أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - التسليح... ودموع التماسيح.














المزيد.....


التسليح... ودموع التماسيح.


احمد محمد الدراجي

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 15:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


دموع التماسيح أو التعاطف السطحي، الظاهري، النفاقي، الانتهازي هو مصطلح يصف المشاعر الكاذبة تجاه أمر ما، مثل تظاهر المنافق بالبكاء على حزن أو مصيبة وهو في الحقيقة لا يشعر بالحزن، وعديم المشاعر والأحاسيس.
يقول أهل الاختصاص إن التماسيح تستخدم أسلوب النحيب والبكاء أحيانا لكي تستدرج فريستها، ومن هنا جاء وصف دموع التماسيح، لأنها دموع كاذبة ووهمية، وأصبح مصطلح نفسي يصف مدعين البكاء والمنافقين.
التفسير العلمي لدموع التماسيح هو أن التمساح عندما يتحفز للانقضاض على فريسته تتكون لدية طاقه هائلة، ولأن جلده خالي من غدد تعرق، فان عرقه يخرج من مكان واحد وهو عينيه، وتفيد التقارير العلمية إن خروج الدموع من عيون التماسيح يكون بكميات كبيرة حينما تنقضّ على فريستها وتأكلها.
دموع التماسيح الحيوانية حالة طبيعية تكوينية، أما دموع التماسيح البشرية فهي حالة نفاقية تعبر عن تعاطف سطحي مصلحي انتهازي والغريب في الأمر أن ثمة اشتراك بين الجنسين، وهو أن تدفق الدموع منهما بغزارة يكون حينما ينقضان على الفريسة ويباشران بأكلها!!!!، ولكن لم تذكر الدراسات العلمية إن التماسيح تستمر في البكاء على فريستها بعد أن تلتهما وتصبح في خبر كان، أما التماسيح البشرية في العراق فإنها تذرف دموعها وتظهر تعاطفها النفاقي على فريستها بعد أن قضمتها، لتكمل ما خططت له من أجندات شخصية.
ما أكثر التماسيح البشرية في العراق، التي تعوم في بحر دماء أبنائه التي سُفكت بسب السياسات الطائفية والمناهج الانتهازية التي سارت وتسير عليها تلك التماسيح، لكن دموع تماسيح العراق متعددة الأنواع والمخارج، فتارة تكون على شكل قطرات صفراء تذرفها من عيونها التي لا تبصر إلا صور مصالحها وأجنداتها الشخصية، وتارة تكون على شكل فتاوى أو خطابات رنانة لتحريك الناس وتأجيجهم واستقطابهم طائفيا أو جهويا، وتارة تكون على شكل مواقف تجاه أحداث مفبرَكة مدبَرة ، وكان ولا يزال المذهب والطائفة والطائفية، هو بيت العزاء الذي تقيم فيه التماسيح مراسيم البكاء النفاقي والتعاطف السطحي والتأجيج النفعي، والفريسة في كل هذا هو الوطن والمواطن.
هنا نريد أن نسلط بعض الضوء على صورة من صور دموع التماسيح التي برزت بقوة على المشهد العراقي، تتعلق بقضية تسليح الكرد وأهل السنة العزل، فبعد أن امتنعت وماطلت وسوفت الحكومة ومن يفرض عليها إرادته في مسالة تسليح أهل السنة، وتركتهم فريسة لداعش ومليشيات الحشد الطائفي، والنزوح والغدر والخطف، في ظل صمت وسكوت الرموز الدينية، فبعد كل هذا وقفت هي والمرجعية وشخوصها السياسية وكتلها وحشدها ومليشياتها ضد تسليح الكرد وأهل السنة، ضد تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه، والذريعة هي السيادة والتقسيم، وراحت تذرف دموع التماسيح على السيادة وتهرج وتصرخ عليها، وكأن العراق يتمتع بشيء اسمه السيادة، متجاهلة في الوقت ذاته أن السيادة انتهكت وذبحت بسكين السياسات الفاشلة الطائفية الفاسدة الحاكمة والمتسلطة في العراق، والتبعية لدول الاحتلال، وخاصة الاحتلال الإيراني وصارت بغداد عاصمة الإمبراطورية الفارسية التي أعلنت عنها إيران . ومتجاهلة أيضا دعوات التقسيم المبطن والمقنن تحت عنوان الفدرالية والأقاليم وإقليم الوسط والجنوب وإقليم أو فدرالية البصرة.... التي انطلقت من نفس المعترضين على التسليح تحت شماعة السيادة والتقسيم.
وأخيرا نتساءل: من أين جاء الرافضون للتسليح بعلاقة التلازم بين السيادة والتقسيم وبين تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه؟!!!.
يقول السيد الصرخي الحسني في سياق جوابه على استفتاء رفع له حول قضية التسليح، تحت عنوان «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق»:
((رابعاً : نحن ضد التقسيم وقلنا ونقول ونكرر ونؤكد قولنا :: كلا كلا للتقسيم ..كلا كلا للتقسيم ... لكن لابد من الإشارة والتأكيد على انه لا يوجد ملازمة بين تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه وبين التقسيم .)).
http://al-hasany.com/vb/showthread.php?t=413194
استفتاء: «نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق»



