|
واقع التربية والتعليم في العراق بعد 2003
عبد الجبار نوري
كاتب
الحوار المتمدن-العدد: 4799 - 2015 / 5 / 7 - 15:42
المحور:
دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
واقع التربية والتعليم في العراق بعد2003 عبد الجبار نوري/ستوكهولم- السويد لا شك واقع التربية والتعليم يشكل ركناً أساسيا في بناء مؤسسات الدولة ، لذا أنّ الدول المتقدمة والمتطورة حضارياً تعيرُ لها أهمية كبيرة وترصدُ لها ميزانية أنفاقية تعادل بل تفوق أحياناً على مفردات مؤسسات الدولة ، وتساير التطور والعولمة والتحديث وأستثمار العقول لرفد الرؤية المستقبلية بدماءٍ شابة مفعمة بالتحديث ومستوعبة ومتفهمة للجيل المتقدم من آخر صيحات التكنلوجية الرقمية لتغيير الواقع الأجتماعي والأقتصادي والبيئي للوطن ، أنطلاقا من مفهوم هدف أستراتيجي{ أنّ قطاع التعليم يشكل الركن الأساسي للبناء والتقدم والتحضرلعلاقته الصميمية بمستقبل البلد " فأذا ما أنهار هذا القطاع أنهار الوطن بأكملهِ " ---- منذُ تأسيس الدولة العراقية عام 1921 حظي بنظام تربوي رصين بالنسخة البريطانية التي تعتبر من أرقى النظم التي تستند ألى مؤسساتٍ تربوية لكلٍ تعمل بنظام ٍ دقيق ومدروس وتستند إلى طرفي معادلة وطنية { الأستاذ والطالب }وكانت أغلب المدارس والجامعات حكومية ونادراًما تتواجد مدارس خاصّة ، وسار العراق على هذا النمط المتقدم والمتطور في واقع التربية والتعليم حيث (السنوات الذهبية) 1970-1984 أصبح نظام التعليم في العراق واحدٌ من أفضل النظم في المنطقة خلال هذه الفترة من الزمن وتحققت أنجازات تربوية مثل : * أرتفاع معدلات الألتحاق الأجمالية أكثر من 100 %. * أنخفضت نسبة الأمية بين الفئة العمرية 15-45 . * أنعدام التسرب كمقارنة مع دول الشرق الأوسط. * بلغ الأنفاق على التعليم 20 % من ميزانية الدولة . ولم تدم الفرحة حيث سنوات العجاف 1984 – 1989 حيث التدهور الذي أصاب التعليم في العراق نتيجة السياسات الخاطئة لجر هذا القطاع لغايات سياسية بزج الجميع بحروب عبثية وفترة حصار دامت 13 عام والذي عزل العراق أقليمياً ودولياً ووضع تحت البند السابع الذي يحوي توصيات أممية بعدم التعامل مع العراق وأنعكست مشاكلها الجمة على المستوى العلمي والأجتماعي على طرفي المعادلة التربوية لهذا القطاع الأستاذ والطالب كما ذكرت سلفاً . التراجيديا المأساوية بعد 2003 *تعرض مراكز الأبحاث والمكتبات والمختبرات إلى عملية نهبٍ وسلب وتدمير. * غياب المعايير الموضوعية لعملية التعليم . * محاولة أحد أطراف المعادلة أو كلاهما إلى تسييس هذا القطاع . * تحويل المدارس والجامعات والمعاهد إلى مقرات حزبية وطائفية تاركين مقاعد الدراسة ويتعايشون التجاذبات الطائفية والسياسية والدينية والأثنية . هجرة حوالي 40 % من الكوادر العلمية والتدريسية البلاد ، وقارب عدد ضحايا الأرهاب لهذا القطاع أكثر من 500 تدريسي وبلغت ذروتها عام 2006 . التغيرات التي طرأت على عملية التربية والتعليم بعد 2003 1-ألغاء الهوية البعثية . 2- الزيادة في رواتب التدريسيين والمعلمين والمدرسين وأساتذة الجامعات والأكاديميين . 3- قلة البنايات المخصصة للمدارس والقديمة متهالكة يرثى لها ، حيث ظهر ما يقارب 80 % من نسبة المدارس العراقية ( 15 ألف مدرسة)بحاجة لأصلاح ودعم للمنشئات الصحية بها وأغلب هذه المدارس القليلة تعاني نقصًأ في المياه النظيفة والمراحيض ، وللعلم حوالي ألف مدرسة يتم بناؤها من الطين والقش والسعف والخيام . 4- قلة المختبرات العلمية في هذه المدارس . 5- تزايد الرشوة والفساد الأداري والمالي في التلاعب في القرطاسية المدرسية والعقود مع مقاولين وهميين كما حدث في2008 في بناء 300مدرسة حديدية – تصور درجة الحرارة في صيف وباقي فصوله بين 50- 40 درجة مئوية ولم تكتمل فقط أرساء الهياكل وهروب المقاول بملايين الدولارات – 6- تداول وزارتي التربية والتعليم العالي تحت خيمة المحاصصة بين شخصين مختلفين في الآيدولوجية الطائفية بالتأكيد سوف يكون التلاميذ والأساتذة ضحاياهم .7- قلة نسبة الدعم المالي لهذا القطاع المهم . 