كمال التاغوتي
الحوار المتمدن-العدد: 4797 - 2015 / 5 / 5 - 00:56
المحور:
الادب والفن
وَتَرٌ أوّل
يَهْــوَى السَّــفَرَ المَطْبُوخَ عَلَى السُّحُبِ،
يَهْوَى السَّفَــرَ المَلْغُــومَ نُــوَاحَــا
فِي شَــعْرِ عَــرُوسِ الدُّرِّ النَّــائِي،
يَسْتَــمْرئُ إعْصَــارَا يَدْحُوهُ وِشَــاحَــا
وسَــرَابًــا يَــرْمِيهِ بالشُّهُــبِ،
وَيُحِبُّ النَّــحْتَ عَــلَى المَــاءِ.
وتَرٌ ثَانٍ
مَغْمُــورًا بِالدَّمِ فَوْقَ الأَسْوَارِ
يَــجْتَــاحُ شَــرَائِحَ بَحْرٍ مَسْعُــورَة،
لاَ زَادَ سِـــوَى قَلْبٍ اعْتَــادَ المِلْحَ
وَيَــمَــامٍ أهْــدَرَ سَجْعَــهُ سُلْطَــانْ،
مَــلَّ الأبْــواقَ المَقْهُــــــورَة
فَــتَـــلاَشَــى نَسْـــغًـــا فِي الأسْمَــارِ.
وَتَــرٌ مَثْقُـــوب
مِنْ بَــغْــدَادَ السَّبِيَّــة
حَــتَّــى أشْطَــانِ الكُوفَــةِ والنَّيْــرُوزِ،
يُــجْلِي أعْنَــاقَ النَّخْلِ الطَّرِيَّة
وَرُفَـــاتَ أَسَــاقِفَــةِ النَّــارِ،
مِنْ بَــغْدَادَ الشَّــهِيَّــة
غَــنَّــى لِلفَيْــرُوزِ.
وَتَــرٌ ثَالِثٌ
يَشْتَــاقُ إِلَى أمْشَـــاجِ الوَاحَاتِ
يَشْتَـــاقُ إلَى بُــرِّ البَــرَّ
لَــكِنَّ عَطَــايَــا السَّــفَّــاحِ
مِنْ لَحْمِ عُــرَاةِ الهَــامَــاتِ
وبَغَـــايَـــا القَصْــرِ وضَحَايَا القَــرِّ.
وتَــرٌ رَابِعٌ
اللَّيْــلُ بُــرَاقُ
والمَــوْجُ سَــرِيرُ
والغَــوْرُ قَــرَارُ
والأُفْقُ عِـــرَاقُ.
وَتَــرٌ مَقْطُــوعٌ
خَبَــزَ المِجْــدَافَ سِيَــاطَــا
والنَّــوْرَسَ نَجْمًــا لاَ يَخْــذَلُ،
غَــزَلَ الجَــوْزَاءَ نِيَــاطَــا
وغَــزَا جُـــزُرًا لاَ تُـــبْــــذَلُ.
وَتَــرٌ خَـــامِسٌ
مَـا كَــــانَ شَـــرِيدَ المَــرْجَــانِ،
مَــا كَــانَ طَــرِيدَ الأرْضِ،
فِي جَــرَّتِهِ أصْـــدَاءُ وُعُــولٍ خُضْرِ
والصَّـــارِي لِلْعِشْقِ الغَضِّ
ضَــوْءٌ فِي أوْتَــارِ الرَّيْحَــانِ؛
مَــا كَــانَ سِوَى مَــسٍّ يَسْتَـــهْـــوِي
عَسَـــلَ الأقْمَــــــــــــــارِ السُّــمْـــرِ
وَنَشِيــــدًا
فِي طَــوْرِ التَّــكْـــوِيــرِ المُـــرِّ...
#كمال_التاغوتي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