|
العلوم عند العرب
لطيفة السفياني
الحوار المتمدن-العدد: 4793 - 2015 / 5 / 1 - 09:38
المحور:
الادب والفن
العلوم عند العرب لطيفة السفياني حثّ الإسلام على العلم وطلبه من خلال آيات عديدة. فأول كلمة نزلت في القرآن الكريم هي قوله تعالى: ﴿-;- اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ﴾-;- سورة العلق، الآية 1-5. وقال عليه السلام: «طلب العلم فريضة على كلّ مسلم»( ). • طرق انتقال العلوم: أدى احتكاك عرب الجاهلية بالأقوام الأخرى بطريق التجارة والجوار إلى نقل عدّة معارف وعلوم سواء كانت علوما زراعية أو طبية أو فلكية أو عمرانية. فشيّد العرب قصورا فاخرة وبنوا سدودا كبرى من مثل سدّ واد مأرب، علاوة على معرفة بعض الأمور عن الرياضات والفلك والجغرافيا والطب (من خلال المداواة بالأعشاب). • القرن الهجري: بانتقالنا إلى القرن الهجري الثالث نجد الساحة العلمية والفكرية العربية قد تبلورت صورة مزدهرة، حفلت باحتضان أنواع كثيرة من العلوم وبإنجاب أعلام ثقال الوزن، استطاعوا أن يطوّروا هذه العلوم ويضيفوا إليها. وإنه لمن حقّ الترجمة علينا أن نعترف لها بالدور الذي لعبته في هذه الفترة. فبفضل الترجمة تقوّت الحضارة العربية والعلم العربي الذي ساهم في تكوينه وتطويره مفكرون من مختلف القوميات والجنسيات (السريان، الفرس، الصابئة، المسيحيون، اليونانيون، الأقباط في مصر، العبرانيون، الأتراك، الذميون...) ولكن باللسان العربي. • انتقال العلوم: ربطت الترجمة اللغة العربية بالمجرى العام للفكر الإنساني في تلك العصور. ومكّنت ـ هذه الترجمة ـ الأقدمين من الوقوف على الآراء السابقة لهم في مشكلات الوجود الكبرى وطرق حلّها. ومن هنا نشأ التفاعل بين الفكر العلمي العربي والفكر العلمي الأجنبي. كما ظهرت مدارس في الترجمة واشتهرت برجالها من أمثال بختيشوع وأسرته، وأبو يحيى البطريق وابنه زكريا، وأبو زيد حنين بن إسحاق العبادي وابنه يعقوب، وغير ذلك من طوائف المترجمين الذين كانوا من أصل صابئي وعلى رأسهم ثابت بن قرة الحراني، الذي ترجم نظرية الاهتزاز الأرضي وكتاب الدخيرة في الطب. • تلاقح الحضارات: استفادت الحضارة العربية من الحضارات الأخرى مثل الحضارة اليونانية والفارسية والهندية، فتلقّت من هذا كله ثم استساغته وصاغت منه ثقافة عربية، واستخرجت منه خلاصتها، ممّا جعلها تعطي الكثير وتفيد الآخر، خاصة أروبا فيما بعد. • اشتغال العرب بالعلوم ونقلها: * الطب: اهتم العرب بالطب اهتماما كبيرا وألّفوا فيه كتبا قيّمة بلغت شهرتها الآفاق، واعتمدت كمقررات رئيسية في جامعات الغرب إلى غاية القرن الثامن عشر الميلادي. وفي العهد العباسي كثر عدد الأطباء بشكل ملفت، علاوة على تواجد طبيبات مقتدرات مثل أخت الحفيد بن زهر الأندلسي وابنتها. وكانت ممارسة الطب لا تتأتّى لأحدٍ إلا بعد رخصة رسمية. أجاد الأطباء العرب التفريق بين الأمراض، كما كان لهم السبق في استخدام المخدّر في العمليات الجراحية، أضف إلى ذلك إنشاء بيمارستانات كثيرة، انتشرت بشكل ملفت في العصر العباسي خاصة في بغداد ودمشق والقاهرة والفسطاط، وتم تقسيمها إلى حيز خاص بالرجال وآخر خاص بالنساء، كما تمّت مراعاة التخصصات