|
من ريف مصر إلي أم العرائس ..حين يصبح المسرح فريضة (1)
شوق النكلاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4795 - 2015 / 5 / 3 - 01:45
المحور:
الادب والفن
من ريف مصر إلي أم العرائس ... حين يصبح المسرح فريضة
تلقيت دعوة كريمة من الهيئة المديرة للمهرجان الدولي لمسرح الطفل بأم العرائس بتونس الشقيقة في دورته الخامسة عشرة وطنيا والثالثة دوليا ....وحين تكون في حضرة المسرح بل وحين يتعلق الأمر به فإنك لاتملك إلا أن تسكب روحك فداء لما أنت مقدم عليه ويصيبك الضعف أكثر حين يكون الأمر ذا صلة بمسرح الطفل وتتهاوى قوتك تماما حين يتصل الأمر بأطفال في منطقة-هي كأشبه مناطقنا العربية- مهمشة ثقافيا وفنيا لا يجد فيها الصغار متنفسا إلا في مثل ما يقدمه لهم مهرجان كهذا وتظاهرة كتلك مرة واحدة-في كل عام كان علي-إذن- أن أستجيب لنداء عقلي وقلبي اللذين دفعاني-بلا تردد- إلي الاستجابة لتك الدعوة لأستعد لأقطع آلاف الأميال من ريف مصر الذي أنتمي إليه إليى أقصى الجنوب الغربي التونسي في رحلة للبحث عما بدا لأول وهلة مجهولا أو كما يقول شاعر العربية الكبير "نزار قباني" كعصفور يغمد ريشه في فيروز السماء للمرة الأولى. ما إن وطأت قدمي أرض تونس الخضراء حتي أخذني شعور غريب بأنني لم أغادر منزلنا ..ينتابك للوهلة الأولى شعور مدهش بأنك في بيتك وبين أهلك ..سماحة بلا مثيل تطل عليك من كل المحيطين بك بدءا من عامل الفندق في تونس العاصمة وحتى كل شخص قابلته في تلك المدينة التي تبادر إلى احتضانك بجوها الساحر الذي لم تعود عليه في مصر ولعل مبعث ذلك هو –بلاشك- ذلك الهدوء الصاخب الذي يستدعي إلى ذاكرتك هذا الصخب المتأرجح في عاصمة أم الدنيا وباقي مدنها وهو هدوء يدفعك إلى أن تتجول –وحدك ولست وحدك- في شوارع العاصمة كأنك مولود فيها وتمتلك خبرة واسعة بكل شبر من أرضها . كان علي أن أبيت ليلة في تلك العاصمة المدهشة استعدادا للرحيل إلي حيث يعقد المهرجان علي مسافة مايزيد عن الساعات السبع ذلك المهرجان الذي قطعنا الكثير من الوقت والجهد من أجله-من أجل أطفال أم العرائس في تلك الليلة ساورني سؤال.. ترى ما الذي يدفع أناسا إلى أن يناضلوا من أطفال ربما ليسوا أطفالهم ؟ ومالذي يكبدهم كل هذا العناء؟ لم أنتظر طويلا لتلقي إجابة قاطعة فقد كان الاستقبال الذي فاق الحدود من أمي وأم المهرجان ورواده الممثلة الرائعة والإنسانة الأكثر نبلا الأستاذة زينب عيساوي التي لاتملك إلا أن تمنحها قلبك ورفيقتها الأستاذة إلهام ومرافقيهم كفيلا بالإجابة عن أي تساؤل .كان استقبالا بديعا ومدهشا ...كان أشبه بتحية الجمهور للممثل في ليلة عرض رائعة ..بدا لي أن المسرح يشغل حيزا كبيرا من عقل الأستاذة العظيمة ومرافقيها ساعتها - فقط – أحسست بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقي يارب؟ كيف أكون على قدر كل تلك التوقعات ؟فقد استقبلت أنني ملكة متوجة في مسرحية أنا بطلتها الوحيدة .