أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل بكاني - الى روح شهداء الابادة التركية في حق الأرمن














المزيد.....

الى روح شهداء الابادة التركية في حق الأرمن


نبيل بكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4787 - 2015 / 4 / 25 - 09:00
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


"يولد جميع الناس أحرار و متساوون في الكرامة و الحقوق و قد وهبوا عقلا و ضميرا و عليهم أن يعامل بعضهم بعضا بروح الإخاء"

؛؛؛؛
إنها المادة الأولـى من ديباجـة الإعـلان العـالمي لحقوق الإنسـان الـذي حـدد مفهوم الديمقراطيـة، وقعت عليـه دول المعمـور قبل ستـين عامـا لمـا تـحـررت لتوهـا مـن قـوى الاستعمـار التـي كـانت قـد نكلـت بشعوبهـا أشـد تنكيل، و قـد خرجت منهكـة القـوى من حرب كونيـة طاحنـة أشعلتها قـوى الدمـار و الخـراب النازيـة و الفاشيـة الكارهـة لجنـس البشـر، و هـي القـوى التي لـم تكـن تؤمـن بحـق الشعـوب فـي الكرامـة و العيـش الحـر فـي ظـل الســلام و الاستقرار أو بحقها في المساواة و العدالة المجتمعية خارج إطار العرق و النسل و الدين. و هكذا، إذن، و بعد هذا الدمـار و الخراب الـذي أتى علـى الأخضـر و اليابس و بعد كل القصف و الرصاص و القنابل التي نزلت كالمطر على هـذه الأرض و بعد كل الصـراخ المتعالـي مـن حناجـر الأطفـال و النسـاء و سحـب الدخان الرهيـب القادمـة مـن المحـارق البشريـة، استفـاق الضميـر الإنسانـي موحدا جهود العالم الجريح تحت راية الأمم المتحدة كي يعمل علـى صياغـة قانون عالمي إنساني يستمد روحه من تجارب المعاناة ليحمي الحقوق الجماعية و يصـون كرامـة الأفـراد و الجماعـات و الشعـوب و يكـرس مبـدأ السيـادة و الاستقلاليـة و تقريـر المصيـر للـدول و الحــدود...
إلا أنــه، و رغـم حجـم الانتكاســة التـي صدمـت العالــم مــرة أخــرى، و لسـوء الحـظ، هذه المـرة فـي عهـد الأمـم المتحـدة فـي خـرق سافـر للبنـود المنصوص عليها في العهد العالمي لحقـوق الإنسـان، بانتهـاك دول لحقـوق دول أخــرى أقــل قــوة منهــا أحيانــا، و أحيانــا بانتهــاك أنظمــة سياسيــة و حكومـات لحقـوق الأفـراد و الشعـوب داخـل حدودهـا.

إلا أن الأمل، و رغم كل هذا الظلم، يبقى حاضرا بكل قـوة فـي قيـام العالـم الحر بالنهضـة الإنسانيـة المنشـودة، تلـك النهضـة التـي ستوحـد الشعـوب و الأفراد أمام قيم التعايـش و السلـم، و يكـون الضميـر الإنسانـي العالمـي فيهـا صـاحـب الـدور الـرئيـس فـــي حـمايـة الحـقـوق و الـكـرامـة و المـسـاواة و الـحريـة دون الـحـاجـة إلــى النـظـر إلــى الــعـرق أو الــديـن أو الـلـون.

لـقـد شـهـد الـتاريـخ كـوارث إنـسانيـة كـثيـرة تدمـع مـع ذكـرهـا الـعيـون و تــدمــى الـقـلــوب فـــي عـهــد الإعـــلان الــعــالمــي لـحقــوق الإنـســان و أمــام أنـظـــار شعـــوب الأمـــم المتـحــدة، و قــد أفـســدت هــذه الكــوارث نشـوة الفــرح و خيبـت آمــال دعــاة الحــريــة و السلـم فـي قيـام حضـارة إنسـانيـة يكـون قوامـهـا السـلـم و العـدل و التعـايـش بعـد تحقـيـق العـالـم لـذلـك الحـلـم العـظـيـم "الإعـلان الـعـالمـي لحـقـوق الإنـسـان" الـذي حـدد مـفـهومــا كـونيــا للديمـقـراطـيــة. و رغــم منـاشـدات الأمــم المـتــحـدة و جهـودهـا العـظيـمـة، نجـد قــوى الاسـتـبـداد غـيـر مكـثـرة مـصـرة علــى المضـي فـي غيّها موظفة كل إمكاناتها في التقتيل و الإبادة الجماعية للمدنيين و العزل و في اقتراف الجرائم الفظيعة، و لنا في تاريخنا الحديث أمثلة كثيرة عــن هــذه الـجـرائـم، مـنـهــا عـلـى سـبيـل المـثــال:

المذبحـة أو الابادة الأرمينيـة (المذبحـة الكـبرى) ضـد شعـب أرمينيـا المسيحـي و التـي راح ضحيتها مـا بيـن 1 مليـون و واحـد و نصـف مليـون شخـص ضمـن أوسـع عـــمـــلــيـــة قـــتـــل مــمــــنــهـــج و تــرحــيـــل قــســري نــفــذتــه الإمـبـراطــوريـة الــعثـمـانـيـة.