الطبية في هذا التقسيم. برع العرب كذلك في علم الصيدلة حيث وصفوا العقاقير وصنّفوها أصنافا عدّة، وتمت ممارسة مهنة الصيدلة تحت ظلّ شروط صارمة تتمثل في الحصول على رخصة رسمية، والتسجيل ضمن الجداول الخاصة بالصيادلة، وديمومة تفتيش الصيادلة من طرف مفتشين رسميين. • بروز بعض العلماء في شتى العلوم: * الطب والبيطرة والصيدلة: من أبرز الأطباء في تاريخ الطب العربي نجد: ـ يعقوب الكندي (260هـ/874م): الذي جعل الموسيقى من وسائل علاج الأمراض النفسية. ـ أبو بكر الرازي (313هـ/925م): أبو الطب العربي، عاش في القرن الثالث للهجرة، اشتهر بقيمة مؤلفاته الطبية مثل "الحاوي"، ثم "الطب الروحاني"، و"سر الأسرار"، كما خصّص كتابا للحديث عن مرض الحصبة والجذري. في كتابه الحاوي جمع كل المعارف الطبية حتى تاريخ وفاته. وظلّ كتابه المرجع الأساسي في جامعات أروبا لمدة طويلة بعد وفاته. كما عُرف بمعالجة الأمراض النفسية بالموسيقى، وكذا فرّق مرض النقرس عن الروماتيزم. ـ سنان بن ثابت بن قرة (333هـ/943م): أنشأ المشافي السيارة، والزيارات الطبية لتطبيب المسجونين وسكان النواحي النائية. علي بن العباس المجوسي (384هـ/995م): أشار إلى وجود الحركة الدموية الشعرية وبرهن عليها. كما سبق ابن سينا في وصف الدورة الدموية الصغرى، أضف إلى قيامه بعمليات استئصال اللوزتين. ـ ابن الجزار (400هـ/1010م): أوضح أسباب الجرب وعلاجه، وهو أول طبيب اختصّ بطب الأطفال. ـ ابن سينا (428هـ/1038م): من الأطباء الكبار في العصور الوسطى، له شهرة عالمية، اعتُمدت كتبه في الجامعات الأروبية لمدة طويلة، ساهم في تطوير الطب. من منجزاته: ـ درس النبض وربط بين أحواله المتفاوتة وبين الأمراض المختلفة وبيّن أثر العوامل النفسية باضطرابه. ـ توسّع في دراسة الأمراض العصبية والاضطرابات النفسية وعالجها ببراعة. ـ عرّف خصائص العدوى في السلّ الرئوي وفي انتقال الأمراض التناسلية. ـ درس الجهاز الهضمي وعرّف الأعراض السريرية والعلامات الفارقة للحصاة إذا كانت في الكلية أو المتانة. ـ اكتشف التهابات غشاء الدماغ المعدية، وميزها من غيرها من الالتهابات المزمنة. ـ وضع أول وصف لتشخيص مرض تصلّب الرقبة والتهاب السحايا. اشتهر بكتابه "القانون في الطب" الذي قسّمه إلى خمسة أقسام: ـ القسم الأول: تحدث فيه عن الأمور الكلية من علم الطب. ـ القسم الثاني: تحدث فيه عن الأدوية. ـ القسم الثالث: تحدث فيه عن الأمراض العضوية. ـ القسم الرابع: تحدث فيه عن الأمراض غير العضوية. ـ القسم الخامس: اختص بالأدوية المركبة. طبع الكتاب في القرن الخامس عشر الميلادي أكثر من ستة عشر مرة، وطبع في القرن السادس عشر الميلادي أكثر من عشرين مرة، كما ترجم إلى اللاتينية والعبرية، أضف إلى ما كتبه من رسائل طبية متعددة: رسالة في الأغذية والأدوية، رسالة في سياسة البدن وفضائل الشراب، رسالة في تشريح الأعضاء... ـ ابن المسيحي (658هـ/1259م): أكبر جراح في زمانه، أجرى عمليات تفتيت الحصى داخل المثانة، وأوقف نزيف الدم بربط الشرايين الكبيرة، واستعمل أمعاء القطط في ربط الجروح. ـ ابن النفيس: أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي حزم، عاش في