أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - زمن بث المؤتمرات الشعبية: كفاية تتحدى مبارك على الهواء















المزيد.....

زمن بث المؤتمرات الشعبية: كفاية تتحدى مبارك على الهواء


هويدا طه

الحوار المتمدن-العدد: 1332 - 2005 / 9 / 29 - 11:25
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


أصبح الإعلام في وقتنا الحالي السلاح الأكثر فعالية.. في تسريع وصول الحركات الشعبية المناهضة للنظم الديكتاتورية الراسخة بمختلف البلدان إلى تحقيق أهدافها، وأهم هذه الأهداف حلحلة انفراد تلك النظم بشعوبها.. فالأساس في نجاح أي (حركة شعبية منظمة) هو انتشارها بين مواطنيها، وتبنيهم لمطالبها ودعمهم لها معنويا وحركيا.. والمثال المطروح هنا هو حركة كفاية المصرية التي نشأت في مصر منذ عام.. لتقول شعارها المعبر (كفاية) ضد نظام ديكتاتوري راسخ في مصر، وكان الإعلام من أهم عوامل وصول صوتها إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين المصريين.. في وقت قياسي.. بل ومواطني البلدان العربية الأخرى.. فقد ظهر مع الوقت نوع من (الحب الشعبي العربي) لهذه الحركة الشابة في مصر..
هل جاءت قناة الجزيرة مباشر في الوقت المناسب إذن؟ ربما تكون كذلك بالفعل.. فهذه القناة ضمن مجموعة قنوات شبكة الجزيرة الفضائية تنقل مؤتمرات صحفية وأحداث كبيرة بشكل كامل.. وفي ذلك تختلف عن العُرف السائد- إعلاميا- في مختلف القنوات.. بما فيها قناة الجزيرة الإخبارية الأم.. وهو الاكتفاء بنقل (جانب) من هذا الحدث أو ذاك وعدم إكماله إلى نهايته، والأسبوع الماضي نقلت الجزيرة مباشر المؤتمر السنوي الأول لحركة كفاية.. صحيح أنها قطعت البث قبل إكماله- ربما لأسباب فنية- لكنها عادت إليه مرة أخرى لتنقله حتى نهايته، وبذلك قدمت خدمة كبيرة للمشاهد المهتم بهذا الأمر، ويبقى سؤال هام في هذا المجال.. والقناة ما زالت بعد حديثة حيث انطلقت منذ أشهر قليلة فقط.. هل وصلت فعاليات المؤتمر الذي نقلته إلى المواطنين في مختلف محافظات ومدن وقرى مصر أم لم يشاهدها سوى بعض سكان القاهرة؟
استضافت نقابة المحامين المؤتمر الذي تعقده كفاية بمناسبة إطفاء الشمعة الأولى وإشعال الشمعة الثانية- على حد تعبير أعضاءها- وشارك فيه العديد من حركات التغيير المتفجرة في مصر، وعلى يافطة خلف المنصة كان هناك شعار (نحو عقد اجتماعي جديد: معا من أجل مجتمع العدل والحرية) إلى جانب شعارها الأساسي الذي بدأت به الحركة (لا للتمديد لا للتوريث)، والشعار المستحدث بعد الانتخابات الرئاسية (باطل.. باطل.. حسني مبارك باطل) الذي تقول عنه الحركة أنه شعار المرحلة الحالية في مواجهة اغتصاب مبارك للسلطة مجددا، ورغم وجود كاميرا واحدة تركز فقط على المنصة فقد وصلت أصوات مشاجرة في المقاعد الخلفية قالت عنها منسقة الاحتفال:"لا تعيروا هذه المشاجرة اهتماما فهي مفتعلة لإفشال المؤتمر"، لكن المؤتمر لم يفشل.. بل ضج بهتافات جريئة واثقة وتفجر بكلمات يملؤها التحدي والإصرار على تطوير الحركة في عامها الثاني إلى ما يمكن وصفه بأنه (عام المواجهة)..
عّدد أحمد بهاء الدين شعبان أحد ناشطي كفاية ما أنجزته الحركة في عامها الأول: كسر حاجز الخوف، تقليص هيبة الحاكم الإله، توسيع نطاق نقد النظام، انتزاع حق التظاهر وحق تأسيس الهيئات الشعبية، لفت أنظار العالم إلى نضال الشعب المصري، حفز تأسيس حركات مشابهة في بلدان عربية أخرى.. وتكوين إرادة مشتركة بين الأطياف السياسية المختلفة، ثم وجّه التحية إلى جهات عديدة منها الإعلام الذي ساندهم والشعوب التي دعمتهم والجماعات المدنية التي أيدتهم.. وكذلك وجّه الشكر للقضاة ومختلف شرائح وفئات المجتمع التي عضدت حركتهم.
كان أهم ما أعلنت عنه الحركة إلى جانب الإصرار المباشر على إسقاط النظام هو تأييدها لتشكيل (قائمة موحدة) للمعارضة بكافة أطيافها في الانتخابات البرلمانية القادمة.. وكانت كلمات المشاركين في الحفل تتسم بأمرين أساسيين، أولهما تلك الجرأة الكبيرة في مواجهة النظام وتلك الثقة في نجاح مشروع التغيير المرتقب، وثانيهما أنها لم تكن كلمات (متكررة) بل في كل كلمة كانت هناك إضافة.. ولم يخلو بعضها من خفة الظل، التحدي الذي وسم الكلمات أو الهتافات والشعاراتٍ لا تملك أمامه إلا إعادة التأمل في مقولة بعض المؤرخين الكريهة (إن الشعب المصري خنوع بطبعه) فرغم كراهتنا لتلك المقولة إلا إننا كنا في لحظات اليأس نسّلم بها راغمين.. لكن المشهد المصري الآن يشكك في هذه المقولة الظالمة..
