أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الشاعر السعودي حيدر العبدالله يتأهل للمرحلة الثالثة في مسابقة أمير الشعراء















المزيد.....

الشاعر السعودي حيدر العبدالله يتأهل للمرحلة الثالثة في مسابقة أمير الشعراء


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 4798 - 2015 / 5 / 6 - 12:18
المحور: الادب والفن
    


يحاور نفسه ويناجي الخليج بلغة شعرية مثقلة بالجمال

انطلقت المرحلة الثانية من مسابقة "أمير الشعراء" في موسمه السادس الذي تنظّمهُ لجنة إدارة المهرجانات والبرامج الثقافية والتراثية في أبو ظبي وقد تأهل للمرحلة الثالثة الشاعر السعودي حيدر العبدالله الذي تفوق على أقرانه من الشعراء المشاركين في هذه المرحلة وهم لؤي أحمد من الأردن، ومحمد ولد إدوم من موريتانيا، ومشعل الصارمي من سلطنة عُمان، ونفين عزيز طينة من فلسطين.
تختلف معايير المرحلة الثانية عن سابقتها، ففي الجزأ الأول من هذه المرحلة يُلقي الشعراء نصوصاً يختارونها بأنفسهم على أن يتراوح النص الشعري من 7 إلى 10 أبيات شعرية موزونة ومقفّاة وحرّة الموضوع. أما الجزأ الثاني فينحصر بالمجاراة الشعرية حيث اختارت لجنة التحكيم المؤلفة من د. صلاح فضل، د. علي بن تميم، و د. عبد الملك مرتاض قصيدة لأبي تمّام على أن تُجارى موضوعاً ووزناً وقافية من خلال أربعة أبيات شعرية شرط أن يُمنحوا الوقت الكافي للارتجال الذي يلعب دوراً في نتائج الفوز والتأهيل.
يبدو موضوع قصيدة "ناحِت المراكب" للشاعر السعودي حيدر العبدالله سياسياً للوهلة الأولى ولكنه في حقيقة الأمر يتخذ من السياسة حجة ليغوص في حُب الدول الست التي تُشكِّل الاتحاد الخليجي الذي يعتمد على النموذج الأمثل الذي قدّمته الإمارات العربية المتحدة في عهد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. فالقصيدة تنطلق من الذات إلى الموضوع، ومن زَبَد السياسة إلى أعماق الاتحاد الخليجي وتجلياته الروحية والفكرية والاجتماعية. بل أن الناقد مرتاض لم يرَ في لغة هذه القصيدة لغة سياسية أو إعلامية أو يومية، بل هي "لغة شعرية مثقلة بالجمال" بعكس الناقد صلاح فضل الذي رأى أن الشاعر حيدر العبدالله يغوص في بحرَي الشعر والسياسة ويريد أن يعرف كيف يُعبّر العبدالله عن الثيمة السياسية شعراً. أما الناقد علي بن تميم فله وجهة نظر أخرى مفادها أن المغفور له قد انطلق من الأمل محوّلاً إياه إلى واقع ملموس بخلاف العبدالله الذي انطلق من الواقع إلى الحلم مُحاوراً نفسه، ومُناجياً الخليج العربي بصورٍ شعرية مليئة بالحُب والمشاعر الإنسانية الصادقة. وعلى الرغم من توفر القصيدة على لغة شعرية متوهجة كما ذهب صلاح فضل إلاَ أنها لم تخلُ من بعض القوافي المتكلفة الثقيلة مثل "تأتّى" التي وردت في هذا البيت. "خليجًا دون غرقى أشْتهيهِ / ومَوّالاً قَوافيهِ تَأتّى". ومع ذلك فإن قوة هذه القصيدة تكمن في جزالة الاستهلال وما تلاه من أبيات شديدة الدلالة والتكثيف. ولكي نؤكد صحة ما نذهب إليه نورد البيتين الأولين اللذين يشكّلان عتبة النص وحاضنة مضمونة الشعري المركز حيث يقول: " خليجٌ واحدٌ والريحُ شَتّى / فكيفَ على مرافِئهِ نبتّا ؟ / كأنكَ أُمُهُ أو أمُ مُوسى / لأنكَ كلَّما ماجَ التفَتّا!".
رأى الناقد بن تميم أن قصيدة "معا نموت" للشاعر الأردني لؤي أحمد هي نص مسكون بحلم جماعي وحنين إلى حياة الصعاليك بوصفهم المثل الأعلى لكن الدكتور مرتاض اعترض على العنوان "اليائس البائس" لأننا أحوج ما نكون إلى الأمل والإيمان بالمستقبل لكنه لم ينفِ استحضار القصيدة للتراث الشعري وقال عنه لؤي أحمد بأنه "يُوشك أن يكون فحلا." أما صلاح فضل فقد استغرب إغفال الشاعر لقيم العدالة عند الشعراء الصعاليك، وأثنى على عجز مطلع القصيدة الذي يقول فيه:"مِن فكرةِ البَيتِ كُنَّا نَصنَعُ المنفَى / ونَعشقُ البَيتَ لكنْ نَكرهُ السَّقفَا" وهو تعبير مجازي لعشق فكرة الحرية. ومع ذلك فإن المعنى الوجودي يتجلى في البيت الآتي الذي يقول كل شيئ تقريباً: "نَمضِي ونَعلَمُ أنَّ الموتَ صَائِدُنَا / ومَا سَألنَا: مَتى أو أينَ أَو كَيفَا؟
يرى مرتاض أن الشاعر الموريتاني محمد ولد إدوم قد بالغ في الانزياح اللغوي في قصيدته المعنونة "روح الماء" الأمر الذي أفضى بالنص إلى الغموض وسوء الفهم. ثم عاب على الشاعر استعماله اللغة الهجينة، وأشار إلى خلوّ قصيدته من الموضوع. فيما ذهب بن تميم إلى أن النص برمته قد وقع أسيراً للعنوان وأن القصيدة كلها قد استسلمت لشهوة الحكمة الذهنية. أما صلاح فضل فقد طالب الشاعر أن يملأ حياتنا بماء الحُب والشعر والجمال.
على الرغم من الطاقة الشعرية الواضحة التي يمتلكها الشاعر العُماني مشعل الصارمي لكنه غارق في رؤيا قاتمة وحزينة تفضي في بعض الأحيان إلى غموض يغلّف المعاني. كما أكدّ بن تميم على هذه الروح المتشائمة التي حطّت بكل ثقلها في لحظة يأس وأفول على قصيدة "رؤيا" التي أسماها "أضغاث أحلام أو كوابيس" لأن الشعر يجب أن يمجد الحياة ويخلو من اليأس. أما صلاح فضل فقد أكد على وجود لغة شعرية متعانقة في هذا النص، وأشار إلى قدرته الواضحة في التلاعب باللغة. ومن بين الأبيات المتشائمة نورد هذه الصورة الكابوسية: "وكُلَّمَاْ لَاْحَ كَشْفٌ فِي مَدَى نَفَقِي / يَمُدُّ لِيْ الغَيْبُ مِنْ دَيْجُوْرِهِ نَفَقَا".
يعتقد بن تميم أن الشاعرة نفين عزيز طينة تتجه في قصيدتها "قميص النور" إلى أعماق الذات وكأنها تنتظر معجزة لتنتشلها من الديجور إلى النور. وركزّ على أن هناك بصيرة ثاقبة وإن غاب البصر. التفت مرتاض إلى الانزياحات اللغوية في نصها الذي نسجته من سوائل متعددة. وأشاد بمعالجتها لمسألة التغرب الذي مني به الشعب الفلسطيني. أما صلاح فضل فقد تساءل مرتين قائلاً: "ما أوجع جرحك يا نفين، وما أشعركِ في التعبير عنه؟ ثم أشاد بنبرتها المتفائلة في الأبيات الأخيرة التي تخفف من وطأة هذا الجرح العميق حيث تقول: "ستبقى طيورُ الفجر تشدو بخافقي / فلي في دياجي الصبر بدرٌ وأنجُمُ / ويوسُفُ إذ يُلقيْ عليَّ قميصَهُ / يعانقُني نورُ الحياةِ وأُرحَمُ".
دأب القائمون على مسابقة "أمير الشعراء" باتاحة فرصة المجاراة بين الشعر الفصيح والشعر النبطي حيث تمت استضافة الشاعرة الأردنية حليمة العباسي، نجمة شاعر المليون في موسمه الرابع والشاعر السعودي جاسم الصحيّح، نجم أمير الشعراء في موسمه الأول حيث قدمت حليمة قصيدة بعنوان "طفولة عيد" وهي قصيدة جميلة تستدي الطفولة ثم جاراها الصحيّح بقصيدة فصحى أجمل منها. وقد قوبلت فقرة المجاراة التي تكررت مرتين باستحسان الحاضرين.
تكمن أهمية مسابقة "أمير الشعراء" في اكتشاف المواهب الشعرية الجديدة والترويج لها عبر أربع قنوات وهي قناة "بينونة" الفضائية وقناة أبوظبي الأولى، والتلفزيون السعودي - القناة الأولى، وقناة المحور الفضائية المصرية الأمر الذي يحقق الشهرة والذيوع للمتنافسين على المراكز الخمسة وعلى رأسها لقب أمير الشعراء الذي يحظى، إضافة إلى اللقب، بمبلغ مليون درهم إماراتي، وميدالية ذهبية، ووشاح شعار المهرجان، وطبع ديوان مقروء ومسموع للفائز الأول. أما الفائزون بالمراكز الأربعة الأخرى فتتراوح جوائزهم المادية بين نصف مليون درهم و مائة ألف درهم إماراتي إضافة إلى الميداليات الفضية والبرونزية، وشهادات الفوز، وطبع الدواوين المقروءة والمسموعة. تُرى، هل يُتوج الشاعر السعودي الشاب حيدر العبدالله بلقب أمير الشعراء في موسمه السادس أم أن الحلقات القادمة تنطوي على مفاجآت لم يضعها أحد في الحُسبان؟



