أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فوزية العيوني - المراكز الثقافية - دور المراة















المزيد.....


المراكز الثقافية - دور المراة


فوزية العيوني

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:24
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


ورقة قدمت لملتقى الأحساء الثقافي
قبلاً أيها لأخوة الأشقاء في ملتقى الأحساء الثقافي

وفي البدء، أود أن أبدي أسفي لانفرادي بهذه الورقة، والتي كان من واجبي
الثقافي و الأخلاقي، أن أدعو من أجل إعدادها، جمعاً من النساء المهتمات
بهذا الشأن لنصوغ معاً رؤيا مشتركة تحمل تطلعات أكبر عدد منا ، إلا أن
العجالة التي وضعت في حيزها، بالإضافة إلى تواجدي خارج البلد أعاقاني عن
تنفيذ هذه الفكرة ؛ ولذا أقدم اعتذاري لجميع النساء اللاتي قد يكن أقدر
مني على هذه المهمة ، وإن قبلن عذري، فأرجو أن يسمحن لي أن أثمن مجرد
دعوتي" باسمهن " للمشاركة في هذه الندوة لأنها أعطتني مؤشراً أكد جذوة
الأمل في أن المرأة قادمة بقوة إلى أفق المشاركة متخلصة إلى الأبد من
واقع التهميش.
وتحت هذا الأفق ،أشكر لملتقاكم الثقافي دعوته لي للمساهمة في هذا الحوار
والتي أرى فيها دلالة ثقافية على حراك ثقافي نشط يضع على أجندته تحقيق
ما حلم به المثقفون من مشاركة فاعلة للمرأة في كافة مفاصل الحياة ،و
اقدم ورقتي المختصرة في عنوانها التالي:

المرأة .. من واقع التهميش إلى أفق المشاركة

على مدى الثلاثين عاماً المنصرمة،عاشت المرأة في بلادنا بؤساً حقيقياً على
كافة الأصعدة ولا سيما في غياب تمكينها من حقها في المشاركة في العمل
المؤسساتي والثقافي حصراً ، ولذا ارتفع صوت المرأة ، مطالبة بحقها في
تكوين مؤسساتها الثقافية الخاصة ومحتجة على انحياز " الرئاسة العامة
لرعاية الشباب " للعناية بالذكور مع إهمال كامل لنصف المجتمع .

ولعل التقسيم القسري للأنشطة الثقافية في بلادنا إلى "أندية أدبية "
وجمعيات ثقافة وفنون ،خلال تلك المرحلة الطويلة ، قد كرس تقسيما قيمياً
وجماليا لمعنى التواصل والتكامل بين كافة أشكال المعرفة ومكونات
الإبداع، و أسهم في تمييز نوع عن آخر وفئة عن أخرى ، و نتج عن ذلك
احتفاء بثقافة المحافظة ضد ثقافة التجديد والإبداع، واحتقار أو إقصاء
لثقافة الفن والمسرح والسينما. ويبدو لي أن ذلك التقسيم قد عزز ثقافة
إقصاء المرأة وأعاق إمكانية إسهامها في النشاط الثقافي والاجتماعي على
السواء.

ولأن كل مبدع وخلاق بحاجة إلى رئة ثالثة للتنفس من خلالها لمعانقة
احتياجاته الثقافية فلم تركن المرأة هنا لذلك البؤس، وعلينا تقدير ذلك
، واتجهت لاستعارة تلك الرئة إما عبر إصداراتها بواسطة دور نشر خارج
الوطن ، أو عبر صوالينها أو ملتقياتها الخاصة ذات الطابع الثقافي،
ويمكن القول بان المرأة، نظراً للحاجة، هي أول من اخترع الديوانيات
الثقافية في بلادنا.
ولكل ذلك بقي الحلم في إنشاء مظلة ثقافية وحقوقية واسعة تنتظم تحت
مظلتها كل أفكار وطموحات نساء الوطن بتعددية واختلاف تكوينات أطيافهن
فضاء مفتوحا للأمل والمطالبة بتحقيقه للخروج جزئيا من هامش التهميش الذي
مارسته المؤسسات الثقافية ، حتى تنضج الظروف المؤاتية لتنتقل المرأة
بعدها من دور المهمش والتابع إلى دورا لشريك المكافئ.
ولعله سيكون من الإجحاف أن لا نذكر الدور الرائد لجمعية الثقافة والفنون
في المنطقة الشرقية ، والتي بادرت قبل غيرها- منذ بداية الثمانينات -
في تخصيص قاعة خاصة للمرأة تمكنها من التفاعل والمشاركة عبر الدارة
التلفزيونية المغلقة بحيث تم إقامة عدد من الأمسيات الثقافية المتنوعة
،بحضور ومشاركة المرأة، شهد الجميع بنجاحها وحيويتها. و ينطبق هذا
الكلام على نادي جدة الأدبي الذي لعب دورا مهما في إقامة منبر تعبر من
خلاله المرأة عن شيء من حضورها وتطلعاتها ، ومن الأمانة تثمين هذين
الدورين واعتبارهما تاريخاً مضيئاً ومرجعية مهمة في مشاركة المرأة، إلى
جانب ما قدمته الجهتان من أنشطة ثقافية متميزة
إن هذه التجربة البسيطة وذات الفترات المتقطعة والوجيزة ، وإن كانت قد
أوجدت مناخاً ثقافياً افتقرت له المرأة طويلاً، إلا أنه لم يكن ليقترب كثيراً
من طموحها،ولذا لم يمكنها من أن تكون وثيقة الصلة لا بالمكان ولا
بالنشاط ، كون المرأة هنا تشعر بأنها ملحقة وتابعة ومتفضّل عليها ،
وبعيدة عن المساهمة الحقيقية في إقرار تلك الأنشطة أو إدارتها، الأمر
الذي أدى إلى انسحابها التدريجي عنه.
.

