أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - الترابط بين اليمن وسائر الإقليم















المزيد.....


الترابط بين اليمن وسائر الإقليم


معتز حيسو

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 09:29
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من الواضح أن المجتمعات العربية: شعوباً وحكومات، تمرّ في مرحلة من التعثّر والتراجع. وهذا يجعلها تقف على عتبة الانهيار الشامل والعميق. ويُزيد من أزمتها العامة والمركّبة، ارتهان حكوماتها للخارج. وهذا يساهم في إدخالها في صراعات بينية، وأخرى إقليمية. من نتائجها تعميق التناقضات الداخلية التي وصلت إلى درجة بات الخروج منها مستعصياً. ذلك نتيجة تركب وتداخل الأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية. إضافة إلى تنابذ وتشتت القوى السياسية والمدنية، وإغلاق الحكومات آفاق التطور الموضوعي لمجتمعاتها.
والأوضاع في اليمن لا تشذُّ عن أوضاع باقي المجتمعات العربية المتأزمة. ويمكننا القول إن ترابط وتداخل وتشابك حلقات الصراع في المنطقة العربية يدلّل على إن تداعيات الصراع في العراق وسوريا تنعكس على الأوضاع اليمنية. أيضاً فإنّ تطور المعارك في اليمن ونتائجها سيكون له انعكاسات مباشرة وملموسة على مجريات الصراع والتحولات السياسية في العراق وسوريا. ومن الواضح أن الأسباب الحقيقية لانطلاق عمليات« عاصفة الحزم» التي تسعى من خلالها الرياض إلى تمكين تحالف عربي وإسلامي. تعود إلى عوامل متعددة منها:أولاً: دوافع إقليمية ودولية محمولة على جذور دينية «مذهبية وطائفية» مغلّفة بأهداف سياسية. ثانياً: التمدد الإيراني في العراق وسوريا واليمن. وهذا أثار مخاوف الرياض من الهيمنة الإيرانية على المنافذ البحرية« باب المندب، هرمز». إضافة إلى أن زيادة النفوذ الإيراني الذي يرتبط بشكل مباشر بسيطرة الحوثيين على مقاليد السلطة، وبالتالي السيطرة على الحدود مع العربية السعودية، يُثير مخاوف المملكة من انتقال تداعيات الصراع إلى داخل أراضيها. وهذا يتنافى مع التصريحات الأمريكية التي أشارت إلى أن الخطر على السعودية ليس من خارج حدودها، لكنه يكمن في تفاقم حدة التناقضات الاجتماعية والسياسية الداخلية. ثالثاً: التوافق الإيراني مع دول 5+1 على الملف النووي، ورفع العقوبات الاقتصادية عن إيران. وهذا بالنسبة إلى الرياض سوف يعزز مكانة إيران العسكرية والسياسية والاقتصادية على المستويين الإقليمي والدولي. وهنا تتقاطع مصالح الرياض مع المصالح الإسرائيلية وبعض الدول الغربية والإقليمية في تحجيم القوة الإيرانية وإعادتها إلى حدودها الطبيعية الجغرافية والسياسية. وهذا يتزامن مع اشتغال الإدارة الأمريكية على إشاعة مخاوف الحكومات العربية وتحديداً الخليجية من برنامج إيران النووي. ويتجلى ذلك في اللحظة الراهنة من خلال الصراع الذي تقوده الرياض ودول أخرى لمواجهة إيران عبر أشكال مباشرة وغير مباشرة في اليمن وسوريا والعراق. من جانب آخر تكشف عاصفة الحزم بشكل واضح، عن حجم الاستقطاب والارتهان العربي إلى مشاريع إقليمية ودولية كبرى. إذ ترى بعض الأطراف أن التحالف الذي تقوده الرياض يُعبّر عن صحوة عربية. وسوف يؤدي إلى تعظيم قوة عرب ويعيد إليهم «مجدهم الغابر ووحدتهم المفقودة» وسوف يساهم في إنهاء سياسات إيران التوسعية. وفي ذات السياق، تطالب الأطراف ذاتها بتوسيع عمليات التحالف السعودي إلى سوريا. دون أن يُدركوا أن ما تقوم به الرياض. يمكن أن يزيد من تشتت المجتمعات العربية، وتناحر حكوماتها. ومن الممكن أن يساهم في تقسيم المنطقة العربية وتفتيت بنيتها الاجتماعية نتيجة تعميق حدة الصراع المحمول على أهداف مذهبية وطائفية وجهوية، وأخرى سياسية محمولة على أبعاد إقليمية ودولية. وهذا بالتحديد يُعبّر عن جوهر مشروع شرق الأوسط الجديد الذي تُشكل الفوضى الخلّاقة مدخله المباشر. وتجليات ذلك واضحة في العراق. ورغم اختلاف الأسباب والتجليات، فإن ما يجري في سوريا وليبيا واليمن يصبُّ في ذات السياق. ومن المعلوم أن الدول الكبرى في سياق تحقيق مصالحها، تشتغل على توظيف أمراض البنية الشمولية للنظام العربي، ووهم بعض الفصائل المعارضة التي ترى أن العامل الخارجي سوف يضع المجتمعات العربية على عتبة التغيير الديمقراطي. فكان ذلك بمثابة مقدمات موضوعية إلى تهديم كيانية الدولة، وتفتيت المجتمعات وإدخالها في صراعات لن تنتهي مفاعيلها وأسبابها في المدى المنظور. وهذا يستدعي دراسة الأوضاع العربية حتى يُصار إلى وضعها في سياق تطورها الموضوعي انطلاقاً من المحافظة على المصالح الاجتماعية العليا، ومبدأ السيادة الوطنية واستقلالية القرار الوطني الذي يندرج موضوعياً في سياق الإنفتاح على العالمية من منظور التكامل. وهذا يتناقض بشكل ملموس مع سعي دول كبرى وأخرى إقليمية إضافة إلى مؤسسات مالية عالمية إلى إحلال آليات عمل اقتصادية نيو ليبرالية، وميول سياسية تناقض مصالح وأهداف المواطن العربي: السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
إن استمرار الأوضاع العربية الراهنة سوف يؤدي إلى إعادة إنتاج أمراض الاستبداد والتخلف. لكن هذه المرة من منظور أكثر خطورة ودمار. وهذا يتعدّى حدود رحيل الأنظمة الراهنة أو بقاءها، كونه نتاج تسويات دولية وإقليمية بالدرجة الأولى، ومفاعيل داخلية بالدرجة الثانية. لكن الأخطر هو أننا حكومات وشعوب ومعارضات نقف على عتبة السقوط في مستنقع صراعات دينية ومذهبية وجهوية وعشائرية ستقود إلى نشوء كيانات وظيفية تعمل على اقتلاع جذور الحضارة، والقضاء على تجلياتها المشرقة. إضافة إلى ذلك فإنها ستقضي على إمكانية التعايش السلمي بين مكونات المجتمعات العربية. وهذا لن يتوقف على شكل ومستوى العلاقة بين الدول العربية الذاهبة كما يبدوا إلى مزيد من الصراع والتبعية. بل ستطال تركيبة مجتمعاتنا، فتزيدها تفتيتاً وتقسيماً وتناحراً. أما من سيدفع ثمن ذلك، فإنه المواطن المُفقّر والمهمّش.
ختاماً نرى أن الأوضاع في اليمن وكذلك في سوريا والعراق و«ليبيا» محكومة بالترابط والتداخل الإقليمي والدولي. وبقدر ما نحتاج للخروج من أوضاعنا الراهنة إلى المناعة والقوة الذاتية. فإننا نعاني من تداعيات «خضوعنا ـ إخضاعنا» إلى مفاعيل خارجية، إقليمية ودولية. وهذا يوضّح إشكالية تحوّلنا إلى أدوات وحلقات وظيفية ضمن مشاريع خارجية. أما نتائج وتداعيات الحرب السعودية على اليمن، فإنها لن تكون محصورة في اليمن. ومن المُرجّح أنها ستحمل ملامح «تحولات» عربية وإقليمية جديدة. والغرب ليس بعيداً عن ذلك. فهو ما زال يمسك بخيوط التحولات العربية والإقليمية. أما إسرائيل، فإن أوضاع العرب الراهنة، وآفاق تحولاتها المحتملة، تخدم تفوقها الإستراتيجي. وفيما يخصُّ الموقف التركي والباكستاني من عاصفة الحزم. فإن كلا الحكومتين تنظران إلى الموضوع من منظار مصالحهما الاقتصادية، فكان تقاربهما مع إيران أكثر جدوى وفائدة لهما. وهذا لا ينفي خلافهما السياسي وبشكل خاص تركيا، مع إيران الطموحة إلى تجاوز حدودها الجيو سياسية.
************************************************************************



