أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لا تلم المثقف في بلادنا حيث الإبادة













المزيد.....

لا تلم المثقف في بلادنا حيث الإبادة


سامي الذيب
(Sami Aldeeb)


الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 21:02
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وصلتني هذه الرسالة الحزينة من اخت فاضلة عراقية تعليقا على حلقتي رقم 121 في البط الأسود https://goo.gl/VxvhSx انقلها لكم بعد اذنها ودون ذكر اسم كاتبتها.

--------------------

تحية طيبة

سيدي لاحظت في احدى حلقات برنامج البط الاسود، وبالضبط 121 (بداية من الساعة واحدة و 18 دقيقة) انك تتهم المثقفين بعدم قيامهم بواجبهم، وكتابة كلمة حق، انا اعيش في العراق، وقبل المليشيات التي تهددني الان لانني حاولت في مقالاتي ان اناقش ظلم بعض الايات، كنت قد حكمت زمن صدام بالاعدام لانني لم انتم لحزب البعث، ولان عمي شيوعي، وميولي ماركسية، ونجوت من الاعدام بسبب براءة وجهي، المحقق الذي حقق معي حكم علي بالبراءة لان وجهي لا يدل على انني شيوعية هدامة، ولان وجهي لا يدل على انني اكره صدام حسين، وكان عمري في حينها 22 عاما، كانت ضربة حظ.

نحن نباد منذ اكثر من اربعين عاما، بشتى السبل، منها الاعدامات الجماعية للشيوعيين، ويمكنك ان تعرف اعداد الشيوعيين حين اقول لك ان معظم الشيعة كانوا شيوعيين اضافة الى كل الاقليات المضطهدة من اشور وكلدان وايزيديين وشبك وتركمان وصابئة وكورد، كان صدام وجهازه الامني لا يجد الوقت للتحقيق، لذلك اعتمدوا طريقة ان ينادوا بكل الاسماء في عنبر ما، ثم يعدمون بعضهم بشكل عشوائي، ويعيدون الاخرين الى التعذيب، ان تنازل السجين عن افكاره فانه سيحصل على عفو، ولكنه سيظل سجينا، والعفو هو ان يقوم باعدام غيره الى الابد، هذا السجن والتعذيب فقط لانهم يعتقدون ان ماركس على حق، وليس لانهم قاتلوا صدام او قاموا بثورة، او حرضوا الناس.

هناك عائلة الصدر التي تؤمن ان الحكم لعلي بن ابي طالب، وتؤمن ان الائمة الاثني عشر هم كالرسول قد اختيروا من قبل الله، هذه العائلة ابيدت مع كل من يؤمن بما تقول، يعني ملايين من العراقيين تم دفنهم احياء بعض الاحيان دون توجيه تهم، لانهم يؤمنون بشيء لا يراه صدام صحيحا، وحين احتج الشعب العراقي على احتلال الكويت، كانت الطائرات تقصف المدن بشكل عشوائي، لم يكن يعنيهم ان كان اهل البيت قد انتفضوا ضد صدام ام لا، وبعد ان قتلوا كل الثوار، قاموا باختيار الناس بشكل عشوائي ودفنهم احياء دون وجود مبرر لقتلهم.

صدام كان يقتل من يجادله، قتل ضباطا كبار في الجيش لانهم قالوا له ان اسلحتنا وجيشنا منهكا منذ حرب ايران، ولن يكون بامكانهم خوض حرب جديدة ضد الكويت، ليس هذا فقط، عشائرهم ابيدت عن اخرها، وزوج ابنته حسين كامل لم يجرؤ ان يقول له ان الجيش بدبابات عاطلة واليات منتهية الصلاحية لن يمكنه السير حتى الكويت، وايضا لم يستطع الصبر معه حتى النهاية هرب مع اشقائه الى الاردن، ولم يجد من يدعمه ضد صدام، فعاد بخفي حنين وقتل قتلة بشعة مع كل اقربائه، انا بنفسي ذهبت لارى البيت الذي قاتل منه حسين كامل ابني صدام حسين عدي وقصي والجيش الذي معهما، تم حرق البيت بمن فيه مع كل من يجاوره من البيوت.....