الآن ،ونحن ندشن مرحلة جديدة نتلمس فيها بداية الاهتمام بمنح المرأة حقها
في المشاركة في مختلف مواقع صناعة القرار الإداري والثقافي ، ومعه يجري
الاعتراف بالمرأة كعضو أساسي لا غنى عنه في مسيرة التنمية الحضارية ،
فإن الشأن الثقافي يجئ كأول الخطوات التي يتحتم علينا العمل على
إنجازها بشكل يليق بتلبية بعض استحقاقات دور المرأة وضرورات التطور
المنشود .
وهنا يبدو لي ان تدشين المرحلة الحلم ينبني على ثلاثة مرتكزات يمكن
تحديدها فيما يلي :
الأول :المرأة صنو الرجل في الشأن الحياتي والثقافي و يجب أن يتاح لها
ما يتاح له تماماً، من مشاركة، وتفاعل، سواء في سن القوانين والأنظمة، أو
في إعداد البرامج والأنشطة، أو في منظومة العمل المتكاملة ، مع الأخذ
بعين الاعتبار إتاحة الفرصة كاملة أمامها لتحقيق طموحاتها المؤجلة.
الثاني :إرساء قيم العمل المؤسساتي عند جميع الأطراف ، وتطبيق آلياته
التي تشتمل في مضمونها على ضرورة تحقيق مبدأ تكافؤ الفرص والمساواة بين
الأعضاء لإدارة أنشطتهم المشتركة بالانتخاب ، وفق نظام داخلي واضح يجدد
الصلاحيات والمسئوليات ، ويتبنى تطبيق آليات المراقبة والمحاسبة ، من
اجل تعزيز ممارسة المشاركة في صناعة القرار الإداري ، وتعميق مبدأ
اختبار الأكفأ وتداول السلطة الإدارية بشكل دوري.
الثالث: تعزيز قيم الحوار الحضاري، واحترام الرأي والرأي الآخر والقبول
بالتعددية ، وحماية حرية التفكير والتعبير والإبداع .

ولأننا نعيش عصراً يشهد الانفتاح على العالم – الذي لا بد من التعاطي معه -
بكل تقنياته وتعدد ثقافاته ومشاربه ،فإن عدم الالتفات إلى جراح هويتنا
الثقافية،- تلك الهوية المعرضة إما للنماء والتطور، أو الانكماش والضمور-
،أمر سيسجله التاريخ لنا أو ضدنا، لأن علينا أن نتفاعل مع المتغيرات
مثلما تتفاعل شعوب العالم قاطبة، والتي تحاول المزاوجة بين الحفاظ على
مكوناتها الثقافية من جانب والانفتاح على إمكانية إغنائها بتجارب وقيم
وتطلعات جديدة متسقة مع متغيرات العصر وإمكاناته. وهذا ما سوف يمكننا
من تشكيل بصمتنا وتاريخ مرحلتنا وشهادتنا التي ندونها لتحقيق وجودنا
الفاعل في هذا العصر.
وفي إطار تلك المرتكزات الثلاث يمكن لنا أن نقترح تصوراً لفاعلية مراكز
ثقافية نتخلص فيها من الاشتراطات والأدوار المتعلقة بالنوع / الجنس لتشمل
المرأة والرجل على السواء، ويمكن أن يكون التصور كما يلي :
1- إنشاء مراكز ثقافية رئيسية في المدن الكبرى لتصبح ملتقيات
للحوار والبحث وتشجيع الإبداع، وتعميق العلاقة بين المهتمين بهذا
الشأن يتفرع عنها مراكز مصغرة لنفس الهدف في المدن الصغيرة
المنبثقة عن المدينة الأم ، (و يمكن تكوين لجان في المراكز الرئيسة
مهمتها إنشاء المراكز الصغيرة عبر خطة خمسية لإنجازها )
2- يتكون المركز الثقافي من قسمين ، واحد للنساء وآخر للرجال ،
ويتم انتخاب مجلس إدارة المركز من النساء والرجال.
3- يتم إعداد البرامج الثقافية المشتركة ضمن برنامج عمل ثقافي
مشترك ، تتاح الفرصة من خلاله للمساهمة في إعداده وتحضيره والتفاعل معه
عبر الدارة التلفزيونية المغلقة.
4- تكوين لجان متخصصة من الرجال والنساء للتنسيق من اجل إدارة
أنشطة الفروع الثقافية المختلفة في حقل الأدب ، المسرح، التشكيل
،السينما، الموسيقى..الخ.