#معتز_حيسو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تحولات عربية: اليمن ليس وحيداً
- خرائط تُرسم بدماء السوريين
- أربع سنوات من الصراع السوري: الحداثة التخلف
- سوريا: في النموذج الطائفي؟!
- في أسباب وتجليات انخفاض سعر النفط
- المرأة السورية... سنديانة في لهيب الصراع
- آفاق المشروع الطائفي في سوريا
- الهدم الديموقراطي: قراءة في المشهد السوري
- الأسرة السورية بين تآكل قيمة الدخل وارتفاع قيمة الاستهلاك
- السياسة بين العصبية والعقائد الأيديولوجية
- في مأزق الحوار السوري
- ماذا يحمل أطفال سوريا إلى المستقبل؟
- من جنيف إلى موسكو: ما جديد الأزمة السورية؟
- ماذا يعني تحرير سعر المحروقات في سوريا؟
- الاقتصاد السوري في نفق مظلم
- ماذا يعني أن تكون يسارياً في سوريا
- شتاء السوريين القارس: ابحثوا عن سياسات تحرير الاقتصاد
- شتاء السوريين
- في مقدمات انهيار الدولة
- في نهايات «الربيع السوري»


المزيد.....




- إسرائيل تُعلن تأخير الإفراج عن فلسطينيين مسجونين لديها بسبب ...
- الخط الزمني للملاحقات الأمنية بحق المبادرة المصرية للحقوق ال ...
- الخارجية الروسية: مولدوفا تستخدم الطاقة سلاحا ضد بريدنيستروف ...
- الإفراج عن الأسير الإسرائيلي غادي موزيس وتسليمه للصليب الأحم ...
- الأسيرة الإسرائيلية المفرج عنها ‏أغام بيرغر تلتقي والديها
- -حماس- لإسرائيل: أعطونا آليات لرفع الأنقاض حتى نعطيكم رفات م ...
- -الدوما- الروسي: بحث اغتيال بوتين جريمة بحد ذاته
- ترامب يصدر أمرا تنفيذيا يستهدف الأجانب والطلاب الذين احتجوا ...
- خبير: حرب الغرب ضد روسيا فشلت وخلّفت حتى الآن مليون قتيل في ...
- الملك السعودي وولي عهده يهنئان الشرع بمناسبة تنصيبه رئيسا لس ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - معتز حيسو - الترابط بين اليمن وسائر الإقليم