على أن قنبلة الحفل شديدة التوهج كانت بالفعل كلمة عبد الحليم قنديل التي اختتم بها المؤتمر.. يا لهذا المتمرد الجميل!.. أحب ذلك الرجل، أحب تمرده.. وهو المعروف بأنه من أوائل الصحفيين إن لم يكن أولهم الذين رفعوا الصوت عاليا ضد مبارك وعائلته.. وقت أن كانت مصر كلها لا حول لها ولا قوة ولا صوت ولا همس تجاه هذا المستبد، عندما صعد إلى المنصة هتف الحاضرون (الوطنية ليها رجالها.. وعبد الحليم من أبطالها)، كانت كلمته واثقة.. انطلقت من رأسه مباشرة إلى لسانه دون المرور على ورق مكتوب.. وكانت عبارة عن نقاط متتالية وليست كلاما مسترسلا، بدأها بقوله: (لم نجتمع اليوم لنزهو بما فعلنا بل نجتمع لنتذكر تقصيرنا في حق مصر، مصر لم تخلقها حركة كفاية.. بل مصر هي التي خلقت حركة كفاية، أقولها لكم.. حكم مبارك لن يكمل تلك السنوات الست، لا كرامة للمصريين ولا حرية لمصر إلا إذا انتهى حكم مبارك وعائلته.. حكم الأب والأم والابن.. بلا قداسة.. لا نفرق بين أحد ٍ منهم) ثم استمر يعدد مسؤولية مبارك عن التردي الشامل الذي وصلت إليه مصر اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا بل وحتى أخلاقيا، وقال إن خطة المرحلة القادمة ستسلك بالتوازي طرق (التظاهر السلمي والعصيان المدني والتقاضي)، وطالب أعضاء مجلس الشعب أن يمتنعوا عن حضور جلسة حلف مبارك لليمين في مطلع الولاية الخامسة التي اغتصبها لنفسه مجددا، وكانت هناك إشارة إلى أن المنطقة برمتها تعيش لحظة أشبه بلحظة كفاية، المقاومة في فلسطين بالسلاح.. والمقاومة في مصر بالسياسة..
من أجمل الكلمات كانت كلمات الرموز الكبيرة سنا ً ومكانة، د.عبد الوهاب المسيري الذي أفنى جل عمره لإنتاج مشروعه الكبير.. موسوعة اليهود والصهيونية، والمستشار يحيا الرفاعي شيخ القضاة، وغيرهما ممن حّملت السنون أكتافهم بخبرة كبيرة في الحياة المصرية وطنا وبشرا، على ما بدا على الدكتور المسيري من وهن وضعف في الصحة كان هادئا متألقا وهو يقول (الشارع المصري لم يمت والحمد لله) وقال أحد أعضاء كفاية أنه- المسيري- على حالته الصحية تلك يخرج معهم في المظاهرات كلها داعما لهم، وكلا الشيخين المسيري والرفاعي أدركا قيمة تواجدهما في هذا المؤتمر لدعم مؤسسيه الشباب.. قال المستشار الرفاعي ( جئت لكي أكرم الشباب القائمين على حركة كفاية لأنهم يمثلون مصر في تقديري وكل مظاهرة لهم هي في رأيي مظاهرة 72 مليون مصري)
المؤتمر نجح إذن في نقل الرسالة.. المواجهة مع النظام قادمة.. فلم يعد السؤال القائم هو هل ستنجح حركة كفاية أم لا.. وإنما أصبح السؤال.. متى؟!
لقطات من الحفل
** بعد انتهاء كلمة شيخ القضاة المستشار الرفاعي نودي على الشاعر أحمد فؤاد نجم ليلقي كلمة أو قصيدة، ألقى قصيدة (والله إن سعدني زماني لاسكنك يا مصر) لكن الحاضرين طالبوه بإلقاء قصيدة اسمها (البتاع) وهي لمن لا يعرف قصيدة تستخدم مفردات جريئة شعبيا- من منظور أخلاقي- في اللهجة العامية المصرية.. ارتبك الرجل و(خاف) من قولها في الحضرة المهيبة لشيخ القضاة وقال: على فكرة إنتو قليلي الأدب.. شيخ القضاة هنا.. عيب!
** الشاعر سمير عبد الباقي شاعر جميل، ألقى قصيدة مطلعها (هذا الوطن محتاج قيامه لضحايا.. يطهّروا أوهامه من غباوتها) ولأن الرئيس المقتول أنور السادات كانت له جملة مشهورة أيام الصلح مع إسرائيل.. التفت عبد الباقي جانبا وهو يقول متهكما قولة السادات: مش تصورونا يا اخواننا عشان يعني.. تبقى المصالحة تاريخية!
** وفاء المصري منسقة الحفل مناضلة قديمة نشيطة.. تغيرت ملامحها كثيرا عما كانت عليه أيام الجامعة في الثمانينات.. كدت لا أعرفها.. وتساءلت عدة مرات.. هل هي وفاء المصري؟ لولا الصوت والنظرة التي تشعر بها ممتدة إلى أفق بعيد حتى لو لم يكن أمامها سوى جدار، قالت في إحدى فقرات الربط بين المتكلمين: مبارك قال في إحدى خطبه أنا مش بعّدل الدستور عشان المعارضة.. أنا بعدله عشان المستقبل! علقت وفاء: سنستمر في نضالنا، واستمرت عيناها ترسلان تلك النظرة البعيدة دون أن يحدها ذاك الجدار..
** لا يعقل أن يكون خنوعا.. شعبٌ يصرخ شبابه رغم قمع النظام للإنسان المصري على مدى السنين: يسقط يسقط حسني مبارك، باطل.. باطل.. حكم مبارك.. باطل، وحّد صفك كفف كفك حركة قوية لجل قضية، مش حنهادن مش حنطاطي إحنا كرهنا الصوت الواطي!
** من أكثر الكلمات طرافة كانت كلمة مجدي أحمد حسين المتحدث باسم حزب العمل المجمد، الذي ألقى كلمته بحماس شديد وقدرات خطابية ملحوظة.. أحدهم كان يقف وراءه ويبتسم مع كل حركة لحسين وهو يخطب بحماس.. وراح يحرك يديه في الهواء ضاحكا وكأنه مايسترو تبعا لكلمة وحركة الخطيب.. الذي لا يراه بالطبع! كان من أطرف ما قاله حسين مشيرا إلى المبيدات المسرطنة التي استخدمها نظام مبارك في مجال الزراعة: أول مرة نرى حاكما يقتل شعبه.. مش بالرصاص كما كل طاغية.. وإنما.. بالخيار والطماطم!