بعد ذلك فوجئنا بحصار لان جيشنا المجبر قد احتل الكويت، خلال تلك السنوات الثلاثة عشر اكلت حتى الجرذان والقطط والكلاب والحشائش لشدة الجوع، لم تكن هنالك اية بضاعة في الدكاكين، كانت المساعدات التي تصلنا من الدول تحرق بعيدا، وكذلك الادوية، وكان المال الذي هو مقابل الغذاء تبنى به قصور صدام....

بعدها احتل العراق من قبل امريكا....كنا مجرد شعب جائع منهك مذعور...كان يهمنا ان نرى الخبز، ولا تعنينا الدبابة الامريكية، لا يعنينا الوطن كله، وظل جهاز الاستخبارات والامن العامة والحرس الجمهوري، ووزارة الاعلام التي كانت تخدم صدام بكل مستخدميها احرارا، لان بريمر حرص على حل كل هذه الاجهزة دون محاكمة اعضائها، والادهى انه قطع الرواتب عنها، مما جعلهم مهيئين لاستلام النقود من اية جهة خارج العراق، واشعال الفتنة الطائفية، وهذا ما حدث، فقد قام هؤلاء باستقبال القاعدة في بيوتهم في الانبار وتكريت والموصل والفلوجة، وهذه المحافظات كانت تمثل ايدي صدام لقتل الشيعة والاكراد، وبعدها استقبلوا داعش.......

انا منذ كنت في الابتدائية اكتب الشعر، ومثقفة، والفضل بثقافتي يعود الى دار التقدم موسكو لانها كانت توزع الكتب مجانا، فلم اكن قادرة على الشراء، لكني خلال اكثر من اربعين عاما لم اجد فرصة الفرار من صدام لاقول ما لدي، الان اكتب مقالات مهادنة، وهددت من قبل جبهة النصرة وعصائب الحق وعصائب اهل الحق وجيش المهدي والقاعدة وداعش والاخوان المسلمين وبقايا حزب البعث.

كل حلمي الان يكمن في خروجي من العراق لان زوجي عمل مترجما للامريكان، ونحن نعتمد هذه الاوراق لخروجنا رغم كراهيتنا لامريكا، فالجرائم التي فعلها المارينز لا يمكن ان تجعل منا بشرا يحبون اي امريكي، انا كان يمكن ان اغتصب حين هجموا على بيتنا فجرا، لولا انني ارتديت عباءة وحجاب وغطيت قميص النوم الذي كنت ارتديه، لكن جارتي التي كانت تستحم اغتصبت، وجارنا الشيخ الذي وقف بين الجنود وكناته ليحميهن قتل وتطرطش مخه ودمه على ثيابهن...

اي مثقف هذا الذي يستطيع ان يكتب خلال ما يقارب النصف قرن من القتل والجرائم؟؟؟.....انتهى عمري ولم اجد الوقت لاقول ما لدي.....

المسؤول عن الحوار المتمدن شيوعي عراقي، لكن الشيوعيين يغتالون يوميا بسبب سطر لا يعجب المليشيات او البعثيين او الحكومة....مذيعات اغتيلن لانهن ذكرن السيستاني بشيء من الانتقاد، لو خرج ابني الان الى الشارع وشتم مقتدى الصدر او الصرخي سيفجر بيتنا كله.....

لا تلم المثقف في بلاد تؤمن بقطع يد السارق، وجلد الزانية، والمرأة فيها عورة، والتفكير جريمة..

