رائد الحواري
الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 16:36
المحور:
الادب والفن
رواية "ذاكرة زيتونة"
سهاد عبد الهادي
تتحدث الرواية عما آلت إليه الأوضاع في فلسطين بعد الانتفاضة الثانية، وانعكاسها على المواطن، فتكون "سهر" محور الأحداث في الجزء الأول، بينما تنتقل إلى "مها" في الجزء الثاني، "سهر" تزوجت وما أن تمضي بضع سنوات على زواجها حتى يهاجر الزوج إلى استراليا وهناك يتزوج ويهجرها، وهنا يكون العبء الاقتصادي والاجتماعي والنفسي شديد البأس عليها، هذا في الأحوال العادية، فبما بالنا أن كانت أحوالها ضمن واقع شعب يرزح تحت الاحتلال، والحرب مشتعلة؟
"سهر" الزوجة والأم تحمل على كاهلنا هموم الابن الذي بحاجة إلى عناية، وأيضا هموم الحياة في ظل أوضاع غير طبيعية، احتلال وحرب دائرة وحصار وحواجز، كل هذا تحملته "سهر" إلى أن فقدت وحدها، فتحولت حياتها إلى مأساة مضاعفة، حياة بدون أمل، بدون ابن أو زوج.
ما يحسب للرواية أن كاتبها امرأة وتتحدث عن المرأة، فبعد الحديث عن الأوضاع في الضفة والحرب القائمة فيها تنقلنا الكاتبة إلى عالم أخر جديد "الشارقة" وفي هذه النقلة يشعر القارئ بحجم المساحة الفاصلة بين عالمين، عالم الخوف والحواجز والموت في فلسطين، وعالم الحياة والأمن والأمان في الشارقة.
الجزء الثاني تتحدث "سهاد عبد الهادي" عن "مها" الفتاة الفلسطينية التي تحمل الجنسية الانجليزية، وما أن تطأ قدمها فلسطين حتى تفاجأ بحجم المعاناة التي يعاني منها المواطن، فمن بداية العبور إلى الأرض الفلسطينية من خلال الجسر إلى أن تصل إلى منزل صديقتها "سهر" في مدينة نابلس كان العذاب والشقاء، لما فيها من حواجز وعوائق وضعها الاحتلال، فتجبر المواطن على البحث عن طرق بديلة، وهذا الأمر يجعل الطريق أطول وأبطأ، بمعنى أن الطرق البديلة غير مؤهلة لعبور السيارات مما يجبرها على السير بحذر، وبطبيعة الحال سينعكس هذا الوضع على الوقت الذي سيكون أطول وأثقل على المسافرين.
اللغة المستخدمة في الرواية سهلة، ويتناولها القارئ بكل يسر، حيث يجد ترابط الأحداث من خلال الحبكة وقدرة الكاتبة على السرد، فهي تمثل تاريخ روائي/أدبي للواقع الفلسطيني في ظل الانتفاضة الثانية، حيث أن أحداثها قريبة/تحاكي الواقع، الرواية من منشورات دار الفاروق، نابلس، طبعة أولى عام 2007، وتقع في 127 صفحة حجم متوسط.
رائد الحواري
#رائد_الحواري (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