صادق محمد عبدالكريم الدبش
الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 16:36
المحور:
الادب والفن
حلم مؤجل ....ذهب مع الريح ؟
هزيل أصبحت وفؤادي خائر... وعيني شاردة ويدي حيرى تائهة في أي موضع من مفاتنها تسرح ! ...عندما لامست عيناي فاها ، وغارت في جميل مبسمها وأصيل نورها ، وحرارة منبعثة من محيياها !...فأثرت ألا أن أكتب لهذا الكائن الذي أوجست منه خيفة ...فراعني ما رأيت... عند أقترابي من عرشها وحللت معشوقا عند مخدعها !... وجنان مفاتنها ...فأخذني شوق عارم وجارف !...أستحال علي الممانعة ألا أن أجاذبها ..وأشاركها وأختلس مالا يحتمل الترك والتغاضي والشرود في متاهات الطريق ...
خمس عينيك حريق .... ومأبك في روضة الخلد وعند قارعة الطريق ، تسهر الأقمار واجفة خائفة ...مرعوبة في فيافي النهد والخصر وعندما تزهو كؤسك والخمور الدهاق ...أرتشفها من رضاب ثغرك المتعطش للحب والأنس والمجون ! ومن لضى شفتيك التي أرتشفتها رحيقا وعطرا عبقا ، وطعمه مستساغ كأنه عسل مصفى ، كنت أغور في عيناك التي اطلقت شررها ...فكانت سهام من مقلتيك تصيب مقتلي ...فتعيدين لي الحياة برشفات من شفتيك كما قال احدهم (وثـــغــر أغـــــر شتيت النبات.....
لـــذيـــذ المــذاقــة عـــذب الـقــــبــل) !.. فكان المستطاب ، وهاجت أسارير الهيام والعشق لذاك المستباح الزاهي بتكوير نهديك وامتشاق قامتك واهتزاز اردافك فكأنها
كما قال احدهم ( الردف يطوي لبسها مـن فوقـه ....وشفت البياض بهبـرة السيقانـي
كـل العطـور بجسمهـا مدفوقـه .....ينثر وراهـا المسـك والريحانـي ) .
وهنا تذكرت قول الشاعر المتوكل الليثي حين يقول (إذا تمشي تأود جانباها
وكاد الخصر ينخزل انخزالا....، تنوء بها روادفها إذا ما...وشاحها على المتنين جالا ) وكذلك يقول الشاعر أعشى همذان:
ثقلت روادفها ومال بخصرها
كفل كما مال النقا المتقصف .
...فأستبقت سريرتي !!...أحلام عطشى نحو ذاك الضل الوارف عند بيلسان قامتها كأنها هيفاء فارعة تتهادى في مشيتها ...تسحر وتسكر من قاربها ؟...فتداخل الكل والضل ...وغيبه الخدر والكأس والمجون..!...فأفتننت بها عندما أقبلت ...وكادت تقتلني بأدبارها !....الهيام والعشق والحب يصاب به المحب ويدخل قلبه من دون أذن ولا مشورة ، ولكن حذاري من الوقوع به ..فهو كالبحر فعليك أن تحسن العوم كي لا تهلك لعدم اجادتك السباحة في بحر هائج وعنفوانه مهاب ومخيف وجارف يقول أحدهم (وما كنت ممن يدخل العشق قلبه و لكن من يبصر جفونك يعشق ) . وقال الأخر ( و إني لأهوى النوم في غير حينـه لـعـل لـقـاء فـي الـمـنـام يـكـون ) ...وبعد هذا السفر الجميل والتصابي والتلذذ مع هذه الحورية الماجنة ، أستيقضت من حلم جميل !..كنت أتمنى أن يطال بي الأمد لأقضي وطرا معها ، ولكن ما كل مايتمنى المرئ يدركهه ...فقد هربت مهرة الحلم الجميل !...لتعانق في حلمها ... وتسعد معشوقها وتشبع غريزتها في التأمل والخيال .
صادق محمد عبد الكريم الدبش
6/5/2015م
#صادق_محمد_عبدالكريم_الدبش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