أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - مسرحية - سنغافورة - للمخرج البرتغالي باولو كاسترو: كل المُتلّقياتِ المغربيات غادرن القاعة بسبب مشاهد إيروسية غير مقصودة لذاتها















المزيد.....

مسرحية - سنغافورة - للمخرج البرتغالي باولو كاسترو: كل المُتلّقياتِ المغربيات غادرن القاعة بسبب مشاهد إيروسية غير مقصودة لذاتها


عدنان حسين أحمد

الحوار المتمدن-العدد: 1331 - 2005 / 9 / 28 - 13:53
المحور: الادب والفن
    


تجدر الإشارة إلى أن مسرحية " سنغافورة " للمخرج البرتغالي باولو كاسترو هي المسرحية الوحيدة التي استفزت الجمهور المغربي في الدار البيضاء، وجعلت النساء يسارعن في ترك قاعة مسرح المركّب الثقافي لمولاي رشيد بعد أن تناهت إلى أسماعهن كلمة أحد المنظمين للدورة السابعة عشر للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء حينما أشار إلى أن هذا العرض المسرحي يحتوي على مشاهد إيروسية ليس الغرض منها إثارة الغرائز والشهوات، وإنما لتسليط الضوء على ما يكتنف المجتمع من تناقضات حادة، ويكشف أيضاً عن التدهور الأخلاقي للشرطة في النظم الشمولية التي لا تعير وزناً للكرامة الإنسانية. تتمحور هذه المسرحية حول قصة رجلين شابين أحدهما برتغالي، والثاني ألماني، يسافران إلى طوكيو، وفي أثناء الرحلة يرغمان على التوقف في سنغافورة، حيث يقيمان في فندق، لكنهما يعيشان أوضاعاً قاسية، إذ يفقد الألماني جواز سفره في ظروف غامضة لا يتضح منها أي شيء للمتلقي مما يعرضه لمضايقات شرطة المدينة، بينما يتعرض الشاب البرتغالي لعملية اغتصاب من قبل الشرطة بحيث يشعر بالانهيار الداخلي جرّاء هذه المعاملة الوحشية من قبل رموز السلطة في أي مكان في هذا العالم. وإذا ما جرّدنا هذه القصة من صدمتها، وفعل الاغتصاب الذي يبعث على الدهشة والذهول فإن النص وأداء الممثلين والرؤية الإخراجية برمتها، وحتى المؤثرات الصوتية والبصرية فإنها تنتمي إلى المسرح الواقعي المغرق في تقليديته، فليس هناك أي حداثة أو تجريب وكأن كاتب النص ومعه المخرج يريدان القول بأن الشرطة في سنغافورة، أو في بلدان العالم الشمولي تمارس قمعاً غير مسبوق، وفي أغلب الأحيان ليست هناك أية مبررات تسوّغ هذه الفظائع التي تُرتكب من قبل الشرطة، تماماً كما حدث للشاب البرتغالي الذي أُهين، وأُغتصب، ومورس معه الشذوذ الجنسي أيضاً! ولكي يسوّغ كاتب النص ومخرجه عملية الدهم التي تعرّض لها الشابان فقد جعل أحدهما يوافق على دخول مومس تتاجر بجسدها مقابل مبلغ من المال خلافاً للقوانين المتبعة التي تمنع ممارسة الدعارة في الأماكن العامة. الفتاة الشابة الجميلة تعرض على الشاب البرتغالي طرقاً متعددة للمتعة الجنسية، فكل شيء بثمنه، ولكنهما يفاجأن على حين غرة بمداهمة الشرطة لغرفة الفندق، وتضبطهما متلبسان بالجرم المشهود. هنا تكشف المسرحية عن الجوانب المحجوبة والمسكوت عنها، وتعرّي هذه النماذج المنحطّة من أجهزة الأمن والشرطة، وتسمّي الأشياء بأسمائها، حيث تمارس هذه الشريحة من الناس كل أشكال الشذوذ الجنسي مع الضحايا بحجة ارتكابهم لأخطاء منافية للآداب العامة، بينما يمارسون هم أخطاء أبشع منها، فهم ينهون عن شيء ويأتون بمثله أو بأسوأ منه. سادية الشرطة لا تقتصر على الرجال، فالشرطية التي نراها في هذا العرض المسرحي هي أكثر وحشية من زميلها في المهنة، إذ توسع الضحية ضرباً مبرّحاً على الأجزاء الحساسة من جسده. وأكثر من ذلك فإن هذا العرض المسرحي ينطوي على مشاهد إجرامية عنيفة إذ يستعمل الشرطي المُغتصِب سكينا لطعن الضحية، وتمزيق بطنه بطريقة وحشية قاسية قد لا يتحملها المشاهد العادي. أما الضحية الأخرى فإنه يتعرض هو الآخر للضرب المبرّح، وبينما تطرد المومس من غرفة الفندق، يدخل شرطي يحمل بيده منشاراً حديدياً، ثم يبدأ بمطاردة الضحية الألمانية الذي يدلف وراء الستارة، ثم نسمع صراخاً حاداً يبين لنا بأن الشرطي قد قطّع ضحيته إرباً إرباً بهذا المنشار الحديدي. وعوداً على بدء، فالمشاهد الجنسية التي وردت في متن العرض المسرحي ليست مقصودة لذاتها، وإنما الغرض منها هو الكشف، والتعرية، وفضح التقاليد الأخلاقية التي تكرسها الدول الشمولية التي لا تحترم الإنسان، ولا تقيم له وزناً. وإذا كان النص والأداء لا يخرجان على إطار تقليد ما هو سائد ومألوف فإن المؤثرات الصوتية والبصرية قد لعبت دوراً مهماً في تصعيد الأحداث، وتثويرها درامياً، والبلوغ بها حد الذروة ضمن إطارها الواقعي الخالي من التجريب والمعالجات الجديدة. وكما أشرت سابقاً فأن العرض كان صادماً للكثيرين، وأن هناك عدد كبير من النساء كنّ قد غادرن القاعة بعد سماعهن بوجود المشاهد الإيحائية غير المقصودة لذاتها، وهناك من تأخرن قليلاً ربما ليرين حجم المساحة الإيروسية التي قد لا تخدش الحياء، لكنهن غادرن القاعة تباعاً مع تقديم أول مشهد للشذوذ الجنسي، ولم تبق أية امرأة مغربية، بينما ظلت زميلتنا " آوكيّا " في الوفد الهولندي تستمتع بمشاهد هذا العرض الذي لم يخدش مشاعرنا ألبتة، وإنما ظلت تناقش هذا النمط من العروض المسرحية التي تحاول أن تعرّي الواقع، وتكشف عن زيفه المرعب. وفي نهاية العرض توجه العديد من الشبان المغاربة إلى رئيس المهرجان د. عبد المجيد القدوري، وانتقدوه بشدة لأنه سمح للفرقة البرتغالية أن تقدّم هذا العرض المكشوف والذي يُعد من وجهة نظرهم منافياً للقيم والأخلاق العربية والإسلامية، ومُنتهكاً لحرمتها، متناسين أن وظيفة الفن هي هتك الثوابت، وخرق للتوقعات، وتعرية لما يحدث خلف الكواليس، وربما أمامها أيضاً. ويبدو أن اللجنة المنظمة للمهرجان لم تفحص هذه العروض، ولم تدقق في ثيمتها لكي تعرف إذا ما كانت هذه العروض منافية لأخلاق الجمهور التقليدي أم لا؟ وكان من المفيد لو أن اللجنة المنظمة للمهرجان قد فكرت في عقد حلقة نقاشية بعد العرض مباشرة لتحاور فيه كاتب النص ومخرجه وممثلوه، لكي تقف على طبيعة ما جرى فوق خشبة " مسرح مولاي رشيد " لا أن تترك الأبواب مفتوحة لتشجع النساء فقط على الهرب من هذا العرض المسرحي الجريء حتى وإن كان محصوراً في إطاره التقليدي. ويبدو أن اللجنة والجمهور معاً لم ينتبها بسبب اللغة ربما أن مسرحية " فاقد الصلاحية " من تأليف خير تايس، وإخراج رسول الصغير، كانت تحتوي هي الأخرى على مشاهد إيروسية شاذة، ومحرّمة بين الأب والبنت، ولكن العائق اللغوي هو الذي حال دون فهم تفاصيل النص، فليس الأب هو الوحيد الذي كانت له علاقة محرّمة مع ابنته، وإنما كانت البنت ذاتها على علاقة مثلية مع صديقتها نيللي. صحيح أن العمل الفني لا يستنسخ الواقع، وإنما يعيد صياغته من جديد، وهذا ما فعله المخرج باولو كاسترو حتى وإن كانت هذه الصياغة بطريقة واقعية صادمة.