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القسوة والبشاعة وتقطيع الأوصال في أفلام أنتوني بيرنز
- الميتا سردية والبطولة المضادة في تل الصنم
- الرقص في الصحراء بعيداً عن أعين الباسيج
- النص الروائي المهجّن
- المزج بين الحقيقة الدامغة والخيال المجنّح في فيلم مدغشقر جزي ...
- الإسلاموفوبيا . . تنميط المسلمين وتحنيط الثقافة الإسلامية
- حدود الرقابة على السينما (2 - 2)
- حدود الرقابة على السينما العربية (1 -2 )
- حضور الهولوكوست في السينما البولندية بعد خمسين عاما
- التناص الروائي مع الأحداث التاريخية
- الهاوية . . رواية لا تحتمل الترهل والتطويل
- مذكرات كلب عراقي
- أوراق من السيرة الذاتية لكلاويج صالح فتاح
- الغربة القسرية والحنين إلى الوطن في منازل الوحشة
- حدائق الرئيس
- مشرحة بغداد
- ماذا عن رواية «دعبول» لأمل بورتر
- النحات البلغاري سفيلِن بيتروف وثيماته الإماراتية
- كيم دونغ-هو في فيلمه الروائي الأول صُنع في الصين
- رانيا توفيق وليلى حطيط تستكشفان علاقتهما بالوطن الأصلي


المزيد.....




- قبل إيطاليا بقرون.. الفوكاتشا تقليد خبز قديم يعود لبلاد الهل ...
- ميركل: بوتين يجيد اللغة الألمانية أكثر مما أجيد أنا الروسية ...
- حفل توقيع جماعي لكتاب بصريين
- عبجي : ألبوم -كارنيه دي فوياج- رحلة موسيقية مستوحاة من أسفار ...
- قصص البطولة والمقاومة: شعراء ومحاربون من برقة في مواجهة الاح ...
- الخبز في كشمير.. إرث طهوي يُعيد صياغة هوية منطقة متنازع عليه ...
- تعرف على مصطلحات السينما المختلفة في -مراجعات ريتا-
- مكتبة متنقلة تجوب شوارع الموصل العراقية للتشجيع على القراءة ...
- دونيتسك تحتضن مسابقة -جمال دونباس-2024- (صور)
- وفاة الروائية البريطانية باربرا تايلور برادفورد عن 91 عاما


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - الشاعر السعودي حيدر العبدالله يتأهل للمرحلة الثالثة في مسابقة أمير الشعراء