#احمد_محمد_الدراجي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التلازم بين التسليح والتقسيم وهم وخداع.
- المعترضون على التسليح في قفص الإتهام.
- دمٌ يُراق بين ناظم الثِرثار والقائد الثَرثار.
- القرآن الكريم والفكر المتين... مصدر إزعاج المُفلسين.
- النتائج الكارثية شاهد على سقوط الفتوى الطائفية، جرائم تكريت ...
- مقارنة موضوعية...الخليفة الثاني والمسؤولون في العراق
- يا رئيس الوزراء، لقد حذرتكم المرجعية الرسالية ولكن...
- الطفل عامر الفلوجي يفضح الطائفين.
- عندما يكون التحقيق علميا تتلاشى الأساطير.
- التاسع من نيسان...انقلاب الموازين وسحق القيم.
- روحية النقاش العلمي ثمرتها المودة والتعايش السلمي.
- التعامل الجامد مع الروايات هو مؤنة تكفيريو التشيع والتسنن.
- القيادة الرسالية ليس لها عداء مع الأشخاص.
- احذروا منهج التكفير مُدعي التسنن، ومنهج التكفير مُدعي التشيع ...
- اتساع إمبراطورية -داعش-... وتخبط التحالف الدولي.
- ماذا كانت تنتظر الرموز من أمريكا؟!!!.
- أسباب فشل مؤتمرات الحوار بين الأديان وبين المذاهب ونتائجها ا ...
- آثار العراق بين معول داعش… وإهمال ساسة النفاق.
- المنهج الفرعوني والأفيون الطائفي.. سلاح منتحلي التشيع.
- الإستراتيجية الصحيحة لمواجهة داعش.


المزيد.....




- العراق يعلن مقتل -أبو خديجة- والي داعش ويعتبره -أحد أخطر الإ ...
- فؤاد حسين: التهديدات الآنية للمجتمع السوري والعراقي مشتركة و ...
- البحرية الملكية البريطانية تضبط مخدرات في بحر العرب
- غوتيريش: خفض واشنطن وعواصم أوروبية المساعدات الإنسانية جريمة ...
- مستوطنون إسرائيليون يخربون ممتلكات سكان قرية فلسطينية في الض ...
- نتنياهو يعلن قبوله خطة المبعوث ويتكوف ويتهم -حماس- برفضها
- الشرطة الألمانية تحقق في احتراق أربع سيارات تسلا في برلين (ص ...
- ترامب: الخبيث جو بايدن أدخلنا في فوضى كبيرة مع روسيا
- إعلام: -الناتو- يخطط لزيادة قدراته العسكرية بنسبة 30%
- تجارب الطفولة المؤلمة قد تزيد من خطر الإصابة بأمراض مزمنة


المزيد.....

- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - احمد محمد الدراجي - التسليح... ودموع التماسيح.