أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامر سعيد - آلية الايمان في النفس














المزيد.....


آلية الايمان في النفس


سامر سعيد

الحوار المتمدن-العدد: 4794 - 2015 / 5 / 2 - 00:15
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


من الطبيعي ان الناس بحاجة الى طمأنينة وعلى أساس هذه الطمأنينة يؤسسوا حياتهم ويجعلوا تعريفات للظواهر التي تحدث إزاء ممارساتهم الاجتماعية . منذ القدم وهم يعينون شيخا أو حكيما ليستمدوا منه الحكمة والنظام فيكون الحكيم مجبرا على أن يُجيب عن جميع الأسئلة التي تراود أذهان الأفراد وكلما تقدم الزمن تطورت الإجابات واستبدلت بإجابات ظرفية محاكية لواقع تلك المنطقة هي في الحقيقة إجابات بدافع العظمة لكنها كفيلة بأن تعطي تعريفا يعتقدوه صحيحا عهد ذاك هنا السؤال يطرح نفسه ويقول ماذا لو وقع تأثير التطبع على تلك الإجابة ؟ ماذ سيحدث لتلك الإجابة؟
ما يحدث بحاجة إلى إجابة وان كانت مخطأة ولو تأثرت بل حتما ستتأثر تلك الإجابة بالتطبع ستتطور أي تنتشر ويكثر مبوقيها وهذا من بديهيات المجتمعات في كل وقت وتصبح معتقد يقيني لفئة معينة و ستتفرع إلى فروع تطورا ذاهبة إلى التقديس أو التدنيس كيفما كان شكل الإجابة .
الدكتور (سيغموند فرويد) كان قد شرح جزءا من هذا تفصيلا في كتابه الطوطم والحرام الذي تحدث في بدايته عن كيفية الاعتقاد بالطوطم ( المعتقد الروحي أو الإله المتمثل في بعض الحيوانات قديما) وكيفية الممارسات الحاصلة خلال تأدية الطقوس الطوطمية
هي في الواقع إجابات عرفية أصدرها الشيخ والحكيم لتلك القبيلة لكن لو كان الحكيم من يصدرها ما علاقتها بقداسة و دناسة الفكرة أو الإجابة ؟
كما ذكرنا سابقا إن أغلب إجابات الحكيم هي بدافع العظمة والمعرفة على الأرجح وان أغلبها تميل إلى التهويل تقديسا وتدنيسا بل بعضها يمثل الشر والخير وقد تتمثل على شكل تنبؤات ويبقى هذا ضمن ظرفية الزمكان دائما .
أن أسرع اليقين هو ذياع صيته حتى وان كان ليس يقينا فهذه من خواص العقل الجمعي والانطباعات التي يأخذها عن أي خبر وحدث فعلاقة الإعلام بتسويق الفكرة النشطة الصادرة من شخصية قيادية علاقة تصدير حقائق رغم إن اغلبها كاذبة أو غير منطقية فأصبحت الإجابة حقيقة قابلة للتطور كما ذكرنا سلفا ومن هنا يبدأ منعرج التصديق وتصبح قوة الإيمان معتمدة على مدى انطباع تلك الفكرة إذَنْ تعريف الإيمان هو قوة انطباع عن إجابات اتفق عليها العقل الجمعي لاشعوريا . فنرى إنها تبتعد كليا عن العقل الفردي الاعتيادي ومدى علمه أي لا تؤخذ الحقائق اليقينية إلا من الشخصيات القيادية للطوطم الذي ينتمي إليه الفرد وحالما الإيمان يشكل إجابات للنفس الإنسانية أو يمثل الطمأنينة تلعب المؤسسة الدينية الطوطمية دورا مهما في تنظيم الظواهر الاجتماعية وتشريع الأحكام وتسويقها فيكون الدين أو الطوطم بمثابة الدولة الآمرة والناهية . إذن الدين هو المؤسسة الاولى اجتماعيا سريع التأثير على أفراد المجتمع بل الفرد بلاشعورياته يكون مهيئا لتصديق أية حادثة مروية من لسان احد أفراد الطوطم المؤسس (أفراد المؤسسة الدينية ) إنها الطمأنينة ذاتها تتلاعب بيقينيات ذلك الفرد انه غشاء اللاشعور ودليلا على ذلك اختلاف نوع الطوطم وتشابه اليقينيات ورفضها عند الفرد إزاء الطوطم الآخر فأتباع الطوطم والدين الآخر هم نفسهم يمتلكون نفس اليقينيات بظروف مختلفة وبتعاريف مختلفة بل بقوانين مختلفة فجماعة الطواطم والأديان متشابهين في آلية و نمطية اكتساب فكرة الدين وتحقيق يقينياتها بيد إنهم مختلفين فيما يعتقدون اثر تطبعهم لعادات طوطمهم ودينهم رافضين أي فكرة دخيلة من أي طوطم آخر
فما الإنسان إلا كتلة من اللاشعور يعتريه التطبع أينما حل وكيفما وجد وريثما كان شعوريا الحد عن القطيع الجمعي وذهب ليبحث عن انتماءٍ جديدٍ تحت مسمى وذريعة اللامنتمي وبهذا يبقى الانسان منتميا كونه فردا اجتماعيا







#سامر_سعيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- الاحتلال يزعم إحباط تسلل قرب رام الله ويقتل فلسطينيا في نابل ...
- ترامب: موقف الجيش الروسي في حصاره لقوات كييف في كورسك قوي لل ...
- ترامب يتوقع أخبارا -جيدة- من روسيا وستارمر يشكك في جدية بوتي ...
- إعلام: السلطات الأمريكية تخطط لفرض قيود على دخول المواطنين ا ...
- قائمة بالجنسيات.. السلطات الأمريكية تخطط لمنع مواطني دول عرب ...
- ترامب حول مفاوضات وقف النار بغزة: الوضع معقّد للغاية.. نأمل ...
- رجل أعمال يرفع دعوى ضد نائبة أمريكية اتهمته بـ-الاعتداء الجن ...
- روبيو: الولايات المتحدة تعارض فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات جد ...
- تعيين ملياردير أمريكي نائبا لوزير الدفاع
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على مشروع قانون تمويل مدته ستة أش ...


المزيد.....

- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - سامر سعيد - آلية الايمان في النفس