8- التعليم المهني في المنظومة التعليمية في العراق " أختيارية " مما يجعل الكثير من الطلاب العزوف عن التقديم لهذا الفرع المهم نظراً لرداءة النوعية التعليمية المقدمة فيه وعدم وجود بنية صناعية متكاملة وجادة بحيث تستوعب الخريجين . 9- الفصل بين الجنسين ومن المرحلة الأبتدائية حتى الدرجة السابعة طبق في عام 2005 . 10- الاضطرابات الأمنية والأحتلال الداعشي وتمدده في مناطق واسعة مما أدى إلى التأثير المباشر على العملية التربوية . 11- مشكلة النازحين حيث بلغ آخر أحصائية لهم 6-2 مليون نازح وهذا مما أدى إلى أضطراب العملية التربوية . حلول متواضعة من مربي قديم 1-أبعاد المؤسسة التربوية من الظاهرة الكتلوية والمحاصصة . 2- تحديث النظم التعليمية . 3- تأهيل المدرس والمعلم وزيادة كفاءته. 4- تحسين طرق التدريس .5- الأهتمام بالبنية التحتية للتعليم .6- أعادة تأهيل 3600 مدرسة و 120 ألف معلم جديد . 7- أصلاح المناهج . 8- توفير مصادر التعليم .9- العمل على أستقدام الكفاءات العلمية المهاجرة بتسهيل معاملاتها من الروتين والبيروقراطية . زيادة نسبة الأنفاق على هذا القطاع المهم . مظاهر سلبية مقززة مرفوضة ***{ دور ثالث لأمتحان الطلبة الراسبين} وهذه الخطيئة التربوية التي أبتكرتها المؤسسة التربوية في العراق وأستفزتني وهزتني من الأعماق لكوني قضيت في هذا الحقل المقدس أكثر من ثلاثين سنة وأفنيت زهرة شبابي فيها وأنا فخوربمشاركتي ولم أرى في حياتي أحداً سبقنا فيه حتى جزر الواقواق أو جزر القُمرْ ، لأن هناك نصاً علمياً محترماً وهو {لا أكمال بعد الأكمال} لأنّ الطالب الذي لايجتازالدور الأول والثاني يتأكد بأنه من الطلاب الفاشلين والعابثين ، وتبين أنّ وراء هذه الظاهرة المخزية نواب كوسطاء لكسب الأصوات للأنتخابات المقبلة ، أنهُ أمرٌ خطير على مسيرة العملية التربوية وسوف لن نتمكن من أعداد جيل مُعدْ سلفاً إلى الجامعة التي تنتظر تقييم وأعتراف جامعات العالم بها ، وهذا المرض الطفيلي جاءنا من الديمقراطية العرجاء التي جرى فهمها حسب الأهواء الشخصية حيث كثُر المزورون الذين يحملون شهادات مزورة وتولوا مناصب حكومية وأمسكوا برقاب العباد. فعلى وزارتي التربية والتعليم أن لاتلبي طموحات الفاسدين وأنْ تلغي فقرة الدور الثالث وكفى اللُهُ المؤمنين شر القتال----- *** أنتشار المدارس الأهلية وبشكلٍ واسع وكبير ، صحيح أنها موجودة في دول العالم العربي والغربي ولكن ليست بهذا الكم الملفت للنظر ، وهذا يعود إلى أرتفاع الدخل السنوي للفرد العراقي ، وهي بالأساس ملاذ آمن للنجاح المضمون ، وبالتأكيد هذا الأنتشار يعود إلى الهدف الرئيسي للكسب المادي ليس ألا . ***أنتشار ظاهرة التدريس الخصوصي بشكلٍ واسع لربما يرجع إلى أرتفاع مستوى المعيشة لدى البعض ويكون حتماً صعباً على الطبقات المتوسطة وخاصة ما سمعناه أنّ سعر تدريس المادة الواحدة العلمية عشرة آلاف دولار أي 13 مليون دينار للعام الدراسي ، وهذا ما يربك العملية التربوية ويكون الطالب أسير الملازم بأبتعاده عن الكتاب المقرر. *** السوق السوداء الذي يفتح أبوابهُ قبيل الأمتحانات البكلوريا وينتشر الدلالون والوسطاء والمزورون ببيع بعض من الأسئلة وقد تكون صحيحة لهزالة الكونترول والضبط الأمني وتعود بي الذاكرة إلى سني الخدمة في السبعينات عندما رُشحتْ مع عشرة من زملائي لوضع أسئلة مادة الجغرافية للصفوف المنتهية لقد أحتجزنا لمدة ثلاثة أيام لم يسمح لنا الخروج ألا بعد يوم الأمتحان الساعة العاشرة صباحاً . متمنيا دولة مؤسسات بما فيها التربوية والعلمية لنصبوا بهذا البلد العريق للرقي والألق والأخذ بمبدأ التغيير والتحديث والعولمة----- والله من وراء القصد .
