربية. كتبت موضوعات عن الأزياء في السينما، وعن الموسيقى في السينما، وعن الملصق السينمائي، وعن اللون في السينما.. تحدثت عن الإنتاج السينمائي العربي وفي الغرب، وأنهيت الكتاب بدراسة عن تجربة فيلم (الأيام الطويلة) وشخصية الدكتاتور في هذا الفيلم وحكاية إنجازه. محطات ستكون مرجعاً مهماً لطلبة السينما ولكل محبي هذا الفن الساحر.
#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مسرحية - سنغافورة - للمخرج البرتغالي باولو كاسترو: كل المُتل
...
-
- الدودة الصغيرة - المسرحية الراقصة للمخرجة الفنلندية إيفا م
...
-
شرودر يرفض الإقرار بالهزيمة، وأنجيلا تطمح أن تكون أول مستشار
...
-
مسرحية -موت في حجرة التمريض - لمارك فورتل: الخطاب البصري في
...
-
الشعر العراقي في المنفى: المخيلة الطليقة التي فلتت من ذاكرة
...
-
الفنان يوسف العاني عضواً في لجنة التحكيم للدورة السابعة عشر
...
-
ملف الأدب المهجري العراقي
-
حوار في الأزرق -معرض جديد للفنان ستار كاووش والهولندي مارك ل
...
-
مسرحية - فاقد الصلاحية - لرسول الصغير على خشبة المجمع الثقاف
...
-
الفنانة التشكيلية رملة الجاسم . . . من التشخيصية إلى التعبير
...
-
الروائي العراقي سنان أنطون لـ - الحوار المتمدن -: البنية في
...
-
التشكيلي سعد علي في معرضه الجديد - ألف ليلة وليلة -: التشخيص
...
-
- يوم الاثنين - شريط روائي قصير للمخرج تامر السعيد، حكاية مف
...
-
خطورة البعد الرمزي حينما يرتدي حُلة الوعظ والإرشاد في - فستا
...
-
الروائي العراقي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: بوصلة ال
...
-
الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: بعد وفاة غائب قي
...
-
الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: وضعت حياتي كلها
...
-
الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: نحن الكتاب عائلة
...
-
الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: استقبلت -حب في م
...
-
الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: أشعر أن الكون كل
...
المزيد.....
-
هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب
...
-
حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو
...
-
بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
-
الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
-
مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو
...
-
مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق
...
-
أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية
...
-
حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
-
تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام
المزيد.....
-
قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي
/ محمد الأزرقي
-
حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش.
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ
...
/ رزكار عقراوي
-
ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث
...
/ فاطمة الفلاحي
-
كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي
...
/ مجدى عبد الهادى
-
حوار مع ميشال سير
/ الحسن علاج
-
حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع
...
/ حسقيل قوجمان
-
المقدس متولي : مقامة أدبية
/ ماجد هاشم كيلاني
-
«صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية
...
/ نايف حواتمة
-
الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي
/ جلبير الأشقر
المزيد.....
|