#عدنان_حسين_أحمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - الدودة الصغيرة - المسرحية الراقصة للمخرجة الفنلندية إيفا م ...
- شرودر يرفض الإقرار بالهزيمة، وأنجيلا تطمح أن تكون أول مستشار ...
- مسرحية -موت في حجرة التمريض - لمارك فورتل: الخطاب البصري في ...
- الشعر العراقي في المنفى: المخيلة الطليقة التي فلتت من ذاكرة ...
- الفنان يوسف العاني عضواً في لجنة التحكيم للدورة السابعة عشر ...
- ملف الأدب المهجري العراقي
- حوار في الأزرق -معرض جديد للفنان ستار كاووش والهولندي مارك ل ...
- مسرحية - فاقد الصلاحية - لرسول الصغير على خشبة المجمع الثقاف ...
- الفنانة التشكيلية رملة الجاسم . . . من التشخيصية إلى التعبير ...
- الروائي العراقي سنان أنطون لـ - الحوار المتمدن -: البنية في ...
- التشكيلي سعد علي في معرضه الجديد - ألف ليلة وليلة -: التشخيص ...
- - يوم الاثنين - شريط روائي قصير للمخرج تامر السعيد، حكاية مف ...
- خطورة البعد الرمزي حينما يرتدي حُلة الوعظ والإرشاد في - فستا ...
- الروائي العراقي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: بوصلة ال ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: بعد وفاة غائب قي ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: وضعت حياتي كلها ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: نحن الكتاب عائلة ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: استقبلت -حب في م ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: أشعر أن الكون كل ...
- الروائي برهان الخطيب لـ - الحوار المتمدن -: لا أميّز بين لغة ...


المزيد.....




- -قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
- مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عدنان حسين أحمد - مسرحية - سنغافورة - للمخرج البرتغالي باولو كاسترو: كل المُتلّقياتِ المغربيات غادرن القاعة بسبب مشاهد إيروسية غير مقصودة لذاتها