#هويدا_طه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموت بلا معنى.. لعنة أصابت بغداد
- هيكل وبهية وتباشير الجيل الجديد
- قمة العالم: لا مفر من مواجهة بين شمال متقدم وجنوب مثقل بماضي ...
- إذاعتا الغد والإنقاذ أولى خطوات التمرد
- فضائية مصرية من ميونيخ.. هل تنجح؟
- الانتخابات المصرية: يخاف من الشهود من ينوي ارتكاب جريمة
- أفراح الانتخابات المصرية تتواصل
- يعني إيه واحد يعشق الكتابة؟
- وكأن الحكاية جد: مرشحون.. لكن ظرفاء!
- الانسحاب من غزة: بالطبع الفرحة ناقصة
- لقطات من الفضائيات
- وزير جميل في زمن قبيح
- موريتانيا والظواهري والمستوطنين: حصاد الأسبوع الفضائي
- الألوسيات وهندسيات الخرافة في برامج التنجيم والسحر على الفضا ...
- ملح غاندي وطائرات بن لادن
- القضاة المصريون: هل يصبحون آباء مؤسسين لعهد جديد
- النقد في مكان آخر: وداعا فضائيات
- أفلام الرعب: مصاصو الدماء في كل مكان
- عن تأثيرهم في معادلة التغيير المصرية(2/2): الفلاحون والجيش.. ...
- أسامة الباز وأول بيانات الإفلاس السياسي


المزيد.....




- معالجات Qualcomm القادمة تحدث نقلة نوعية في عالم الحواسب
- ألمانيا تصنع سفن استطلاع عسكرية من جيل جديد
- المبادئ الغذائية الأساسية للمصابين بأمراض القلب والأوعية الد ...
- -كلنا أموات بعد 72 دقيقة-.. ضابط متقاعد ينصح بايدن بعدم التر ...
- نتنياهو يعطل اتفاقا مع حماس إرضاء لبن غفير وسموتريتش
- التحقيقات بمقتل الحاخام بالإمارات تستبعد تورط إيران
- كيف يرى الأميركيون ترشيحات ترامب للمناصب الحكومية؟
- -نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح ...
- الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف ...
- حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف ...


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - هويدا طه - زمن بث المؤتمرات الشعبية: كفاية تتحدى مبارك على الهواء