أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل تعي حركة حماس ما تفعل ؟















المزيد.....

هل تعي حركة حماس ما تفعل ؟


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4788 - 2015 / 4 / 26 - 01:46
المحور: القضية الفلسطينية
    


ليس دفاعا عن رجل حتى وإن كان هذا الرجل شخصية وطنية وقومية وأممية بقامة النائب في التشريعي جميل المجدلاوي ، رجل المبادئ والأخلاق والوطنية والتفاني في سبيل فلسطين منذ السنوات الأولى للنكبة حين كان من يتطاولون عليه اليوم غير متواجدين على ساحة العمل الوطني ، أو يشتغلون في إطار أجندة عابرة للوطنية ولا تعترف بها. رجل عرفناه مقاتلا شرسا في ساحات الأردن وسوريا ولبنان ، ومناضلا سياسيا في كل بلد حله به ، وما زال حتى اليوم راكبا ولم يترجل ،ليس لأنه مستفيد من منصب أو مغرما بالظهور على الفضائيات ووسائل الإعلام ، بل لأن النضال واجب وطني وعطاء حتى الممات ، رجل كانت وما تزال نظافة يده وذمته المالية في مستوى سمو أخلاقه وتواضعه .
نعم ليس دفاع عن رجل بل توصيفا لحقيقة يعلمها كل من عاصر تاريخ الثورة الفلسطينية ، وحتى العقلاء في حركة حماس فقد أشادوا وقالوا بحق بهذا الرجل ما يتناسب مع قيمته وقامته عندما أنتقد ممارسات السلطة والتنسيق الأمني ووقف لجانب خيار المقاومة ، وأشادوا بالجبهة الشعبية عندما كانت في كثير من المواقف والمحطات اقرب لمشروع حماس من منظمة التحرير تحت ذريعة أن حماس تمثل مشروع مقاومة !. إلا أن البعض في حركة حماس ممن تتلبسهم حالة من الوهّْم الكاذب والجهل الفاضح بالدين كما في السياسة ، والذين يعتقدون أنهم يمتلكون الحقيقة المطلقة حيث لا حقيقة إلا ما يقولون ولا دين إلا ما يفسرون ويفهمون ، ولا صديق إلا من صدَّقَهم ، والذين يسيرون على قاعدة (من ليس معي فهو ضدي) ، فقد قلبوا ظهر المجن للجبهة الشعبية وللنائب المجدلاوي ، لا لشيء إلا لأنه عبر عن رأيه حول مهزلة صدور مشروع قانون من التشريعي بفرض ضريبة على تجار ومواطني غزة الفقيرة والجائعة والمحاصرة ، وهو في ذلك مارس حقا وقام بواجب يجب أن يقوم به بصفته نائب في التشريعي ،والخلل ليس لأنه تكلم بل في نواب التشريعي ممثلو الشعب الصامتين الذين تحولوا لأشهاد زور على ما يُمارس بالشعب والوطن باسم الشعب تحت قبة التشريعي .
كيف لا يحتج النائب المجدلاوي ويفضح هذا المشروع ، والمبتدئ بالسياسة يعرف أنه في كل دول العالم فإن الجهة الوحيدة التي من حقها فرض وجباية ضرائب هي الحكومة الرسمية ، وكيف لا يحتج والتشريعي يصدر هذا المشروع في يوم وصول حكومة الوفاق لتستكمل حل المشاكل العالقة ، وكيف لا يحتج ويحتج كل الشعب ،ومئات الملايين من الدولارات دخلت لقطاع غزة عبر كل الطرق الشرعية وغير الشرعية ، وضرائب ورسوم متعددة تم جبايتها ، دون أن يعلم أحد أين تذهب وكيف يتم إنفاقها . ولا يشفع لحركة حماس القول بأنها حركة مقاومة ، ولا يشفع لها حديثها عن فساد السلطة في الضفة الغربية .
بعد كل ذلك نؤكد على القول بأن الموضوع يتجاوز الدفاع عن شخص ، بل دعوة لكسر حالة الصمت وثقافة الخوف والترهيب ، دعوة لوقف التلاعب بمصير شعب ووطن ، تارة باسم الدين وتارة باسم المقاومة وتارة باسم المصلحة الوطنية ، والمحصلة في قطاع غزة : مسلمون بلا إسلام حقيقي حيث تحول الإسلام لإسلام شكلاني يتم توظيفه كأداة للارتزاق داخليا وخارجيا ، ومقاومون بلا مقاومة بما هي حركة تحرر وطني حيث تحولت لمقاومة للحفاظ على سلطة حركة حماس ودولة حركة حماس الإخوانية في قطاع غزة ولإرهاب وتخويف الشعب ، أما المصلحة الوطنية فبات مصطلحا فارغ المضمون ، فكم باسم المصلحة الوطنية ارتكبت جرائم .
منذ أن ظهرت حركة حماس كمشروع أراد له مؤسسوه أن يكون بديلا عن منظمة التحرير التي هي مشروع وطني تحرري اعترف بها العالم كممثل شرعي للشعب الفلسطيني ، منذ ذلك التاريخ وحركة حماس تخون وتكفر كل من يخالفها الرأي حتى الزعيم الراحل ياسر عرفات لم ينج من سياطها حيث نعتته بالخائن والفاسد بل وحرضت عناصرها لضربه بالأحذية لأنه كان يريد دولة في الضفة وقطاع غزة عاصمتها القدس وعودة اللاجئين فقط ، ولا ندري بأي شيء سيضرب الشعب مَن يقولون ويسعون لدولة غزة فقط دون الضفة ودون القدس ودون عودة اللاجئين ؟! . لم يكن حال الرئيس أبو مازن بالأفضل ، فهو في نظرهم من ورط الشعب بسلطة أوسلو وهو رئيس "جماعة دايتون" ، وهو الذي يحاصر غزة ويغلق المعابر ويحرض إسرائيل للعدوان على غزة ، ومع ذلك فإن حركة حماس شكلت معه حكومة وفاق وطني ببرنامجه السياسي !، كما أن المصالحة اليوم متوقفة لأن هذا الرئيس بالمواصفات السابقة لا يريد دفع رواتب موظفي حركة حماس من موازنة حكومة أوسلو أو "حكومة دايتون" .! ولم يكن الحال أفضل مع فصائل منظمة التحرير الذين على حد قول احد قادة حماس (ما بعبوش سيارة بيكب ) ومجرد ظاهرة صوتية .