القرن السابع الهجري، برز بتصحيحه لبعض أفكار جالينوس وابن سينا. وتميزت آراؤه بالجرأة. كتب في طب العيون "المهذب من الكحالة" وألّف "المختار من الأغذية" وكتب أخرى. اهتم بتشريح القلب وباتصال العروق به وبتشريح الحنجرة، وكان يرى صلة بين التنفس وبين انتقال الدم من الرئة إلى القلب، ومن القلب إلى الرئة، كما اكتشف الدورة الجزئية الصغرى للدم بين القلب والرئتين. أما في المغرب الإسلامي فنجد: ـ أبو القاسم الزهراوي: طبيب جراح له كتاب "الزهراوي" ثم كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف". من أكبر جراحي زمانه، من منجزاته: أول من ألّف في الجراحة من العرب، أوّل من أوقف النزيف بالكيّ وتوسّع باستعماله في فتح الجراحات واستئصال السرطان. أشار في كتابه التصريف إلى أهمية درس التشريح وقد شرح فيه العمليات وبيّن آلاتها، وامتاز برسومه للآلات الجراحية. اهتم بطبابة الأسنان واستعمل الكلاليب لقلعها،كما استعمل المبرد لنشر الزائد منها، وصنع من عظام الحيوانات سنانا مكان الأسنان المفقودة أو المخلوعة. صنع آلة لاستخراج الجنين في حالة الولادة المستعصية، أول من استعمل القنطرة في غسيل المثانة أو في إزالة الدم من تجويف الصدر أو من الجروح، أول من استعمل السنانير في استئصال البوليب، أجرى عمليات تفتيت الحصاة في المتانة. ـ أبو العلاء زهر الأيادي (525هـ/1131م): في كتابه "التذكرة" دوّن نصائح تتعلّق بالأحوال الجوية وصلتها بالأمراض، وفي كتابه "الطرر في الطب" دوّن الأدوية التي وصفها للمرضى. ـ أبو مروان بن زهر (557هـ/1162م): له تشخيص سريري للأورام الخبيثة، وللسلّ المعوي، وللشلل البلعومي، والتهاب الأذن، قال بالتغذية لمن عجز عن البلع، بإدخال الطعام من شقّ في المري أو من المعاء المستقيم بالحقن السترجي. ـ ابن رشد الحفيد (أبو الوليد) (595هـ/1198م): في كتابه "الكليات" بيّن وظائف الأعضاء وتشريحها ومنافعها مع حفظ الصحة وشفاء الأمراض والأدوية والأغذية. كانت هذه نماذج لأبرز الأطباء في المشرق والمغرب، دون ذكر أسماء أخرى كالمجوسي والبغدادي وابن البيطار وابن طفيل وأبي بكر ابن زهر... * الرياضيات: أجاد العرب في الرياضيات وبرزوا باكتشافاتهم الهامة، كما كانوا أول من استعمل الرموز في الرياضيات من مثل (ج) للجذر، و(ش) للمجهول، أضف إلى اكتشاف العرب للوغاريتمات. ومن أبرز الرياضيين العرب نذكر: ـ أبو بكر الخوارزمي (232هـ/847م): وضع أسس علم الجبر والمقابلة، كما وضع العديد من المصطلحات الجبرية ورموزها كالمجهول ومعكوس المجهول والعديد من الرموز الرياضية، وتوصّل إلى إيجاد قوانين حساب الأهرام الثلاثية والرباعية والمخروطية، شرح نظام الأعداد والأرقام الهندية مع الصفر، وضع قاعدة حسابية مازالت تحمل اسمه في أروبا (الخوارزمية) أو (اللوغارتما). ـ البتاني (317هـ/930م): رياضي فلكي جغرافي، من منجزاته في الرياضيات: وضع أسس علم المثلثاث. ـ أبو الوفاء البورجاني (387هـ/998م): زاد على بحوث الخوارزمي في الجبر زيادات تعتبر أساسا لعلاقة الهندسة بالجبر. ـ علي ابن يونس (359هـ/1009م): ابتدع قوانين ومعادلات لها قيمة كبيرة في اكتشافات اللوغاريتمات، ابتدع رقاص الساعة (البندول). ـ أبو بكر الكرني (410هـ/1020م): اهتم بالجذور الصم وبمربعات الأعداد ومكعباتها وبالمتواليات. ـ عمر الخيام (513هـ/1121م): طوّر علم الجبر وأوصله إلى قمة عالية من الازدهار، فقد استطاع حلّ المعادلات من الدرجة الثالثة والرابعة بواسطة قطع المخروط، زاد على بحوث الخوارزمي في الجبر زيادة تعتبر أساسا لعلاقة الجبر بالهندسة. ـ نصر الدين الطوسي (672هـ/1273م): وضع علم المثلثات بشكل علمي، وأظهر براعة كبيرة في بحوث الهندسة. ـ ابن البناء المراكشي: هو أبو العباس أحمد الأزدي المراكشي، اشتهر بالرياضيات، له كتاب "تلخيص أعمال الحساب" و"كتاب المناخ" في الفلك. * الكيمياء: كان يسميه القدماء الخيمياء، وكانوا يبحثون من خلاله عن وصفة تحمي من الموت، وتحول فيما بعد بتعدّد التجارب الواقعية إلى علم حقيقي. وقام العرب بتقسيم المواد الكيميائية إلى أربعة أقسام (مواد معدنية، نباتية، حيوانية، مشتقة)، وقسموا المواد المعدنية لستة أقسام أخرى. كما اكتشف العرب نترات الفضة، وعرفوا عمليات التقطير والترشيح والتصعيد والتذويب والبتلور والتكليس، وحضّروا حوامض الكبريتيك والنتريك والنترهيدروكلوريك وحضروا الصودا الكاوية وكربونات البوتاسيوم. من أبرز أعلام الكيمياء عند العرب: ـ جابر بن حيان (200هـ/816م): مؤسس هذا العلم، من آرائه أنه خالف نظرية أرسطو في تكوين الفلزات، كما ابتكر علم الموازين، استحضر ماء الذهب والفضة، استحضر كربونات البوتاسيوم والصوديوم ويودور الزيبق والأنتموان وسواهما، درس مركبات الزئبق ووضع أبحاثا في التكلس وأبحاثا في إرجاع المعدن إلى أصله بالأوكسجين. أما في المغرب فنجد: ـ ابن فرناس (274هـ/888م): من منجزاته: استنباط الزجاج من الحجارة. * الفلك: ومن أعلامه: ـ يعقوب الكندي (260هـ/874م): حلّ مسائل تتعلق بسير الكواكب. ـ أبو معشر الفلكي (272هـ/887م): علّل نظام المدّ والجزر بطلوع القمر وغيابه. ـ عبد الرحمن الصوفي (376هـ/987م): بنى مرصدا للسلطان البويهي عضد الدولة، رصد فيه النجوم واكتشف نجوما ثابتة لم يلحظها بصر اليونان من قبل، رسم خريطة للسماء بدقة كبيرة، حدّد فيها مواقع النجوم الثابتة وأحجامها ومقدار إشعاع كلّ منهما. ـ علي ابن يونس (399هـ/1009م): ألّف للحاكم بأمر الله الفاطمي "الزيج الحاكمي" ضمّ فيه جميع الخسوفات والكسوفات والكواكب التي رصدها القدماء والمحدثون ثم درسها وقارن بينها، وصحّح ميل دائرة البروج وزاوية اختلاف المنظر للشمس ومبادرة الاعتداليين. ـ أبو سليمان السجستاني (415هـ/1025م): اخترع الأسطرلاب الزورقي المبني على أن الأرض متحركة تدور على محورها، وأن الفلك بما فيه ثابت، ما عدا الكواكب السبعة السيارة. ـ البيروني (440هـ/1049م): ابتكر نظرية جديدة لاستخراج مقدار محيط الأرض، عرفت عند علماء الغرب بقاعدة البيروني. ـ جابر بن أفلح (540هـ/1145م): صحّح نظام بطليموس في حركات الأفلاك، وأورد لأول مرة القانون الأساسي للمثلث القائم الزاوية. ـ الخازن المروزي (597هـ/1200م): صنع زيجا فلكيا بغاية الدقة، ظلّ مدة طويلة مرجعا للفلكيين وعُرف بالزيج السنجاري. ـ نصير الدين الطوسي (672هـ/1273م): بنى في مراغة المرصد المشهور