ياسين لمقدم
الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 23:35
المحور:
الادب والفن
في يوم من أيام الإثنَين من غابرِ الأزمان، حاول سرابٌ عنيدٌ خداعَ بعض العابرين للفيافي في يوم قائض، ولكنه لم يفلح في ذلك رغم كل الأشكال المُغرية التي تشكَّل عليها. وبعد عناء طويل ومحاولات فاشلة شعر بقواه تخور مع حلول المساء، ثم انْهارَ كلِّيًّا عند غروب الشمس حيث عَلِمَ أن العابرين كانوا من الصَّائمين.
*****************
ختمَ عاشقٌ ولهانٌ رسالته الأخيرة إلى حبيبته التي لا تعرفُ عنه شيئا، قائلا : "إنْ وصلني صمتكِ فسيُسعِدُني رضاكِ. ثم وضعها في دُرجِ خزانتهِ مع ألْفِ رسالةٍ سابقة.
******************
جاء وقتُ الحصادِ، فكُلِّف بدوِيٌّ من قِبَلِ أهلِ مضربِهِ بالتّوجهِ إلى السوقِ الأسبوعيِّ البعيد ليشتري حمارا قويًّا للدِّراسِ.
فلما وصل البدويُّ الى سوق الحمير، استرعى انتباهه حمارٌ قويٌّ يتحلق حوله مجموعة من الرجال، ويتزايدون فيما بينهم على سِعره، وهُمْ في الأصل سماسرة في ثياب المُتسوِّقين، يتواطؤون سِرًّا مع التجار ليرفعوا من قيمة المبيعات. فدخلَ البدوي معهم السِّجالَ إلى أن رجَحَ عَرضُه على باقي العروض. فأسرعَ البائعُ ومُعاونيه في رفع الحمار إلى شاحنةٍ ستوصله إلى مدشرِ البدوي.
ولما وصلتِ الشاحنة إلى المدشر، هرع الجميعُ إليها ليتعاونوا على إنزال الحمار الضخم. ولكنهم صُدموا لما رأوهُ بثلاثة قوائم فقط، فاستفسروا مبعوثهم عن ذلك. فأقسمَ لهم بأغلظِ الإيمان أنه اشتراه سليما وبقوائمه الأربعة. فغمزهُ شيخٌ قائلا : ربما رأيتَ شيئا آخر غير قائمته الرابعة!!!.
#ياسين_لمقدم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