وتحيل التسميات التي أعطيت لهذه الجريمة على القتل المتعمد والممنهج للسكان الأرمن وحجمها وأعداد القتلى والضحايا التي اقترفها الجيش العثماني خلال فترة الحرب العالمية الأولى وبعدها. فضلا عن حملات الترحيل القسري في مسيرات لمسافات طويلة وفي ظروف قاسية، وتعرض العديد من النساء للاغتصاب حسب المعطيات التاريخية، وتم ذلك في عهد السلطان عبد الحميد حاكم الدولة العثمانية.

ويعرّف مؤرخون مذابح الأرمن أو الابادة الأرمنية على أنها من جرائم الابادة الأولى في التاريخ الحديث. ويرتكز المبحث التاريخي في الأغلب، على الطريقة الممنهجة والمنظمة التي تمت وفقها هذه الجرائم، وكان هدفها القضاء على الشعب الأرمني المسيحي وطمس معالمه بغية السيطرة التامة على أراضيه، وتصر تركيا اليوم، والعالم يخلد ذكرى هذه الأحداث الأليمة، على رفض تسمية "الابادة الجماعية للأرمن".

ومن الأماكن الشاهدة على فضاعات الجرائم المرتكبة في حق الشعب الأرمني، مقبرة جبل "مرقدة"، على 80 كلم من دير الزور، والذي يضم رفاتا لقتلى أرمن. وتظل كنيسة "هداء الأرمن" بدير الزور بسوريا، من أهم المعالم الشاهدة على النزوح الأرمني واحتضانهم من طرف الشعب السوري، علما أن قوات داعش الارهابية هاجمت الكنيسة في العام الماضي مخلفة دمارا فادحا في بيانيتها، والتي ووجهت بادانة دولية واسعة، ويضم الدور السفلي للكنيسة عمودا يخترق منتصف الكنيسة يسمى بعمود الانبعاث، جمعت فيه عظام وجمامج الشهداء التي انتشلت من مواقع القتل في سوريا. ويحج الى هذه الكنيسة كل عام مجموعات من الأرمن للترحم على أسلافهم وتذكر المحن التي قاسوها.

والملاحظ، أن حادثة الأرمن اتخذت هذا العام بعدا دوليا أقوى من أي وقت مضى في ذكراها المائوية، ويرجع الفضل الأكبر لذلك، الى بابا الفاتكان فرنسيس الذي وصف الأحداث بالابادة في حق الأرمن واعتبر ضحاياها شهداء، وهو ماواجهته حكومة أردوغان بغضب وتنديد بالتسمية، رغم فضاعة الحادثة والتي توثقها الصور والوثائق التاريخية. وحتى اليوم، فقد اعترفت حوالي 20 دولة رسميا بالمذابح.
ومن المنظمات الدولية التي تعترف رسميا بالإبادة الأرمنية تشمل: الامم المتحدة، البرلمان الأوروبي، مجلس أوروبا، مجلس الكنائس العالمي، منظمة حقوق الانسان، جمعية حقوق الإنسان التركية ميركوسور، جمعية الشبان المسيحيين.



#نبيل_بكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اقالة وزيرة الداخلية المغربي بسبب قمع وحشي لوقفة انسانية تضا ...
- شهداء حافلة الجنوب المغربي.. أطفال لا حكومة لهم
- مشروع القانون الجنائي المغربي والجدل الدائر حوله
- اغناء رجال المخزن على حساب معيشة المواطنين
- أدبيات مجلة -مساحات- للتدوين الجماعي
- العدالة و التنمية الحاكم، و الوضعية الاجتماعية و الحقوقية في ...
- القضاء المغربي في قفص الاتهام
- مصر الجريحة في حاجة إلى أصدقاءها
- الأحكام القضائية تعيد الحياة لحركة 20 فبراير
- الديكتاتور أردوعان
- الجزء الثالث- مقتطف من كتاب لدي حلم - 2008 ثلاث انتفاضات متت ...
- مقتل الطالب المغربي الإسلامي بين السياسي و الإنساني و قيم ال ...
- مقتطف من كتاب- لدي حلم- من تأليف نبيل بكاني
- -تشرميل- الدولة المغربية
- قضية فساد.. وزير المالية المغربي الأسبق صلاح الدين مزوار
- محاربة الفساد مع وقف التنفيذ، النموذج محاكمة مسرب وثيقة صلاح ...
- الدورة العشرون للمجلس الوطني للجامعة الوطنية للأندية السينما ...
- عودة باسم يوسف
- معانات الأفارقة غير الشرعيين بالمغرب
- وداعا مانديلا..


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- لمحات من تاريخ اتفاقات السلام / المنصور جعفر
- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - نبيل بكاني - الى روح شهداء الابادة التركية في حق الأرمن