5- يمكن إقامة أنشطة خاصة للنساء – كما للرجال - داخلية غير
مشتركة ، وكذلك إقامة دورات متخصصة في الفن التشكيلي ، أو المسرح ،
أو نحوه .
6- يشتمل المركز على مكتبة عامة ويخصص لارتيادها أيام للرجال وأخرى
للنساء.
7- يساعد المركز كل النساء ( والرجال ) المهتمات (والمهتمبن )
بالتراث الشعبي ، أو الآثار ويخصص لهم دائرة تعنى بهذا الجانب .
8- نتيجة للفقر في الحصول على معلومات وإحصائيات ودراسات تعنى
بقراءة واقع المرأة الأدبي والثقافي والاجتماعي ، اقترح انشاء دائرة
للأبحاث والدراسات تثري هذا الجانب ويمكن أن يعمل به وعليه المختصون
نساء ورجالاً.
9- تحتاج المرأة لإقامة ورشها الخاصة لا سيما فيما يتعلق بالعناية
بالبراعم الواعدة في مجال الإبداع ،وربما فيما يتعلق بالأمومة والطفولة
10- يمكن عبر هذه المراكز إرساء قيم العمل التطوعي لجيل الشباب
فتيات وفتيان، ( كل على حدة) بالاستفادة من المراكز في العطل المدرسية
و الصيفية لتقديم العديد من الدورات والأنشطة بأسعار رمزية لتمويل
الأنشطة الصيفية ( يوافق عليها مجلس المركز المنتخب )
11- نطمح في المستقبل القريب أن نشكل من منسوبي إدارة المراكز
الثقافية هيكلاً عاماً لاتحاد الكتاب والأدباء في المملكة، بحيث تصبح هذه
المراكز – فيما بعد- فروعاً للاتحاد، أسوة بجميع الدول العربية التي
سبقتنا بعهود.
وبعد، هذه خطاطة لما استطعت تدوينه في عجالة آملة أن يتم إغناء هذا
الموضوع الهام عبر مختلف وسائل الاعلام والملتقيات ، ولكم فضل المبادرة
إلى إثارته، والاهتمام به، فشكرا من الأعماق على جهدكم المخلص والنبيل.
فوزيه العيوني
26 /9/2005



#فوزية_العيوني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مثقفون سعوديون: لا للإرهاب.. لا لأعداء الحرية في لبنان القوى ...


المزيد.....




- -إسرائيل- تتهم بابا الفاتيكان بازدواجية المعايير اثر تنديده ...
- عائشة الدبس للجزيرة: المرأة السورية سيكون لها دور مهم في سور ...
- مين اللي سرق الجزمة.. استمتع بأجمل اغاني الاطفال على قناة ون ...
- “بسهولة وعبر موقع الوكالة الوطنية للتشغيل”… خطوات وشروط التس ...
- الشرع يرفض الجدل بشأن طلبه من امرأة تغطية شعرها قبل التقاط ص ...
- -عزل النساء- في دمشق.. مشهد يشعل الغضب ويثير الجدل
- سجلي الـــآن .. رابط رسمي للتقديم في منحة المرأة الماكثة في ...
- طريقة التسجيل في منحة المرأة العاملة في السعودية .. عبر المو ...
- سوريا.. إدارة الشؤون السياسية تخصص مكتبا لشؤون المرأة يعنى ب ...
- تعيين أول امرأة في الإدارة السورية الجديدة


المزيد.....

- الحركة النسوية الإسلامية: المناهج والتحديات / ريتا فرج
- واقع المرأة في إفريقيا جنوب الصحراء / ابراهيم محمد جبريل
- الساحرات، القابلات والممرضات: تاريخ المعالِجات / بربارة أيرينريش
- المرأة الإفريقية والآسيوية وتحديات العصر الرقمي / ابراهيم محمد جبريل
- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - فوزية العيوني - المراكز الثقافية - دور المراة