لم تكن باقات الورد مجرد تعبير عن السعادة بقدومي بل كانت رسالة فهمت منها أن ثمة أناسا يحبون فن المسرح ويبذلون كل جميل وغال من أجله . ذهبنا للقاء الوفد السعودي الذي جاء للمشاركة بمسرحية "السندباد" لنادي المسرح بجامعة جازان فزادت دهشتي ..مجموعة من الشباب الرائعين الذين تبدو إنسانيتهم وروحهم المحبة ونبلهم من أول لقاء يقودهم أستاذ قدير هو الدكتور "محمد حبيبي" صانع البهجة الذي يأسرك بأخلاقه وثقافته الواسعة وفروسية الإنسان العربي الذي يستدعي إلي ذاكرتك كل شعراء العربية الكبار فكأنه أخوك تعيش معه منذ زمن طويل ومع الوفد مخرج رائع وإنسان نبيل يليق بمسرح مدهش اسمه "سالم باحميش" يقودان فريقا من النبلاء الذين تشعر معهم أنك في وطنك بلا أدنى شك فلهم محبة باتساع السماء أولئك الذين زرعوا بابتسامتهم شجر المحبة ما وجدناه في قفصة كان رائعا ومثيرا للدهشة فهناك التقينا بقامات مسرحية كبيرة تناضل من أجل مسرح المهمشين وتعيش- فقط لأجل سعادتهم وأن يكون لهم ما يستحقون من عناية وممارسة لطفولتهم البريئة وهنا لابد أن يكون حديث عن السيد "حسين براهمي" أبو المهرجان الذي تشعر- دون أن يتحدث- كم هو مهموم بمسرح الطفل وقضاياه وكيف أن أم العرائس وأطفالها هم حياته ورئته التي يتنفس بها وأنهم مصدر سعادته فكان بمثابة شجرة وارفة استظل الجميع بها- كبارا وصغارا- رغم ما واجهته من صعوبات ناضل من أجل القضاء عليها. في قفصة التقينا بأعضاء الوفد الجزائري أبناء جمعية "الطفل المبتسم" الذين جاءوا بعرض "أمي هدية الله" هؤلاء الذين يبعثون دهشتك بقدرتهم الفائقة على تقديم الرائع والنافع معا ...أولئك الذين يشعرونك بانك واحد منهم وأنهم مازالوا أطفالا –وإن كانوا كبارا بقلوبهم المحبة وروحهم النبيلة يقودهم "بوقرينات عبد الوهاب" المبدع الرائع وباقي كتيبة المبدعين كان الاستقبال يشي بأن شيئا مختلفا سوف يقدم هذه المرة في الدورة الخامسة عشرة وطنيا والثالثة دوليا من مهرجان مسرح الطفل بأم العرائس وأن أم العرائس كبيرة بمسرحها ومبدعيها أما عن أحداث المهرجان وعروضه وفعالياته فهناك حديث آخر . "شوق النكلاوي"
#شوق_النكلاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المسرح وتقديم المفاهيم السياسية للطفل
المزيد.....
-
وفاة الأديب الجنوب أفريقي بريتنباخ المناهض لنظام الفصل العنص
...
-
شاهد إضاءة شجرة عيد الميلاد العملاقة في لشبونة ومليونا مصباح
...
-
فيينا تضيف معرض مشترك للفنانين سعدون والعزاوي
-
قدّم -دقوا على الخشب- وعمل مع سيد مكاوي.. رحيل الفنان السوري
...
-
افتُتح بـ-شظية-.. ليبيا تنظم أول دورة لمهرجان الفيلم الأوروب
...
-
تونس.. التراث العثماني تاريخ مشترك في المغرب العربي
-
حبس المخرج عمر زهران احتياطيا بتهمة سرقة مجوهرات زوجة خالد ي
...
-
تيك توك تعقد ورشة عمل في العراق لتعزيز الوعي الرقمي والثقافة
...
-
تونس: أيام قرطاج المسرحية تفتتح دورتها الـ25 تحت شعار -المسر
...
-
سوريا.. رحيل المطرب عصمت رشيد عن عمر ناهز 76 عاما
المزيد.....
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
المزيد.....
|