أيام هولاكو، أخرج أزياجا في الفلك، كانت من المصادر المعتمدة في عصر الإحياء في أروبا. في كتابه "شكل القطاع" فصل المثلثات عن الفلك، وجعل المثلثات علما مستقلا. من المغرب نجد: ـ ابن فرناس: صنع آلة لحساب الزمن، ومثّل في بيته السماء بنجومها وغيومها وبروقها ورعودها. ـ مسلمة المجريطي (398هـ/1008م): أوسع الأندلسيين إحاطة بعلم الفل، وحركات النجوم، حوّل زيج الخوارزمي من السنين الفارسية إلى السنين العربية. ـ ابن حزم (656هـ/1064م): قال بكروية الأرض، واستدلّ على ذلك بقوله تعالى: ﴿-;- خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ بِالْحَقِّ يُكَوِّرُ اللَّيْلَ عَلَى النَّهَارِ وَيُكَوِّرُ النَّهَارَ عَلَى اللَّيْلِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لأَجَلٍ مُسَمًّى أَلا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ ﴾-;-. سورة الزمر، الآية 5. ـ ابن الزرقاني (493هـ/1099م): صنع أصطرلابا عرف باسمه، وحظي بأهمية كبرى في ميدان علم الفلك، وكان أكبر راصد في عصره، شارك في وضع جداول فلكية لمدينة طليطلة. ـ البطروحي (505هـ/1189م): قال بالحركة البيضاوية للكواكب ودورانها حول الشمس، أثبت كروية الأرض، وأنها تدور حول نفسها وحول الشمس. ـ الحسن المراكشي (660هـ/1261م): صنع الساعات الشمسية (المزاول)، صنع أجهزة الرصد وبيّن طريقة العمل بها ورصد بها 240 نجما، صنع جداول العرض وأسطول لمائة وخمسين وثلاثين موضعا جغرافيا. * الجغرافيا: وأهم أعلامها: ـ ابن حرداذية (280هـ/894م): دوّن في كتابه "المسالك والممالك" الطرق البرية والبحرية التي كان يسلكها التجار والحجاج داخل العالم الإسلامي وخارجه. ـ الإصطخري (346هـ/958م): ألف كتاب "مسالك الممالك"وصف فيه بلاد الإسلام وعددا من غير بلاد الإسلام، وجعلها على خرائط. ـ ابن حوقل (367هـ/978م): ذكر في كتابه "صورة الأرض" جميع أقسام الأرض، ما كان مسكونا أو غير مسكون. ـ البشارى المقدسي (380هـ/997م): دوّن في كتابه "أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم" رحلته إلى أكثر بلاد الإسلام، واعتنى بالخريطة، وأعاد تقسيم العالم الإسلامي إلى أقاليم وجعل لكل إقليم صورة أو شكلا. ـ البيروني: جمع عددا من الحقائق الجغرافية خاصة ما يتعلق بالبحار، عرف أن ثمة بقاعا في الشمال لا تغرب عنها الشمس في الصيف، وأن في جنوب خط الاستواء في إفريقية بقاعا يكون فيها شتاء بينما يكون في الشمال صيف، كما قال بدوران الأرض حول محورها. ـ ناصر خسرو (481هـ/1089م): في كتابه "سفرنامه" دوّن وصفا دقيقا للمدن التي أقام فيها أثناء رحلته سنة 473 هـ إلى مصر والشام والحجاز والعراق ووصف المسالك التي عبرها. ـ الزمخشري (538هـ/1089م): في كتابه "الأمكنة والأزمنة والأماكن والمياه" ضبط الأعلام الجغرافية الواردة في القرآن الكريم وفي الحديث وفي السيرة. ـ ابن جبير (614هـ/1217م): في كتابه "رحلة ابن جبير" التي احتوت ثلاث رحلات تكلّم عن البلاد التي زارها وأقام فيها في طريقه إلى الحج وهي مصر والحجاز والشام والعراق وصقلية. ـ ياقوت الحموي (626هـ/1228م): في كتابه "معجم البلدان" تكلّم في مقدمته عن علم الجغرافيا