الابادة سلاح يقضي على اية مقاومة، ولهذا صمد الاسلام كل هذه القرون، فكل من يعارضه يقتل، انت حي لانك في سويسرا، لن تستطيع كتابة حرف مما كتبته لو كنت في العراق، لا ادري ماذا بشأن الدول العربية الاخرى لكني على يقين انهم ليسوا بافضل من حال العراق.

خالص مودتي ومحبتي
---------

انتهت هنا الرسالة. وارجو من القراء التعليق عليها، إما تأييدا أو تفنيدا لما جاء فيها.

كل ما يمكنني ان اقوله لأخواتي وإخوتي المتألمين في العراق، مهما كانت انتماءاتهم الدينية او العرقية أو السياسية أن يبنوا مجتمعا مدنيا على أساس احترام الإنسان والمساواة بين الجميع دون أي تمييز ديني او عرقي، وأن يلغوا المادة الدستورية الثانية التي تقول
اولاً :ـ الاسلام دين الدولة الرسمي، وهو مصدرٌ اساس للتشريع:
أ ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع ثوابت احكام الاسلام.
ب ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع مبادئ الديمقراطية.
ج ـ لا يجوز سن قانونٍ يتعارض مع الحقوق والحريات الاساسية الواردة في هذا الدستور.
ثانياً :ـ يضمن هذا الدستور الحفاظ على الهوية الاسلامية لغالبية الشعب العراقي، كما ويضمن كامل الحقوق الدينية لجميع الافراد في حرية العقيدة والممارسة الدينية، كالمسيحيين، والايزديين، والصابئة المندائيين.

واستبدالها بالمادة التالية:
العراق دولة علمانية تعتمد على مبدأ فصل الدين عن الدولة، وحقوق الإنسان هي المصدر الرئيسي للتشريع، دون أي تمييز، كالتمييز بسبب العنصر أو اللون أو الجنس أو اللغة أو الدين.

كما اطالبهم بحذف جميع المحاكم والقوانين الشخصية المنبية على الدين وانشاء محاكم مدنية موحدة وقانون احوال شخصية موحد لا يفرق على اساس الدين ويلتزم بمبادئ حقوق الإنسان المتعارف عليها دوليا، وجعل الزواج مدني،مع حق من يريد اللجوء للبركة الدينية بعد الزواج المدني دون أي اثر قانوني، والإقرار بمبدأ حرية العقيدة، بما فيه الحق في تغيير الدين بعد عمر 16 سنة دون اي عواقب من أي نوع كان.

د. سامي الذيب
مدير مركز القانون العربي والإسلامي http://www.sami-aldeeb.com
كتبي المجانية: http://goo.gl/lPdG9y
طبعتي العربية للقرآن: ورقيا من أمازون http://goo.gl/EtrbqN أو مجانا من هنا http://goo.gl/a6t77b
حلقاتي في برنامج البط الأسود http://goo.gl/ukagT7



#سامي_الذيب (هاشتاغ)       Sami_Aldeeb#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 95 (النواقص)
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 94 (النواقص)
- شهادتي في شخص الدكتور سامي الذيب
- حل للهيكل اليهودي في القدس
- فلسطين إسرائيل: من نظام الذمة إلى نظام المساواة والدولة الوا ...
- حوار مع ازهري حول الأنبياء
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 93 (النواقص)
- الخالدة نوال السعداوي
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 92 (النواقص)
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 91 (النواقص)
- جريمة ختان الذكور والإناث
- تصالح يسوع الإنجيل وعيسى القرآن
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 90 (النواقص)
- اغلقوا الأزهر
- حلقاتي في برنامج البط الأسود
- اختلافات قراءات القرآن
- الشيعة وقراءة القرآن
- ما ليس من القرآن وما ضاع منه
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 89 (النواقص)
- اخطاء القرآن اللغوية والإنشائية 88 (النواقص)


المزيد.....




- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس
- ضبط تردد قناة طيور الجنة بيبي على النايل سات لمتابعة الأغاني ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامي الذيب - لا تلم المثقف في بلادنا حيث الإبادة