محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 00:16
المحور:
الادب والفن
تناولنا طعام العشاء،
ثم نزلنا إلى الشارع كي نتمشى قليلاً.
ظلت شيرين وحدها في المطبخ كي تغسل الصحون والملاعق.
كانت السماء مجللة بالغيم والجو ساكن، لا تلوح فيه نسمة هواء. مضينا في الشارع، ومصابيحه ترسل نحونا أنوارها الكابية.
سمعنا خلفنا صوت امرأة تنادي.
إنها شيرين، تنادي زوجها كي يقف، ركضت نحونا على نحو مختلف. راقبناها بإعجاب ونهداها الكبيران يهتزان في أريحية بالغة. قال زوجها: يا لك من طفلة رائعة! قالت: خفت أن ينطفئ النور كعادته، وقالت: لا أحب أن أبقى وحيدة في العتمة الخانقة.
واصلنا المشي.
مشت شيرين إلى جانبنا، وبعد لحظة، تقدمتنا ببضع خطوات.
راقبناها بانتباه وهي تبدو مثل طفلة لاهية. قال أحدنا: الجو مكتوم الأنفاس ولا بد من مطر لهذا الليل. كان المطر قد عاد لتوه من بعض الأصقاع النائية، لم يكد يخلع نعليه حتى وصل إليه الكلام، أطل من نافذته العالية، رأى شيرين وهي تمشي أمامنا بخطى واثقة، تأمل اهتزازات نهديها الكبيرين، ساورته رغبة في الهطول، فلم يتردد لحظة واحدة .
عادت شيرين إلى بيتها لاهثة، خلعت بلوزتها التي تبللت، نامت. حلمت أنها تركض عارية تحت مطر يبدو أنه نسي نفسه، فلم يتوقف عن الهطول طوال الليلة الفائتة.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