الكتاب المقدس والجنس وسفر حزقيال أنموذجا

ثامر عادل

الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 14:56
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

اللاهوتيون الغربيون يستحقون احترامنا بجدارة ؛ المتأخرون منهم والمتقدمون على حد سواء ؛
وكذلك بعض المعاصرين من الباحثين من الإناث والذكور ؛ فقد امتازوا بأمانة النقل ؛ وصدق الطرح وموضوعية البحث ؛
حتى أن أحدهم قال ذات يوم : لا تخلو صفحة واحدة من الكتاب المقدس من ذكر للجنس تصريحا أو إيحاءا وتلميحا ؛ ولكن يتطلب الأمر عين ثاقبة لإدراك ذلك ؛
الغربيون من الباحثين والمشتغلين باللاهوت منصفون ومهنيون لهذا استحقوا تقديرنا واحترامنا ؛ لشجاعتهم وجرأتهم وجهرهم بالحقائق رغم صدمة بعضهم ؛
لكن ديدن الباحثين العظام الموضوعية والمصداقية دائما ؛ ودون أن يعيروا غضب بعضهم أدنى اهتمام ؛ وكتب كثير منهم عن موضوع الإباحية والجنس في الكتاب المقدس كثيرا ؛ وتناولوه من جوانب شتى ؛ كتابيا وتوثيقا وشرحا ونفيا لمزاعم الرموز في كثير من قصص الجنس ووقائع الزنا في الكتاب المقدس ؛ بل وأثبتوا أنها قصص حقيقية ؛ وابدع بعضهم بحثا وتوثيقا بالجمع بين هذه مع ما هو مؤرخ من قصص الجنس عند الشعوب الوثنية القديمة وخاصة في مصر الفراعنة ؛
أي في عصور حكم ملوك الفراعنة في مصر القديمة ؛ خاصة ما هو مشترك من أمور بين سفر النشيد المنسوب للرجل الحكيم سليمان وما هو يماثله من قصص جنسية من موروثات الفراعنة الشعبية القديمة ؛
والملفت للنظر أن الكتاب المقدس يعج بقصص كثيرة إباحية مقترنة غالبا بأرض مصر !!
ولهذا أنا شخصيا أرجح رأي البعض بشأن اقتباس بعض كتبة الكتاب المقدس قصص الجنس والزنا من موروثات الفراعنة الشعبية والقديمة ؛
وبالطبع قرب المكان والتيه وانتقالهم لأرض الفراعنة واختلاطهم قرونا مع الشعب وتأثرهم بالبيئة الشعبية الفرعونية عوامل لترجيح مثل ذلك الرأي ؛
لكن الغريب أن سفر حزقيال النبي والذي كان من سبايا وأسرى البابليين فيه جنس فاضح بلغ حدا أن نسب لإله الكتاب المقدس نفسه تقديم هدايا ورشاوي لرجال للزنا بامرأة بعينها ؛
وفيه ذكر وتشبيه لمني الرجال !!
وفيه أيضا ذكر لثديي المرأة وكيفية ملاعبته !! ؛
حزقيال 16 : 7 : - جعلتك ربوة كنبات الحقل فربوت وكبرت وبلغت زينة الأزيان ؛ نهد ثدياك ؛ ونبت شعرك ؛ وقد كنت عريانة وعارية ؛ طبعا هنا في هذا العدد ذكر لبعض علامات بلوغ الفتاة ؛ وفي حزقيال 16 : 25 : - في رأس كل طريق بنيت مرتفعتك ؛ ورجست جمالك ؛ وفرجت رجليك لكل عابر ؛ وأكثرت زناك ؛؛ والآن هذا العدد يوضح أن من عادة الرجال يقدمون هدية للزانية من مال وغيره !! لكن الرب هو بحال هذه الزانية هو من يقدم الهدايا للزواني الرجال !! حزقيال 16 : 33 : - لكل الزواني يعطون هدية ؛ أما أنت فقد أعطيت كل محبيك هداياك ورشيتهم ليأتوك من كل جانب للزنا بك !!! ؛ العدد الذي بعده ! :- وصار فيك عكس عادة النساء في زناك ؛ إذ لم يزن وراءك ! بل أنت تعطين أجرة ولا أجرة تعطى لك ! فصرت بالعكس !!! وفي حزقيال 23 : 20 : - وعشقت معشوقيهم الذين لحمهم كلحم الحمير ومنيهم كمني الخيل !!!!

هل عرفتم الآن سر تقديري الكبير واحترامي العظيم للباحثين الغربيين ؟؟؟!!.

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين