أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم عبد مهلهل - تمرين في الكتابة الروحية














المزيد.....


تمرين في الكتابة الروحية


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 15:54
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    



يفكر الكاتب بروح موضوعته من خلال صناعة جسد لفكرة صغيرة ثم يمدها باستطالة ليست محسوبة الحجم لتصبح في النهاية قصة أو قصيدة أو أي نتاج كتابي أخر .
تقول فرانسوا ساغان : أكتب لأحرر نفسي من خطر التلاشي في أمكنة هي لا تصلح حتى لتطوير شكل الخط الذي تعلمته في المدرسة .
مثل هكذا مشاعر اتجاه الكتابة ننقاد إلى توسيع ذاكرة الذهن لحظة الشروع بالأداء الكتابي لهاجس أو موضوعة ما فنرى دور المؤثر في بناء النص . وهو أمام يكون تأثيرا لمكان أو زمان أو عاطفة مصنوعة من شاخص ما في حياتك .
أفعال كثيرة ولكن في مستويات تقف عند حدود نسب ما ولكنها في الأخر هي نتاج للذاكرة الإنسانية حتى لو كان الأمر يتعلق بتحرير كتاب رسمي لدائرة الطابو .
يقول أينشتاين صاحب النظرية النسبية : أن تفاحة نيوتن قضت على الفراغ الذهني لذاكرة البشر وأوجدت طفرة وراثية صُنعت من خلالها الفيزياء العظيمة .
من هذه الفيزياء العظيمة جاء الصفر الذي يعني الرغبة في الذهاب إلى اللامتناهي حيث بأماكننا تخيل ما شئنا منذ لحظة الارتطام التفاحة جراء الجذب الحاصل بينهما وبين الأرض الذي تتسكع عليها أفكارنا وهي ترغب بصنع المكان الذي لا ينهزم تحت وطأة نظرية الإزاحة فالثبات هو ما ننشد كلما أردنا أن نشيد لذاكرتنا نصاً نوصل به أحلامنا بالأرض التي استراحت على وسادتها تفاحة نيوتن .
تحكمنا الكتابة برغبة لجعل الفكرة داخل مصنع التخيل أنها من نتاج الرغبة ليكون لنا عاكسا يبرر التصرف والحس والشعور الذي فينا وهي في مكانه الفيزيائي طاقة كامنة يؤدي انتشارها إلى صناعة وعي ومتغير جديد في حياتنا وعدا ذلك لو بقت هذه الطاقة مكبوتة لمتنا منذ اليوم الأول الذي أحسسنا فيه الرغبة لقول ما يغور في أعماقنا مثل حوت جريحة في مياه ضحلة .
نكتب لكي نعيش . نكتب لكي نحلم . نكتب لكي نخلد . واخيرا أنا أكتب أذن أنا موجود .
في السفر القديم ( العالم خلق بكلمة ).
هي واحة من رؤى الشكل والقيمة لرفع شأن ما نريده أن يكون لنا خصوصية .كان الكاتب في سومر يُعطى مكانة تليق في موهبته وكان يمشي إلى جوار الكهنة في المراسيم والطقوس والمواسم الاحتفالية .
وكان الملك الآشوري أشور بنيبال يوزن اللوح المكتوب بالذهب ولمدونه يعطي ضعف وزن ذلك اللوح حين يشعر الملك بقيمة هذا الكاتب ليضم مؤلفه إلى مكتبته العظيمة . انه اعتراف أزلي بقيمة الكتابة كأداة للتعبير عن الحياة بكل وقائعها السرية والعلنية والطبيعية والسحرية وحتى هواجس ميتافيزيقيا التوحيد كانت الكتب هي شاهدتها والكاتب كان العلي القدير الذي تأتي مدوناته بتلاوة على لسان رسله والملائكة والقديسين .
هذا القرين الأبدي بين الخلق والكلمة يجعل من الكتابة هاجساً للحضور الدائم في حياتنا وربما هي أقرب نقطة مؤثرة لذلك المطلق الذي ننشده ولكن أحدا لم يحصل عليه الآن . فمنذ غفوة جلجامش قرب زهرة الخلود وسرقة هذا الزهر من قبل الحية والأنسان يقيم من الكتابة مشاريع واختراعات وتصورات للوصول إلى ذلك الحس الهائم بين المجرات الذي وحده يستطيع أن يوفر لنا أزلا منتشيا يجعلنا نشعر بأبد السعادة فلا نشيخ ولا نمرض ولا نموت . غير أن البعض إزاء هكذا نظرة يبدو غير مبال بالقيمة الأبدية التي يمكن أن يوفرها وعينا الكتابي لصناعة خلود مفترض كما يقول وليم جيمس .
أنها، بالنسبة له، مسألة ثانوية ، وبأن المسائل الكبيرة للفلسفة هي الزمان، وحقيقة العالم الخارجي، والإدراك. فالخلود يحتل موقعاً ثانوياً، ذلك الموقع الذي هو أضعف صلة بالفلسفة مما هو مع الشعر، وبالطبع مع اللاهوت، وإن لم يكن كذلك مع كل لاهوت.



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مُسعدْ يرسم ملاكاً
- شيء عن هويتنا الثقافية
- سكان قفص الكناري
- جاموسة الموسيقار المصري
- السيخ لا يأتون من المريخ
- محظيات شمشون الجبار
- الأهوار وناجي العلي
- البكاء الشيوعي .....!
- مكاتيب ياس خضر
- دشاديش توم وجيري
- قريتنا وعطر الهاواي
- أساطير البالطو
- حوار راكيل وعزرائيل
- من سماء بعاذرا الى مياه الأهوار
- الجاسوس الأكادي
- لصوص الدواب
- الجبايش وعصافير مراكش
- شيء عن غرام سارتر وبوفوار
- مقبرة القمح المكسيكي
- أطفال الأهوار ومحمد عطية الابراشي ...!


المزيد.....




- إسقاط عشرات الطائرات المسيرة الأوكرانية على مختلف الأقاليم ا ...
- الرئيس الروسي يعلن استعداد بلاده للتفاوض حول النزاع في أوكرا ...
- ماكرون يعلن عن عملية تحديث لمتحف اللوفر تستغرق سنوات لاتمامه ...
- فلسطينيون يواجهون أسوأ مخاوفهم في شمال غزة
- مسيرات أوكرانية تستهدف منشأة للطاقة الذرية في مقاطعة سمولينس ...
- -هآرتس-: ارتفاع مبيعات الأسلحة من صربيا لإسرائيل بنسبة 3000% ...
- سوريا.. تنظيم -حراس الدين- يعلن حلّ نفسه
- المبعوث الأمريكي يبحث اتفاقا شاملا للشرق الأوسط يشمل إعمار غ ...
- القيادة العامة السورية تصدر بيانا عن لقاء الشرع وبوغدانوف في ...
- المغرب.. توقيف مشتبه به لتورطه بالاحتيال منتحلا صفة مسؤول بم ...


المزيد.....

- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - نعيم عبد مهلهل - تمرين في الكتابة الروحية