ولم يقتصر الأمر على ذلك بل أدخلت حركة حماس لأول مرة إلى الساحة الفلسطينية سلوك وثقافة الاقتتال والحرب الأهلية والكراهية والحقد بحيث بات المجتمع منقسما لمجتمعين وثقافتين وهويتين، بل وصل الانقسام للأسرة الواحدة ، وعلى المستوى الخارجي تم توتير وإفساد العلاقة بين الشعب الفلسطيني وغالبية الشعوب والحكومات العربية ، مما أثر على قدرة أهالي غزة على الحركة والسفر والعمل والدراسة والعلاج في دول العالم .
كل ذلك ليس نتيجة سلوك عناصر حركة حماس ولا مقاتليها الذين أبلوا بلاء حسنا عندما واجهوا جيش الاحتلال على حدود غزة ، الوضع الذي وصلت غليه حركة حماس وقطاع غزة نتيجة خيارات وسياسات قيادات حركة حماس وارتباطاتهم الخارجية ، نتيجة فشل هؤلاء في كل خياراتهم وسياساتهم ومراهناتهم ، فحولوا فشلهم لغضب (وفشة خلق) بالشعب في غزة ، ولم يعد أمامهم إلا الاشتغال على دولة غزة التي تريدها وخططت لها إسرائيل منذ التفكير بالتسوية السياسية ، ودولة غزة بالشروط التي تفرضها إسرائيل ستكون مقبرة للمشروع الوطني وللقضية الفلسطينية ، كما سيكون واهما مَن يعتقد أن إمارة إسلامية في قطاع غزة المحاصَر من إسرائيل ومصر والبحر ستكون قاعدة منطلق لدولة الخلافة الإسلامية .
ومع ذلك نقول لحركة حماس ومؤيديها أنه لم يفت الوقت بعد ، ففي تجربتها التاريخية وفي رصيدها الشعبي ما يساعدها ويسمح لها بمراجعة إستراتيجية تجعلها أقرب للوطنية الفلسطينية وللحس الشعبي ،والشعب الفلسطيني عاصر تجارب وحروب وأشكال متعددة من الاحتلال والهيمنة والأيديولوجيات ، وكلها زالت إلا فلسطين والهوية الوطنية الفلسطينية التي فيها متسع للجميع .
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حكومة الوفاق وضريبة حماس
- استهداف مخيم اليرموك استهداف لحق العودة وللكرامة الفلسطينية
- فلسطين بوابة العرب لاستنهاض مشروعهم القومي
- القادة العظام يصنعون أمجادا والقادة الصغار يبددون حقوقا وأوط ...
- استخلاصات من نتائج الانتخابات الإسرائيلية
- عودة مشروع -غزة أولا- ولكن بثمن أفدح
- لكل أمة مشروعها الحضاري القومي إلا الأمة العربية
- مقاربة مفهومية لتفكيك ظاهرة الإرهاب
- المطلوب من المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية
- انقلاب هادئ وخطير في أراضي السلطة الفلسطينية
- مشهدان متناقضان في فلسطين المحتلة
- هل سيغطي إرهاب داعش على الإرهاب الإسرائيلي ؟
- صناعة دولة غزة
- هل توجد استراتيجية فلسطينية لمواجهة الحرب القادمة ؟
- الحذر من تعويم مفهوم الإرهاب
- كيف ستنجح حكومة التوافق الفلسطينية في ظل غياب التوافق !
- المؤتمر السابع لحركة فتح : عليه المسؤولية والرهان
- فشل التصويت على القرار العربي في مجلس الأمن (رب ضارة نافعة)
- الفريضة الغائبة وطنيا
- حول مشروع القرار المقدم لمجلس الأمن حول فلسطين


المزيد.....




- رصدتهما الكاميرا.. مراهقان يسرقان سيارة سيدة ويركلان كلبها ق ...
- محاولة انقلاب وقتل الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا.. تهم من ا ...
- ارتفاع قياسي للبيتكوين: ما أسباب دعم ترامب للعملات المشفرة، ...
- الكربون: انبعاثات حقيقية.. اعتمادات وهمية، تحقيق حول إزالة ا ...
- قائد القوات الصواريخ الاستراتيجية يؤكد لبوتين قدرة -أوريشنيك ...
- روسيا تهاجم أوكرانيا بصاروخ جديد و تصعد ضد الغرب
- بيع لحوم الحمير في ليبيا
- توقيف المدون المغربي -ولد الشينوية- والتحقيق معه بتهمة السب ...
- بعد أيام من التصعيد، ماذا سيفعل بوتين؟
- هجوم بطائرات مسيّرة روسية على سومي: مقتل شخصين وإصابة 12 آخر ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - هل تعي حركة حماس ما تفعل ؟