قصة قصيرة
على سفوح الجبال المحروقة … في الوديان والهضاب … بين الأزقة الملتوية الضيقة … في ساحات اللعب البائسة … قي الداخل … في باحات البيوت الطينية الواطئة الرطبة ..كانت الجثث تتعفن على مهل…
العيون تجحظ على مهلٍ … البطون تنتفخ … الأعضاء تتفتت … تسقط …
حتى الكلاب الضامرة وقطعان الماعز الجبلي وأسراب طيور الحجل … تنتفخ … تتفتت … تذوب …
وفي الفضاء صفرةٍ ثقيلةٌ لما تزل تنهمر بكثافة… حتى شمس الله المباركة حجبت نورها البهي ، غيوم المطر الأصفر ..!
فجأة حل في السكون حفيف مباركٌ آت من فضاء الله الواسع … أسرابٌ من الملائكة تهبط من عليائها بهمةٍ لتلتقط الأرواح … تسري بها عجلى إلى رحاب الرحمن …!
كانت الملائكة تبكي وهي تحلق على عجل …!
قال أحدهم لصحبه وهو ينشج :
عليكم بالأطفال ، فهؤلاء أحباب الله …!
قال آخر … بصوت رخيم :
حذار يا أخوتي أن تسقط الأرواح من بين أيديكم ، فتخنقها سموم الشيطان …
حشودٌ بالآلاف حلقت محمولةٍ على أجنحة الملائكة وبين أيديها الرحيمة الطاهرة …!
لا تنظروا إلى الخلف يا أحباب ، ليس لكم من عزيز هناك إلا الألم والعذاب … أنتم ضيوف من لا يظلم عنده أحد … !
ولكنه حفيدي يا سيدي … "هتفت عجوزٌ وهي لما تزل ممسكةٍ بذراعٍ محروقة متقيحة ، هذا أمانة عندي .
هذا ما عاد لك يا سيدتي … دعيه لهم وعجلي …!
هيا … هيا أيها الأحباب لنرحل ، قبل أن تعود حواماتهم لتضربنا بالسموم من جديد …
نوفمبر 2002 - أوسلو