محمود شقير
الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 09:31
المحور:
الادب والفن
عند ضفة النهر التقيا، ولم يكن المتحف بعيداً.
اتفقا على الذهاب إليه، ولم يكن مضى على تعارفهما سوى ثلاثة أيام. قالت اٍنها تعشق رسومات شاجال وميرو، ولا تحب رسومات دالي. قال إنه يتردد على المتاحف كلما لاحت له فرصة مواتية لذلك، ولم تسأله عن رأيه في رسومات شاجال أو ميرو كي لا تحرجه، قال إنه هو الآخر لا يحب رسومات دالي، لأنها مغرقة في الغرابة والغموض.
قطعا الجسر، ولم يكن النهر قد فاض بعد.
تشاغلا بالنظر إلى مائه المنساب في سكينة، ولم يتبادلا سوى القليل من الكلام، هي بطبعها مقلة في كلامها، وهو بطبعه مقل في كلامه، غير أن صورة النهر وهو في حالة اهتياج قصوى مرت في رأسها ورأسه في الوقت نفسه تقريباً. تبادلا نظرة خاطفة عند نهاية الجسر، ابتسما دون أن يحددا سبباً واضحاً لذلك، وانطلقا يمشيان بالقرب من حافة النهر نحو المتحف الذي بدا أمامهما مثل هدف قابل للاجتياح.
توقفت طويلاً أمام احدى لوحات شاجال.
طاف أرجاء المتحف في ساعة أو أقل من ساعة،
خرج ينتظرها عند حافة النهر. حينما جاءت، جلست قربه في وداعة متناهية، أراحت رأسها على كتفه، لم يتبادلا كلمة واحدة.
كانا مثل لوحة رسمها شاجال.
#محمود_شقير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