أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الكاتب والمناضل الدكتور محمد أيوب .. وداعاً يا ابن المخيم














المزيد.....

الكاتب والمناضل الدكتور محمد أيوب .. وداعاً يا ابن المخيم


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 4790 - 2015 / 4 / 28 - 23:57
المحور: الادب والفن
    


الكاتب والمناضل الدكتور محمد أيوب .. وداعاً يا ابن المخيم

قبل أيام فارقنا الكاتب والمناضل الدكتور محمد أيوب ، ابن مخيم خان يونس في قطاع غزة ، بعد معاناة وصراع شديد مع مرض عضال لم يمهله طويلاً .وبوفاته تفقد الحركة الثقافية الفلسطينية علماً من أعلامها البارزة ، وكاتباً وروائياً مبدعاً ، ومناضلاً حمل جراح وهموم شعبه الوطنية ، وانحاز لقضيته المقدسة ، وانتصر للحرية .
كان الراحل محمد أيوب صاحب مواقف وطنية وقومية وتقدمية صلبة وراسخة ، وكان نموذجاً ومثالاً للإنسان الوطني التقدمي المضحي والمقاوم والمدافع عن قضايا شعبه لأجل الاستقلال الوطني والعودة . وقد عرفته السجون والزنازين الاحتلالية بسبب كتاباته الأدبية الملتزمة ، ومواقفه السياسية والوطنية المناهضة للاحتلال .
يعد محمد أيوب من الأصوات القصصية الفلسطينية القادمة من مخيمات البؤس والشقاء والحرمان ، وينتمي للجيل الفلسطيني الأدبي الذي ظهر في القطاع بعد الاحتلال ، جيل غريب عسقلاني وعبد اللـه تايه وتوفيق الحاج والمرحوم زكي العيلة . وتمثل تجربته القصصية نموذجاً خاصاً تتجاوز الأشكال التقليدية في الكتابة الإبداعية . وقد استطاع أن يلتقط روح المرحلة ونبضها وتصوير الهموم اليومية لشعبه الرازح تحت نير الاحتلال ، هذا الشعب الذي آثر الصمود والمواجهة ويطمح إلى معانقة ضوء الشمس .
نشر محمد أيوب قصصه القصيرة في الصحف والمجلات الثقافية والفكرية الفلسطينية منها :القدس والشعب والفجر والنهار والفجر الأدبي والبيادر والكاتب والشراع والحياة الجديدة والأيام والاتحاد والجديد وفلسطين الثورة وغيرها. وفي سنة 1977تمّ اختيار قصته "البذرة تتمرد" من قبل الأديب الراحل إميل حبيبي من أفضل عشر قصص قصيرة في الضفة والقطاع . ونشرت هذه القصة في مجموعة مشتركة في بيروت بعنوان "هكذا فعل أجدادنا "، وفي سنة 1978 نشر مجموعته القصصية الأولى "الوحش" ، وبعيد الانتفاضة الأولى صدرت مجموعته "صور وحكايات"وروايته "الكف تناطح المخرز" ، إضافة إلى روايته "الكوابيس تأتي في حزيران"التي نشرها سنة 1998.
محمد أيوب، كغيره من الكتاب الفلسطينيين، يتناول في أعماله القصصية والروائية قضايا سياسية واجتماعية طبقية من صميم الحياة الفلسطينية الراهنة تحت الاحتلال ، وينقل صور وحكايات صادقة من واقع المخيم الفلسطيني بكل ما يمثله من معاناة وقهر وفقر وبؤس وتشرد ، كما يتعرض للطفولة البائسة المحفزة إلى التغيير.
وفي روايته "الكف تناطح المخرز" يرصد محمد الفترة الزمنية الممتدة من أواخر حزيران وحتى آب 1988 ، ويحكي قصة شاب أراد له والده أن يكون حيادياً في مسألة الصراعات السياسية والفكرية في المجتمع ولهذا اسماه "حياد" لكنه يتمرد على هذا الوضع ويتساءل في نفسه : إلى متى سيبقى عديم اللون والطعم والرائحة ؟. ولم يسلم حياد من قوات الاحتلال التي تزج به في المعتقل ، وهناك يلتقي مجموعة من السجناء الثوريين فيتفتح وعيه من خلال النقاشات والسجالات الفكرية التي تدور بين هؤلاء السجناء ، لكن حلمه وهاجسه ورغبته في الحياة إتمام الدراسة الأكاديمية ، وبعد أن يطلق سراحه يتوجه للدراسة في جامعة بير زيت . وما أن يبدأ الدراسة فإذا بالانتفاضة تندلع في الأراضي المحتلة ، ويقوم الاحتلال بإغلاق الجامعة، فيعود الى منزله في خان يونس، وهناك يشارك في المواجهات الشعبية ضد المحتل ، وبعد ذلك يذهب حياد للعمل في "إسرائيل" فتصادفه فتاة يهودية تحاول استمالته إليها، لكنه يرفض بإباء إقامة علاقة معها. وتنتهي الرواية باعتقال حياد إدارياً، وفي السجن يستشهد في عملية قمع تقوم بها إدارة السجن ضد المعتقلين الفلسطينيين، وقبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة يرسم شارة النصر ويبتسم.
والحقيقة أن محمد أيوب نجح ، بوعيه ونفاذ بصيرته، ملامسة الواقع ورسم المأساة ونقل المعاناة الفلسطينية ، التي عاشها وأحسها على جلده ، وقدّم لنا قصص الميلاد والثورة والفرح الإنساني الآتي ، مدللاً على التصاق الإنسان الفلسطيني بالأرض والوطن والمخيم ، وإيمانه الذي لا يقهر ولا ينطفئ بعدالة قضية شعبه الوطنية ، وطموحه إلى التغيير الثوري وبناء المستقبل المضيء ، الذي تتحقق فيه الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية.
خلاصة القول ، محمد أيوب قاص فلسطيني صقلته التجارب والأحداث اليومية ،وأثبت حضوره في الفضاء الثقافي الفلسطيني ، وجاءت كتابته عفوية وشفافة وملتزمة بقضايا الناس والحياة والمجتمع ، ورحل عن الدنياً تاركاً أرثاً أدبياً خالداً . فوداعاً أيها الصديق القديم ، وسلاماً لك يا ابن المخيم .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حوار مع الشاعرة الفلسطينية سلمى جبران
- في نقد الموقف المصري ..!
- ورحل (الخال) شاعر الغلابة عبد الرحمن الأبنودي
- أهداف العدوان السعودي على اليمن
- مخيم اليرموك .. آه يا جرحنا النازف
- الحرية لخالدة جرار
- في ذكرى استشهاد كمال ناصر ضمير الثورة وشاعرها
- مشروع فصل غزة خيانة كبرى ..!
- مجلة -الإصلاح- في عدد جديد
- جرح اليرموك
- سليمان فياض كاتباً ومؤرخاً
- في الشأن الفلسطيني ..!
- إلى روح الكاتب والإنسان جورج غريب
- تجربة أسمهان خلايلة القصصية
- يعقوب زيادين .. وداعاً أيها الشيوعي المعتق
- واحد وثمانون وردة للحزب الشيوعي العراقي في ذكرى تأسيسه
- عدوان سعودي - خليجي قذر على الشعب اليمني
- في رحيل عبد الله رضوان
- ومضات من شعر المرحوم عبد الرحمن كبها (أبو صدام)
- المجلات الثقافية والفكرية في بلادنا / مجلة (المرصاد )


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الكاتب والمناضل الدكتور محمد أيوب .. وداعاً يا ابن المخيم