أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حكاية أبو العُلى -3-














المزيد.....

حكاية أبو العُلى -3-


علي دريوسي

الحوار المتمدن-العدد: 4796 - 2015 / 5 / 4 - 12:52
المحور: الادب والفن
    


عندما اعتقلوا الشاب القصير "ك. ع." الموظف في مؤسسة "أفتوماشين" في عام 1987 .. توقفت فرص العمل في الشركة وبدأ "أبو العُلى" بالبحث عن فرص عمل جديدة .. لم يجدها لاحقاً إلّا في الأعمال الحرة القاسية التي لا تصلح للإنسان بل "فقط" للآلة .. ولم يكن وحده في رحلة البحث عن عملٍ طلابي .. كان يعرف عدداً لا بأس به من الأصدقاء الذين كانوا يُموِّلون دراستهم وحياتهم في مهن البناء ونقل الحجارة وفي بعض الأعمال الزراعية ..

مازال يذكر جيداً أحد الأعمال الكثيرة التي مارسها .. في إحدى المرات عمل في مديرية الزراعة في مدينة اللاذقية عدة أسابيع متفرقة تحت إشراف أحد المهندسين المدنيين "ق. ع." المدعومين جيداً والذي سرق ملايين الليرات أثناء بناء بعض المشاريع الصغيرة لصالح المديرية ..
في أحدالأسابيع القاسية جداً .. قال المهندس يومها له ولشريكه في العمل: سأعطي كل منكما يومياً ولمدة سبعة أيام مبلغاً من المال وقدره 500 ليرة سورية .. على أن تعملا بجد وتنجزا العمل المطلوب في أقصر وقت ..

كان العمل يدوياً والطقس ماطراً وعاصفاً .. يبدأ العمل في الصباح في إحدى الغابات في منطقة البسيط وينتهي مساءً .. كان أقسى من طاقة الإنسان بكثير .. كان يتضمن نقل قضبان الحديد وأحجار النحيت وأكياس الإسمنت والرمل والحصى بالأيادي الحافية العارية .. بعد هذا الأسبوع من العواء الذئبّي في براريّ وغابات البسيط البعيدة وقعا كليهما صريعاً للمرض ..

عندما تمّ الإفراج عن الشاب القصير "أ. د." بعد سجن دام أكثر من ثلاثة عشر عاماً .. ذاك الذي تنبّأ أبو الولد له في حكاياته المسائية القديمة بأنّه كان من الممكن أن يصبح مديراً لشركة العمران .. ذهب الولد "أبو العُلى" إليه .. إذْ قالوا !! أنّ له علاقات طيبة مع الناس "المحترمين" .. وفي أحد الأحاديث الحميمية رجاه أن يساعده عن طريق علاقاته الطيبة في تأمين فرصة عمل خفيفة .. ولا مانع أن تكون في الحسكة أو دمشق أو بيروت أو أي مكانٍ آخر ..

قال الشاب "أ. د." له: لا بأس .. أعرف من يساعدك .. كان هناك في سجن "صيدنايا" .. بالمهجع المجاور لمهجعنا رجل من طرابلس في لبنان .. سُجِنَ بتهمةِ تجارة المخدرات وحيازتها .. وقد خرج من السجن وعاد إلى قريته البحرية حيث يملك هناك مرفأً وخليجاً بحرياً صغيراً ..

قال له: إذا سافرت إلى بيروت! .. تستطيع من هناك السفر إليه وتأمين فرصة للعمل عنده أو عن طريقه .. فالرجل "التاجر" لديه شبكة علاقات ومعارف كبيرة .. قُلْ له: إنّ الشاب "أ. د." يهديك السلام ويرجوك أن تساعدني في البحث عن فرصة عمل .. وملاقاتها ..

وكانت بقايا الحرب في بيروت ما زالت قائمة والرصاص على "أبو موزة" .. الشيء الذي لم يكن ليعلمه .. وكانت هي المرة الأولى في حياته التي سيغادر فيها إلى مدينة أخرى في بلدٍ آخر ..
يتبع في الجزء الرابع ..



#علي_دريوسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكاية أبو العُلى -2-
- حكاية أبو العُلى -1-
- كومبارس في مقهى ألماني
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -10-
- النَّقْصُصَّافِي في ألمانيا
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -9-
- مقاهي دير الزور .. مشروع لم يكتمل بعد
- في الطريق من فرايبورغ إلى لندن
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -8-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -7-
- دلعونا إمرأة من بسنادا
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -6-
- رسالة إلى سحر
- آزارو مرّ من بسنادا
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -5-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -4-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -3-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -2-
- حَمِيمِيَّات فيسبوكية -1-
- جينات بسندلية -4-


المزيد.....




- -ثقوب-.. الفكرة وحدها لا تكفي لصنع فيلم سينمائي
- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - علي دريوسي - حكاية أبو العُلى -3-