وعن صورة الأرض وأنها كرة في وسط الفلك، ثم على المصطلحات الجغرافية وقياس المسافات والألفاظ اللغوية والفقهية المتعلقة بالزكاة، كما أتى بمعارف تاريخية عامة تتعلق بديار الإسلام وبغيرها من الديار ثم أسماء البلدان بالترتيب الهجائي مع التعريف بها. ـ عبد اللطيف البغدادي (629هـ/1231م): في كتابه "الإفادة والاعتبار" تكلّم في طبيعة مصر وسكانها، ونباتها وحيوانها ثم تكلّم عن آثارها وأبنيتها وعن أنواع الأطعمة والأشربة، ثم تكلّم عن النيل والخرافات المتعلقة بمنبعه وسبب فيضانه. ـ جمال الدين الوطواط (717هـ/1317م): يعتبر كتابه "مناهج الفكر ومباهج العبر" إحدى الموسوعات في العلوم الطبيعية والجغرافية، بحث فيه عن جغرافية مصر. ـ شيخ الربوة (727هـ/1326م): في كتابه "نخبة الدهر وعجائب البر والبحر" وصف الأقاليم السبعة وفصول السنة وبحث في الجواهر الكريمة ووصف الأنهار والعيون والآبار والبحار. كما بحث في ممالك الشرق والغرب من الهند وإيران والشرق الأدنى ومصر وإفريقية الشمالية، وبحث أيضا في طبقات الأرض. ـ ابن فضل الله العمري (749هـ/1348م): في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" تكلم عن الجغرافية بشكل عام واهتم بالجغرافيا الوصفية والاقتصادية وتناول الكلام عن ديار الإسلام في المشرق والمغرب وعن البلاد غير الإسلامية. ـ أبو عبيد البكري (487هـ/1085م): أكبر الجغرافيين بالأندلس، في كتابه "المسالك والممالك" وصف جغرافية الأندلس وأروبا وإفريقية الشمالية، وفي كتابه "معجم ما استعجم" أثبت أسماء الأماكن التي جاء ذكرها في أشعار العرب. ـ الشريف الإدريسي (560هـ/1160م): أشهر جغرافيي الأندلس، في كتابه "نزهة المشتاق" تكلم عن أقاليم العالم كلها خاصة أروبا. كما وضع الخرائط الدقيقة التي توضح جانبا من مواقع الأماكن الواردة في الكتاب ويمتاز الكتاب بدقته في حساب الأطوال والعروض للبلاد المختلفة بعد تقسيمه الأرض إلى سبعة أقاليم ثم تقسيمه هذه الأقاليم إلى عشرة أقسام متساوية من الغرب إلى الشرق فصار مجموعها سبعين قسما، ووضع لكل قسم خريطة خاصة زيادة على الخريطة الجامعة. * الفيزياء: وأهم أعلامها: ـ يعقوب الكندي: أجرى تجارب حول قوانين الانجذاب والسقوط، كما أجرى القياس النوعي للسوائل. ـ ابن سينا: درس بحوث الزمان والمكان والقوة والفراغ والنهاية واللانهاية والحرارة والتنوير وقال: "إن سرعة النور محدودة وإن شعاع العين يأتي من الجسم المرئي إلى العين". ـ البيروني: قام بتجارب لحساب الوزن النوعي في ثمانية عشر عنصرا، كما قام بشروح وتطبيقات لبعض الظواهر التي تتعلق بضغط السوائل وتوازنها. ـ الخازن المروزي: استخرج مع البيروني الوزن النوعي للذهب والزئبق والنحاس والنحاس الأصفر. في كتابه "ميزان الحكمة" بحث في وزن الهواء وكثافته والضغط الذي يحدثه وأشار أن للهواء قوة رافعة كالسوائل. أما العلوم الإنسانية فهي متعددة، يمثل لها بـ: *علم الكلام: ويبقى أبرز أعلامه: الأشعري، الباقلاني، عبد القاهر البغدادي، الماتوريدي، الجويني، عضد الدين الإيجي، الشهرستاني، وابن تيمية. *اللغة: تمثل لها بـ: الفارسي، الرماني، السيراني، ابن جني، والسيوطي. *الأدب: أبرز أعلامه: الأصفهاني، الحريري، التوحيدي، ابن عبد ربه، الهمداني، المعري، والثعالبي. *النقد الأدبي: قدامة بن جعفر، العسكري، ابن رشيق، والجرجاني. *الفلسفة: الفارابي، ابن سينا، ابن ماجة، ابن طفيل، ابن حزم، ابن رشد، إخوان الصفا، وابن ميمون. *التصوف: الحلاج، الكلاباذي، المكي، القشيري، الأنصاري، الغزالي، والسهردوردي. *التاريخ: الطبري، ابن سعيد المغربي، المسعودي، ابن الأثير، ابن عساكر، ابن حيان، ابن مقيد، ابن خلدون، المقريزي، والمقري. • انتقال العلوم العربية إلى أروبا: في الوقت الذي كان العرب ينتجون فيه المعارف ويطوّرون العلوم، كانت أروبا غارقة في ظلمات الجهل، خاضعة لسيطرة الكنيسة التي رأت في العلوم كفرا وإلحادا، وحاكمت العلماء بأحكام قاسية من قبيل حرمانهم من الكنيسة، أو إحراقهم أحياء. أضف إلى اعتبارها الأمراض والأوبئة عقوبات من الله، وأن الشفاء يكون بوسائل الغفران التي تقرّرها الكنيسة. هذا في الوقت الذي كانت فيه الحركة العلمية مزدهرة في العالم الإسلامي شرقا وغربا من الأندلس وإفريقية إلى مصر والشام وإلى بغداد والبصرة وأصفهان وهمذان وبخارى وسمرقند. بعد الاستيلاء على صقلية من طرف روجيه الأول، تمّ استيلاء الإسبان على المدن الإسلامية التي كانت مشهورة بعلمائها ومدارسها التي احتضنها ملوك أروبا وأعطوا للعلم فيها أهمية كبرى علاوة على إنشاء مدارس لترجمة علوم العرب إلى اللاتينية. وفي 1205م آلت جزيرة صقلية إلى الملك الألماني فردريك الثاني الذي اعتنى بدوره بالحركة العلمية واستدعى العديد من العلماء العرب، وأنشأ معاهد للعلم تدرّس فيها علوم العرب. وفي مستهلّ القرن الثالث عشر للميلاد بدأ إنشاء الجامعات في أروبا، ففي 1211م أنشئت جامعة باريس، وفي عام 1215م أنشئت جامعة أكسفورد، وفي عام 1221م أنشئت جامعة مونيبليه بفرنسا، وغيرها. وهذه الجامعات هي التي ورثت العلم العربي وطوّرته.
#لطيفة_السفياني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
آفاق تطوير البحث في مجال النشر الجامعي
المزيد.....
-
مكانة اللغة العربية وفرص العمل بها في العالم..
-
اختيار فيلم فلسطيني بالقائمة الطويلة لترشيحات جوائز الأوسكار
...
-
كيف تحافظ العائلات المغتربة على اللغة العربية لأبنائها في بل
...
-
-الهوية الوطنية الإماراتية: بين ثوابت الماضي ومعايير الحاضر-
...
-
الإبداع القصصي بين كتابة الواقع، وواقع الكتابة، نماذج قصصية
...
-
بعد سقوط الأسد.. نقابة الفنانين السوريين تعيد -الزملاء المفص
...
-
عــرض مسلسل البراعم الحمراء الحلقة 31 مترجمة قصة عشق
-
بالتزامن مع اختيار بغداد عاصمة للسياحة العربية.. العراق يقرر
...
-
كيف غيّر التيك توك شكل السينما في العالم؟ ريتا تجيب
-
المتحف الوطني بسلطنة عمان يستضيف فعاليات ثقافية لنشر اللغة ا
...
المزيد.....
-
تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين
/ محمد دوير
-
مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب-
/ جلال نعيم
-
التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ
/ عبد الكريم برشيد
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
المزيد.....
|