أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - عندما تقاتل الحضارة














المزيد.....

عندما تقاتل الحضارة


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 4792 - 2015 / 4 / 30 - 12:54
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما تقاتل الحضارة
محمد الذهبي
لم اكن سمكة، ولافراشة ملونة، ولم اكن طيرا تتوزع حياتي بين بحيرتين، واحدة في الشمال واخرى في الجنوب اهرب من هذه الى تلك، وربما اتعلق باسراب الطيور التي تعرف الامكنة بلا تأشيرة دخول او جواز سفر، كيف وانا المحموم بحب الوطن، منذ البيرية والبسطال وحتى اللحظة، انا متوزع في حبي بين ثلاثة اوطان قيد الانشاء، وربما صرن اربعة، هل احب كردستان، ام احب غربستان، ام احب شرقستان، وان اقتضت الضرورة ان اكتب عن وطني ساكتب عن من، في عام 59 وفي الصرائف التي كانت تمتد بمحاذاة القناة، وتحتل مركز مدينة الالعاب، سحبت ساقي قابلة مسيحية اسمها مريم، كانت تسكن في السعدون.
كان البط المهاجر يأتي في كل حين، توسلت ان افعل كما فعل الشاطر حسن، واتعلق بقوائم بط روسي او من اية ارض باردة، خجلت ان افارق البحيرة التي التهمتني مرة ولفظتني، كانت صدفة ام قدرة على التعلق بالحياة، لم اميز الامر حتى الان، والعاصمة الكبيرة ستكون عاصمة من؟، عاصمة الدولة العربية الكبرى، بغداد اين ستضعين رحالك، وهل ستكون اربيئيلو اكثر منك جاذبية، حين تكون عاصمة كردستان وتبقين انت عائمة لايعرف احد اين سيكون موقعك القادم.
بغداد والف ليلة وليلة، بغداد وابو نؤاس، للمتوكل او هارون، لكل الذين غادروك بلا وداع يليق بك او بهم، بغداد المأمون ودار الحكمة، مدن منسية تتزوق الآن وتزف للرعاة، مدن لاتمتلك كرخا ولارصافة، ليس هنالك دجلة، ولانوارس، ولانخيل ، استوردوا النخيل ووضعوه قرب الماء المالح فرفض العيش، فضل ان يموت، كم باعوا من تراب دجلة ، عبؤوه في اوان ونقلته الطائرات، لم يقاوم بعيدا عن النهر تصحر وانكسر فؤاده، ادخر حنينا كبيرا ودموعا لكنها ليست لوداعنا الاخير.
لدي ثلاثون اطلاقة وضعتها مع الحنين والدموع، قسما بلصوصك الاربعين، قسما بعلاء الدين الذي اصبح سبة عليك، لن اغادرك ماشيا على قدمين، سافرغ اطلاقاتي عند رأسك المبجل، لن اودعك مهما كانت الظروف، سالعن واشنطن ونيويورك، سالعن مدن اللصوص وقطاع الطرق والبدو الرحل عشاق الصحراء، لابد من وجود ارواح ستنتفض، ستدافع عن ابوابك الاربعة، الاميركان، لم يحتلك احد ، كانت نزوة من نزوات الشعب كما في المغول، لن تكوني عاهرة وانت في هذا العمر والشيب، او سبية تباعين بابخس الاثمان.
يا الف ليلة سيخرج الف مارد ومارد من قماقمك الجبارة، ومهلا اميركا سنرى يوما ان الحضارة تقاتل، ستقاتل الحضارة وتنتصر، لم تكن المرة الاولى، انه عالم مذهل، ربما سيغلب السيف القديم الفانتوم المنحطة التي ترفع رأسها منتشية بقتل الاطفال، الف لعنة ستتمثل سلاحا فتاكا يجعل الاميركان ينكمشون ويعودون ادراجهم الى اصولهم، يتوزعون على القارات، هي نبوءة مشحونة بالم قاتل، الم من تتمزق اوصاله امام عينيه.
لايمكن ان يكون العالم بهذا الشكل، حكرا على قرارات المجرمين، ممن امتلأ بالحقد والشعور بالنقص، ويريد الانتقام من جمال لياليك الالف، لانتفق كثيرا مع ابي الطيب حين يقول: لاتشتري العبد الا والعصا معه، لكننا نتفق معه بشأن عبد واحد يريد تمزيق اهلنا وجعلهم امما وقبائل، للوطن الواحد الف فضيلة، وللوطن المقسم الف سيئة، اجمعي ابناءك يابغداد، وعلميهم ان طير ابراهيم سيعود ثانية كلا واحدا، سيهرع من رؤوس الجبال الى مناطق الاهوار والسهول، فهي ارادة الحضارة التي تجمعه في كل مرة.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اسطورتي الشخصية
- بس تعالوا
- في المرآة
- البقعة الحمراء
- شعرة الوطن المقطوعة
- انني احتضر، لكنني لم امت بعد
- اعدام كلب
- الضريح الكبير
- جرغد امي
- بعضي سيقتل بعضي
- يوم عيد الام: ستة اولاد قد دعاهم الله
- اقليم الله
- اعترافات داعشي متمرد
- سيّاف مبتدىء
- سرّ من رأى تعرفني
- السياسي الأخير
- عن نهاية الليل وبدايته
- امرأة اسمها نينوى
- الاموات في احلامي لايتكلمون
- ابصق بدولار


المزيد.....




- جورجيا: فوز الحزب الحاكم الموالي لروسيا في الانتخابات التشري ...
- مقترح مصري لوقف موقت لإطلاق النار في غزة ومفاوضات بالدوحة أم ...
- الجيش الإسرائيلي: قواتنا استكملت عملية دهم مستشفى كمال عدوان ...
- تتمتع الوَحدةَ الإفريقية بتاريخٍ غني، يعود إلى سنةِ ألفٍ وتس ...
- حرب غزة: حجج إضافية ضدّ إسرائيل في محكمة العدل الدولية ودعوا ...
- بيونغيانغ تتهم جارتها بإرسال مناشير تحريضية للمرة الثالثة خل ...
- العراق يحتج رسميا على استخدام إسرائيل مجاله الجوي ضد إيران و ...
- إيران تقلل من شأن الضربة الإسرائيلية وتتوعد بـ-عواقب مريرة- ...
- مودي يهدي لوحة فنية تقليدية لبوتين
- مسؤول إسرائيلي يعلق على العرض المصري


المزيد.....

- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - عندما تقاتل الحضارة