#عبد_الجبار_نوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
الكاتب-ة لايسمح
بالتعليق على هذا
الموضوع
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حانت ساعة الغضب للرد على الكونكرس الأمريكي
-
يا بطالة العراق أتحدوا !!!
-
لمحات تحليلية سيسيولوجية الملوك السبعة
-
شكر وتقدير وأعتزاز
-
يوم المسرح العالمي / خواطرالزمن الجميل في أبجديات المسرح الع
...
-
وطني حبيبي ------ وفوبيا أنتصاراته !!!
-
الأسلمة السياسية ----- وصناعة سنوات الفشل والتدهور
-
شيخ الأزهر - الطيّبْ - شرِبَ طُعُمْ التضليل
-
الريّسْ ------ ونقطة نظام
-
بغداد حبيبتي / هل صحيح أنتِ أسوأ مدينة ؟
-
المرأة في أسر العبودية المعاصرة
-
شابلن ----- أسطورة الكوميديا الحزينة
-
الثامن من آذار ----- خواطر تراجيدية
-
أضاءات حول تجليات اللعبة الأمريكية
-
رسالة ملغومة في فيلم التاكسي
-
عشّاقْ الزعيم
-
هلوسة بطران !!!
-
لمنْ تُدَقْ الأجراس ؟ خاطرة في مضمونها الوطني
-
العمليّة العسكريّة المرتقبة / لتحرير الموصل
-
الدولة الريعية ---- مستقبل مظلم
المزيد.....
-
-غير أخلاقي للغاية-.. انتقادات لمشرع استخدم ChatGPT لصياغة ق
...
-
بالأسماء.. مقاضاة إيرانيين متهمين بقضية مقتل 3 جنود أمريكيين
...
-
تحليل.. أمر مهم يسعى له أحمد الشرع -الجولاني- ويلاقي نجاحا ف
...
-
مكافأة أمريكا لمعلومات عن أحمد الشرع -الجولاني- لا تزال موجو
...
-
تفاصيل مروعة لمقابر سوريا الجماعية.. مقطورات تنقل جثث المئات
...
-
يقدم المعلومات الكثيرة ولكن لا عاطفة لديه.. مدرسة ألمانية تض
...
-
الجيش الإسرائيلي يستهدف مستشفيي كمال عدوان والعودة شمال قطاع
...
-
قلق من تعامل ماسك مع المعلومات الحساسة والسرية
-
ساعة في حوض الاستحمام الساخن تقدم فائدة صحية رائعة
-
ماكرون يزور القاعدة العسكرية الفرنسية في جيبوتي ويتوجه إلى إ
...
المزيد.....
-
الانسان في فجر الحضارة
/ مالك ابوعليا
-
مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات
...
/ مالك ابوعليا
-
مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا
...
/ أبو الحسن سلام
-
تاريخ البشرية القديم
/ مالك ابوعليا
-
تراث بحزاني النسخة الاخيرة
/ ممتاز حسين خلو
-
فى الأسطورة العرقية اليهودية
/ سعيد العليمى
-
غورباتشوف والانهيار السوفيتي
/ دلير زنكنة
-
الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة
/ نايف سلوم
-
الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية
/ زينب محمد عبد الرحيم
-
عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر
/ أحمد رباص
المزيد.....
|